الشيخ محمد مصطفى المراغي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الشيخ محمد مصطفى المراغي

الخميس,20 أغسطس 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

توطئة

كان محمد مصطفى المراغي إمام المسلمين في عصره وحامل لواء الإصلاح الأزهري تشريعا وتنفيذا ومراجعة .

وكان رحمه الله من الشمم الرفيع والخلق النزيه والترفع النبيل بمنزلة يعرفها كبار الحاكمين فيعدلون سلوكهم المتغطرس في حضرته رعاية لمقامه وخوفا من كلمة الحق أن تحرقهم حين تتقد من فمه ثم شاءت الظروف السياسية أن يسكت الكاتبون عن الإفاضة في تدوين مآثره سلوكا أغري المنتقصين بما هو منه براء .

فقد تجرأ بعض المتسرعين علي القول بأن المراغي كان صنيعة الإنجليز ، فغرس بذرة ظالمة أخذت تنمو في صحائف الآفكين ، وكأنهم عثروا علي كنز سمين ، ينفقون منه متي يشاءون فكثرت ترهات وسودت صحائف وراجت أراجيف .

ولكن الله يشاء أن يظهر الحق علي لسان الأعداء أنفسهم ، إذ رأت جريدة الأهرام ذات عام أن تلهي القراء عن واقع مصر الحاضر ، بنشر تقارير السفارة البريطانية عن زعماء الأمس جميعا ، وكانت صراحة "لامبسون" أقوي من أن تحجب ، فقد عرّي نفوسا متدثرة بأكثف الطبقات من الملابس الواقية ولكنه وقف حائرا أمام المراغي لا يستطيع أن يفتري عليه ما يشينه ، فلم يسعه إلا أن يقول نقلا عن جريدة الأهرام الصادرة في 20 فبراير 1970م :

المراغي شيخ الأزهر السابق ولد 1880م ، وأمضي سنوات عديدة قاضيا لقضاة السودان ، ثم أصبح رئيس المحكمة العليا الشرعية .

رجل يحظي باحترام عالمي ، أخلاقه ممتازة ، وآراؤه مستنيرة إلي أبعد الحدود ، طراز فريد من رجال الدين ، سافر في بعثة من قبل الملك فؤاد إلي الحجاز ، لبحث احتمالات التدخل المصري لإعادة السلام بين الملك علي وابن سعود .

وعُين شيخا للأزهر في مايو سنة 1928م حين شعر كل من القصر وزعماء الوفد أنهم لا يستطيعون تخطي رجل مثله بكل علمه وفضله ، وقد تجلي حماسه لإصلاح المجتمع الإسلامي فيما قدمه من مقترحات لتعديل قوانين الزواج والطلاق ، وبدا في محاولته للاقتراب من مسألة إصلاح الأزهر ، وهي مسألة شديدة الحساسية وقد مدح باتباعه أسلوبا مزج فيه الصراحة والمديح في كسب القصر إلي صفه في الجهود التي يبذلها لتوجيه تطور المجتمع الإسلامي في مصر إلي صور تتناسب وتتفق مع المدنية الحديثة .

وكان مشروع القانون الذي وضعه لإصلاح الأزهر يستهدف توسيع آفاق طالب الأزهر ، وضمان فرص أوسع لعمله بعد أن يتخرج من الأزهر وقد لقي هذا المشروع تأييد غالبية الطلبة وتأييد هيئة التدريس والعلماء ، باستثناء الغارقين في الرجعية منهم .

وكان لابد من الموافقة علي المشروع في أوائل أكتوبر سنة 1929م ليبدأ تطبيقه في العام الدراسي الجديد ، ولكن الملك فؤاد أخر توقيع القانون طويلا بحيث لم يجد الشيخ المراغي بُدّا من الاستقالة وكانت استقالته خسارة لفرصة كبيرة .

وبعد صدور دستور سنة 1930م ، وما تجلي في قانون الأزهر الجديد من انعكاس لازدياد سلطان الملك وامتيازاته قام الشيخ المراغي بدور ملحوظ في زيادة التنسيق بين الوفد والأحرار الدستوريين في المعارضة ، ودفعه شعوره بالظلم الذي وقع عليه إلي القيام بتصرفات لم يقصد بها إلا إحراج الملك فؤاد وكان من بين هذه التصرفات تبنيه بصفته رئيسا لجمعية الدفاع عن الإسلام لقضية الدعوة ضد الإرساليات في صيف 1993م ، وكان ربط اسمه بقضية من قضايا التعصب هذه مما أساء إلي مكانته .

وفي سنة 1934م ، أدي عدم شعبية خلفه في مشيخة الأزهر إلي سلسلة من الإضرابات ، بدأت في نوفمبر وانتهت بعودته مظفرا إلي منصبه كشيخ للأزهر وقد تردد اسمه كثيرا كمرشح لمنصب وزير الأوقاف في وزارة نسيم باشا وكمرشح لمجلس الوصايا علي العرش .

