الشاطر: الحكم ليس هدفنا.. ونريد حكومة مرجعيتها إسلامية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشاطر: الحكم ليس هدفنا.. ونريد حكومة مرجعيتها إسلامية
اخبار572011.jpg
م. خيرت الشاطر

- تطوير الجماعة مستمر ولن يكون مرتبطًا بتغييرات الثورة

- ثوابت الجماعة ليست مُعرضةً للتغيير.. والمتغيرات قابلة للتجويد

- الإخوان ليسوا وكلاء عن الأمة بل يشاركونها في بناء النهضة

- نسب المشاركة في الانتخابات القادمة تخضع لمجلس الشورى

- الأخوات لهن نصيب كبير في التطوير.. ودورهن لا ينكره أحد

- نريد إخوانًا مؤثرين في المجتمع وليسوا تابعين

الإسكندرية- محمد التهامي:

أكد المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن مهمة تطوير العمل الإخواني تقع على عاتق جميع أفراد الجماعة، كما أننا في حاجة إلى الاستماع لمتطلبات كلِّ المواطنين واحتياجاتهم، وأن مسألة التطوير ليست مرتبطة بزمن أو وقت، بل ينبغي أن تكون مستمرةً ومتجددةً؛ لأن الوصول لدرجة الإحسان مطلوب، وهذا فرض عين على الإخوان، وواجب أن نحصل على الأفضل دائمًا.

وأكد الشاطر- خلال مؤتمر "معالم النهضة ومكاسب الثورة وآفاق التطوير"؛ الذي نظَّمه إخوان الإسكندرية مساء أمس الخميس بأرض المعارض بمنطقة الرأس السوداء بالإسكندرية- أن اللحظات التاريخية التي نعيشها بعد ثورة 25 يناير تجعل مسألة التطوير والتجويد والتحسين أكثر إلحاحًا على الجماعة.

وقال- في لقائه الذي استغرق قرابة الـ4 ساعات مع آلاف الإخوان بالإسكندرية-: لا بد أن نسأل أنفسنا عن ماذا نقصد بتطوير العمل الإخواني؟ ومَن المسئول عن التطوير؟ وما هي آليات التطوير؟ ومَن المسئول عن تخطيط التطوير؟ ومن المسئول عن تنفيذ ذلك كله؟.

ثم أجاب الشاطر على أسئلته قائلاً: لا بد أن نميز بين الثوابت والمتغيرات؛ فالثوابت ليست معرضةً للتغيير أو الحذف والإضافة؛ أما المتغيرات فهي قابلة للتجويد والتغيير والتعديل؛ مؤكدًا أن دور الإخوان الآن هو بناء نهضة الأمة على أساس إسلامي؛ وأشار إلى مقولة أحد الدعاة "غاب الإسلام بمفهومه الشامل عن الناس، فقام دعاة الإخوان يعملون على إعادة الإسلام لمفهومه الشامل إلى الناس".

وأضاف الشاطر: تعلمنا في منهج الإخوان الذي وضعه الإمام البنا من خلال فهمه منهج الإسلام من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أن هناك مراحل وأهدافًا فرعية، وهي: "بناء الفرد المسلم، ثم البيت المسلم، ثم المجمتع المسلم، ثم أستاذية العالم"؛ وشدَّد على أن الإخوان جماعةٌ تريد تمكين دين الله في الأرض.

وأكد أن الجماعة هي أداة لأسلمة الحياة، وتنفيذ المشروع الإسلامي؛ وشدَّد على أن الإخوان جماعة شاملة، وليست حزبًا سياسيًّا فقط؛ مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم جماعته لتحقيق إقامة الإسلام في ربوع الأرض، وبنى المراحل كلها بداية من الفرد المسلم ثم البيت المسلم ثم المجتمع المسلم، وأقام دين الله عزَّ وجلَّ في الأرض كلها.

وفيما يتعلق بالفرق بين التنظيم الحزبي أيًّا كان هذا الحزب والعمل الإخواني، قال الشاطر: إن الحزب ليس وليد النموذج الإسلامي، ولكنه نتاج النهضة الغربية؛ كما أن الحزب وعاءٌ من أجل الوصول للسلطة؛ بينما الجماعة أداة تكامل لحشد الأمة لأسلمة المجتمع؛ فهي مشروع كبير لكلِّ جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والتربوية والإسلامية والتنموية والنهضوية، ومنها يخرج الحزب والجمعيات والمدارس، ولكن تبقى الأداة التي بُنيت على أصول الدين؛ هي الجماعة وليست الحزب.

وأكد أن الجماعة دورها تحريك الأمة بكلِّ جهودها؛ لتقيم حياةً كاملة على أساس ومنهج إسلامي بمرجعية إسلامية؛ لافتًا إلى أن قوة بناء الجماعة تكمن في عاملين هما النفسي والتنظيمي، مشيرًا إلى قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لا دين بلا جماعة ولا جماعة بلا إيمان"؛ مشددًا على الالتزام بالهيكل الذي يستخدم الشورى في جميع أموره، ثم يكون القرار بموافقة الأغلبية، وتبني الجميع القرار النهائي الذي آلت إليه الشورى؛ وبذلك يكون البناء النفسي؛ وهذه الشورى تمارس في كل أسرة وشعبة ومنطقة وقطاع ومكتب إداري ومجالس الشورى؛ حتى يكون هيكلاً سليمًا قادرًا على العطاء.

