العمل السري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
العمل السري


مقدمة

الإمام البنا في أحد الإجتماعات

هذه الشبهة يري بعض الناس أنها أخطر الشبه الموجهة إلى الجماعة، ويقولون: إن هذا المنهج ليس منهج رسول الله (صلي الله علية وسلم) وأيضا لا مصلحة فيه، دائما لا يأتي بخير، ويؤدي إلي دخول السجون والمعتقلات والقتل وغير هذا، والواقع أن الذي يقول هذه الشبهة جاهل بواقعه، وجاهل بشرع الله تعالى ، وبمنهج رسول الله (صلي الله علية وسلم)، فعمل الرسول !ز لم يخل من السرية وقتا ما، فقد كان قبل التمكين ينهج المنهج السري في تكوين جماعته، ولا أدل على ذلك من اختفائه في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وتكوين الجماعة فيها، وكذلك اختفاؤه في بيعة العقبة، ثم بعد هذا فإن الرسول (صلي الله علية وسلم) بعد أن مكن له وقامت الدولة كان أيضا ينهج هذا المنهج نفسه، فقد ثبت عنه (صلي الله علية وسلم) أنه كان إذا أراد أن يغزو جهة وري بغيرها، ففي بعض الأحيان يخرج من المدينة إلى جهة وهو يقصد سواها، وقد كان له بعض الأشخاص الذين يقومون ببعض الأعمال السرية الخاصة مثل عمرو بن أمية الضمري، ومثل عبدالله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان - أمين سر رسول الله (صلي الله علية وسلم).

أما إذا كان مقصودة بالعمل السري مثلا أن الجماعة تنظم بعض الدروس أو بعض الدورات أو تكون بعض الأشخاص، أو تسعي لجمع الكلمة من خلال اكتساب بعض الأشخاص وتوظيفهم في عمل معين يستوعبهم فهذا ليس محظورا لدي أحد، تقوم به الدول القائمة وحتى الأشخاص حتى لا يخلو أي شخص من عمل سري يقوم به ولديه كثير من الأسرار يكتمها.

والواقع أن الجماعة عملها ليس محصورا بالعمل السري فلديها بعض الجواب سرية وبعض الجوانب علنية، وهكذا كل دولة وكل تنظيم، وكل فرد في عمله بعض الجوانب السريه وبعض الجوانب العلنية، والجماعة تري علنية العمل وسرية التنظيم. أما المنهج فهو واضح وضوح الشمس في رائعة النهار، وليس فيه جديد، بل كله بالنصوص الشرعية والآثار التي سلكها الرسول لمج!ط وأصحابه، وتنزيلها على الواقع فقط هو الذي فيه تجديد، وذلك بتنقيح المناط وتحقيقه، وفي بعض الأحيان يضطر إلى تخريجه إذا جاء أمر لم يعهد من قبل، وكل هذه الأمور شرعية لا غبار عليها، وأما عن قصة الجهاز السري فقد أوضح ملابسات القيام به الأستاذ محمود عبدالحليم -أحد قادته فقال: (أدرك الأستاذ المرشد بحاسة القيادة التي وهبه الله إياها أن أعداء الدعوة التقليديين وهم المستعمرون وعلى رأسهم الإنجليز، ثم أذنابهم من الحكام المصريين الذين هم اليد العي يبطش بها هذا المستعمر.. أدرك أن هؤلاء الأعداء هم للدعوة بالمرصاد، وأن الدعوة يجب ألا تكون فريسة باردة لهم، بل أن تكون ذات شوكة لا يسهل التهامها، ومن هنا نبتت فكرة”النظام الخاص” للدفاع عن الدعوة.

وقد أدرك الأستاذ المرشد أن قضية فلسطين هي قضية الإخوان المسلمين، وأن الإنجليز بتواطئهم مع اليهود لن يعدلوا عن خطتهم ويسلموا البلاد لأهلها إلا مكرهين، وعلم الأستاذ المرشد أن الإنجليز يسلحون عصابات اليهود، وأنه لابد من معركة فاصلة بين الإخوان المسلمين وبين هذه العصابات مادام الإخوان مصرين على تحرير هذه البلاد وإنقاذ المسجد الأقصى الذي هو هدف اليهود الأصيل. وأدرك الأستاذ المرشد أن الحكومة المصرية والحكومات العربية حكومات ضعيفة هازلة متخاذلة بل متواطئة، وأن ليس في البلاد العربية جيوش سوئ الجيش المصري، ولكن هذا الجيش من الهزال والجهل وعدم الخبرة بحيث لا يقوي على مواجهة عصابات اليهود المدربة المسلحة بأحدث أسلحة الإنجليز والأمريكان، والتي تحارب على عقيدة مستمدة من دينهم.. أدرك الأستاذ المراشد هذا أيضا، فكان ذلك حافزا على سرعة الاستعداد بتكوين”النظام الخاص”.


