الدعـوة الى الســلام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

  • لماذا أطلق البنا اسم الاخوان المسلمين عللاى الجماعة ؟.
  • ننكـر استخدام العنف ضد الحاكم حتى ولو كان ظالمـــا .
  • نحن ضد الدكتاتورية والاستبداد ومع الشورى .

فى هذه الحلقة من مذكراته ينكر الاستاذ عمر التلمسانى أن الاخوان فكروا فى استخدام العنف لتغيير نظام أو تبديل حاكم انطلاقا من كونهم جماعة سلفية كما ينفى أن تكون دعوة الاخوان المسلمين جاءت كرد فعل لاغتراب القيم فى المجتمع أو أنها جاءت كتنظيم وطنى يستهدف اقتلاع الظلم والاستعمار لكنها جاءت لترد الناس الى الينابيع الأولى للإيمان التى شردوا عنها فضلوا وضعفوا وصاروا مطمعا لكل ظالم أو طامع .. وهو يوضح أن اقتلاع الظلم والاحتلال يأتى حين يعود الناس الى طريقهم الصحيح للإيمان حيث القوة والثبات .

وينفى المرشد العام للإخوان المسلمين عن جماعته أنها تحصر الاسلام فيها وتنكره على غيرها لكنها تقصره عليها طريقا ومنهجا .

بقول عمر التلمسانى :

لم تكن تصرفات الاخوان وتخطيطاتهم أبدا رد فعل ليقظتهم فالامام الشهيد منذ تفتح ذهنه على ما فى أمته وهو يفكر فى العلاج .. فهو يقود حركة أصيلة ووعيا نبت فى حقل ذهن خصب لينير كل مقومات الحياة .

ما كانت دعوة الاخوان أساسا لتحقيق استقلال أو تحرير من استعمار وما الى ذلك من المعانى السامية المطلوبة لكنها قامت لترد المسلمين الى ا لمنبع العامر بالحياة الكريمة والحرية النبيلة والعقيدة السليمة فإذا ما صح هذا وثبتت دعائمه فى صميم مشاعر المسلم وعقله وتفكيره رأى أن الحرية والاستعمار ضدان لا يجتمعان فى إهاب واحد وأن الحرية والظلم يتناقضان وأن العقيدة الحقة والاستعمار الاقتصادى أو الفكرى مع عزة المسلم أمور لا يمكن أن يحيا معها الانسان حياة رغد ة هادئة .

لقد قامت جماعة الإخوان المسلمين أساسا لتعود بالمسلمين الى التمسك بتعاليم دينهم الصحيحة فى كل كبيرة وصغيره من شؤون هذه الحياة . فهى أصل وهى عقيدة وليست رد فعل لأى عامل من العوامل أو طارىء من الطوارىء . فهى إذا دعت إلى إصلاح فساد منتشر أو ضلال عم فما ذلك إلا لأن هذا من صميم تعاليم الاسلام السامية النبيلة .

ولما اكتمل عقد الرجال الستة السابق الاشارة إليهم ورأى الإمام أنهم أصبحوا يشكلون ما يشبه هيئة تأسيسية بدأ التفكير فى الاسم . فقاال الإمام : ألسنا إخوانا ؟؟ .. قالوا بلى . قال : ألسنا مسلمين ؟؟ .. قالوا بلى قال : فنحن إذن ( الإخوان المسلمين ) . وأضيف الى هذا أن اسم الاخوان ا لمسلمين جاء من القرآن نفسه وليست بدعة مبتدعة فالله سبحانه وتعالى يقول : { إنما المؤمنون إخوة } ثم يقول { ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل } ونحن بفضل الله مسلمون فلا بدع أن تسمى هذه الجماعة " جماعة الإخوان المسلمين " ولم تدع يوما أنها " الجماعة المسلمة " لأنه تخصيص بغير مخصص ولكنها تعتبر نفسها " جماعة مسلمين أو جماعة من المسلمين " إننا لم نقصر الاسلام علينا ولم نحصره فى جماعتنا فما بال الناس قبلنا متقولين مبتدعين لشىء لم يدر شبحه فى خلدنا يوما من الايام . ألا فليتق الله الملتمسون للبرءاء العيب وأنصحهم إبتغاء وجه الله مذكرا بحديث شريف :" من تتبع عورات الناس يوشك أن يتتبع الله عوراته حتى ليوشك أن يفضحه فى عقر داره " وحسبنا الله ونعم الوكيل . إننا لا يعنينا أن يعلوهذا الاسم أو يذع صيته إنما يعنينا أن نعمل لله فى السر والعلن ويعنينا أن يطلع الله على دخائل قلوبنا ثم يهديناسواء السبيل .