وقد أعيد تعيينه شيخا للأزهر في آخر أبريل سنة 1935م ، وفي سنة 1937م لعب دورا هاما وإن كان متواضعا في السياسة المصرية ، فقد كان له باعتباره أستاذا للملك فاروق نفوذ لدي تلميذه الشاب ، وكان هو والأمير محمد علي مسئولين تماما عن الاتجاهات المحافظة التي تجلت في سياسة القصر ، وحيث أنه كان ضد الوفد بحكم المشاعر المحافظة وصداقته القوية لمحمد محمود فإنه استخدم نفوذه في تحويل الأزهر إلي حصن للحركة الطلابية المعادية للوفد .

هذا ما كتبته السفارة البريطانية عن الرجل وهي كتابة صريحة كان الغرض منها أساسا أن يكون لديها سجل صادق عن كل رجل بارز في مصر ، لتحدد موقفها منه ، مهما خالف اتجاهها ، وخالفته ، وقد أغنانا هذا التقرير عن تسجيل حياة الإمام الرسمية إذ أشار إليها في إيجاز مفيد وإذا كان لي أن أعلق عليه بشيء فإنني أخالف ما جاء عن انتقاده بشأن موقفه من الإرساليات الأجنبية إذ ثبت مما نشرته الجرائد المصرية جميعها أن هذه الإرساليات قد قامت بمحاولات يائسة لتنصير عدد من المسلمين إغراء بالمال والمنصب حتى دعت جريدة السياسة أمام هذه الوقائع المنكرة إلي إغلاق جميع الإرساليات .

موقف المراغي من الإنجليز

حين قامت الحرب العالمية الثانية ، كان مركز انجلترا في بدايتها ضعيفا حرجا إذ توالت انتصارات هتلر علي نحو يؤذن بانهزام الحلفاء واضطرت انجلترا أن تذيع في الناس أنها تحارب من اجل الإنسانية المندحرة أمام ديكتاتورية النازية ، وطلب السير مايلز لامبسون ، من الأستاذ الأكبر محمد مصطفي المراغي أن يذيع علي العالم الإسلامي بيانا يعلن فيه أن انجلترا تحارب في سبيل الديمقراطية لترعي حقوق العدالة والأخوة والمساواة ، وتعاظم الشيخ الأكبر أن يجرؤ السفير علي طلبه ، فلم يشأ أن يغفل الطلب ، كان لم يكن ، ولكنه انتهز فرصة الاحتفال بموسم ديني ، فألقي أمام الملك خطبة رنانة توضح ما قاسته مصر ، والعالم الإسلامي من أهوال هذه الحرب المدمرة حتى سقطت القنابل علي الإسكندرية وبعض المدن المصرية ، فأحدثت من الضرر النفسي ما فاق الضرر المادي ثم هتف صريحا بان مصر تكابد حربا لا ناقة لها فيها ولا جمل وان المتحاربين في المعسكرين المتنابذين لا يمتان إليها بسبب .

وانتشرت خطبة الإمام علي الأثير في شتى أنحاء العالم ففزع السير لامبسون فزعا شديدا وهاتف رئيس الوزراء تبعا لما شاهد واتصل تليفونيا قبل الفجر ليحتج علي المراغي، وينذره بأنه لابد أن يحيطه علما بكل ما يقول قبل أن يخطب به .

واستمع الشيخ متعجبا ثم قال للرئيس حسين سري : "أتريد أن اعرض عليك كلامي ؟ من أنت ؟ أنا أستطيع أن أقيلك من منصبك بخطبة واحدة من فوق منبر الأزهر ، أو الحسين! قل هذا لمن هددك يا حسين !

وانتقل الحديث إلي السفير البريطاني ، فخاف العاقبة وآثر السكوت !.

هذا هو المراغي صنيعة الإنجليز كما يدعون ، وهذا موقفه الرائع في وقت كان زعماء البلاد جميعا في قبضة السفارة ، لا يجرؤون علي تحديها في الصغير أو الكبير ، فكيف تُختلق بشأنه الأراجيف وممن ؟ من الأذناب !! .

أما قبل ذلك فقد كابد الإنجليز في السودان رهقا كاربا حين صار قاضي القضاة إذ كان يصر علي ألا يتقدمه الحاكم البريطاني في موقف وحين شبت ثورة 19 دعا المراغيأعيان السودانيين إلي التبرع لمصابي الثورة المصرية وأرسل وفودا لقضاة الشرع في شتى الأقاليم ومعهم منشورات تثبت فظائع الإنجليز ، فأراد الحاكم الإنجليز ي أن يمنع التبرع وأرسل رئيس القضاء المدني إلي الشيخ المراغي ليبلغه بضرورة السكوت واحتد النقاش بين الرجلين وفجأة قال للمراغي "أنا أكلمك كرئيس" فانتفض الشيخ المراغي ليصيح في وجهه : من أنت ؟ أنا رئيس مثلك ، وأنا معين بأمر ملكي كما عينت أنت !!

