المناورة الجوية الصهيونية رسالة لأمريكا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


'المناورة الجوية الصهيونية رسالة لأمريكا أن (إسرائيل) قادرة على ضرب إيران بمفردها'
المناورات الصهيونية

الخبير العسكري اللواء صفوت الزيات

أكد الخبير العسكري اللواء صفوت الزيات أن المناورات الجوية الصهيونية التي بدأت أمس الاثنين 18/5/2008م، تأتي في إطار استعداد الكيان لمواجهة أي حرب قادمة وإيصال رسائل لكل الأطراف بما فيها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن قطاع غزة لن يتعرض لحرب جديدة في المستقبل القريب.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في محافظة شمال غزة.

1. يجري الكيان الصهيوني منذ فترة مناورات عسكرية واسعة، وآخرها كانت أمس الاثنين 18/5/2009م وتستمر لأربعة أيام، برأيك ما هدف الصهاينة من تلك المناورات؟

القوة الجوية الإسرائيلية تقوم بتدريبات واسعة منذ العام السابق وآخرها المناورة التي جرت في بداية هذا الشهر، وهي تجري للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وآخر هذه التدريبات كانت على مسافات طويلة تبلغ نحو 2000 كم على مسار الحدود السورية التركية، وهي تهدف للتدرب على قصف مكثف للعمق الإيراني، والاحتلال الإسرائيلي يريد إيصال رسائل لكل الأطراف، وهي رسالة أيضاً للطرف الأمريكي حيث تتزامن هذه المناورة مع زيارة نتنياهو لأمريكا، وكأنه يريد أن يقول أن الاحتلال الإسرائيلي جاهز للعمل نيابة عنها وأنها ممكن أن تعمل بشكل منفرد بعيداً عن الولايات المتحدة، وهذا يؤكده ما تسرب من البيت الأبيض أن أوباما حذر نتنياهو من العمل بشكل منفرد ضد إيران، وهي أيضاً رسالة لدول المنطقة أن (إسرائيل) قادرة على فعل أي شيء، وتريد من هذه المناورات تهيئة المجتمع الإسرائيلي لحالات الحرب والطوارئ، وسيكون نهاية الشهر الجاري مناورة واسعة على مستوى الكيان يشترك فيها النسق السياسي والعسكري حول كيفية مواجهة الكيان لحرب شاملة وما يثيره الاحتلال الإسرائيلي من تصورات حول تعرضها لهجمات صاروخية متوسطة من حماس وحزب الله وضربات صاروخية طويلة المدى من إيران وسوريا، وهذا كله بقصد تهيئة المجتمع الصهيوني لحالة الحرب واستعداده لذلك.

2. في ظل هذا الوضع، هل نفهم أن الضربة الصهيونية لإيران ستكون قريبة ؟

أستبعد أن تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه ضربة لإيران في المدى القريب ولن تكون هذه الضربات قبل أقل من عام، لأنه حسب الاستخبارات الأمريكية ليس هناك برنامج نووي عسكري لدى إيران منذ أن أوقفت إيران ذلك عام 2003 ، وحتى إذا استأنفت إيران برنامجها النووي العسكري لن تنتج قنبلة نووية قبل عام 2013 إلى 2015 ، والاحتلال الإسرائيلي يتوقع ذلك في عامي 2010 ، 2011 وعليه لن يقدم الاحتلال الإسرائيلي على توجيه ضربة لإيران حتى تتضح الرؤية، وأمريكا كذلك ليس في عجلة من أمرها وهي تتجه نحو حل سياسي مع إيران لأنها مستنزفة في المنطقة ولا تستطيع الدخول في أي حرب.

3. ما هي الخيارات المطروحة أمام إيران في حال تعرضها لضربة صهيونية ؟

إيران خيارتها متعددة، وهي ستوجه ضربات لمن يرعى الكيان الصهيوني في المنطقة وليس للكيان نفسه وسيكون الرد براغماتياً، فإيران لديها 140 ألف جندي أمريكي كرهينة في العراق سيكونوا فريسة للجماعات العراقية التي تدين غالبيتها لإيران، ولديها قدرة عالية على القتال البحري في مضيق هرمز، وأمريكا تتحدث عن قدرة إيران لإغلاق المضيق من 4 أسابيع إلى 16 أسبوع، ولديها قدرة على تهديد المصالح الأمريكية في الخليج، ولديها نفوذ واسع في الجنوب الغربي من أفغانستان الذي تعاني فيه أمريكا من استنزاف كبير، نحن نقول أن أمريكا أكثر استيعاباً للثمن المدفوع من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما يفسر الرسالة التي وجهها أوباما لنتنياهو حول عدم استهداف إيران إلا بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة.

4. يشهد قطاع غزة حالة من الهدوء الحذر، هل سيستمر هذا الهدوء أم سيقوم الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب جديدة ضد القطاع؟

- الاحتلال الإسرائيلي يحاول الربط بين حماس و حزب الله و إيران على أنهم يعملون في إطار واحد، وهذا ترويج دعائي تهدف من خلاله لضرب المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ولكن المقاومة على درجة عالية من الرشد ولها برنامجها المستقل، والاحتلال الإسرائيلي يقول اليوم يجب حل المشكلة الإيرانية قبل الشروع بحل المشكلة الفلسطينية، وهذا يذكرنا بعام 1991 م حينما قال الصهاينة أن حل قضية القدس يكون عن طريق بغداد، وهم الآن يكررون نفس السيناريو، أن الطريق لحل القضية الفلسطينية يكون عن طريق طهران، وهذا حديث نتنياهو ليشكلوا حلف عربي ضد إيران وحشد الجهود لإسقاطها كما أسقطوا بغداد.

ونحن لن نكون أمام عدوان عسكري كبير على القطاع في الفترة الحالية كما حدث في الشتاء الماضي، والذي خطط له لمدة عامين بعد الحرب مباشرة على حزب الله، والذي فشل الاحتلال الإسرائيلي فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهدافها في حربها الأخيرة، والمقاومة الفلسطينية على درجة عالية من الرشد، وهي تركز في هذه الفترة على استعادة قدراتها القتالية، وليست معنية بخوض أي مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما يسبب الضيق لدى الطرف الصهيوني الذي يرغب في توريط المقاومة في أعمال رد ورد مضاد لثنيها عن مواصلة استعداداتها في هذه المرحلة.

المصدر:فلسطين الأن