لم يكن الاخوان المسلمون وحدهم أصحاب فكرة فرق الرحلات ففى كل المدارس الابتدائية والثانوية والكليات والنوادى حتى الماجنة منها كانت هناك فرق للرحلات . ولم يعتب أحد عليها فى ذلك . ولكن الإخوان المسلمين كانوا وحدهم محل اللوم والانتقاد بسبب هذه الفرق الطاهرة البريئه وقل بالمثل عن فرق الجوالة أو الكشافة فى الاخوان المسلمين فهى فرق موجودة فى كل العالم ولكن " الكعكة فى يد اليتيم عجبة !" .. وسنرى فيما يلى أن الإخوان ما فكروا يوما فى القوة كسلاح لتغيير أو إنقلاب أو ثورة لأنهم سلفيون وسلفيون بحق وفهم والسلف رغم ما أثروا به الفكر من قمم وسعة واتساق ينكرون استعمال العنف ضد الحاكم حتى ولو كان فاسقا وظالما وسيأتى شرح ذلك عند الكلام عن وسائل الاخوان فى نشر دعوتهم استنباطا من رسائل الامام رضوان الله عليه .

ولو أن أحدا من غيرالاخوان حضر مرة فى يوم معسكرا من هذه المعسكرات لرأى العجب العجاب فى دقة النظام وصرامة الاوامر والطاعة والالتزام . على المعسكرين أن يقوموا قبل الفجر ليسعدوا بفيوضات التهجد . ثم يؤذن لصلاة الفجر ليؤدوها جماعة ويلى ذلك التمرينات الرياضية التى تكون الجسم السليم ليحظى بالعقل السليم ثم العودة للإفطار وخاطرات الصباح ويمضى اليوم بين إعداد الطعام والرياضة والصلوات والدروس الى ما بعد صلاة العشاء حيث يأوى كل واحد الى فراشه . إن هذا اليوم فى حياةفرق الرحلات يعنى الترويح وإعداد الشباب إعدادا جسمانيا ومعنويا لكى يكون حاميا لبلده حارسا لوطنه متفهما لواجباته فى هذهالحياة نحو نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته بعد تفهمه لعبوديته الكاملة لرب السموات والأرض الذى بيده ملكوت كل شىء . إنه يوم التربية العملية وغرس المفاهيم الاسلامية وتنمية ا لروح الربانية وحماية العقيدة الاسلامية والشعور بالعزة الكاملة وكراهية الذلة أيا كان مصدرها { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } فقضية عزة المسلم أمر مقرر فى كتاب الله الكريم ومن وسائل تحقيق هذه العزة فرق الرحلات والجواله .



الدعـوة الى الســلام

لقد بلغت التفاهة بخصوم الاسلام ودعاته أنهم يسفهون رأى الامام الشهيد فى ربط المصحف بالسيف رباطا رقيقا دقيقا مع إيمان الإخوان بأن الاسلام دين إقناع وحجة وبرهان إن هذا الظن أو هذا التسفيه لا يمكن أن يصدر من عقل به ذرة من سلامة التفكير . أنظر الى العالم كله فى جميع قاراته ألا ترى أن الدعوة الى السلام قائمة على قدم وساق بالمؤتمرات وأجهزة الاعلام وكتب الداعين الى السلام .