وأنهي الحوار ، فجاء السير "لي ستاك" حاكم السودان العام ، ليرجو المراغي شخصيا في إيقاف التبرعات ومنع المنشورات ، وكان مما قاله الحاكم مداورا : أنا أيرلندي والإنجليز ينتهكون بلادنا ، ولكني أمثل الآن إنجلترا ، فلا علاقة لي بأيرلندا ، وأنت الآن في السودان ولا علاقة لك بمصر !

فقال له المراغي مبتسما : أنا لم أقم بغير جمع التربعات ، وكان في استطاعتي أن أهيج الشعور سياسيا ودمويا ولكني اصطنعت الحزم فتخاذل الحاكم ، ولكنه وصل دون إيصال التبرعات إلي لجنة الوفد المركزية فأخذ الشيخ يسأل عن زائري مصر من أبناء السودان ليحملهم ما جمع من المال حتى بعث به لمستحقيه ، ورأت بريطانيا أن تعمل علي إعفائه من منصبه حين وقف أمامها ثابت الجأش قوي المراس فألغت عقده ، ورجع الرجل مهيبا كريما إلي مصر ليتبوأ مركزه القضائي في المحكمة العليا الشرعية عن جدارة وإيمان !

فأين هو إذن صنيعة الإنجليز يا قوم ؟

وإذا وجد من ينسي الحوادث العالية في حيوات العظماء فإن الحوادث الخارقة في حياة هؤلاء أعصي علي النسيان ومهما حاول المغرضون أن يطمسوا لألاءها الساطع فالحق أظهر من أن يضيع ، ومن هذه الخوارق النادرة في حياة الإمام المراغي موقفه في قضية الوقف .

موقف المراغي من الوقف

حاول بعض الكبراء أن يغريه بعشرة آلاف من الجنيهات ، نظير أن يتنحي عن نظر القضية فقط إذ لا يمكن أن يعتقد أحد من الناس أن يحكم المراغي غير ما يعتقد أنه الحق ، وكانت عشرة آلاف تساوي مائتي ألف في حساب اليوم ، فلمس القاضي الأكبر بوادر الاحتيال الدنيء وأصر إصرارا جازما علي أن يبت بنفسه في الحكم ، وقد ضاق هذا الكبير المتغطرس ذرعا بموقف الشيخ وغره الشيطان فسول إليه أن يقتله في الطريق إلي المحكمة كيلا ينطق بالحكم ، وفوجئ القاضي النزيه بمن يرمي ماء النار عليه فيحرق رقبته ، ويولي هاربا ظانا أن الموت محقق ، ولكن الشيخ تحمل النار الكاوية في جيده وذهب إلي المحكمة لينطق بما يعتقد أنه حكم الله ، ثم يتوجه إلي المستشفي كي يعالج .

وحين أقيمت دعوى التعويض علي الجاني كان محامي الشيخ هو الأستاذ "أحمد لطفي بك" نقيب المحامين إذ ذاك ، وقد مات بعد المرافعة دون أن يترك لأسرته شيئا ذا بال فرأي الشيخ أن يتنازل عن الآلاف لورثة المحامي عن كرم وسماح .

أفليس في ذلك ما يدل علي رحمة الشيخ وسموه وعزته وهمامته .

فإذا أضيف إلي هذا كله مواجهته للملك فاروق حين طلب منه أن يفتي بتحريم زواج الملكة فريدة بعد طلاقها منه حيث قال للملك في وضوح : أما الطلاق فلا أرضاه ، وأما التحريم فلا أملكه .

علاقة المراغي بالإخوان

في 4/ 7 مايو 1935م/4/2/1354هـ أرسل حسن البنا رسالة إلى الشيخ المراغي(1935ـ1945)، يدعوه إلى الحفاظ على الكيان الروحي والقومي للأمة، وتقوية نفوس أبنائها، وتصحيح أفكارهم، لتنهض الأمة بقيادة الأزهر لتلك الغايات.