وأضاف: أنه لا يصح أن يخرج أي إنسان عن رأي الجماعة ويتمسك برأيه الشخصي؛ وإذا كان الالتزام الحزبي هو أهم ركائز أي حزب سياسي؛ فإن ما يميز الجماعة هو الأخوة والثقة، ثم تأتي الشورى، ثم يكون عضو الجماعة طائعًا لقرار الشورى.

مراحل الجماعة
اخبار582011.jpg

وأشار إلى أن طبيعة المرحلة تفرض على الجماعة مهمة إجمالية وأهدافًا واعيةً، وأن تكون إدارة الجماعة لها خصائص ومقومات من خلال 3 مراحل: "التعريف" و"التكوين" و"التنفيذ".

وأوضح الشاطر أن الإخوان الآن في مرحلة بناء المجتمع والحكومة المسلمة؛ وقال: نحن لا نريد الوصول للحكم، ولكننا نريد حكومةً حريصةً على أن تقيم حياة الناس بمرجعية إسلامية.

وأكد أن المنهج الإسلامي منهج رئيسي وليس شعارًا عاطفيًّا، فالنظام الإسلامي حدَّد قاعدة لإقامة الحياة وهي "أمرهم شورى بينهم"؛ أي استخدام الشورى في كلِّ آليات صناعة القرار؛ والمجتمع هو الذي يمارس الشورى، ويختار النظام الذي يريد أن يمثله لتنظيم الحياة، ويكون الشعب هو مصدر السلطات، فإما أن يجعل نظام الدولة برلمانيًّا أو رئاسيًّا أو يلغي مجلس الشورى، فكلُّ هذه المسائل تخضع للاجتهاد والقاعدة الحاكمة هي ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: من الآية 38).

ولا يصح أن يخرج علينا أحد يقول "مصر لا ينفع مع شعبها إلا حاكم مستبد"؛ أو يخرج آخر تعلَّم وأصبح عالمًا ودرَّس تجربة الاتحاد السوفيتي في مرحلة زمنية معينة ويقول: "العمال هم القادرون على أن يحكموا مصر"؛ وهؤلاء نقول لهم: إن القاعدة الأساسية هي ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾، فكلُّ هذه الأمور ليست مخالفةً للشرع وإنما اجتهادات، والذي يَفْصِلُ فيها هو الشعب.

وشدَّد على أنه لا يوجد أي نظام في أي دولة يمثل النموذج الإسلامي للحكم؛ ولذلك نحن نريد أن نكون أصحاب هذه التجربة، فنحن نريد أن تكون مصر هي الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية، ولا بد أن ندرك أن نهضة الأمة تتطلب منا اجتهادًا، ولن نقبل بأي نموذج يُصدَّر إلينا؛ لأننا نريد النموذج المصري الذي سيبهر العالم بإذن الله.

بناء الأمة
اخبار592011.jpg

وأكد الشاطر ضرورة وأهمية بناء نهضة الأمة، مشددًا على أن الإخوان ليسوا وكلاء عن الأمة لبناء النهضة، بل هم يشاركون الأمة في بناء نهضتها؛ كما طالب جميع الإخوان بالحفاظ على مكتسبات الثورة؛ لأن من مصلحة مصر أن يكون النظام القادم صالحًا لا يلجأ إلى أساليب القمع والاستبداد، كما كان يفعل نظام الطاغية مبارك.

وفي ردِّه على سؤال عن تصريحات بعض قيادات الإخوان، بخصوص نسبة مشاركة الجماعة في الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستتراوح بين 30% و35% ثم بعد ذلك خرجت تصريحات أخرى في وسائل الإعلام عن أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستحددها المكاتب الإدارية لكلِّ محافظة؛ قال الشاطر: إن نسبة المشاركة متروكة لمجلس الشورى العام للجماعة، وشدَّد على أهمية تفعيل دور المؤسسات الشورية في الجماعة، لافتًا إلى أن الإخوان كانوا يعانون في ظلِّ نظام مبارك البائد بالتضييق الأمني الذي يحول بين إجراء الشورى بشكل كامل، أما الآن فسيجتمع مجلس الشورى ليحدد أعضاؤه نسبة المشاركة؛ وقال: طلبنا بالفعل من المكاتب الإدارية بالمحافظات أن تحدد نسبة المشاركة لعرضها على مجلس الشورى خلال الأسبوعين المقبلين.

وأضاف: أما ما يُقال في وسائل الإعلام عن نسبة مشاركة الجماعة، فهي مجرد اجتهادات، بعدما أعلن مكتب الإرشاد أن الإخوان لن يشاركوا بأغلبية في الانتخابات القادمة، مؤكدًا أنه لم يتم حتى الآن تحديد النسبة التي سيخوض الإخوان بها الانتخابات.