العمل السري وعلاقته بالإحتلال

والملاحظ لهذه الفترة الغي ظهر فيها هذا التنظيم يدرك بغير عناء أنها كانت فترة احتلال وكفاح ضد المستعمر على أرض مصر له ولأعوانه، وعلى أرض فلسطين لليهود ومن وراءهم، وكان لابد لكل مسلم ولكل وطني غيور أن يستعد لإخراج المستعمرين، وليس الإخوان بدعا في ذلك ولا المسلمين، بل هذا أمر طبيعي تقوم به كل الشعوب حتى العابدين للبقر والصنم، لأن الاستعمار العسكري لا يمكن أن تتقبله أمة صاحبة كرامة، إلا إذا تودع منها، وهذا الفترة الجهادية لا يصلح معها إلا العمل السري، والاستعداد الخفي، وإلا فسيكون المعلن فيها إنسانا فقد عقله وعمله، لأن المستعمر له رجاله وجواسيسه الذين لا يهدأون لا ليلا ولا نهارا، وتصور أن حماس في فلسطين مثلا تعلن عن خلاياها وفدائييها، وتنشر أسماءهم وصورهم، ماذا يكون مصيرها ومصير جهادها، وتصور أن حزب الله في لبنان يكشف عن مواقعه ورجاله وأسراره للملأ، ماذا تكون النتيجة؟ وماذا يقول عنه البله فضلا عن العقلاء؟

والإخوان المسلمون لم يكونوا وحدهم في هذا الأمر، بل كل التنظيمات الوطنية في مصر كان لها تنظيما سرية مثل الإخوان، وقام الكل بأعمال جهادية وبطولية، ومن ذلك ما قام به الإخوان في حرب فلسطين من حرب لليهود، ومن مساندة الجيش المصري وجبر كسره، بشهادة كبار رجاله للإخوان أمام محاكم العهد الفاسد، ليحفظ التاريخ هذه الصفحات الرائعة نورا للأجيال وشهادة للمخلصين المجاهدين.


شهادة اللواء أحمد فؤاد صادق باشا قائد عام حملة فلسطين

س: نريد أن نعرف رأي سعادتكم بصفتكم قائدا عاما لحملة فلسطين عن موقف الإخوان والمتطوعين في هذه الحرب وفى ميدانها؟

ج: كانوا جنودا أبطالاً أدوا واجبهم على أحسن ما يكون.

س، هل يسمح الباشا أن يذكر لنا وقائع معينة تدل على البطولة؟

ج: نعم، سمعت بعد وصولي لرئاسة القوات في قلم المخابرات العسكرية أن اليهود يبحثون دائماً عن مواقع الإخوان ليتجنبوها في هجومهم، فبحثت عن حالتهم من الناحية الفنية، وأمرت بتمرينهم أسوة بالجنود ودخلوا مدارس التدريب، وأصبح يمكن الاعتماد عليهم في كثير من الأحوال التي تستدعي بطولة خاصة، مثلا: أرسلتهم من دير البلح إلى ما يقرب من 100 كيلو إلى الجنوب لملاقاة الهجوم الإسرائيلي على العريش فاستبسلوا وأدوا واجبهم تماما، واشتركوا أيضا في حملة للدفاع عن موقع 86 في دير البلح، وأعطيتهم واجبا من الواجبات الخطيرة فكانوا في كل مرة يقومون بأعمالهم ببطولة استحقوا من أجلها أن أكتب لرياسة مصر أطلب لهم مكافأة بنياشين، وذكرت بعضهم للشجاعة في الميدان، وبعضهم ذكر اسمه في الأوامر العسكرية، واتصلت بالحكومة في ذلك الوقت وطلبت منها مساعدة هؤلاء بأن يعطوهم أعمالا عندما يعودون ويعاونوا أسرهم والحكومة ردت ووافقت، وأرسلت تأخذ معلومات عنهم، وكان ده تكريم الحكومة لهم.

س، هل نفذت الحكومة هذا الوعد؟

ج: ما أعرفش ولكن عندما طلبت مني اعتقالهم رفضت ووضعتهم تحت حراستي الخاصة.

س : في أي تاريخ أرسل الباشا الإخوان ليحموا العريش ؟

ج: في المدة من 6 2 ديسمبر إلى 0 3 ديسمبر 1948م

س، أمر حل الإخوان صدر في 8 ديسمبر وتقرر سعادتكم أنكم أرسلتم هؤلاء المتطوعين في 26 ديسمبر إلى 30 ديسمبر سنة 1948م فماذا كانت الروع المعنوية بعد أمر الحل ؟

ج: أنا جاوبت على كده وقلت إنهم قاتلوا ببسالة ولم يؤثر قرار الحل على روحهم المعنوية.