وقد جاء في الرسالة  :

إلى فضيلة الأستاذ الأكبر محمد مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر الشريف من حسن البنا:

نحمد إليكم الذي لا إله إلا هو، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد إمام الهادين، وسيد المرسلين، وقدوة العالمين العاملين، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد: فقد كانت أمنية فتحققت، وكان أمل مرجي فأدركه آملوه، وكان ليل طال بالسارين مداه، فطلع عليهم فجره ساطعا وضاح الجبين، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

الآن وقد وكل الله إليكم رعاية أقرب طائفة من الأمة إلى الإسلام وحقوق الإسلام، وتعاليم الإسلام، وحياطة الإسلام في عزة أبيّه، جعلت القلوب ملتفة حولكم، والآمال منوطة بكم، فإنا نتقدم إليكم بالتذكرة والذكرى تنفع المؤمنين، وندلي بالنصيحة والنصيحة ركن من أركان الدين، ونهنئ المنصب بكم ونهنئكم به، تهنئة لا يقصد بها إلا وجه الله في طيها، تقديرا لعظم التبعة، وجلال المهمة، وأمل في قوة النفس، ومضاء العزم، وإشفاق مما ينطوي تحت أجنحة الحوداث العصيبة، تولى الله حياطتكم، وسدد في الإصلاح خطواتكم، ولسنا نفيض في بيان واجب أنتم أعرف الناس به، فإن الحاجة إلى الأفعال لا إلى الأقوال .

إن الشرق الناهض يتجه بنهضته إلى أخطر النواحي على كيانه القومي والروحي، وإن الأزهر الشريف وحده الذي يستطيع أن يحوّل هذه الوجهة إلى أفضل الاتجاهات، إذا سلمت عقيدة أبنائه، وصحت أفكارهم، وقويت نفوسهم، وإن المسئول الأول عن ذلك شيخ الأزهر، وكل راع مسئول عن رعيته وإن الأزهريين والعالم الإسلامي من بعدهم يترقب من الأستاذ الأكبر أن يقود الأزهر حثيثا إلى هذه الغاية، ولَرقابة الله أدق وأعظم، والله أحق أن تخشاه فإلى الإمام، والله ولي توفيقكم، وقلوب المسلمين تؤيدكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وفي يوليه 1935م/3/1354هـ، رفع مرشد الإخوان حسن البنا مذكرة إلى شيخ الأزهر مصطفى المراغي يقترح عليه بعضا من الاقتراحات الإدارية والفنية، وأرفق المذكرة بمذكرة تفسيرية لمقترحاته، جاءت في أربع صفحات .

أما الاقتراحات التي وردت في المذكرة فهذا نصها  :

إلى فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر

من فضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين

حضرة صاحب الفضيلة ...

أشرف بأن أرفع إلى فضيلتكم مقترحات بشأن الإصلاح الأزهري الذي عقدت عليكم الآمال في نفاذه بطريقة تحفظ للأزهر صبغته، وتعيد للإسلام مجده، وعلم الله أنه ما حدا بي إلى ذلك إلا اعتقادي أن من واجب كل مسلم أن يتقدم بالنصح في هذا الأمر الخطير الذي يؤثر أبلغ الأثر في مستقبل الشرق والإسلام، والله أسأل أن يسدد في الإصلاح خطاكم، وأن يؤيد الإسلام بجهودكم، وأن ينهض مصر ومن ورائها العالم الإسلامي على أيدكم، وهو ولي التوفيق .

أولا: مقترحات إدارية:

• (أ) تعمل مشيخة الأزهر الشريف على ضم مراقبة التعليم الأولي بكل اختصاصاتها إلى الناحية الأزهرية ويتبع ذلك إلغاء مدارس المعلمين الأولية والاستعاضة عنها بقسم إعدادي بعد شهادة " الكفاءة أو الأزهرية" لتخريج المدرسين بالمدارس الأولية.

• (ب) ضم شعبة البلاغة والأدب الحالية للتخصص الأزهري إلى دار العلوم والمطالبة بضم قسم العربية بكلية الآداب بالجامعة المصرية إليهما، ثم يضم الجميع إلى ناحية الأزهر الشريف حتى يتوحد المعهد الذي يخرج أساتذة الدين واللغة العربية بالمدارس المصرية.

• (ج) المطالبة بتقرير تدريس الدين في كل مراحل التعليم، وبأن يكون مادة أساسية في كل المدارس المصرية.

• (د) العمل الدائب على إعادة التشريع الإسلامي وجعله القضاء السائد في الأمة، وتبعاً لذلك يُضم التخصص الأزهري الحالي في كلية الشريعة إلى كلية الحقوق بالجامعة المصرية ثم يضمان معاً إلى الأزهر الشريف.

ثانيا: مقترحات فنية:

• (أ) العناية باختيار مواد الدروس الدينية وجعلها أساساً في المناهج الأزهرية مع جعل حفظ القرآن الكريم مادة أساسية يمتحن فيها الطلبة امتحاناً صحيحاً في كل مرحلة من مراحل التعليم الأزهري بحيث يتوقف نيل الطالب الشهادة على إجادة الحفظ.

• (ب) تحرير المناهج الأزهرية من تقليد غيرها من المناهج، والاقتصار في العلوم الرياضية والحديثة على الضروري منها.

