الكويت مع الفلسطينيين ضد الصهاينة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


الكويت مع الفلسطينيين ضد الصهاينة

الحوار الفلسطينى الكويتى

أدان سياسيون وعلماء دين كويتيون- بقوة- الإرهابَ الصهيونيَّ المتواصل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وذلك في مناسبة استقبال السنة الخامسة للانتفاضة الفلسطينية، في ملتقى الأقصى السادس، الذي نظمته جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية قبل أيام تحت شعار: "معكم برغم الجدار والحصار" على مدى يومين.

في البداية أكد عضو مجلس الأمة الكويتي النائب ناصر الصانع أنه لا يوجد إرهابُ دولةٍ أكثر من الإرهاب الصهيوني ،فيما أكد الداعية الشيخ أحمد القطان أن علينا تربيةَ أبنائنا على محبة الله ورسوله والجهاد، لا على محبة طعام الهمبرجر ولبس الجينز والرقص، محذِّرًا من مخطَّطات اليهود المتصاعدة لهدم المسجد الأقصى على رؤوس المصلين في أقرب فرصة!!

فقد ذكر الصانع أن الفضائيات والإعلام انصرفَا لشَغل الناس بقضايا الترف وقضايا تُبعدهم عن واقع هذه الأمة، مؤكدًا أن "الاجتماع في أسبوع الأقصى هدفه إعلاء صوت شعبي واضح أمام القادة في كل أنحاء الأرض إلى قادة العالم الإسلامي وإلى قادة العالم العربي؛ لنُشعرهم بتخاذلهم تجاه هذه القضية.. نجتمع اليوم كي نخبر عن موقف ثابت لا يتزعزع، رغم كل الحملات التي تشكِّك بمن يقف وراء قضية القدس والأقصى ".

وقال الصانع:

ليعلم من يعلم أنه لن يثنيَنا ولن يُثنيَ عزمَنا ما يُقادُ من حملات للتشكيك في القوى الوطنية، والحملات الشعبية، وحملات جمع التبرعات، ودعم أسر الشهداء، ودعم الأسرى، والمطالبة بوضع النقاط على الحروف في أهم قضية تواجه أمتنا، وهي قضية فلسطين .. لا لن نتخاذل، ولن نقف متفرجين، ولن نستمع لمن يثيرون العُنصريات، ولن نملَّ، بل نتشرف بأن يكون نصيب من الوقفة ضد هذا الطغيان والبركان.. شارون وزمرته.. ونحن لا نواجه "شارون"، بل نواجه من يقف معه ويدعمه من أبناء جلدتنا وقادتنا وأحزابنا في أمتنا..!!

الحملة العالمية لمكافحة العدوان

وأضاف الصانع: "سعدتُ عندما سمعتُ بحملة أنشئِت على مستوى العالم الإسلامي تحت عنوان (الحملة العالمية لمكافحة العدوان)، وهي حملة أنشئت في 60 قطرًا إسلاميًّا؛ لكي تثير النخوة لمكافحة العدوان الثقافي الذي دخل على أمة المسلمين، والتغريب الثقافي، والعدوان الاقتصادي، والهيمنة على مقدراتنا.. هذه الحملة تُعيد لنا المنعةَ والعزةَ مجدَّدا، وتوقِف الزحفَ على قيمنا وأخلاقنا وتقاليدنا واقتصادنا وسياستنا، وتزيل الهيمنة التي تزحف إلينا".

وأوضح الصانع أن مصطلح (الإرهاب) يبرز اليوم كأبرز مصطلَح منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشهورة، ونحن سعداء بأن يتكلم الناس عن الإرهاب، ولكن حسب المفهوم الذي نراه، ولا يوجد إرهابُ دولةٍ أكثر من الإرهاب الصهيوني، وهذه النقطة يجب أن تكون واضحةً أمام المجتمِعين في نيويورك في الأمم المتحدة، وأمام كل المحافل الدولية، وإن كان هناك من عمليات استشهادية ووقفة لمنع انتهاك الأرواح والكرامات فهي أقل ما يقدمه الشعب الفلسطيني.