س، ما الدور الخطير الذي قام به المتطوعون في دير البلح ؟

ج: قلت إنهم قاتلوا قتالا مجيدا، وعندما رأيت الخطر في المعركة فاعتمادي عليهم جعلني أقدم المتطوعين من الإخوان لأنهم أحسن ما لدي من الجنود.

س: حين صدر أمر الحل للجماعة هل أخطرت به من القاهرة؟

ج: كل الناس عرفت ولم يكن هناك سبب لإخطار خاص، وأنا عرفت من الرئاسة بالتليفون ومن الجرائد.

س، ما الشروط الواجبة في رجل العصابات ؟

ج: يكون فدائيا وعلى بطولة كاملة وإلمام ببعض العمليات العسكرية كنسف الطرق ووضع الألغام في طرق العربات – مهاجمة –كمين... الخ.

س، هل زرتم معسكر الإخوان المسلمين بفلسطين ؟

ج: أنا أعطيتهم أسلحة لمقابلة العدو وذلك تكملة لسلاحهم.

س، وكيف وقع اعتقالهم؟

ج: وقع ذلك بأمر حكومي.


شهادة اللواء أحمد علي المواوي بك قائد عام حملة فلسطين

س، عند دخول الجيوش النظامية أرفى فلسطين بقيادتكم ، هل كان يقاتل فيها متطوعون من الإخوان المسلمين ؟

ج: نعم لأنهم سبقوا بدخولهم القوات النظامية.

س: من كان من المتطوعين في معسكر البريج ؟

ج: كان فيه المتطوعون من الإخوان المسلمين.

س: هل استعان الجيش النظامي بالإخوان المسلمين ببعض العمليات الحزبية أثناء الحرب كطلاتع ودوريات وما إلى ذلك ؟

ج: نعم استعنا بالإخوان واستخدمناهم كقوة حقيقية تعمل على جانبنا الأيمن في الناحية الشرقية، وقد اشترك المتطوعون من الإخوان في كثير من المواقع أثناء الحرب في فلسطين، وبالطبع أننا ننتفع بمثل هؤلاء في مثل هذه الظروف.

س: ما مدى الروح المعنوية بين الإخوان المسلمين ؟

ج: الواقع أن كل المتطوعين من الإخوان وغيرهم كانت روحهم المعنوية قوية جدا، وقوية للغاية.

س: هل قام المتطوعون بعمليات نسف في صحراء النقب لطرق المواصلات وأنابيب المياه لفصل المستعمرات الصهيونية ؟

ج: نعم، وأذكر بالنسبة لروحهم المعنوية أنهم كانوا يطلبون دائما ألغاما للنسف وكانت في هذا الوقت الألغام متعذرة وأذكر أن هؤلاء الإخوان كانوا يقومون بدوريات ليلية يصلون فيها إلى النطاق الخارجي للمستعمرات اليهودية، وينزعون من تحت الأسلاك الشائكة الألغام التي يبثها اليهود وسط الأسلاك ويستعملونها في تلغيم الطرق الموصلة إلى المستعمرات اليهودية وقد نتج من جراء هذه الأعمال خسائر لليهود، وتقدم لي من جرائها مراقبو الهدنة يشتكون من هذه الأعمال التي كانت تعمل في وقت الهدنة.

س: وهل لم يكن عندكم الغام ؟

ج: معروف أن الجيش لم يكن عنده معدات كافية.

س: هل كلفتم المتطوعين بعمل عسكري لمي خاص عند مهاجمتكم العسلوج ؟

ج: نعم والعسلوج هذه بلد تقع على الطريق الشرقي واستولي عليها اليهود أول يوم هدنة، ولهذا البلد أهمية كبيرة جدا بالنسبة لخطوط المواصلات، وكانت رئاسة الجيش تهتم كل الاهتمام باسترجاع هذا البلد، حتى أن رئيس هيئة أركان حرب أرسل لي إشارة مهمة يقول فيها: لابد من استرجاع هذا البلد بالهجوم عليها من كلا الطرفين من الجانبين، فكلفت المرحوم أحمد عبدالعزيز بك بإرسال قوة من الشرق من المتطوعين وكانت صغيرة بقيادة ملازم، وأرسلت قوة كبيرة من الغرب تعاونها جميع الأسلحة، ولكن القوة الصغيرة هي التي تمكنت من دخول القرية والاستيلاء عليها. س: وكيف تغلبت القوة الصغيرة ؟

ج: القوة العربية كانت من الرديف وضعفت روحهم المعنوية، وبالرغم من وجود مدير العمليات الحربية فيها، إلا أن المسألة ليست مسألة ضباط، المسألة مسألة روح، إذا كانت الروح طيبة يمكن للضابط أن يعمل شيئا، لابد من ونجود روح معنوية. س: هل تعرف عدد المتطوعين من الإخوان ؟

ج: بلغ عدد المتطوعين من الإخوان عشرة آلاف.