• (ج) العناية باختيار المدرسين، وترك الحرية للطلاب في الأقسام العالية والتخصص في الحضور على من يريدون من العلماء.

• (د) ملاحظة أن يكون مدرس الرياضة والعلوم الحديثة ممن يميلون بفطرتهم إلى البيئة الأزهرية، مع قسم إعدادي يلتحقون به مدة معينة يلمون فيها بما لابد منه من المعلومات الدينية التي تتصل بدروسهم، والتي تحدد كرامة المدرس وعقيدة الطالب.

• (هـ) العناية باختيار الكتب المدرسية.

• (و) مراعاة القصد في البعوث الأزهرية بأن تكون بين الشعوب الإسلامية التي يريد أهلها أن يتعلموا الإسلام عن طريق الأزهر الشريف .

• (ز) العناية بالتربية والإصلاح الخلقي الذي يقوي في طالب الأزهر الشريف خلق الرجولة الكاملة، وذلك بأن تكون دراسة الدين في الأزهر الشريف علمية وعملية.

• (ح) الزى الأزهري يجب أن يبقى كما هو أو يتقرب أكثر من ذلك إلى الشكل العربي، أما إدخال الأزياء الإفرنجية ب الأزهر فجريمة لا يعلم مدى سوء أثرها إلا الله سبحانه .

وفى 3 مارس 1936م/10/12/1354هـ أرسلت جمعية الإخوان مذكرة إلى شيخ الأزهر الشيخ مصطفى المراغي، بمناسبة اعتزام مشيخة الأزهر تكوين لجنة لبحث البدع والخلافات في الدين هذا نصها .

من جمعية الإخوان المسلمين

إلى الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر

وبعد... فكان من أسعد الأنباء اعتزام الأزهر والأوقاف تأليف لجنة علمية إسلامية تبحث مواضيع البدع والخلافات ليقف الناس على صحيح الدين ويرتفع الخلاف وتمتنع الخصومة.

ولقد أحببنا أن نكتب إلى فضيلتكم لنشر هذه الهمة الموفقة ولنهنئ بهذا العزم المبرور، ولندلي ببعض ملاحظتنا حول هذه الفكرة .

أولاً: حبذا لو فكر الأستاذ الأكبر في أن تتضمن هذه اللجنة الموقرة أكبر ما يمكن من العناصر المختلفة ليكون في اتفاقها القضاء التام على المبتدعات والخلافات, فيكون هناك مندوب عن الصوفية بمعرفة دارهم الرسمية، ومندوب عن السبكية(الجمعية الشرعية) بمعرفة جمعيتهم وشيخهم، ومندوب عن الجمعيات الإسلامية التي ترى المشيخة أهليتها لذلك.

ونحن نعلم ما يعترض تنفيذ هذا المقترح من عقبات يرجع معظمها إلى المزاج التكويني الخاص برجال هذه الفرق, ولكننا مع هذا نعتقد أن روح الإخلاص, والألم من الفرقة، والشعور بضرورة الوحدة، وحكمة أعضاء اللجنة, وهمة فضيلة الأستاذ, سيكون لذلك كله الأثر في توحيد القلوب وتوجيهها نحو الغاية إن شاء الله.

ثانياً: نرجو أن تُعنى اللجنة أول ما تعني بتوضيح القواعد الأصولية وتقريرها تقريراً متفقا عليه فيما بين أعضائها، إذ أن هذه الأصول ستقوم مقام الحكم في مقام الخلاف، فترد الحائر، وتهدي الضال، وتقرب مسافة الخلاف، وتقصر طريق البحث، ومثال ذلك العناية بتعريف البدعة،وتحديدها، وبيان أنواعها، وحكم البدعة الإضافية والمتروكة، والفوارق بين هذه النواحي وناحية المصالح المرسلة، واجتهاد الإمام، وإلى أي حد يؤخذ به وهكذا.

ثالثاً: مثارات الخلاف ثلاث:

• 1- ما أُجمع على ابتداعه أو حرمته.

• 2- ما تردد بين الحرام والابتداع الجواز والندب.

• 3- ما اختلف فيه الفقهاء طبقا لاختلاف النظر في الأدلة.

ونحب أن يكون موضع نظر اللجنة بيان القسم الأول، إذ أن القول فيه أوضح مسلكا وهو أعظم ضررا, فإذا ما نجحت اللجنة في علاج هذه الناحية وضعت فيها كتابها الأول، ثم استأنفت عملها في علاج القسم الثاني, فإذا نجحت أقبلت على القسم الثالث, وضم إليها من أعلام الفقهاء والمشرعين ما يحقق وجوده الغرض المنشود, وحبذا لو شملت مهمة هذه اللجنة بعد النقاط الثلاث عملا مهما جديراً بكل عناية, وهو تلخيص الأحكام العملية في الشريعة على نسق قانوني, ويُستعان في ذلك ببعض رجال القانون المختصين للمطالبة بتوحيد القضاء، وإعادة التشريع الإسلامي إلى الأمة الإسلامية التي فقدته ففقدت أهم ركن من أركان الحياة الصالحة.

