الجندي يكتب " قُم وانهض .. وأدي دورك "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الجندي يكتب " قُم وانهض .. وأدي دورك "


(9/17/2015)

الجندي

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيد الأنام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين .

خلق الله الإنسان ليكون حُراً عزيزاً , في هذه الحياة , وذلك بهدف تحرير الكون من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد , هذه هي رسالة الإنسان في الحياة – كما حددها ربعي بن عامر- لرستم عندما سأله من أنتم وما الذي جاء بكم ؟ ..

قال – الصحابي الجليل – موضحاً رسالتنا في الحياة : ( نحن قومٌ ابتعثنا الله لنُخرج العباد من عِبادة العباد إلى عبادة رب العباد , ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام , ومن ضيق الدنيا إلى سعتي الدنيا والآخرة ..)

ومن عدل الله تعالي , أن وضع في الإنسان مقومات متعددة لتُعينة علي أداء رسالته في الحياة , من أهمها العقل , حيث يُعتبر " مناط التكليف " , وليكون سبباً في تحرر الإنسان من العبودية لأي شئ سوي الله.

ومن هذه المقومات أيضاً , أن وضع في الإنسان مواهب وقدرات هائلة لتساعدة على تحمل الصعاب والمشاق التي تواجهه في تحقيق رسالته التي يسعي لتحقيقها , لكن ربما لا يعرفها إلا وقت الشدائد والمحن , كلٌ منا يرجع إلى نفسه ليجد أن هناك من المواقف والملمات والشدائد مرت به وتعامل معها بقوة وصبر وحكمة لم يكن يتوقع أن يتعامل بها في مثل هذه المواقف وقت الرخاء .

ثم وضع الله تعالى قوانيين وسُنن إلاهية يسير الإنسان عليها لتساعدة في تحقيق رسالته, وترشده إلى الطريق القويم , وإذا ابتعد عنها يكون الخُسران والقلق النفسي لفشله في تحقيق رسالته .

ومن هذه القوانين الإلهية – قانون السعة والإستطاعة – يقول الحق تبارك وتعالي ( لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها ) , وهذه السعة والاستطاعة واضحة بين البشر جميعاً حتي بين الأنبياء , فهذا سيدنا موسى عندما كلفه الله بالرسالة دعا ربه طالباً معاونة أخيه هارون ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردأ يصدقني (.. ونرى في الصحابة إختلافاً واضحاً - في السعة والإستطاعة - وأظهرت المواقف هذا الإختلاف فيما بينهم , فنجد منهم القوي في الفنون العسكرية , والقوي في الجرأة والصدع بالحق مع ضعف بناينه الجسمي , والقوي في الحُكم , والقوي في أمور الدين كحفظ القرآن والتفقه وإستنباط الأحكام ... وهكذا .

ذلك لأن الإختلاف من سنن الله تعالي فقد حكم - سبحانه وتعالي - علينا - (...... ولا يزالون مختلفين , ولذلك خلقهم .(..

ومن هنا يجب تضافر كل الجهود حتي تصب في وعاء واحد , بمعني أن هذا الاختلاف إختلاف تكاملي تعاوني لا إختلاف أو تضاد , وهذا ما يُميز العمل الثوري الجماعي , أن كل فرد أو تيار أو فصيل له دوراً مهماً في تحقيق أهداف الثورة , وهذا ما يُميز أي عمل مُنظم – أنظر لمملكة النحل أو النمل – ستتعلم منهما الكثير .

ومن أهم القوانين والسنن الإلهية – الأجر علي البذل لا على النتائج – وهذا يؤكد أن الله تعالى يريد أن يرى منا البذل والجهد والعزيمة ومن قبل ذلك النية الصادقة في تحقيق الرسالة الذي خلقنا الله من أجلها لقول رسول الله – صلي الله عليه وسلم ( ... من همّ بحسنة ولم يعملها كُتبت له حسنه , ومن هم بحسنة ولم يعملها كُتبت له عشر ومن هم بسيئة ولم يعملها كُتبت له حسنة ومن هم بسيئة وعملها كُتبت له سيئة) . والتاريخ القديم والحديث فيه مايؤكد هذا القانون وهذه السنة الإلهية , فبدر وحطين واليرموك وعين جالوت وغيرها من المواقف والمعارك الفاصلة في الأمة الإسلامية , بل الغزوة التي شعر المسلمون بكثرة عددهم وقال ( لن نُغلب اليوم من قِلة ) أراد الله أن يُذكِّرَهم أن سنن الله غلابة , وأن كثرة العُدة والعتاد والعدد ليس السبب الوحيد في النصر , ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت , ثم وليتم مدبرين , ثم أنزل الله سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ).

هذا لا يعني الإهمال في الأخذ بالأسباب وإعداد القوة , ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين منهم لا تعلمونهم الله يعلمهم (.., مما سبق أُؤكد أن لديك من القدرات والإمكانيات التي تجعل لك دوراً مهماً في نُصرة الحق وأهله , لك دور في تحقيق أهداف ثورة يناير التي حلمنا بعدها بحياة كريمة عزيزة في وطن حرٌ كريم , لك دور في رفع الظلم عن المظلومين ونصرتهم , فلا تستضعف نفسك , أو تيأس وتركن إلى المُرجفين .