نصيب الأخوات

وفيما يتعلق بمشاركة الأخوات خلال الفترة المقبلة في مستويات الجماعة المختلفة، أكد الشاطر أن قسم الأخوات له نصيب كبير من التطوير داخل الجماعة، وأن هناك حاكمَيْن لهذا الموضوع، وهما: "الضوابط الشرعية" و"قبول الأغلبية للاقتراحات المقدمة"، فكل الاقتراحات ستصل إلى مجلس الشورى العام للإخوان، وسيُفْصَل فيها؛ وطالب جميع الإخوة والأخوات بالإسراع في إرسال المقترحات والمشاريع الخاصة بملف تطوير الجماعة؛ حتى يسهم الجميع في رسم طريق مستقيم؛ لتسير عليه الجماعة في الأيام التاريخية المقبلة.

وطالب "الشاطر" جميع مكاتب الإخوان في المحافظات بعدم انتظار خطة التطوير التي من المقرر الانتهاء منها خلال 6 أشهر على الأقل، ولكن يجب الإسراع في التغيير داخل المناطق والشعب الإخوانية، وزيادة الانفتاح على المجتمع، وعقد العديد من المؤتمرات الجماهيرية؛ لتعريف الناس بدعوة الإخوان.

وحول سؤال عن الأزمة الاقتصادية في نظام مبارك، ودور رجال أعمال الإخوان من تخفيف الأزمة على المواطن المصري، قال الشاطر: بالفعل مصر تمر بأزمة اقتصادية كبيرة، ولكن لم تصل لحدِّ الانهيار، مؤكدًا أن هناك مشكلةً وأزمةً حقيقيةً كانت موجودة قبل الثورة، وازدادت بعد الثورة، ولكن بهمة المصريين والإخوان معهم سنحافظ على اقتصاد بلدنا.

وأشار إلى أنه من ضمن الأسباب التي دعت الجماعة إلى الموافقة على التعديلات الدستورية هي انتهاء الحكم العسكري الاستثنائي في مصر؛ حتى يعود المستثمر الأجنبي إلى مصر، ويطمئن عندما يرى بعينه الاستقرار.

وأكد أن دور رجال أعمال الإخوان الآن هو إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى التنسيق بين أصحاب رءوس الأموال والخبرة؛ حتى نحقق تنمية اقتصادية.

الانتخابات الرئاسية

وعن استقالة د. عبد المنعم أبو الفتوح ود. إبراهيم الزعفراني، قال الشاطر: إنهما أخوان فاضلان وساهما في العمل الإسلامي، ويعز علينا تركهما للجماعة؛ فإن خرج 2 فإن الإخوان يدخلها كل يوم 100؛ كما أن هناك قضايا أساسية لا نريد التهاون فيها، فالجماعة اتخذت قرارات لن تتراجع عنها بشأن عدم خوضها انتخابات رئاسة الجمهورية؛ ولو خالف خيرت الشاطر قرارات الجماعة الشورية فعليه أن يغادر الجماعة؛ لأن جماعتنا ليست جماعة أشخاص ولكنها جماعة مؤسسات.

وفي ردِّه على سؤال لأحد الشباب بأن العمل الإخواني يبني أتباعًا ولا يبني قادة, قال الشاطر: من الظلم أن نعمم هذا الوصف على كل الجماعة؛ وإن وجد في مكان فهذا خطأ، موضحًا أنه يجب أن يكون كل فرد داخل الجماعة قائدًا لغيره حتى يتحرك في قلب المجتمع، ويحفز الناس للمشاركة في بنائه؛ وشدد على أن الإخوان لا يريدون أتباعًا، ولكنهم يريدون أفرادًا، يستطيعون أن يكونوا في الطليعة، وهذا يتطلب إعادة النظر في برامجنا التربوية، والتركيز على البحثِ عن طاقات الشباب حتى يتم توجيهها في المسارات السليمة.

وعن إعلام الإخوان في الفترة المقبلة، قال الشاطر: في نهاية شهر يونيو ستخرج قناة الإخوان في بثها التجريبي، وبعدها بشهور قليلة ستكون الجريدة الرسمية للإخوان في الأسواق، ولكن يجب علينا أن نتعاون مع رجال الأعمال في إنشاء قنوات فضائية وشركات إنتاج إعلامي وغيره من الأمور التي كانت مستحيلة في النظام البائد.

وقد شارك في المؤتمر الآلاف من شباب وأخوات وقيادات الإخوان بالمحافظة، وكان في مقدمتهم الأستاذ جمعة أمين نائب المرشد العام للإخوان المسلمين؛ ورجل الأعمال حسن مالك أحد المُفْرَج عنهم في المحاكمة العسكرية الجائرة الأخيرة؛ وأحمد أحمد جاد أحد الرعيل الأول للإخوان، وجميع النواب السابقين بالمحافظة، فضلاً عن عدد من أعضاء هيئة التدريس، وأعضاء مجالس النقابات المهنية بالمحافظة.

المصدر