رابعاً: نرجو أن تعي اللجنة بالتطبيق بإيضاح الرابطة بين القاعدة الأصولية والدليل من جهة, ثم بين هذين والعمل المراد الحكم عليه من جهة أخرى, وأن يكون هذا التطبيق مستوعباً للأعمال الشائعة بين الناس في العقيدة والعبادة والعادات.

خامساً: نرجو كذلك أن تعني اللجنة بوضع بيان مسهب ونداء مؤثر في صدر مضابطها يبين فيه ضرورة الخلاف في الفرعيات وأسبابه, وضرر التعصب في تمزيق وحدة الأمة .

وهذه المبادرات من قبل جماعة الإخوان المسلمين لاقت قبولا واسعا من الشيخ المراغي رحمه الله .

وعمل علي التعاون الوثيق مع الجماعة في كافة المقترحات التي تقدمت الجماعة بها .

بل وشارك الجماعة في مناسباتها المختلفة وندواتها المتباينة .

المشروع الإصلاحي للمراغي

يقول رجب البيومي : أجمع الصفوة ممن تحدثوا عن الأستاذ المراغي، كالأساتذة العقاد وأحمد أمين ، وأحمد حسن الزيات ومصطفي عبد الرازق أن الشيخ المراغي أحق تلميذ بوراثة الأستاذ محمد عبده ، إذ قام علي تنفيذ برنامجه الإصلاحي في الشريعة وفي الأزهر والحق أن المراغي قد تتلمذ علي يد محمد عبده وكان من حظه أن ينال درجة العالمية علي يده ثم يذهب مبعوثا إلي السودان باقتراحه ، وقد اجتمع به قبل السفر وحمله نصائحه العلمية والخلقية ومثل الإمام محمد عبده خليق بأن يلفت نظر تلميذه بل بأن يأخذ بمجامع قلبه إذ صادفت تعاليمه منه نفسا متطلعة وقبلا عاشقا وعقلا يقظا وعزيمة ذات حسم ومضاء .

ونحاول في إيجاز أن نلم إلماما عاجلا بأهم خطوات المراغي الإصلاحية في سبيل الأزهر والتشريع واللغة وتلك الثلاث هي أبرز مناحي جهاده ليجد القارئ نتائج القضايا تابعة للمقدمات دون اعتساف وليعرف كيف كان الصادقون من ذوي العزم يجابهون الواقع المتحجر ن مواجهة قوية لا تعرف النكوص ، وكيف كانوا يستروحون نسائم الأمل في محابس اليأس القاتل ، فيمدهم بروح واثق ، إذ عن رحمة الله قريب من المحسنين .

كان الأزهر الذي نراه الآن في كلياته العلمية المزدهرة ، ومعاهده المترامية المنتشرة ، قبل المراغي محجورا في نطاق ضيق ، يوحي بالاختناق ، فطلابه يقطعون النهار وزلفا من الليل في دراسة المتون والحواشي دون أن يحس بهم أحد ، لقد كانت الجامعة المصرية مطمح الأنظار بكلياتها الناهضة ، ذات الشموخ والكبرياء ، وكانت الوظائف الراقية تحتضن المتخرجين منها احتضانا ، يدل علي أنهم مع أبناء المدارس العالية مناط الحظوة والرجاء .

وطالب الأزهر يقطع عمره الطويل في دراسة متقهقرة ثم لا يعترف به أحد !

لقد حل غيره محله إذ فتحت مدرسة القضاء الشرعي لتخريج القضاة ، وهيئت دار العلوم لإعداد مدرسي اللغة العربية والدين ، وشرعت وزارة الأوقاف في إعداد مدرسة مماثلة للوعاظ والخطباء .

فماذا عسي بعد ذلك يبقي لهؤلاء المتيقظين قبل الفجر في المسجد الجامع ، يصلون ويقرؤون حتى تحين العشاء ، ثم يمضي بهم العمر الشاسع دون أن يدري بهم أحد !.

إن المطالبة بحقوقهم ، لن تكون مقبولة منطقية إلا إذا اعد نظام جامعي لإصلاح التعليم ، وإلا إذا اتصل الأزهر بثقافة عصره ، وألم بحضارته المدنية ، وعلومه الحديثة ، وهيئ بسلاح مماثل لسلاح النظراء !

لابد من إنشاء كليات أزهرية ثلاث ، تختص إحداها بالشريعة وثانيتها بالعقيدة وثالثتها باللغة ولابد أن يكون الكتاب والطالب والأستاذ في مستوي الإفادة المتحققة .

