بانوراما انتخابية.. الإسلاميون في الانتخابات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

بانوراما انتخابية.. الإسلاميون في الانتخابات ..... بقلم/ د. عصام العريان

هذا العام هو عام الانتخابات في معظم بلاد العالم الإسلامي، ومشاركة التيارات الإسلامية في هذه الانتخابات أصبحت أمرًا مستقرًّا ومحلاًّ لاهتمام كافة المراقبين المحليِّين السياسيِّين والاجتماعيِّين.

ويتساءل كثيرون عن جدوى مشاركة الإسلاميين في كل تلك الانتخابات التي تبدو لدارسي السياسة والمحترفين طحنًا بلا طحين وضجيجًا لا فائدة منه؛ لأن الانتخابات في معظم بلادنا لا تؤدي إلى تغيير يُذكر ولا تداول للسلطة ككل الانتخابات في العالم الحر الديمقراطي.

ونتوقف عند أهم تلك المحطات الانتخابية للتأمل وطرح الأسئلة لينتبَّه المراقب المسلم الحركي، وليس مهمة الكاتب أن يطرح الحلول دومًا، فقد لا يكون لديه حلٌّ سريعٌ، ولكن مجرد طرح السؤال الصحيح يؤدي إلى نصف الجواب كما يقال.

أشهر آخر تلك الانتخابات التي تمَّت مؤخرًا هي الكويتية؛ لانتخاب مجلس أمة جديد بعد أزمة شديدة أدَّت إلى حلِّ المجلس بعد سنة واحدة بعد استقالة الحكومة، وقد كان للإسلاميين في المجلس المنفضّ (21) نائبًا من (50) فكانوا القوة الضاربة فيه.

وهنا يثور سؤال: ما الذي قدمه هؤلاء الإسلاميون من كافة تياراتهم؛ الإخوان (3 نواب) والسلفيين المنظمين (4 نواب) وبقية المستقلين؟! وهل كانت اهتماماتهم مواكبةً لتطور المجتمع الكويتي ومشكلاته أم ركَّزوا على قضايا هامشية أو محلّ اهتمام المحافظين من الإسلاميين في الشعب الكويتي فقط؟! وهل كان رهانهم على الصوت الانتخابي أم نهضة الأمة وقضاياها الخطيرة؟! وهل كانوا مشاركين لنواب التأزيم الذين أدَّت استجواباتهم إلى حلِّ المجلس واستقالة الحكومة؟!

تلك الأسئلة أصبحت مهمةً بعد التراجع الكبير الذي حدث في النتائج التي وصلت إلى حوالي 50%، وكان الإخوان أكبر المتراجعين من 6 إلى 3 إلى مقعد واحد في المجلس الجديد خلال 3 انتخابات لا يشوبها شبهة تزوير.

وقد صاحب ذلك التراجع انتخاب أول 4 سيدات منهن اثنتان شيعيتان بعد عدة محاولات، وزيادة مقاعد الليبراليين في المجلس، فهل كان ذلك على حساب الإسلاميين أم كان خصمًا من رصيد آخرين؟! وهل تشكِّل تلك النتائج ضماناتٍ للمتسائلين والمتخوِّفين من الصعود المتتالي للإسلاميين خلال العقدين الأخيرين بما يتعلق بأمرين مهمَّين في أي مسيرة ديمقراطية وانتخابات حرة (الأولى: ضمانة شعبية لتوازن القوى في المجتمع وعدم سيطرة قوة واحدة على الأغلبية البرلمانية لفترة طويلة، والثانية: اقتناع الإسلاميين بجوهر العملية الديمقراطية الانتخابية وأنها مكسب وخسارة، وليست صعودًا مستمرًّا)؟! وهل يؤدي ذلك كله إلى ترسيخ ثقافة التنوع والتعدد والاختلاف في المجتمعات العربية والإسلامية، خاصةً أنها تأتي من مجتمع محافظ بطبيعته.

في المقابل حقق الإخوة في حزب "العدالة والتنمية" بالمغرب اختراقًا واضحًا مهمًّا في الحياة النقابية العمالية؛ حيث حقَّقوا نتائج جيدة لأول مرة، مما يعني ترسيخ أقدامهم في موقع جديد له دور في الحياة السياسية المغربية.

وحدث تراجع ليس له مبرر واضح في مسيرة الإصلاح؛ بسبب تأجيل الانتخابات البلدية في السعودية لمدة عامين، بعد أن تفاءل الجميع ببدء المسيرة التي أحدثت حراكًا في مجتمع ما زال يتدرَّب على ثقافة التنافس والاختلاف والانتخابات.

لا تعرف السعودية الآن الانتخابات إلا في مجالين: الغرف التجارية والبلديات.. الغرف التجارية استقرت تقريبًا ووصل التنافس إلى مستويات جيدة، وكانت البداية في البدايات مشجعةً، وأسفرت عن نجاح وجوه إسلامية متنوعة وإصلاحية.

وانتكست التجربة الموريتانية بقوة بعد الانقلاب العسكري، وبات مصير الانتخابات الرئاسية في مهبِّ الريح، بعد التنازع الشديد على إجرائها ووقوف التجمع الديمقراطي ضد إجرائها في ظل استمرار ولاية الرئيس السابق، على الرغم من الانقلاب العسكري الذي لا يعترفون بآثاره ولا نتائجه، ويحاول رئيس المجلس العسكري الالتفاف على القواعد ليصل إلى الحكم من جديد عبر الانتخابات، وقد فشلت كل محاولات رأب الصدع.