وأعرب الصانع عن أسفه أن نكون تحت الظلال الوارفة مستريحين ولا نقدم شيئًا، مع أنه يجب أن يكون لنا نصيبٌ من الحملة ضد ذلك الصنم والإرهاب، مضيفًا "كل يوم يفتحون ملفًّا في إحدى الدول الإسلامية بحجة أسلحة الدمار الشامل، والدولة الوحيدة في العالم التي تملك أسلحة الدمار الشامل هي دولة الكيان الصهيوني الذي لم يتحدث أحد عنها.. إرهاب ودمار شامل، وهو عنوان كل البيانات والقرارات التي صدرت في السنوات الأخيرة، ويتزعمها الكيان الصهيوني.. هذا المنطق الذي نريد أن تفلح فضائياتنا العربية في إيصاله إلى الشعوب الغربية؛ حتى لا يضعوا العالم الإسلامي في زاوية ضيقة ويطلقوا عليه الإرهاب".

وأفاد الصانع "سعدنا في الكويت أن نكون من مؤسسي مؤسسة القدس ، التي أُشهرت في بيروت وسُجلت في القانون اللبناني، وأَتشرف أن أكونَ أحدَ أعضاء الهيئة التأسيسية لهذه المنظمة التي عَقدت مؤتمرَها السنوي قبل أسابيع، وأقسم بالله!! لقد شعرت بالخجل وأنا أذهب إلى هذه المؤسسة وأجد الشعوب العربية والإسلامية تتسابق لنصرة القدس، ولا أجد للكويت نصيبًا إلا ما كان من جهود سابقة، وإني أحثُّكم أن نقف وقفةً حقيقيةً.. إن لم يكتب الله لنا أن نساهم بالدماء والأرواح فلا أقل من مساهمتنا بالمال والدعاء والمساهمة بحمل الهمِّ، وهناك مشروع اسمه (أصدقاء القدس)، وأتمنى من كل الذين يحبون القدس المساهمةَ فيه عبر استقطاع دائم لمبلغ أنت تحدِّدُه، ويخصَّص لمؤسسة القدس، وهي مؤسسة غير عسكرية ولا سياسية، بل مدنية لدعم القدس والتعليم.

مرحلة الإعداد

ومن جانبه قال الداعية الشيخ أحمد القطان "شاهدت الأطفال الفلسطينيين- الذين هُدمت بيوتهم بالبلدوزر- ينامون على الأرض، وينتقلون كل يوم من مكان إلى مكان مع آبائهم وأمهاتهم، يسمعون صوت الرصاص لا ينقطع في الليل والنهار، ونحن ننام في بيوتنا آمنين مع نسائنا وأطفالنا.. أيكفي أن نرفع هذا الشعار" !!

وأضاف القطان أن اليهود وقَّعوا مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وثيقةَ المدينة، ثمَّ غدَروا وخانوا، موضِّحًا أن الحجاب يُدَاس على أرض فلسطين بأيدي الجنود من إخوان القردة والخنازير وعبدة الطاغوت، وامرأة واحدة في المدينة المنورة في سوق الذهب- في بني قينقاع- أرادوا كشفَ عورتها فصاحت وآإسلاماه، فتقدم شابٌّ واحد، نشأ في مجتمع مسلم، وتربى في بيت النبي، ليدغع عنها مكر الماكرين، وحارب الرسول يهود بني قينقاع، وأجلى يهود النضير، وقتل يهود قريظة بخيانتهم الكبرى، وبعدها أعد العدة لخيبر الأقوى حصونًا، أعدَّ لهم فردًا واحدًا اسمه علي بن أبي طالب، وعندما خرج بطل اليهود يترنَّح "أنا الذي سمَّتني أمي مرحبًا"، خرج إليه علي وقال "أنا الذي سمتني أمي حيدرًا"، وهكذا استطاع هذا البطل أن يفتح خيبر بصفته "يحب الله ويحب رسوله ويحبه الله ورسوله".