ثم لابد أن يتاح لمن يتخرجون في هذه الكليات أن يأخذوا بنصيبهم من الحياة ، حتى يعطون الأمة من جهودهم المثمرة ما يهدي وينير .

لقد رسم المراغي خطة الإصلاح واضحة النقاط ، سافرة الحقائق ، فحدد الزمن ، وعين المنهج ، واختار المواد ، وأعد المشروع العلمي الضخم في قالبه القانوني بعد أن مهد له خطيبا في المحافل ، ومناقشا في الصحف السيارة !

وكان من الاستهتار العقلي أن يناوئه من يحرصون علي القديم لأنهم لا يحسنون سواه ، أو لأنهم يحسدون صاحب هذا الارتقاء الدافع إلي الازدهار الفكري والتقدم العلمي ، وأن يجدوا من ذوي الأمر من يحرص علي أن يظل رجال الدين في مطاوي الخمول لا يؤدون رسالة ولا ينعمون بفكر ولا يتمتعون بحياة ولكن ذوي البصائر النيرة من شباب الأزهريين قد اشرأبوا إلي مشرق النور في برنامج الإصلاح فتواصوا بالجهاد ، وأعلنوا الثورة حين حيل بين المراغي وبين ما يريد .

ثم جاء خلفه فاضطر إلي إسكات الثوار بتنفيذ ما ارتآه المراغي فأنشئت الكليات ونظمت الدراسة بالمعاهد ولكن روحا من الإرهاق أخذت تضع الحواجز حتى ليخيل للرائي أن المباني قد أنشئت ذرا للرماد وأن روح الإصلاح الحقيقي لا تزال بعيدة عن شبيبة الأزهر في صالات الدرس وباحات البحث وقد تجمعت الأسباب لإحداث رجة مزلزلة ، فاعتُقل طلاب وفُصل مدرسون وعطلت دراسة وانتظمت مظاهرات وصار الأزهر بركانا يغلي ويثور ، وقد بذل القصر الملكي ورئيس الوزراء القائم جهدهما كي يستكين الثائرون دون جدوى حتى إذا تحقق الجميع من وشك انفجار يعصف بذوي الأمر سارعوا بدعوة المراغي إلي مكانه القيادي ، وكانت فرحة غامرة دوي صداها البهيج في ربوع الإسلام.

وطبيعي أن يجد المراغي في سبيل التطبيق بعض العقبات ، فالنفوس لا تنهض فجأة من حال إلي حال دون تمهيد ، فهناك من يتعذر عليه أن يترك أساليب المتأخرين في حفظ التعريفات ومناقشة التراكيب وإرجاع الضمائر ، وهناك من لا يهش لأفانين البحث المنظم من جمع الحقائق للموضوع الواحد من مظانها المختلفة ، وصياغتها صياغة علمية ذات مقدمة وعرض وخاتمة ، لأن إلف المرجع الواحد جعل المدرس ظلا باهتا لكتاب قد لا يكون أحسن الكتب في بابه ، وهناك من ينكر أن يفتح باب الاجتهاد في الفقه واللغة وتفسير الآيات وشرح الأحاديث ، إذ يري أن الأول لم يترك للآخر شيئا ، بل هناك من حاول أن يطمس لألاء التجديد ، بدعوي أن الأزهر قد انصرف عن العلم الحقيقي إلي المظهر الخارجي .

وكان القول المسموم يوجه من نفوس ذات شأن سياسي ، يهولها أن يجد الإسلام مكانه المطمئن من نفوس الأزهريين ، وأن ينهضوا إلي إعلان رسالته العادلة في الناس ، فيشيدوا بالحرية والإخاء والعدالة والمساواة ! .

كان هؤلاء يترحمون علي زمن الوجود ، ويرون انسياح الأزهريين في المجتمع الإسلامي طلبا للدنيا ، وحرصا علي الحياة ، وكانت أراجيفهم تصل إلي الإمام المراغي فيقابلها بالابتسام ، ولكنه اضطر إلي التعقيب عليها حين وجد الأمير محمد علي يقرر أن الأزهر القديم أفضل من الأزهر الحديث ، وأن حديث الأمير وجد ألسنة تردده من كبار العلماء فانتهز الإمام الأكبر أول احتفال أقيم بالجامع الأزهر بمناسبة عيد الجلوس الملكي وجعل خطبته الحافلة ردا علي هذا العبث المقصود وقد نقلتها مجلة الأزهر في الجزء الرابع من السنة العاشرة في الافتتاحية التي تخصص لكلمات الإمام ولا مناص من الاجتزاء ببعضها ليكون فيه عظة بالغة لمن كابر عن جحود .

