الصاوي: 5 شماعات واهية يعلق عليها السيسي فشله الاقتصادى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الصاوي: 5 شماعات واهية يعلق عليها السيسي فشله الاقتصادى


شماعات واهية يعلق عليها السيسي.jpg

أحمدي البنهاوي

(11 ديسمبر 2017)

مقدمة

فسّر الباحث الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي تبرير الانقلاب لإخفاقاته، بأنه من سلوك الإدارة الاقتصادية الفاشلة للانقلاب العسكري في مصر، التي تغيب عنها الرؤية الاقتصادية، وتجنب المؤسسات لدورها التخطيطي والرقابي، وكذلك سيطرة الجيش على مقدرات الحياة المدنية، وفي القلب منها الأنشطة الاقتصادية.

وقال "الصاوي":

إنه "دائما ما صاحب حديث قائد الانقلاب العسكري ووزرائه ورؤساء حكوماته، التبرير بأن ما وقع من أداء اقتصادي سيئ خارج عن إرادتهم، وأن هناك أسبابا ومبررات اضطرتهم إلى ذلك، سواء كانت تلك المبررات داخلية أو خارجية، وكأنهم أحسنوا الإدارة الاقتصادية، وأن الثمار السيئة كانت حتمية ولا شأن لهم بها.

وأعدّ عبد الحافظ الصاوي ورقة بعنوان "مبررات الانقلاب العسكري في مصر لإخفاقاته الاقتصادية..من البشارة إلى الوعيد"، استعرض فيها 5 مبررات رئيسية واهية يركز عليها قائد الانقلاب ومعاونوه.

البعد الزمني

وقال إن الخطاب الاقتصادي للانقلاب العسكري انتقل من وعده في أوائل أيامه بتحقيق الرخاء الاقتصادي في مدة عامين، إلى رؤية مصر في عام 2030، ثم تصريح إبراهيم محلب: "إننا على يقين أنه بعد مضي عشر سنوات من الآن فإن مصر على الطريق الصحيح نحو مصر الجديدة".

ورأى أنه في الوقت الذي يعتمد فيه الخطاب الاقتصادي لقائد الانقلاب العسكري وممثليه على مد الأفق الزمني، يجد المواطن المصري نفسه أمام تحديات جديدة وواقع أسوأ مما كان عليه المجتمع من ذي قبل، مما يفقده الثقة في تلك الوعود، ويجعله يتمنى بقاء الحال على ما هو عليه من سوء، لأن القادم أسوأ.

وهْم الخارج

وقال الصاوي:

إن الخارج في خطاب الانقلاب العسكري هو المخرج من خلال الاستثمارات الأجنبية، أو تشغيل القناة، أو تنمية محور القناة الذي عرض على أنه من أكبر المشروعات اللوجستية في المنطقة، في حين أن "الحكومات" بعد الانقلاب تبنت كل ما يسيء لمناخ الاستثمار في مصر، من رفع تكلفة الإنتاج، وافتقاد الشفافية، وترسيخ الروتين، وغياب دولة القانون.

وأضاف أن

المصريين لم ينسوا حملات التبشير بمشروع توسعة قناة السويس "مصر بتفرح" في الشهور الأولى لتولي قائد الانقلاب، ولا مليارات الدولارات التي وعد بها الشعب عبر مؤتمر شرم الشيخ في مارس 2015، ثم كانت المحصلة أن تحولت توسعة القناة إلى عبء على الموازنة العامة للدولة بفوائد للقرض تخطت قيمتها المليارات
فضلا عن تراجع إيرادات القناة، وكذلك مليارات مؤتمر شرم الشيخ انتهت إلى 18 مليار دولار كقروض لتنفيذ مجموعة من مشروعات البنية الأساسية وبخاصة في مجال الكهرباء، ولا يعلم حتى الآن ما نفذ منها، وما هي تكلفتها الحقيقية.

استدعاء الماضي

ولاحظ الباحث أن المنقلب يستدعي في خطابه "الماضي"، ففي إحداها بالإسكندرية، وتوصيفه لأسباب أزمة مصر الاقتصادية برفض الشعب المصري لخطة الإصلاح الاقتصادي في عام 1977، هو نوع من الهروب إلى الماضي، فالتحدي وحالة النجاح أن يقدم برنامج عمل.

مضيفا أنه استدعى أيضا في حديثه انفراجة في أزمة الديون الخارجية في مطلع التسعينيات، بتخفيض ديون مصر الخارجية بنحو 43 مليار دولار، في حين حصل هو على مثل هذا المبلغ أو أكبر منه في ظروف أفضل من مطلع التسعينيات، ومع ذلك تسوء حالة الاقتصاد. وحصل السيسي على هذه الأموال نقدا، ولم يوجهها إلى مسارات إنتاجية تخرج مصر من أزمتها الحقيقية، بل تم توجيه بعضها لسد عجز الموازنة والإنفاق الجاري، والكثير منها لا يُعلم وجه إنفاقه.

شماعة السكان

ومن أشهر الشماعات التي استخدمها المنقلب وغيره "الزيادة السكانية"، وهي برأي الباحث، شماعة كل الحكومات منذ السادات وحتى قائد الانقلاب العسكري. وخلص إلى أن مصر تعاني من أزمة تنمية وليس أزمة سكان.

وخارج نطاق التجربة المصرية، مثلت تجربتا الهند والصين إدانة لكل حكومات العالم النامي، حيث تمكنت هاتان التجربتان من حسن توظيف الموارد البشرية، وتحويل الزيادة السكانية من نقمة إلى نعمة.

حديث المؤامرة

"أهل الشر" أطَّرت الكثير من خطابات السيسي التي يخفي فيها "الإنجازات والمشروعات" مخافتة منهم.

وأضاف أن الحديث عن مؤامرة ضد مصر من الخارج لا يستوعبه عقل، لأن مصر في وضعها الاقتصادي الحالي لا تمثل منافسا تخشى مواجهته في السوق الدولية، كما أن الانقلاب العسكري قد أمسك بتلابيب مؤسسات الدولة، وقلص دور القطاع الخاص، وأصبح المتحكم في مقدرات الاقتصاد القومي، وبالتالي لا يحتمل أن يتوفر لقوى سياسية أو اقتصادية تدبير مؤامرة داخلية للإضرار بالاقتصاد القومي.

المصدر