المصريون.. من غلاء لحمة العيد إلى نار المدارس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المصريون .. من غلاء لحمة العيد إلى نار المدارس


من غلاء لحمة العيد إلى نار المدارس.jpg

كتب: سيد توكل

(03 سبتمبر 2017)

مقدمة

نشتري "لحمة" العيد أم مستلزمات المدارس؟، سؤال يدل على الحيرة الشديدة التي تعيشها الأسرة المصرية، التي أتعسها انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي في 30 يونيو 2013، نتيجة الانهيار الاقتصادي وانعدام القيمة الشرائية للجنيه، وتزامن عيد الأضحى بغلاء أسعار اللحوم مع بداية الموسم الدراسي الجديد، أو الغلاء الثاني.

من جانبه أكد رئيس شعبة الأدوات المكتبية في غرفة القاهرة التجارية، أحمد أبوجبل، في تصريح صحفي، أن حركة بيع الأدوات المدرسية ضعيفة بسبب موجة الغلاء الأخيرة، إضافة إلى تزامن الموسم الدراسي مع عيد الأضحى، وهو الأمر الذي أرهق ميزانية الأسرة المصرية، خاصة أن ماراثون الدروس الخصوصية بدأ في أغسطس 2017.

وأضاف أبو جبل، أن أسعار مستلزمات المدارس ارتفعت بنسبة تجاوزت 200% مقارنة بأسعار الترم الأول، سبتمبر 2016، تأثرا بتحرير العملة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وزيادة الرسوم الجمركية.

ارتفعت بنسبة 100%

وفي مطلع ديسمبر الماضي، أصدر السفيه السيسي قرارا جمهوريا بشأن تعديل بعض فئات التعريفة الجمركية على عدد كبير من السلع الاستهلاكية، تجاوز 350 سلعة، في مقدمتها الأدوات المكتبية، حيث ارتفعت الضريبة الجمركية عليها من 40% إلى 60%.

وقال رئيس شعبة الورق والمطابع في غرفة القاهرة التجارية، عمرو خضر، في تصريحات صحفية، إنه لا توجد أي أزمة في طباعة الكتب المدرسية للعام الدراسي الجديد، حيث انتهت المطابع من الكتب الخاصة بالفصل الدراسي الأول.

وأشار خضر، إلى أن أسعار الكراسات والكشاكيل والكتب الخارجية ارتفعت بنسبة 100% خلال الموسم الدراسي الحالي، نتيجة ارتفاع أسعار الورق بعد تحرير سعر الصرف، حيث تستورد مصر أكثر من 400 ألف طن من الورق بنسبة 70% من احتياجاتها المحلية التي تبلغ نحو 600 ألف طن سنويًا.

مواسم الغلاء

ويصادف كل عام حلول موعد الدراسة وعيد الأضحى معًا، فتجد المواطن المصري مغلوبا على أمره، فلا يدري ماذا يشتري، هل يقبل علي شراء لحم العيد ليفرح أولاده أم يشتري لهم ملابس العام الدراسي الجديد؟ وعبر المواطنون عن سخطهم من فشل سلطات الانقلاب بسبب ارتفاع الأسعار كل عام ولا أحد يشعر بهم من المسئولين، ومنهم من يتقاضي رواتب شهريه ضئيلة لا تكفي سوي جلب الطعام فقط.

من جانبه قال محمد حسين، موظف، إنه كل عام يتصادف حلول موسم العيد الأضحى والمدارس معاً مما يضغط على المواطن البسيط، قائلا "مش هشتري لحمة العيد لولادي عشان اقدر أجيب لبس المدارس وأدفع المصاريف".

وأضاف محسن محمود، أن لديه 4 أطفال ولا يقدر على مصاريف المعيشة الصعبة في الأوقات الطبيعية فماذا عن المواسم وفترة حلول العيد الأضحى وقرب المدارس؟ مؤكداً أن سياسات سلطات الانقلاب هي السبب الرئيسي في عزوف المواطنين عن شراء لحمة العيد.

"الدنيا غالية ومش بنبقي عارفين نجيب إيه ومنجبش إيه"، هكذا عبرت سهام محمد، عن حالة الضيق التي تشعر بها مع اقتراب موسم المدارس والعيد سويا، قائلة "منك لله يا سيسي".

الصبر على الفشل!

وفي خطابات كثيرة وبشكل مُعتاد، يُطالب السفيه السيسي، المواطنين بقبول الفقر والصبر عليه وعدم الشكوى تعبيرًا عن حب مصر والتضحية من أجلها، وكانت أبرز تلك التصريحات عندما قال: "إحنا فقراء أوي. محدش قال لكم إننا فقراء قوي؛ أنا بقول لكم احنا فقرا"،

ومن قبل ضرب السفيه بنفسه مثلًا على تحمّل الفقر حين قال إن ثلاجته ظلت فارغة إلا من المياه لعشر سنوات "ومحدش سمع صوتي". إذًا على المواطن المصري أن يتقشّف رُغمًا عنه، في مقابل نظام سياسي يرتع في الثراء، بين السيارات والطائرات والقصور الفارهة،

وليس ببعيد ما حدث أخيرًا من زيادات مستمرة في رواتب الجيش والشرطة والقضاء، وتعيين أبناء الوزراء وأبناء نواب برلمان الدم ومعارفهم في أفضل الوظائف التي يبدأ راتبها من 25 ألف جنيه فيما فوق، وشراء برلمان الدم لثلاث سيارات بـ18 مليون جنيه مصري.

المصدر