الانتخابات الأخرى التي يترقَّبها الجميع بتوتر شديد هي "اللبنانية"؛ لأنها لن تعكس هذه المرة التركيبة الطائفية، لكن ستعكس التحالفات السياسية اللبنانية والصراعات الإقليمية.

أهمية هذه الانتخابات أنها تجري في ساحة تعكس قوة اللاعبين الدوليين والإقليميين، ويمارس "حزب الله" و"العماد ميشيل عون" حربًا نفسيةً كبيرةً؛ حيث يؤكدان أن النتائج محسومة لصالح المعارضة والممانعة، إلى الحد الذي باتوا يهدِّدون فريق الموالاة بإمكانية حكم لبنان منفردَين إذا رفض هؤلاء المشاركة على قاعدة الثلث الضامن.

ووصلت جرأة السيد حسن نصر الله إلى القول بأن المعارضة قادرةٌ على حكم 100 بلد مثل لبنان في تحدٍّ واضح، ووصلت المساجلات الانتخابية إلى حدِّ اعتبار يوم 7 آيار (مايو) المؤلم يومًا تاريخيًّا، ودفاع العماد عون عما حدث في ذلك اليوم الحزين بأنه كان دفاعًا عن المقاومة؛ مما أدى إلى تصاعد احتجاجات قادة من الطائفية السنية المعروفين بتأييدهم للمقاومة وحزب الله، مثل "الرئيس سليم الحص"، و"الرئيس كرامي"، و"الرئيس نجيب ميقاتي" إلى الاحتجاج علنًا على ذلك الوصف.

بعد أيام ينقشع غبار الانتخابات، وتشرق شمس جديدة على لبنان الذي أدرك الجميع أنه ساحة- كما كان من قبل- للتنافسات الدولية والإقليمية؛ مما دعا نائب الرئيس الأمريكي لزيارته قبل أيام من الانتخابات.

تركيبة لبنان الطائفية لا تسمح لأي فريق سياسي أو طائفي أن ينفرد بالقرارات، بل يعمل وفق قاعدة مستقرة: "لا غالب ولا مغلوب"، لكن النتيجة المهمة هي عدم قدرة أمريكا وحلفائها على شطب المقاومة والممانعة من المنطقة، وتقوية الجناح المعارض للسياسات الأمريكية في العالم العربي والإسلامي، وستمثل هزيمة "الموالاة" نكسةً جديدةً للمشروع الأمريكي.

هناك انتخابات لن تؤثر نتائجها كثيرًا مثل "إيران"؛ حيث إن التنافس بين المحافظين والإصلاحيين لن يؤثر كثيرًا في سياسات إيران الخارجية أو الدفاعية التي يمسك بخيوطها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية "آية الله خامنئي"، ولكن سيكون لها أثر على التدافع الداخلي ودور الملالي ورجال الدين مقابل دور التكنوقراط والجامعيين ورجال المال والبازار.

ومع ذلك فإن إعادة انتخاب "أحمدي نجاد" بخطابه الثوري سيكون له دلالة أيضًا على مزاج الشعب الإيراني، وسيشكِّل تحديًا جديدًا ومستمرًّا للنفوذ الأمريكي والصهيوني

هناك انتخاباتٌ محلُّ جدل لم يستقرَّ الأطراف على إجرائها ولا قانونها ولا تاريخها، وهي الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والبرلمانية، وهناك شكوك كثيرة لدى "حماس" حول ضمانات نزاهة تلك الانتخابات في ظل المطاردات المستمرة في الضفة الغربية والتحالف الوثيق بين السلطة والأمن في الضفة الغربية مع قوى إقليمية ضليعة في تزوير الانتخابات، وجنرالات أمريكية وصهاينة سيكون لهم اليد الطولى في إخراج الانتخابات والنتائج الهادفة إلى إخراج "حماس" من المعادلة لتتمَّ الطبخة الصهيونية المسمومة الهادفة إلى الوصول لصفقة إنهاء الصراع بتوقيع من "عباس" و"فياض" ولقطع الطريق على نهضة فتحاوية متوقعة إذا انعقد المؤتمر السادس الذي ينتظره الفتحاويون منذ عشرين سنة.


فواصل

شذوذ يثبت القاعدة

لم يشذَّ عن حالة التعاطف مع أسرة الرئيس وأصهاره في مصابهم الأليم بفقد الحفيد "محمد" إلا المحامي المسيحي "موريس صادق" الذي أرسل رسالةً مقزّزة عبر البريد الالكتروني تحمل قدرًا هائلاً من الشماتة والكراهية والخروج على القيم الإنسانية.

فقد الأحفاد "أعز الولد" له تأثير كبير في النفوس، وقد يُحدث تغييراتٍ كبيرةً في الكبار.


حال الدنيا.. أتراح وأفراح!

لا تتوقف الحياة لفقد عزيز ولا رحيل صديق، فقد تمَّ زفاف الصحفي الشاب عبد المنعم محمود على الصحفية إيمان عبد المنعم بعد طول انتظار، فلهم نقول: "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"، ورزقكم الله الذرية الصالحة.


ذكرى رحيل المرشد الذي أعاد للجماعة رونقها

مرَّت ذكرى رحيل الأستاذ عمر التلمساني الذي أعاد للإخوان رونقها بعد سنوات سجن طويلة وعصيبة، نال الإخوانَ منها من التشويه الإعلامي والتعتيم التام والسجون والمحن الكثيرُ، رحمة الله عليك يا أستاذي العظيم، وهذا لا يوفيك حقَّك علينا، ولعل لنا عودة تفصيلية.


المصدر : نافذة مصر