أو تتهاون في قدراتك وإمكانياتك التي وهبك الله إياها , فالضعف والكسل والسلبية والتشكيك من صفات المنافقين ,لكن من صفات أصحاب الهمم العالية التوكل على الله ثم ينهضون ليؤدوا دورهم , تمثلوا في هذا النموذج (قال رجلان من الذين يخافون الله أنعم الله عليهما إدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) وتذكّر نصب عينيك أصحاب العزائم وتمثُلَهُم في اعمالهم وأفعالهم , ( ... قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ).

هذا نداء الحق – تبارك وتعالى دائماً لأصحاب العزائم والرسالات ( يا يحيى خُذ الكتاب بقوة (

إنهض وتمثل دوراً من ذلك :

.1 الثقة المطلقة في نصر الله : حيث هي الدافع التي تدفع الإنسان إلى العمل والبذل والأخذ بالاسباب حتى وإن علا صوت الباطل وعلت قوته المادية.
. 2 الدعاء والإستغفار : فالدعاء من أقوى الاسلحة التي يجب أن يتحصن بها الثوار والرافضين للظلم فالدعاء سلاح المؤمن .
. 3 الإنكار القلبي من كل ظلم وفساد يقوم به الإنقلاب: لقول الرسول – صلي الله عليه وسلم – ( من رأي منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان ) . فإنكار القلب أول درجات العمل لهدم الفساد .
.4 حُب الحق وأهله وبغض الباطل وحزبه : لإنه يُحشر المرء مع من أحب وحديث الرسول – صلي الله عليه وسلم – ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد إستكمل الإيمان( .
. 5 نشر الحق وسط شريحة التواصل الاجتماعي : مثل الأهل والأصدقاء والجيران وزملاء العمل وغيرهم ممن تتعامل معهم , وذلك عن طريق التواصل المباشر أو إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي " فيس بوك وتويتر ..وغيرهم )
. 6 إعتزال مجالس الفاسدين ومؤيديهم : خاصة إن لم تستطع الرد أو تغيير الموقف , وخاصة عندما يفترون ويكذبون علي الحق وأهله , كما أمرنا الله تعالي ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأُ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره * إنكم إذاً مثلهم * إن الله جامع المنافقين والكافرين جميعا (
. 7مقاطعة منتجات الإنقلابيين وداعميهم : حيث إنهيار الاقتصاد وسيلة مهمة في إنهيار الانظمة الفاسدة , لأنه العمود الفقري لها
. 8 دعم أهل الحق مادياً ومعنوياً ونفسياً : لإستكمال مشوارهم الثوري , فهو يحتاج إلى هذه الأنواع من الدعم .
. 9 مقاطعة محافل الإنقلابيين : سواء سياسية أو إجتماعية مثل الإنتخابات أو أي محاولة لبناء مؤسسات دولة الانقلاب .
. 10 تقديم إقتراحات ورؤى مبتكرة ومبدعة : لأهل الحق لكسر الإنقلاب .
. 11 المشاركة في الحراك الثوري المناسب لك . فالحراك هو الشعلة المضيئة التي يلتف حولها الشعب , وهو الصورة القوية في وجه الإنقلابيين , فهو كلمة حق ( سيد الشهداء حمزه ورجل قام إلي سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله (..
. 12 الإستجابة للوسائل الداعمة لكسر الانقلاب: مثل الإضرابات أوالعصيان المدني إذا دعا الثوار لذلك في الوقت المناسب .
.13 الصلاة بنية نصر الثوار وتوفيقهم في كسر الانقلاب : وخاصة إذا كانت في جوف الليل واستثمار الأوقات المفضلة .
. 14 التقرب إلي الله بالأعمال الصالحة لتفريج هذا الكرب : وتذكر في ذلك أصحاب الغار الذي أغلقت بابه صخرة كبيرة ففرج الله عنهم بتقربهم إليه – سبحانه - بالأعمال الصالحة.
. 15 وضع خطة إعلامية لك : لتغيير الربط الثوري القريب منك , عن طريق تصحيح المفاهيم المغلوطة التي ينشُرها إعلام الانقلاب الفاجر , وتوصيل الحقائق لهم , كي تكون آلة إعلامية متنقلة وفاعلة تُناهض إعلام الإنقلاب الفاسد المضلل .
.16. المشاركة بما وهبك الله من مواهب : أدبية أو فنية أو غيرها في خدمة الثورة والمساهمة في كسر الإنقلاب .

هذه جُملة من الوسائل التي تُناسب جميع المخلصين الثائرين والرافضين لهذا الإنقلاب المُجرم , خذ ما يناسبك أو ابتكر من الوسائل الأخرى المناسبة , لظروفك وقدراتك وإمكانياتك , ولا تبخل على نفسك من الأجر والمثوبة ومشاركتك في كسر الانقلاب ونجاح الثورة .

فخير لك أن تنام وأنت راضٍ عن نفسك , إيجابياً , لك دوراً في كسر الإنقلاب ورفض الظلم ومناصرة الحق ,

وأعلم أخي الثائر إنك ما تركت شيئاً في خدمة دينك ووظنك ونصرة للحق إلا أبدلك الله خيرا منها , مصداقاً لحديث النبي – صلي الله عليهه وسلم – ( من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه ) وقول الله تعالي ( وما تنفقوا من شيئٍ فهو يخلفه (..

وأخيراً شارك وأعد لربك إجابة عندما يسألك ماذا قدمت لخدمة دينك ووطنك ونصرة الحق وأهله

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يستعملنا لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا الإسلامية , وأن يُلهمنا الإخلاص والثبات والأجر الجزيل , إنه نعم المولى ونعم النصير . اللهم آمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

المصدر