س: هل تعلم أن متطوعين مصر معظمهم من الإخوان ؟

ج: أنا أعرف أن الإخوان كانوا أكثر من الفئات الأخرى .

س: والي أي تاريخ استمر دخول المتطوعين في فلسطين ؟

ج: أنم ا لم أظل في الجيش لغاية آخر الحرب، وإنما رجعت في نوفمبر سنة 1948م، أنا أرجعت الليبيين لأنهم لم يكن لهم فائدة بالمرة.

س: هل كان للمتطوعين أسلحة خاصة أم كانوا يستوردون أسلحة من الجيش ؟

ج: كانوا يحضرونها بمعرفتهم وأثناء الحرب كنت أعطيهم بعض الأسلحة والذخيرة كانت تنتهي فكنت أمولهم بالذخيرة، وأذكر أن طلب مني قائد غزة أن أعطيهم مدفع هاون فأمرت بإعطائهم.

س: بعد 15 مايو إلى نوفمبر ألم يدخل متطوعون جدد ؟

ج: أذكر لما ابتدأت أتقدم للشمال كان فيه الكتيبة السابعة وأنا سحبت هذه الكتيبة وحل محلها متطوعون في العريش، وكان ذلك بعد 15 مايو.

س: هل كان من الجائز أن ترد أسلحة إلى المتطوعين من غير طريق سلاح الحدود أو العريش ؟

ج:لا.. غير ممكن.

س: ألا يذكر حضرة الشاهد أنواع الأسلحة التي يستعملها الفدائيون المتطوعون ؟

ج: البندقية والرشاشات والهاونات.

انتهي التحقيق


الإخوان ومقاومة الإحتلال

هذا وقد قام الإخوان المسلمون ضد الإنجليز في مصر واليهود بمئات العمليات في قلب القاهرة وفي القنال، ومنها:

1 - تعطيل سفينة يهودية محملة بالسلاح إلى اليهود في فلسطين بتفجيرها في ميناء بورسعيد في يوم من أيام 1947م.

2 - إلقاء القنابل على الإنجليز في البارات وأماكن سكرهم وعربدتهم.

3 - حادث النادي الإنجليزي.

4 - حادث القطار الإنجليزي.

5 - حادث فندق الملك جورج، قذف مئات من سيارات الإنجليز بالقنابل.

6 - نسف مخزن الذخيرة الإنجليزي بأبي سلطان.

7 - تدمير أنابيب المياه وقطع أسلاك التليفونات، واصطياد الأطقم الإنجليزية التي تأتي للإصلاح في المعسكرات الإنجليزية.

8 -نسف قطار بريطاني في منطقة القنطرة.

9 - معارك كتيبة الجامعة بمنطقة القرين مع الإنجليز.

10 - معركة التل الكبير واستشهاد عمر شاهين، وأحمد المنيسي من طلبة الجامعة في المعركة.

11 - مهاجمة مطارات الإنجليز في الديفرسوار، ومطار كسفريت، وإحراق مخازن البترول في عتاقة.

12 - محاولة اغتيال البريجادير إكسهام من كبار القادة الإنجليز في الإسماعيلية.

13 - كمائن لإحدى الدوريات البريطانية.

هذا عدا المئات من العمليات الحربية ضد الإنجليز وقتل جنودهم، ونسف قطاراتهم الحربية، حتى ضج المستعمرون، وتأكدوا أن لا بقاء لهم في مصر وعزموا على الرحيل. هذه الأعمال وغيرها كان يقوم بها رجال المقاومة المسلحة السرية التي كانت معدة لذلك، واستطاعوا بشهادة الجميع أن يفعلوا الكثير الكثير.

هل يفهم هؤلاء الذين لا يعرفون ولا يقرؤون أن لكل مقام مقال ؟ ولكل ميدان عدة، وميدان السلم غير ميدان الحرب ، وفى كل هذا نجد أن حديث الرسول (صلي الله علية وسلم) يرد علي الجميع بقوله: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" خاصة إذا كان هناك أعداء متربصون ولا يرحمون.


للمزيد عن النظام الخاص

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات فيديو