وتساءل القطان: هل نربي أبناءَنا- بعد غزو الفضائيات- على محبة الله ورسوله أم على محبة إطعام الهمبرجر ولبس الجينز والرقص والبوس والغناء والحفلات؟! رجل واحد قبل أن يتقدم إلى خيبر كان الرمد في عينيه، ولا يستطيع أن يرى خطواتِه فنفثَ فيها النبي- صلى الله عليه وسلم- بريقه المبارَك فشُفيت إلى الأبد، والشباب المسلم عندما نربِّيه ليفتح القدس والأقصى لا يُغريه بريق الذهب ولا الدولار ولا الدينار، إنما يغريه أن يكون من الدعاة الهداة، وشاب واحد اسمه علي فتحَ خيبر، وعندما أبحثُ اليوم في أمتي عن شابٍّ لا يُغريه بريقُ الذهب والدولار أجده في شباب الانتفاضة وأبناء الحجارة.. !!

وقال القطان "لنعِش مرحلة الإعداد التي عاشها علي بن أبي طالب في بيت النبي- صلى الله عليه وسلم- ولنُخرج لهم مليون "عليِّ" يحمل الراية، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، عند ذلك يفتح الله، ونقول لدولة اليهود.. دولة الإرهاب- بعدما بنَت الجدار لتحميَ نفسَها من الاستشهاديين والاستشهاديات-: إننا نعلم ما تلمِّحون إليه هذه الأيام بأن الأقصى سيقَع على المصلِّين في رمضان بسبب زلزال، وهذا هو دأبكم القديم.

وأكد القطان أن اليهود "يخططون للكارثة، وقبل وقوعها أُنذر هذه الأمة وأُنذر كل الدول التي غيَّرت المفاهيم وسمَّت الجهاد إرهابًا وتطرفًا.. أقول لهم إن تركتم الكارثةَ تقع على رؤوس المسلمين في رمضان فإن الأقصى في قلب كل مؤمن ومؤمنة"، ولفت القطان إلى أننا نعيش الآن مرحلةَ الإعداد الخطيرة، وأنذر مبكرًا قبل أن تقع الكارثة، ويهوي الأقصى على رؤوس المصلين؛ بتهمة الزلزال البريء براءةَ الذئب من دم يوسف..!!

وشدد القطان على أنه لا صلحَ ولا تفويضَ ولا تفريطَ في أرض الجدود، والأمل بعد الله بالطفل في الانتفاضة، وبدعاء الأم التي تستغيب أرضَها يوم هدموا بيتها بالبلدوزر، شاهدتُّ فتاةً أمريكيةً في العشرين من عمرها جاءت من بلاد النَّعيم ووقفت أمام البلدوزر وهو يتقدم ليهدم بيتَ مسلم على أرض فلسطين ، وظلت واقفةً أمامه حتى دفعها وسحقها وطحنها وفرَمها بالحجر الفلسطيني المسلم، وهي كافرةٌ أمريكيةٌ في رَيعان شبابها، والناس في قُصورهم يرقصون ويغنُّون، أمَا نستحي على كل المستويات؟!

الدين قبل العواطف

من جانبه ألقى عيسى الظفيري كلمةَ جمعية الإصلاح الاجتماعي قائلاً: في عام الانتفاضة المباركة الخامس نرفع شعار الأسبوع (الأقصى السادس معكم)، رغم الجدار والحصار الذي دأبت جمعيتُكم على تنظيمه سنويًّا.. معكم رغم الجدار والحصار.. شعار يمليه علينا الدين قبل العواطف، وتُلزمنا به الأخوَّة قبل القوميات، وتدفعنا إليه الموالاة في الله- عز وجل- قبل الاتفاقات والمعاهدات.. قال تعالى: ﴿إِلاَ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ (الأنفال:73)، وهو شعار له مضامين ومتطلَّبات، وقال- صلى الله عليه وسلم-"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله- عز وجل- سرورٌ تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربه، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا".. معكم رغم الجدار والحصار.. عقيدةً وقربةً إلى الله عز وجل؛ لأن الأقصى أكبرُ من أن يكون قضيةَ شعبٍ وأرضٍ، بل هو همٌّ واهتمامٌ من المسلمين جميعًا، وهو جزءٌ من عقيدتنا، وارتباطُنا به أمر من الله عز وجل.