قال المراغي : سيتبين من هذه المقارنة أن هذا الوهم وهم باطل لأن الأزهر الحديث أفضل من الأزهر القديم ، من الناس من يقولون : إن الأزهر القديم كان متمسكا بدينه أكثر من الأزهر الحديث ، وأنا أقول لهؤلاء : لا ، فالأزهر الحديث متمسك بدينه أكثر من الأزهر القديم ، وكل المفاسد الموجودة الآن ليس للأزهر شأن فيها ، إلا أن يطلب إزالتها ، فقد نظم البغاء وليس للأزهر الحديث أثر فيه ، وأبيحت الخمر في البلاد وليس للأزهر الحديث شأن فيها ، ووجدت البدع في الموالد والأسواق والقبور وليس للأزهر دخل في وجودها .

كل هذا وجد في عهد الأزهر القديم ولم يرفع صوته مطالبا بإزالة هذه المنكرات التي استقرت في البلاد وكأنها من شئون البلاد القومية ، والتي يطالب الأزهر الحديث بإزالتها ، ف الأزهر الآن مكبل بآثار الماضي ، وهو يعاني في سبيل إزالة تلك الآثار ما يعاني ، ولا أظن هذه المنكرات كانت تستطيع أن توجد في الأزهر الحديث .

لقد اتصل الأزهر الحديث بالناس ، بالوعظ والإرشاد ، وعلي صفحات الجرائد ليفهمهم دينهم ، فاستفادت الأمة منه ، واستفاد العالم الإسلامي كذلك ، أما الأزهر القديم فكان قابعا بين الجدران ، لا أثر له في الخارج ، ولا يعرفه الناس إلا بطريق السماع .

المراغي وإصلاح المجتمع المسلم

نترك إصلاح الأزهر إلي إصلاح المجتمع الإسلامي ، فقد قام المراغي بنصيبه الموفور في إقرار النصوص الدينية إقرارا يعود بالخير علي الأمة الإسلامية ، بعد أن توقف الاجتهاد في الشريعة توقفا جعل الفقهاء منعزلين في زواياهم الضيقة ، دون أن يستطيعوا إمداد العصر بفقيه الإسلام في معضلات الحياة ، وقد كان الرجل كبير القضاة في المحاكم الشرعية ، فوقف علي مشكلات الأسر ، ومآزق الطلاق ، ومعضلات النفقة ، وأزمات الميراث ، وجعل يتصفح أقوال الفقهاء من جميع المذاهب ، ليختار منها ما يريح الناس عن بصيرة موغلة في أسرار التشريع وقضايا الأصول ، وموجبات القياس ، والأخذ بالاستحسان ، وسد الذرائع ، ومراعاة المصالح المرسلة ، مما سجله الأصوليون دون تعنت في التطبيق ، أو تنطع في التعليل ، أو ليّ للمسألة علي غير وجهها الصريح .

وللمراغي في هذا المجال رسالة فقهية تنبئ عن ألمعية شفافة ، وتنطق بأن التشريع لا يفتقد في شتى العصور إماما يرضي دين الله بتيسير حاجات الناس ، ولعل هذا بعض ما عناه الأستاذ عبد الجواد رمضان حين قال في رثائه :

لقد ودعت منه الشريعة مذهبا
إماما له شراحه ومتونه

وطبيعي أن يثور الجامدون علي سعة فكره ، وهمّ الواحد منهم أن يلتزم بما قاله إمام واحد ، لا يتعدي مذهبه في كل ما قال ، ولم يكن دين الله وقفا علي فقيه يختار بين عشرات من أمثاله المبرزين ، وقد جادلهم المراغي بالتي هي أحسن فكتب فصولا في ذم التقليد هي من أبرع ما قيل في موضوعها ، وأظهر قانون المحاكم الشرعية للأحوال الشخصية ، فكان رحمة للناس حين أخذت به الوزارة وألزمت القضاة أن يعملوا بمقتضاه .

ولئن خالفه مخالف فتلك طبيعة العلم في كل عصر وزمان ومكان ، وما زالت الأئمة في القديم والحديث تأتي بما يؤخذ منه ويرد دون أن يجحد لفاضل فضله ، وحين تولي الإمام مشيخة الأزهر للمرة الثانية ترأس لجنة لمدارسة الأحكام الفقهية ورسم خطتها وتحدث مع الأعضاء وكلهم من رجال الفقه والتشريع بما يوضح حجته دون نقاب ولا مواراة .

وقد سجلت مجلة الأزهر ملخصا جيدا لحديثه ، مجلة الأزهر ، السنة السابعة ص592 سنة 1355 ، (انظر النهضة الإسلامية لمحمد رجب البيومي 1/ 426 ) .

مواد متعلقة:

في ضيافة الاستاذ سيد قطب

من الإخوان المسلمين إلى شعب مصر

وفاة المستشار فتحي لاشين من الرعيل الأول للإخوان عن عمر 83 عاماً

من صفات المسلمين بقلم الإمام الشهيد حسن البنا

المصدر