المرشد العام للإخوان يدعو لإصلاح الأمم المتحدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المرشد العام للإخوان يدعو لإصلاح الأمم المتحدة


(10-12-2004)

كتب: محمد الشريف

دعا المرشد العام للإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- إلى إصلاح الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا الكيان الكبير بات لا يحقق المقصد منه، ولا الآمال التي عُقدت عليه، والمهام التي أنيطت به، وعلى رأسها حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وقال عاكف في رسالته الأسبوعية إن ميثاق الأمم المتحدة الذي يحوى بين نصوصه مجموعةً من أنبل وأعظم المبادئ والغايات عصفت به تلك الثغرات المفزعة في تكوينه المؤسسي الذي كرَّس الأنانية والأثرة السياسية؛ حين ارتضى أن تتحكم في قراراته مجموعة من الدول الكبرى ذات الأهواء والمطامع لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة!!

حتى انفردت الولايات المتحدة بالقوة فزاد حالُ المنظمة العالمية بؤسًا وشقاء، حيث أصبحت- باعتراف العالم كله- مطية لإرادة القطب الأوحد، يحركها كيف شاء، ويستصدر منها ما يناسب رغباته، ويحقق طموحاته، وينفذ خططه ورؤاه للعالم.

وأضاف وحين لا تستطيع الولايات المتحدة تحقيقَ مرادها من الأمم المتحدة وباسمها فإنها لا تتورع عن تجاوزها، والتصرف بمفردها، بعيدًا عما تطنطن به من دعاوى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وبما يتناقض مع أسس الشرعية ومبادئ القانون!! وحالة العراق وغزوه الغشوم شاهد صدق لا يكذب على ذلك.

واستشهد المرشد العام بمواقف الأمم المتحدة من العالم الإسلامي وقال إن السجل السياسي للأمم المتحدة يبدو كالحًا وبغيضًا، فبعد بضع سنوات من تأسيسها حلت الكارثة بفلسطين، وانتزعت أراضيها عصابات الصهاينة التي هوت إليها من كل سبيل، وفي تآمرٍ دولي واضح صدر قرار تقسيم فلسطين بين أهلها والغاضبين الجدد في نوفمبر سنة 1947م، ثم اعترفت المنظمة الدولية بالكيان الصهيوني عضوًا مستقلاً ودولة ذات سيادة في العام التالي، لتقنن السيطرة على أراضى الآخرين بالقوة، وهو ما يناقض صراحة نصوص ميثاقها الذي قامت عليه.

وقد صدرت عشرات القرارات من هيئات الأمم المتحدة ومنظماتها تدين الكيان الصهيوني، وتدعو إلى انسحابه من الأراضي العربية التي احتلت بعد عدوان يونيو 1967م، لكن "الفيتو" الأمريكي ظل حاميًا للعدوان ودولته من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ليزداد الصلف الصهيوني همجية وطغيانًا، ودموية وإرهابًا.

وأضاف وما حدث من مأساة في فلسطين ومازال يحدث تحت سمع وبصر المنظمة الدولية العاجزة حدث مثله في قضية كشمير التي صدر قرارٌ من الأمم المتحدة يؤكد حق شعبها في تقرير المصير، لكن الهندَ المحتلةَ أراضي كشمير صمَّت أذنيها عن ذلك القرار، وضربت به عرض الحائط.

واحتُلت أفغانستان المسلمة مرتين تحت سمع وبصر- أو لنقل عجز- الأمم المتحدة، الأولى كانت بفعل الاتحاد السوفيتي قبل انهياره، والثانية منذ سنوات قليلة بفعل الولايات المتحدة! وفي البوسنة والهرسك كان الصرب والكروات يرتكبون مجازرهم التي يندى لها الجبين تحت سمع وبصر قوات حفظ السلام الدولية، التي لم يتورع بعض أفرادها عن مشاركتهم في مخازيهم الأخلاقية في بعض الأحيان، أما مأساة العراق والاحتلال الأمريكي البريطاني له بالرغم من اعتراض مجلس الأمن وغالبية دوله فما زالت حديث الساعة، والجرح الأليم الذي لم يندمل.

واستطرد الأستاذ عاكف قائلاً ونحن مع ذلك لا نستطيع أن نغفل الدور الإيجابي للأمم المتحدة ومنظماتها في النواحي الإغاثية والثقافية والإنمائية، وهو دور لنا عليه بعض المؤاخذات لكنه في النهاية يمثل جهدًا بشريًا تضامنيًا غير منكور، أما المؤاخذة فمصدرها أن عجز المنظمة الدولية أو تواطؤها هو السبب في هذه المآسي الإنسانية التي تحاول المنظمة نفسها التخفيف عنها، أو معالجة بعض آثارها.. فالتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين مثلاً هو فرع للمأساة الفلسطينية التي شاركت الأمم المتحدة في صنعها وإخراجها.

وشدد عاكف على أن فكرة امتلاك خمس دول كبرى- لها مصالحها وأهواؤها- حقَ النقض (الفيتو) ضد إجماع بقية دول العالم هي فكرة تتناقض مع مبادئ الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الشعوب، التي قامت الأمم المتحدة للتبشير بها، كما أنها تتناقض مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وهو أمرٌ ينبغي على الدول الإسلامية أعضاء المنظمة الدولية الالتفات إليه، والتنبيه الدائم عليه.

المصدر