الشاذلي "أقوى معارض" في دولة أحمد عز!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشاذلي "أقوى معارض" في دولة أحمد عز!!

تحقيق- محمد هاشم

2006-19-08

مقدمة

في فترةٍ قصيرة سطع نجمُه في سماء السلطة، وأصبح من أَهَمِّ سدنةِ النظام وصقرًا قويًّا بين الطيور الداجنة في حظيرة الحزب الوطني، جمع في خزائنه الكثيرَ من الأموال عن طريق الاحتكار الذي يمثل أبشع صورة للرأسمالية المتوحشة.. إنه أحمد عزّ.. رجل الاقتصاد القويّ في الحزب الوطني والمتحكِّم في مجلس الشعب بعد أن احتلَّ مكانَ كمال الشاذلي، واستعاض به عن الفتوة العجوز الذي لم يعُد يتلاءَم مع زمن جمال مبارك.

تبوَّأ أحمد عز موقع "الشاذلي السابق" ليس في الحزب الوطني فقط ولكن داخل أروقة الحكومة نفسها، فالغريب أن كل وزير هذه الأيام لا يستطيع أن يقرِّر شيئًا في وزارته بدون أمر أو على الأقل بدون ضوء أخضر يعطيه له عزّ، ورغم أن أبسط حقوق الوزير هي تعيين موظفيه، فإن أحمد عزّ سلبها منه، وأصبح هو مَن يوزِّع الفرصَ والتعيينات على نواب مجلس الشعب حسب ولائهم وطاعتهم للسيد الجديد، لدرجة أن أي نائب برلماني هذه الأيام له طلبٌ معينٌ من وزير في نطاق وزارته يرد عليه ردًّا غريبًا، وهو "شوف أحمد بيه"؛ مما جعل البعض يطلق عليها "دولة أحمد عز!!".

وليس بخافٍ على أحد أن هذه الدولة كانت ولعهد قريب مِلكًا للفتوةِ العجوز كمال الشاذلي، والذي بنفسه ساعد أحمد عز على التوغل في السلطة بسياسات احتكار الحديد التي منحها له من قُوت أبناء الوطن، وها هو الآن يطرده من هذه الدولة، ونالت منه المخالب التي ترعرعت في جنبات ظلمه واستبداده؛ مما جعل من صدمته زلزالاً يهزُّ الجبل العتيد، فرأيناه على غير ما عهد عنه- الشاذلي- في الأيام الأخيرة يتحوَّل إلى معارض لسياسات الحكومةِ؛ من أجل محاولة استعادة دوره القديم الذي أخذه منه عزّ، وتجلَّى ذلك في بعض المواقف الأخيرة مثل معارضته الزائفة لتمرير قانون الحكومة الجديد الخاص بالحبس في قضايا النشر، وعلى النقيض رأينا عز يبصم "بالعَشَرة" موافقًَا على كل ما تحاول الحكومة تمريره، فظهر ما يشبه الصراع الخفيّ بين الحرس القديم الذي يحاول استعادة عرشه، والحرس الجديد الذي يدعمه جمال مبارك من أجل الوصول إلى العرش.

الوجه القبيح للحكومة

يقول الدكتور أحمد ثابت: إن الشاذلي الآن يحاول الظهور في دور الحكيم؛ لأن النظام الحاكم تخلَّى عنه بصفة أساسية، وانتهى دورُه باعتباره منافسًا للحرس الجديد بقيادة جمال مبارك وأحمد عز، ومن الصعب على الشاذلي أن يقبل هذا الوضع بسهولة، فهو لا يرضى أن يقبعَ في الخلفية أو يجلسَ في الظل مثله مثل كل خدم النظام القدامى، فرأيناه مؤخرًا يأخذ مواقف يُشْتَمُّ منها أنه معارضٌ للنظام مثل معارضته لقانون الحكومة بِشأن حبس الصحفيين ومحاولة زعزعة استقرار أحمد عز، الذي أصبح بالطبع هو رجلَ المرحلة وينفق من أمواله- التي جمعها بشكل غير شرعي أيام الحرس القديم- على جرائدِ الحكومةِ، مثل صحيفة "روز اليوسف"، وكذلك يدعم مجموعة جمال مبارك التي تجهز لتسلم مقاليد الحكم عن قريب.

أما الشاذلي فمهما حاول فمرحلته قد انتهت، وهو حتى إن حاول إظهارَ وجه المعارضة فإنه في نظر الناس ما زال يمثِّل الوجهَ القبيحَ للحكومة، وأحدَ موظفيها الأمنيين منذ أن كان يعمل بدبلوم الصناعة، وتدرَّج في المناصب عن طريق وظيفته الإرشادية على كل الإصلاحيين في هذا البلد.

أما أمير سالم المحامي فيصف الصراع بين الحرس القديم "الشاذلي" والجديد "عز" بأنه صراعٌ على النفوذ والسلطة، وقد استطاعت في جزءٍ كبيرٍ منه القوة التابعة لجمال مبارك والمتمثِّلة في عزّ أن توجّه ضرباتٍ قاتلةً للحرس القديم وتقليم أظافره؛ لأنه كان من الصعب جدًّا الإبقاء على الشاذلي؛ لأنه كان يمثل الشخص القوي ذا الخبرة، والذي كان بيده مقاليد الحكم منذ 30 عامًا، وبالتالي فالشباب الجديد المتمثل في جمال وأتباعه الذين يجهزون لتسلُّم السلطة كان سيبدو دائمًا في زيّ الرجل الضعيف أمام الشاذلي.

وأضاف سالم أنه من الصعب جدًّا الآن أن يستطيع الشاذلي زعزعة قيد أنملة في استقرار دولة عز؛ لأن الأخير يمثِّل الاحتكار للمال والسلطة والسيطرة على أموال تُعتبر جزءًا من الأموال العامة.

ويرى أمير سالم أن الطريق ممهَّدٌ تمامًا الآن أمام عز وأعوانه لإحكام السيطرة على الدولة وتقوية قبضتهم عليها".

ملفات الفساد

وحول أن عزّ يمثِّل قوةً اقتصاديةً وسياسيةً قد يصعب على الحرس الجديد- إن شاء- أن يطيحَ بها مثلَ ما حدث مع الشاذلي، قال الخبير الاقتصادي أحمد النجار: إن الاقتصادَ والمال رغم سطوتهما إلا أن لهما مداخلهما التي تستطيع السلطة أن تكسرها من خلالها، وأشار إلى أن الدولة رغم أنها تدعم عزّ الآن وتقوي شوكته، إلا أنها على التوازي تعد له ملفات الفساد التي ستفتحها للعيان وقت ما تريد أن تخلعَه وتستغني عنه.

أما أحد أبرز أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني والذي تركها مؤخرًا، وهو الدكتور أسامة الغزالي حرب- رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية- فقد رفض التعليق على ما يحدث الآن بين عز والشاذلي قائلاً: دعونا نتحدث عن أشياءَ أهم من هؤلاء؛ لأننا أكبر من أن نتحدثَ عنهم "فأنا تركت الحزب الوطني لأنه يقوم على المصالح الشخصية المتضاربة"، فوعدنا الغزالي بحوار خاص مع (إخوان أون لاين) عن أهم الأحداث في مصر والمنطقة ستقرأونه معنا قريبًا.

المصدر