انتشــار الدعـوة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

بدأ إمامنا الشهيد دعوته بالتنقل بين " القهاوى " والمحلات العامة يحمل تحت إبطه سبورة صغيرة يستعين بها على شرح ما يريد ونظرا لما وهبه الله من أسلوب محبب الى القلوب عند الكلام عن الدعوة تزاحم عليه أصحاب المقاهى بالاسماعيلية كل يريد أن يكون الحديث فى مقهاه .

وكانت هذه الوسيلة تجرى يوميا بعد الفراغ من عمله فى المدرسة وظن الناس فى أول الأمر أنه واعظ من الذين ألفوهم وإن كان يتميز عنهم فى العرض والأسلوب حتى شركة قنال السويس على ما كان فيها من الدهاة المفكرين خدعوا بهذا المنظهر فى أول الأمر وساهمت الشركة فى إقامة مسجد للجماعة بالاسماعيلية بملحقاته من مدرسة أمهات المؤمنين وغيرها من المؤسسات الاجتماعية وتحضرنى حادثة طريفة إذ كان أ حد الاخوان يعمل سائقا بالشركة وكانت له دراجة يحضر بها يوميا من منزله الى مقر الشركة قبل الموعد المحدد للعمل فكان موضع تقدير من رؤسائه ثم بدا هذا الأخ يتأخر عن موعد العمل فدهش رئيسه وسأله عن سبب تغير عادته الدقيقة .. فقال الأخ : كانت لى دراجة أحضر بها قبل الميعاد ولكنى دعيت للمساهمة فى عمل من أعمال الاخوان فبعت الدراجة وقدمت ثمنها لفضيلة المرشد وأنا اليوم أحضر على قدمى فأضطر للتأخر عن موعدى وقدر له رئيسه هذه الأريحية فاشترى له دراجه جديدة وعاد الأخ الى المحافظة على مواعيده الدقيقة ولعل هذا الحادث يدلنا على مدى اقتناع الاخوان بالفكرة والثقة فى مرشدها والاستجابة الفورية لكل ما كان يدعوهم اليه من الانفاق فى سبيل الله ثم بدأ الاجتماع بالاخوان فى المسجد الجديد الذى كان يزدحم ليليا برواده للاستماع الى محاضرات فضيلة المرشد فلما انتقل الى القاهرة بدأت الاجتماعات فى مساء كل ثلاثاء بالمركز العام الذى أذكر أنه تنقل ما بين منزله أولا ثم الى دور أرضى فى حى ا لسيدة ذينب ثم الى لوكاندة البرلمان فى العتبة الخضراء ثم أستقر درس الثلاثاء أخيرا فى المركز العام فى الحلمية الجديدة .

فى هذه الفتترة بدأ طلبة الجامعة ينتبهون الى هذا الحدث الخطير فكان الجامعيون منهم يبثون الدعوة فى كليات الجامعة بين زملائهم الذين بدأ عددهم يتزايد مع مرور الأيام الىأ ن وصل الرأى العام الاسلامى فى الجامعة إلى أن ينجح كل أو أغلبية مرشحى الطلبة الاخوان فى اتحادات الطلبة الأمر الذى أزعج الحكم والأحزاب التى أ حست أن الشعب أخذ ينحو ناحية جديدة بعيدة عن فكرة الأحزاب وبدأت مقاومتهم للإخوان وفكرة الاخوان وفى الوقت نفسه بدأ الفاهمون فى القرى والأرياف ينتقلون بين أهليهم وأصدقائهم يبشرون بالنور الجديد فقامت شعب الاخوان فى قرية بعد قرية ثم تتالت المناطق ومراكز الجهاد فى كل أنحاء القطر وهنا أدرك أعداء الاسلام خطورة هذه الدعوة عليهم وبدأ التدبير السىء الخبيث ضد هذه الجماعة الطاهرة وكل يحاول القضاء على هذا المد الجديد لكنها محاولات باءت بالفشل . وكان الطالب الجامعى أو الأخ الداعى فى المدن والقرى إذا ما استوثق من صدق إيمان محدثه يقوم بتوجيه الدعوة اليه للقاء فضيلة المرشد ليقدم بيعته علىالعمل فى سبيل الله لا فى سبيل حسن البنا أو جماعة الاخوان المسلمين .. بدليل أن البيعة كانت تختتم مع المرشد بأنه لا سمع ولا طاعة إذا أمر بمعصية مما يقطع كما قلت بأننا لم نبايع شخصا لذاته ولكن كنا نبايع الله عز وجل { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } .

ثم ظهرت مجلة " الاخوان " و " النذير " وصحيفة الاخوان اليومية وكان من أهم عوامل الدعاية للإخوان المسلمين مهاجمة الحكم والأحزاب والاقطاع والصليبية والشيوعية والصهيونية ومحاربتهم للإخوا ن فى غير ما ترفق ولا هوادة . وعرف الناس من هذه النواحى أكثر مما عرفوه عن الاخوان ذاتهم . فالحق يزيده محاربوه وضوحا فى ضمير الناس . أضف الى هذا تنقلات الامام الشهيد المتواصلة للأقاليم ومن كان يرسلهم من الدعاه فى شتى أنحاء القطر .


فهرس الكتاب