وأضاف الظفيري "في أسبوعنا هذا نحن بحاجة إلى أن نتذاكر مجموعةً من الأمور المرتبطة بقضيتنا العادلة، وحقنا الذي عنه لن نحيد، ومطلبنا الذي عنه لا نلين، وهدفنا الذي عن أنظارنا لا يغيب.. إن أسبوعنا هذا حديث عن البطولات والإنجازات.. مجالٌ وميدانٌ للفخر والاعتزاز بهذه الصدور التي تحمل همَّ الدين والذَّود عن حياضه، عن هذه السواعد التي تسعى لبناء المجد لأمتها، لهذه الهمم الشامخة التي لا تلين ولا تستكين وهي تواجه قوى الطغيان وفلول الغادرين.. نحن اليوم نجتمع لنسعد بصمود الأبطال والأفذاذ الذين يسترخِصون أرواحهم فداءً للدين، شعارُهم.. ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ (طه: 84).

وأوضح الظفيري "أننا في هذا المكان نلتقي لنشيد برجال الأقصى ونسائه، وشيبه وشبابه، وأطفاله الذين يُحيون في الأمة روحَ الاستعلاء على الطغيان، ويستصرخون في المتهاونين والمتخاذلين، وهم يروون أرض البطولات بمبادئهم ودمائهم، وهم يجعلون من أشلائهم الممزقة ودمائهم السائلة بعثًا للتضحيات وأملاً للانتصارات وطريقًا للفتوحات"، واعتبر الظفيري أن "اليهود ليسوا حمائمَ سلامٍ- كما يزعمون أو يُزعم لهم- ولا دعاةَ وفاقٍ، والقرآن خيرُ شاهد على مكرهم وكيدهم، فهم قتلة الأنبياء".. ﴿قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (البقرة:91)، وهم دعاة الفساد والإفساد والإرهاب..﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة:64).. إن كيدهم ومكرهم سيحيق بهم بإذن الله، وإن طغيانهم سيتحول ذلةً وهوانًا وصَغارًا، وإن انتفاشتهم ستطيش وتتلاشى بإذن الله.. قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم:47)، وقال: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (النور:55).

سُنَّة حسنة وحزينة!!

من جهته ذكر عبدالجليل الغربللي في كلمة الأمانة العامة لمؤتمر مقاومة التطبيع في دول الخليج أن تنظيم (أسبوع الأقصى) سُنةٌ حسنةٌ وحزينةٌ أن تتكرر مناسبات لضياع فلسطين ولضياع الضفة والجولان، ولم نكلِّف أنفسنا لعقد مؤتمر حول كيف نستطيع استرجاع الضفة والقدس أو الجولان؟! لم أسمع عن تجمع للقيادات العربية تحدِّد خطواتٍ عملية يقوم كلُّ طرف عربي بدور محدد ومتفَق عليه- كجزء من خطة متكاملة- لاسترجاع ما أُخذ بالقوة، وكأننا متخصصون في جلد الذات، والحسرة على ما فات، ونحولها إلى بكائيات، بينما الشعوب المتحضِّرة تتسامَى على النوائب وتضع الخطط لتنفيذها على الأرض..!! وقال الغربللي "إنني أتساءل بماذا أسمِّي هذا التقاعس الفاضح في بذل الحد الأدنى من التضحيات لتمكين المسلمين من استرداد الأقصى من أيدي الصهاينة"؟!

فهل قضية المسجد الأقصى خاصةٌ بالفلسطينيين المناضلين، الذين يجاهدون وظهورهم مكشوفة أم هي قضية المسلمين وبصفة خاصة العرب منهم؟! فإذا كان استرجاع بيت المقدس فرضَ عينٍ على كل مسلم فماذا نسمِّي عجز حكوماتنا العربية عن نصرة إخوتنا في الضفة والقطاع، وتمكينهم من إقامة دولتهم وتكون القدس عاصمةً لها؟! فإذا فرضنا جدلاً صِدق نواياهم تجاه استرجاع القدس لتكون عاصمةً للدولة الفلسطينية إنما هم سيساهمون في تخليص المسجد الأقصى من أيدي الصهاينة، ويحققون بذلك هدفَ مسلمي العالم وبشكل غير مباشر.. أما هذا التقاعس فلا نستطيع تفسيره إلا بعدم أهمية تخليص المسجد الأقصى، فهو لا يحتل أية أولوية لدى تلك الحكومات".

