بأية لغة يتحدث هؤلاء ؟؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


بأية لغة يتحدث هؤلاء ؟؟ .. مقالة لمعتقل الإخوان الأستاذ عبد العزيز النجار

البرلمان المصري

لغة عجيبة تلك التي رأيتها تخرج من أفواه نخبة العمل السياسي والبرلماني في مصر في جلسة من جلسات مجلس الشعب الأخيرة والتي كانت تناقش واحدة من أخطر قضايا الاقتصاد والأمن القومي للدولة وهى قضية تصدير الغاز المصري لدولة إسرائيل.

إذن الموضوع ليس قضية أدبية أو فنية أو إبداع يسمح بتناقض الآراء واختلافها اختلافا بينا لأنه لن يُبنى عليها عمل أو تصرف قد يخل بثوابت الأمة.


والموضوع لا يمس شريحة بعينها من المجتمع قد تتعارض مصالحها مع شرائح أخرى فيسمح فيها أيضا باختلاف وجهات النظر وتتعدد فيها الآراء . والموضوع لا يمس أيديولوجية دينية أو سياسية أو اقتصادية بحيث يُعَبَّر فيه عن الرأي انطلاقا من هذه الخلفية الدينية أو السياسية أو الاقتصادية ولكن القضية تمس الاقتصاد والأمن القومي لمصر ومن الواضح أن لها محوران الأول اقتصادي وهو الأقل خطرا، والثاني الأمن القومي وهو الذي لا يُسمح فيه بالاختلاف.


بالنسبة للمحور الأول وفيه القضية الأكثر وضوحا وهى بيع الغاز المصري بسعر أقل بكثير من السعر العالمي ولمدة أكثر من عشرين عاما وبدون شروط تسمح بتعديل هذه الأسعار وفقا لآليات السوق. أي باختصار تحتكر إسرائيل استيراد الغاز المصري بصرف النظر عن احتياج مصر لهذا الغاز أو عن سعره العالمي ورغم بساطة هذا الأمر وشدة وضوحه إلا أن القرار السياسي الذي اتُّخذ كان عكس المفترض ورغم هذا فالخطورة ليست فى هذا المحور ولكنها فى المحور الثاني الأمن القومي ..


من هو العدو؟ ومن هو الصديق؟.. من الذي يحمى حدودك؟ ومن الذى يهددها؟ من الذى يمنعك من زيادة عدد جنودك على حدودك ويحدد عدد ونوعية الآليات والأسلحة المسموح لك باستخدامها ؟ من الذى يتدخل فى نوعية الأنشطة التى تقوم بها داخل أراضيك. ومن الذى لا يتدخل؟ من الذى اعتدى على أرضك وعلى مواطنيك على مدى ستين عاما؟ من الذى يُعلِّم أولاده أن وطنه يشتمل على الثلث الشمالى من أراضى مصر ؟ من الذى يهدد مسئولوه بتفجير السد العالى وإغراق مصر ؟ من الذى يأخذ هذا الغاز ويستخدمه كوقود يقتلك

ويقتل إخوانك به؟.

لكى تحدد من العدو ومن الصديق لابد وأن ننطلق من الثوابت العقدية والجغرافية والتاريخية وهى جميعا تشير إلى عدو أساسى ورئيسى لمصر على مدى قرن مضى.

ورغم الوضوح الكامل لهذا الأمر نسمع هذا الكلام :

"وإيه يعنى لما نصدر الغاز لإسرائيل ما فيه بينا وبينها اتفاقية سلام"

"إسرائيل سرقت 400 مليون برميل بترول من سيناء أثناء احتلالها من 67"

"بعيد عنكم وعن اللي وراكم لن نتورط فى حرب"

"احمد نجاد ممكن يضغط على زرار لسوريا وبعدين يقوم احدهم بضرب صاروخ وتتورط مصر"

هذه هى اللغة التى سمعتها من كبار رجالات العمل السياسى والبرلمانى ولا أدرى من أى خلفية ومن أى منطلق يتكلم هؤلاء ؟ لا أريد توجيه اتهامات ولكن أتمنى من نخبنا أن يفكروا قبل أن يتحدثوا؟ لقد وهبهم الله عقلا للاستخدام وليس للزينة.

المصدر : نافذة مصر