الشباب الإخواني الأول ونشر الدعوة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


الشباب الإخواني الأول ونشر الدعوة


ولم تقتصر هذه الحركة الدعوية على الأستاذ البنا وحده، وإنما أعدَّ شبابَ دعوته ورجالَها ليكونوا دعاةً مجاهدين، يجوبون أنحاء مصر نشرًا للدعوة وتبشيرًا بالفكرة:

يقول جيمس هيوارث دين في كتابه: (التيارات الدينية والسياسية في مصر): "كان حسن البنا يتخيَّر طلبة العلوم الدينية الذين درسوا دراسةً جادَّةً القرآنَ الكريمَ واللغةَ العربيةَ والخَطابةَ وأصولَ الفقه، والذين لم تدنس عقولَهم المفاهيمَ الغربيةَ وطريقةَ الغرب في التفكير، وكان معظم هؤلاء من صغار السنِّ الذين يمتلئون حماسة القيام بأي أعمال خارقة تتطلب التضحية والجرأة، وكان ميدان عملهم المساجد؛ حيث يواظبون على الصلاة فيها في كل الأوقات وخاصةً يوم الجمعة، فإذا فرغ الناس من الصلاة توزَّع هؤلاء الدعاة الشباب بينهم؛ ليعقدوا لهم حلقاتٍ متفرقةً يحدثونهم عن الإسلام ثم عن دعوة الإخوان المسلمين وأهدافها الدينية والسياسية، وأحيانًا يتحدثون لهم عن قضية سياسية تشغل الناس أو عن بعض الرذائل التي تنتشر بين الناس، كالمخدرات والخمور والدعارة، ويحثُّونهم على التصدي لهذه الرذائل من خلال الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين" (الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين- زياد أبو غنيمة- ص 12).


ويضيف قائلاً:

"وكان حسن البنا ذكيًّا في اختيار بعض المناسبات الدينية أو الوطنية ليوجِّه هؤلاء الدعاة الشباب لاستقطاب الجماهير وعندما تنشب أزمات وطنية، وكان يوجِّههم لاستغلال مواهبهم الخطابية والدعائية لإثارة المصلين ضد بريطانيا وعملائها في مصر، أو ضد اليهود في فلسطين وفي مصر، وكان البنا يجنِّد هؤلاء الدعاة الشباب ليجوبوا أرجاءَ مصر في الحَرِّ اللاهب ليجمعوا التبرعات للفدائيين في فلسطين، بعد أن يخطبوا في المصلين خطبًا ناريةً ضد الإنجليز واليهود" (الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين- زياد أبو غنيمة- ص 13).


وهذه بعض النماذج العملية من حركة دعاة الإخوان:

1- بعثة الصيف للإخوان المسلمين إلى الأحبة في الريف الجميل (1936): "رأى المكتب العام للإخوان المسلمين في هذا العام أن يختار وفدًا من رجال الجامعتين الأزهرية والمصرية ليقتسم بلدان القطر ويطوف فيها ويقوم بواجب الدعوة إلى الله ونشر الخير والتهذيب بين المواطنين الكرام من إخواننا المحبوبين، فتكوَّنت لذلك لجانٌ عشرٌ ستزاول مهمتها على التقسيم الوارد بعد هذا إن شاء الله.. رجاؤنا إلى حضرات الإخوان ونقبائهم أن يسهِّلوا لإخوانهم مهمتَهم، وأن يُعينوهم في غايتهم التي هي غاية الجميع، وأن يمدوهم بالإرشادات اللازمة التي تساعدهم على نجاح الغرض الذي هاجروا من أجله، وهي هجرة في الله نرجو أن تكون لهم أجرًا وللدعوة نشرًا وللبلد خيرًا إن شاء الله" (جريدة الإخوان- س 4- عدد 10- 26 ربيع أول 1355- 16/6/1936).


وكان لهذه البعثات الدعوية الصيفية نتائجُ موفَّقة وآثارٌ طيبة أشارت إليها جريدة الإخوان، وهذه نماذج منها:

"في البحيرة: لاقت الدعوة التي قام بها أعضاء بعثة الإخوان المسلمين في مديرية البحيرة تربةً خصبةً، فآتت أكلها وأينعت ثمراتها، وتألفت على أثر ذلك رابطة الإخوان بناحية فليشان بحيرة، وفي السماعنة: اجتمع لفيف كبير من أعيان بلدة السماعنة مركز فاقوس شرقية بمنزل حضرة الأخ سيد أحمد أفندي عبد الكريم مساء الجمعة الموافق 21 ربيع الثاني وكوَّنوا شعبةً لجمعية الإخوان بها، وقد اقتنعوا بما شرحه لهم من أغراض الجمعية ومقاصدها حضرة محمد أفندي عبد العزيز خاطر، وفي كوم أمبو: تألَّفت شعبةٌ للجمعية في كوم أمبو على أثر الدعاية التي قام بها حضرة مندوب الجمعية الشيخ محمد البدر، وقد تألفت من سبع وعشرين عضوًا كلهم من أهل الفضل وأعيان البلاد ووجوهها وتجارها، وفي مديرية الغربية: جاءنا من حضرتي مندوبي بعثة الجمعية في مديرية الغربية حمدي أفندي الجريسي ومحمد أفندي زكي صالح أنهما وصلا إلى قويسنا وبثَّا فيها الدعوة للجمعية وقابلا فيها حضرتي محمود أفندي الطوري ابن عمدتها والموظف بمجلس قروي منشية صبري في قويسنا، وهذان الإخوان قد عاهدا الله على تكوين شعبة للإخوان" (جريدة الإخوان- س 4- عدد 16 28/ 7/ 1936).