الحلقة الرابعة من شهادة العريني علي العصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحلقة الرابعة من شهادة العريني علي العصر



محمود العرينى

كتبها : أ.د/ محمود العريني

﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾

- السادات يعيد لـ عبد المنعم عبدالرؤف بعض حقوقه

- هذه حكاية عبد الناصر مع عبد اللطيف ودوير


تمر السنون ويتولى الرئيس السادات السلطة في السبعينيات من القرن الماضي، ويستدعي السادات عبد المنعم عبد الرؤوف من مهجره في الخارج، مقدِّرًا جهاده وتضحياته من أجل وطنه وأمته وإرضاء الله سبحانه وتعالى، فيعود آمنًا مطمئنًا إلى البلاد، ويمنحه السادات رتبة فريق طيَّار متقاعد، وأراد السادات أن يمزح معه بعد طول غياب، فلما استقبله قال له: "كما كنت"، وهو اصطلاح عسكري يفيد التأنيب؛ فأوجس عبد الرؤوف خيفةً- وهو لا يخاف إلا الله- أن يكون السادات رجع في كلامه، ولكنَّ السادات ابتسم وضمَّه إليه وقبَّله، وقال له: "أهلاً بك في بلدك يا عبد المنعم"، وخصَّص السادات أحد المسئولين في رئاسة الجمهورية لتيسير طلباته وتيسير إقامته في القاهرة بعد طول غياب، وطلب من عبدالمنعم الاتصال به في أيِّ وقت إذا حصل له شيءٌ مفاجئٌ.


وهذا كان وفاءً من الرئيس السادات له ولإخوانه، الذين أخرجهم من السجن بعد طول غياب، وردًّا للجميل حين أخفاه عبد الرؤوف في منزله وبين أهله ستة أشهر عندما كان مطارَدًا من الحرس الحديدي للملك فاروق للقضاء عليه، كما عاون الإخوان السادات في محنته بعد فصله من الجيش بأن أمر الإمام الشهيد حسن البنا رئيسَ شعبةِ الإخوان بمنشية الصدر- منطقة إقامة السادات- بصرف راتب شهري له وإخفائه عن الأنظار بعيدًا عن القاهرة.


الرئيس أنور السادات

أحسن الإخوان التعامل مع السادات وعبد الناصر قبل وبعد الثورة بالحكمة والموعظة الحسنة والإحسان في القول والعمل، والدفع بما هو أحسن لقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ (فصلت:33)، فكان الوفاء وردُّ الجميل من السادات، ووفَّقه الله في إحباط مؤامرة الناصريين، وتضميد جراح الإخوان، وتخليص البلاد من السوفييت؛ فتحقق على يديه التأييد والنصر في أكتوبر 1973م، وعلى العكس من ذلك كان المكْر والغدر بالإخوان من عبد الناصر، والذي بدأ بحادثة المنشية الذي دبَّرها مجدي حسانين مع عُمَّال مديرية التحرير؛ للقضاء على الإخوان بالإعدام في سلخانات سجون عبد الناصر، فلم يوفقْه الله في شيءٍ، والذي كان نتيجة الضياع والهزيمة في 1967م ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ (الحج:40).


وبالمناسبة فإن "محمود عبد اللطيف"- أمهر الرماة في فدائيي فلسطين- يعرفه عبد الناصر جيِّدًا، وأوجس منه خيفةً فأمر بطانته بالقبض على "عبد اللطيف" ورئيس منطقة إخوان إمبابة "هنداوي دوير" بعد عدة أيام من الحادث، وقابلهما وقال لهما: "لا تعترضوا على أي شيء وأنا سأبرئكما"، وكعادة عبد الناصر- في خيانة من عرفهم من الإخوان- حكَم عليهما ومعهما الأبرياء بالإعدام في نوفمبر 1954م، وجميعهم أحياء عند ربهم يُرزقون، تطارده أرواحهم الطاهرة إلى يوم القيامة.


وللحديث بقية مع عبد الرؤوف بعد عودته؟ وكيف هرب من البلاد؟ ومطاردة عبد الناصر له في الخارج؟ ووفاء السادات له ولأهله في القاهرة ؟ والإيعاز إلى عبد الناصر بالعفو عنه والعودة؟


المصدر : إخوان أون لاين