المشهد السياسي والإعلامي.. ارتباك يشعله “كومبارسات” مبارك والسيسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المشهد السياسي والإعلامي.. ارتباك يشعله "كومبارسات" مبارك والسيسي


المشهد السياسي والإعلامي.. ارتباك.jpg

محمد مصباح

(11 سبتمبر 2017)

يشهد الواقع السياسي الراهن ارتباكًا واسعًا؛ بفعل تداخل العديد من اللاعبين فيه وتضارب المصالح، ما بين رجال مبارك وجمال مبارك من ناحية، وعساكر أحمد شفيق والسيسي من النشطاء والإعلاميين من ناحية أخرى.

مؤخرا، أعلن المهندس ممدوح حمزة عن تشكيل جبهة معارضة ضد السياسة الحالية، تحت اسم "جبهة التضامن والتغيير"، تضمنت اتهامات للنظام الحالي؛ لتكون أول صوت من داخل النظام ينتقد النظام قبل انطلاق مسرحية انتخابات 2018 الهزلية.

وتستهدف الوثيقة دعم مرشح رئاسي ينافس قائد الانقلاب على المقعد، في دورته الثانية منذ الانقلاب العسكري في 2013، مع إلزامه بتبني مطالب ورؤية المجموعة والسعي إلى تحقيقها.

شارك في الاجتماعات التحضيرية للوثيقة كلٌ من:

عمرو موسى، وعمرو الشوبكي، وفريد زهران، وهشام جنينة، وشادي الغزالي، وأحمد البرعي، وعبد المنعم أبو الفتوح، وشريف الروبي، وخالد علي، وهشام الحريري، وحازم عبد العظيم، ومحمد أبو الغار.. وغيرهم.

واتفقت الجبهة الجديدة على تشكيل مجلس رئاسي لها، يتكون من "عمرو موسى، ومحمد أبو الغار، وعبد الجليل مصطفى، وشادي الغزالي، وعبد المنعم أبو الفتوح"، على أن تُنشر الوثيقة أول أكتوبر المقبل. من جانبهم، قرر عدد من الرموز السياسية الانقلابية القفز من سفينة ممدوح حمزة، وأعلنوا عن رفضهم للوثيقة وما تضمنته، كان على رأسهم عمرو موسى، رئيس المؤسسة المصرية لحماية الدستور.

وأكد المحامي خالد علي، أنه لا ينتمي لأي كيان سياسي خلاف حزب العيش والحرية "تحت التأسيس"، مؤكدا عدم علمه بوثيقة ممدوح حمزة، الأمر نفسه تكرر مع محمد أبو الغار، عضو جبهة الإنقاذ سابقا، الذي نفى قيامه بأي مشاورات لها علاقة بالوثيقة من قريب أو بعيد.

تضمت الوثيقة اتهامات للنظام العسكري الانقلابي بأنه الأسوأ في تاريخ مصر الحديث، في ظل غياب الدستور والقانون، وتقليصه هامش الديمقراطية، وغياب الرؤية الاقتصادية، وانهيار منظومتي التعليم والصحة. وأشارت الوثيقة إلى أن مصر تواجه شبح التفكك؛ نتيجة التمييز الديني، وتغلغل الفكر السلفي، وزيادة الاستقطاب السياسي، وعودة الأجهزة الأمنية بشراسة، إضافة إلى التفريط في تراب الوطن.

فيما ظهر حمدين صباحي، الكومبارس القديم، في حوار على فضائية "أون تي في"، مؤكدا أنه لن يترشح مرة أخرى للرئاسة، داعيا إلى تكوين جبهة معارضة ضد السيسي؛ لأن هذه السلطة أضعف وأفشل سلطة حكمت مصر، وتداري ضعفها باستخدام القوة المفرطة وتكميم الأفواه.

أما الكومبارس الجديد عمرو موسى، فظهر في مداخلة هاتفية على الفضائية ذاتها، لينفي ما تردد حول ضلوعه في المشاركة بوثيقة ممدوح حمزة، داعيا إلى أن يكمل السيسي فترة الرئاسة الثانية؛ ليتم مشروعه الذي بدأه!. وأثارت تصريحات الكومبارسين حالة من الاستياء بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من الكومبارس القديم والكومبارس الحالي.

صراع إعلامي بين أجنحة مبارك والسيسي وشفيق

وعلى الصعيد الإعلامي، فاجأ رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأسبق في عهد حسني مبارك، محمد علي إبراهيم، الوسط الصحفي والسياسي، بهجوم حاد على الصحفي والإعلامي الموالي للنظام العسكري، خالد صلاح. وعبر مقال في موقع "مصر العربية"، وصف الأول الأخير بأنه "عاهرة الصحافة".

كما يشهد الوسط الإعلامي المصري حالة من "الردح" بين أنصار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والصحفي عبد الرحيم علي، المؤيد للفريق أحمد شفيق، على إثر هجوم صحيفة "البوابة نيوز" التي يترأس تحريرها عبد الرحيم علي؛ على النظام، واتهامه بالعجز عن توقيف وزير داخلية مبارك، حبيب العادلي، الهارب من حكم بالسجن، وهو ما تسبب في منع السلطات طباعة عدد الصحيفة الأحد قبل الماضي.

ويقول مراقبون، إن هذه الصراعات حقيقية وتأتي قبل انتخابات الرئاسة في 2018، وهي بين المرشحين المحتملين:

عبد الفتاح السيسي، والفريق أحمد شفيق، وجمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث يشحن كل طرف ضد الآخر في معركة اللاعودة و"حرق مراكب" الآخرين. بينما يرى آخرون أن تلك "المعارك"؛ إنما هي لإلهاء المصريين عن معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية، وتدهور أوضاع الحقوق والحريات، وقضايا مثل تيران وصنافير.

فمن جانبه، يرى الكاتب قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة ورئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، أن "مقال الكاتب المباركي (نسبة لمبارك) محمد علي إبراهيم، الذي يمسح فيه الأرض بزميله الكاتب خالد صلاح، ويصفه بعاهرة الصحافة؛ هو نموذج لصراع الجواري في بلاط السلطان"، على حد وصفه.

وأضاف:

"هذه الصراعات الوهمية لا تقوم على قضية حيوية للشعب، وليس هناك من أطراف هذه الصراعات من يتبنى قضايا تشغل الناس مثل الحالة الاقتصادية أو قضايا الحريات مثلا، بل جميعهم كانوا ولا زالوا مع قمع هذه الحريات، وهم الآن يحترقون بهذا القمع".

بينما يرى المحلل السياسي والإعلامي، عماد البحيري، أن

"هذه المعركة بين الإعلاميين لا تهم الشعب، فهي أداة إلهاء له عما يعانيه من سوء الأوضاع"، مؤكدا أنها "معركة حقيقية بين دولة مبارك ودولة الجنرالات وخصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية 2018".

وأضاف البحيري:

"رفض الإدارة الأمريكية للتعديلات الدستورية وبغض النظر أنه يطعن في سيادة الدولة المصرية، إلا أنه أربك خطط نظام الانقلاب، وأصبح السيسي يشك في أن المجتمع الدولي والإقليمي يرغب في استبداله عبر جنرال آخر، وبالتأكيد سيكون هو أحمد شفيق"، وفق تقديره.

المصدر