ألا ترى أن إسرائيل نفسها تتباكى طالبة العيش فى سلام داخل حدود آمنة ؟ هل مر بنا يوم لم نقرأ فيه شيئا عن السلام العالمى والرغبة الملحة فى أن يسود الدنيا السلام حتى كدنا نمل من كلمة السلام العالمى التى يستعملها المرشحون لرئاسة دولهم ؟ ثم ماذا نرى بعد هذا ؟ نرى العالم كله يتبارى فى اختراع الأسلحة المهلكة المبيدة للبشرية وتنفق فى سبيل اختراع وسائل الدمار ألوف الألوف من الملايين ثم تدعى كل أمة بعد ذلك أنها أمة السلام والأمان والهدوء والاطمئنان . لماذا كل هذا ؟

أليس للدفاع عن الحرية المزعومه والسلام المنشود إن الورد يحتاج الى شوك يحميه والاسلام دين السلام والدعوة اليه لا تكون إلا بالاقناع والدليل { أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن } . ولم يقبل رسول الله صلى ا لله عليه وسلم إلا هذا فى بدء الرسالة رغم ما أنزله المشركون بالمسلمين من تشريد وتعذيب وقتل . وكان الرسول يمر على المعذبين فيقول " صبرا آل ياسر إنى لا أملك لكم من الأمر شيئا إن موعدكم الجنة “ ..ولما أذته ثقيف لم يهمه من أمر كل هذا الايذاء إلا رغبته فى ألا يكون بربه غضب عليه وصبر على الايذاء حتى اضطر الى هجرة أول أرض مس ترابها جسده الشريف . وياليتهم لما هاجر تركوه ولكنهم أمعنوا فى تهديده ومحاولة القضاء على دعوته ومهاجمته فى عقر مهجره فاضطر ولا مناص الىا لدفاع عن عقيدته ومن آمن بها وهكذا كان الامام الشهيد أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ رأى محقا أن الحق لا بد أن تكون له قوة تدافع عنه وتحميه تنفيذا لقوله تبارك وتعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } ولعله لم يفتك فى مقام الاعداد أنه كان للإرهاب لا للقتال ولا للاعتداء ولا للاستعمار والاستعباد .

وهذه معاهدة السلام التى عقدت مع اسرائيل .. ما بال حكومتنا تقوى جيشها وتدعمه وهى داخلة فى معاهدة سلام ! هل يعد هذا الجيش لمحاربة المسلمين ؟ أبدا ولا يمكن ! هل تنفق الأموال الطائلة فى تسليح جيشنا سفها وتبذيرا ؟ لا وألف مرة ولكن حق كل أمة فى الحياة يحتم عليها أن تكون قوية مرهوبه الجانب لا يعتدى عليها أحد أو يسلب حريتها .. هكذا فعل الامام الشهيد إذ كانت مصر محتلة واليهود يطأون أرض فلسطين فأراد أن يلفت نظر المسلمين الى أن الاسلام الضعيف الواهى المتخاذل يكون نهبة لكل ناهب ومطمعا حتى لشذاذ الآفاق ومن لا يستطيع الدفاع حتى عن نفسه . حقيقة أراد الامام الشهيد أن يقيمها أمام أنظار المسلمين يوم أن وضع المصحف بين سيفين إن هذا الشعار الذى لا يرضى أعداء الاسلام لا يزال ألزم لنا من أى وقت مضى ..

اليهود احتلوا الجولان وغزوا لبنان ويهودون الضفه الغربية وغزة ويعتدون على المساجد ليحولوها الى معابد يهودية وسيناء لا تزال مجردة من السلاح رغم كل ما يقال عن عودتها إلينا . لهذا وضع الامام الشهيد العقيدة بين شفرتى السيفين حتى يظل المسلمون ذاكرين لكل بلادهم السليبة المنهوبه وسيظل هذا الشعار الاخوان المسلمين الى أن تحرر كل أرض إسلامية من احتلال عسكرى أو سياسى أو إقتصادى أو فكرى وسيظلون يعدون أنفسهم لتحقيق قوله تبارك وتعالى : { وجاهدوا فى الله حق جهاده } .


فهرس الكتاب