الطوارئ وفلسطين والعراق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الطوارئ وفلسطين والعراق

مقدمة

2010-28-04

وقعت أحداث عديدة خلال هذا الأسبوع على الصعيديْن الداخلي والخارجي؛ حيث استمرت الأزمة العراقية رغم التهليل الغربي بالانتخابات العراقية التي دخلت في نفق مظلم لا يعرف أحد نهايته، وتصاعد التوتر المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك الانتخابات السودانية، وما يمكن أن تُحدثه من تأثيرات في الوضع السوداني والعربي.

ودخلت قضية الزي الإسلامي (في شكل النقاب) في فرنسا منعطفًا خطيرًا بعد الحملات الصحفية والإعلامية التي تدفع جميعها إلى محاربته، وهو ما يناقض دعاوى الحريات التي تزعمها بلاد الحريات واحترام الدساتير، فالنقاب يدخل في الأساس ضمن نطاق الحريات الشخصية التي كفلها الدستور الفرنسي، بل وكافة الدساتير الأخرى.

وعلى الصعيد الداخلي تتواصل المهازل الناتجة من الفساد المتفشي في النظام؛ فما بين فقد السيطرة على ارتفاع الأسعار، وخاصةً أسعار اللحوم، إلى أكل لحوم الحمير والكلاب، وهي كوارث خرجت كلها من رحم الطوارئ؛ التي أفسدت الحياة في مصر، وأدَّت كذلك إلى موقف دول منابع النيل في مؤتمر شرم الشيخ الأخير، والاتهامات التي وجَّهتها إثيوبيا لمصر مؤخرًا، وما أحدثته حالة الطوارئ هذه من خراب في منظومة مصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لا يخفى على أحد.

وفي نفس الوقت ما زال الإخوان المسلمون يواصلون لقاءاتهم مع الأحزاب السياسية؛ لمحاولة الوصول إلى مخرج ينتشل مصر من أزمتها الراهنة.

وأمام كل هذه الأمور والقضايا يؤكد الإخوان المسلمون الآتي:

أولاً.. على الصعيد الداخلي

يحذِّر الإخوان المسلمون من استمرار العمل بقانون الطوارئ؛ لأن ذلك يكرِّس إصرار النظام الحاكم على موقفه الرافض للحريات، والاستمرار في الاستحواذ على السلطة وعلى مقدَّرات الوطن؛ الأمر الذي أفقد مصر مكانتها، وضيَّع هيبتها، وهدَّد أمنها القومي.

يحمِّل الإخوان حكومةَ الحزب الوطني مسئولية ارتفاع الأسعار، وخاصةً أسعار اللحوم، وتفشي الفساد بكافة أشكاله؛ نتيجة سيطرة أصحاب المصالح الخاصة ورأس المال على كل قطاعات الحكم.

استمرار التواصل بين الإخوان المسلمين والأحزاب السياسية؛ حيث تقلُّ مساحات الاختلاف وتزيد مساحات الاتفاق، خاصةً في القضايا التي تمثل مطلبًا عامًّا لكل الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، التي يأتي في مقدِّمتها إنهاء حالة الطوارئ، وتحقيق الحريات العامة، والقضاء على الفساد، ونؤكد أننا مستمرون في منهجنا الإصلاحي، وطريقنا نحو وحدة القوى السياسية الفاعلة في المجتمع، والاتفاق على القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ثانيًا.. على الصعيد الخارجي

يحمِّل الإخوان المسلمون الولايات المتحدة الأمريكية المسئوليةَ عن حالة الفوضى التي يشهدها العراق الشقيق، ونؤكد أن ما يجري في العراق هو خيرُ مثال لنظرة الهيمنة الأمريكية وتطبيقاتها الفاشلة، والتي أحدثت الخراب والدمار في بلد ما زال يعاني من الاحتلال ونهب الثروات.

ويهيب الإخوان المسلمون بأبناء العراق الوقوف صفًّا واحدًا ضد المخططات الصهيونية والأمريكية التي تدمِّر شعبهم للاستيلاء على مقدَّراته وخيراته، خاصةً أن الفوضى التي تُحدثها حكومة الولايات المتحدة سوف تُشعل الصراعات في المنطقة بأسرها، وهو ما يريده الكيان الصهيوني ويحرص عليه.

يحذِّر الإخوان المسلمون من التسويات الوهمية التي تريد الولايات المتحدة إدخالَ الفلسطينيين فيها مع الاحتلال الصهيوني؛ لصرف الأنظار عما يحدث في القدس الشريف والنهب المنظَّم لأراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، واستمرار الحصار الخانق على أهل غزة.

ويؤكد الإخوان أن جولات المبعوث الأمريكي جورج ميتشل ما هي إلا محاولةٌ لإلهاء العالم العربي- وفي القلب منه الشعب الفلسطيني- عن خيارهم الإستراتيجي الأساسي لاستعادة الأرض، وهو خيار المقاومة الذي تحاربه الولايات المتحدة بخطة "دايتون" الشهيرة.

ويؤكد الإخوان المسلمون أن الولايات المتحدة يجب أن ترفع يدها عن القضية الفلسطينية لإنهاء ملف المصالحة الفلسطينية العالق؛ بسبب التدخلات الأمريكية والإملاءات الصهيونية على مسئولي السلطة، ولتستمر المقاومة ضد الصهاينة المحتلين لأرض العروبة والإسلام في فلسطين.

يعلن الإخوان المسلمون وقوفهم بكل وضوح إلى جانب حرية الاعتقاد، وإلى جانب حق المسلمات في كل مكان- وفي فرنسا على وجه الخصوص- لارتداء الزي الشرعي اللائي يرونه مناسبًا لهنَّ.

المصدر