وأكد الغربللي "لا يهمنا في هذا المجال أيًّا من الخيارات يمكن التوصل اليها، سواءٌ في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس أو الاستناد إلى الشرعية الدولية واسترجاع الأردن لِما أخذ منه بالقوة في حرب 67، واسترداد كامل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، فكلا الخيارين يحقِّق هدف تخليص المسجد الأقصى من براثن الصهاينة، وخصوصًا أن كل المؤشرات والدلائل تشير إلى وصول داءِ الفساد والتربح، وشيء من مظاهر الحكم الشمولي يظهر واضحًا في كيان السلطة الفلسطينية ولسان حالها يقول الحال من بعضه، ولكن للأسف ظهر النفاق حول هذه القضية فأظهروا خلاف ما يبطنون، فكانت المحصلة النهائية أن ضرب الله علينا هذه الذلة والمسكنة وهذا الشقاق والتشرذم العربي الذي نعاني منه، وترك الجَمل بما حمل للفلسطينيين أن يستردوا حقوقهم إن استطاعوا، فإذا تمكن الفلسطينيون من استرداد الأقصى فخيرٌ وبركةٌ، وإذا انقطعت بهم السبل فللأقصى ربٌّ يحميه، وما تشكيل لجنة القدس إلا مظهرٌ من مظاهر التقية السياسية التي ابتلينا بها.

مرحلة جديدة من صراع طويل

من جهته أوضح المنسِّق العام للجنة (أنصار القدس) من جمعية المعلمين متعب العتيبي أن ما يدور هذه الأيام على أرض فلسطين المغتصَبة هو مرحلة جديدة من مراحل الصراع الطويل مع اليهود الصهاينة المعتدين، فكانت تلك الأحداث الدائرة تصعيدًا يهوديًّا، وشرارةً أشعلوها بأيديهم، أجبرت الشعب الفلسطيني الأعزل على أن يقحم في مواجهة غير متكافئة دفاعًا عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ومقدساتهم التي هي مقدسات المسلمين جميعًا.


وذكر العتيبي أن استمرار الكيان اليهودي في احتلاله للأرض الفلسطينية، وإنكاره لكل الحقوق الفلسطينية وممارساته القمعية والعدوانية الوحشية التي أخذت شكلَ ومحتوى جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل لَتؤكد- بصورة واضحة- طبيعةَ العدوان اليهودي العنصري وأطماعه التوسعية، التي ترفض إرسال مراقبين دوليين إلى المنطقة، أو أية قوات فاصلة ومراقبة بين خطوط التماس والتي قد تعمل على تهدئة الأوضاع، وأفاد العتيبي أن ما يُمارَس الآن من تهييج الإعلام العالمي على كل من يقاوم الكيان اليهودي المغتصب لأرض فلسطين يهدف إلى إعطاء اليهود المبرر والذريعة لاستمرار مكائدهم وجرائمهم واعتداءاتهم على المسلمين في فلسطين ، حتى أصبح كل شيء يمتُّ إلى مقاومة هذا الكيان الغاصب يصنَّف تحت مسمى الإرهاب والتطرف، وما كان بالأمس جهادًا مشروعًا ومقاومةً للاحتلال أصبح اليوم عنفًا وإرهابًا، ومع ذلك يحظى الكيان الصهيوني بالدعم.

وقال العتيبي: نحن إذ ندين الإرهاب الدولي الذي يمارسه شارون والغاصبون اليهود لأرض فلسطين، وندين إرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان اليهودي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وندين ما يجري على أرض فلسطين - من اعتداءٍ وقتلٍ وهدمٍ وتشريدٍ- انتهاكًا للمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وخرقًا للأعراف والمواثيق الدولية، ونرفض كذلك المحاولات الرامية إلى المساواة بين الإرهاب وبين حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته وممتلكاته.. لنؤكد أن معالجة قضية الإرهاب على المستوى الدولي لا يمكن أن تتحقَّق دون وضع نهائي وحاسم لإرهاب الدولة الذي يمارسه قادةُ اليهود الغاصبين لأرض فلسطين ، وما نراه من سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي عطلت القرارات الدولية المتعلقة بالكيان اليهودي الغاصب ليستمر في ممارسة ما يحلو له، فالأمن يصنعه العدل والإنصاف، أما القهر والعدوان فلا يصنعان سوى إثارة ودوافع الانتقام وبأي وسيلة ممكنة.

المصدر : إخوان أون لاين