الانتخابات والتزوير والفساد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الانتخابات والتزوير والفساد

مقدمة

2010-27-10

تسارعت الأحداث خلال الأيام الماضية فور إعلان موعد الانتخابات البرلمانية القادمة والمقرر لها الثامن والعشرون من نوفمبر المقبل؛ حيث كشف النظام الحاكم مبكرًا عن توجُّهه نحو تزوير الانتخابات المقبلة من خلال حملات الاعتقالات الظالمة التي تشنَّها الأجهزة الأمنية، والتي تظهر زيف ادعاءاته بنزاهة الانتخابات، وتتزامن هذه الأحداث مع تصاعد الأزمة في السودان الشقيق، والتي تُنذر الأجواء فيها بنشوب حرب بين شماله وجنوبه، كما أظهرت الوثائق السرية التي أعلنها موقع "ويكيليكس" عن العراق فضيحةً مدويةً للاحتلال الأمريكي الظالم، وأحداث أخرى في فلسطين وغيرها.

وحول كل ذلك فإن الإخوان المسلمين يوضِّحون موقفهم منها في الآتي:


أولاً: على الصعيد الداخلي

يحذِّر الإخوان المسلمون من التصرُّفات غير المسئولة للأجهزة الأمنية ضد مرشحي الجماعة ومناصريهم في الانتخابات المقبلة لمجلس الشعب، والتي تمثَّلت في اعتقال ما يقرب من 250 شخصًا، منهم 70 من الإسكندرية في ليلة واحدة من أنصار نواب الشعب الحاليين، وما قامت به الأجهزة الأمنية من حملات ترهيب واسعة لأقارب عددٍ من المرشحين وجيرانهم وعمد القرى في المحافظات المختلفة، ويرى الإخوان المسلمون أن هذه التصرفات لن ترهبهم ولن تثنيهم عن عزمهم المشاركة في الانتخابات المقبلة والمضي قدمًا لإصلاح أحوال مصر المتردية على مختلف الأصعدة.

ويرى الإخوان المسلمون بأن الأجهزة الأمنية يجب أن ترفع يدها عن العملية الانتخابية، وأن تقف على مسافة واحدة من كل المرشحين، وعلى الحزب الحاكم إن كان- كما يزعم- له شعبية بين الجماهير أن يتخلَّى عن استغلال مؤسسات الدولة لصالح مرشحيه.

يدعو الإخوان المسلمون اللجنة العليا للانتخابات أن تتخلَّى عن دعمها الحزب الحاكم، وأن تمارس دورها بنزاهة وشفافية مع أهم انتخابات تشهدها مصر، وأن تعلم أنها مسئولة أمام الله- عزَّ وجلَّ- ثم أمام الشعب المصري عن مستقبل هذا الوطن، كما يطالب الإخوان المسلمون اللجنة العليا بأن تنزل على أحكام القضاء النهائية التي حسمت دستورية وقانونية شعار "الإسلام هو الحل" وصدرت أحكامًا عديدةً تقطع بأنه شعار لا يخالف الدستور والقانون.

يطالب الإخوان المسلمون الحكومة المصرية باحترام الحكم التاريخي والنهائي للمحكمة الإدارية العليا بطرد الحرس الجامعي من الجامعات، وهو الحكم الذي- إن طبق- يعيد للجامعات استقلالها بعد تحكُّم الأجهزة الأمنية في العملية التعليمية بكل مكوناتها ومستوياتها لعدة عقود؛ ما أفقد مصر مكانتها العلمية اللائقة بها بين دول العالم؛ ولذلك فإن الإخوان المسلمين يرون أن احترام هذا الحكم وتنفيذه هو احترام لقيمة العلم والعلماء، كما أنه احترام لأحكام القضاء.

يلفت الإخوان المسلمون أن فضيحة ضياع القمر الاصطناعي (مصر سات 1)، وانتشار مرض ملتحمة العين، ومن قبل ذلك الفشل في ضبط الأسعار؛ يؤكد أن الفساد الذي ضرب كل القطاعات، لم يعد يفرِّق بين قطاع وآخر، وأن ما يحدث نتيجةً طبيعيةً لهذا الفساد الذي ينخر مثل السوس عظام الأمة، وهو دليل واضح على أن هذا النظام أوصل مصر إلى مرحلة متدنية في كل المجالات، تتطلب هذه المرحلة تكاتف كل الجهود من أجل التصدِّي إليه، كما تتطلب تحرُّك الشعب للدفاع عما تبقَّى من حقوقه المنهوبة واستردادها، وتعدُّ المشاركة بفاعلية في الانتخابات المقبلة أفضل رد من الشعب المصري على هذا الفساد.

ثانيًا: على الصعيد الخارجي

يطالب الإخوان المسلمون الدول العربية والإسلامية بدعم الشعب السوداني والحكومة السودانية في أخطر مرحلةٍ تمرُّ بها الأمة العربية، مع اقتراب الاستفتاء على حقِّ تقرير المصير لجنوب السودان؛ الأمر الذي يستلزم التصدي إلى المؤامرات الدولية لتقسيم السودان وجرِّه إلى حروبٍ وأزماتٍ؛ هدفها نهب ثرواته، خاصةً مع انكشاف المؤامرات التي تُحاك لكثيرٍ من الدول العربية، وخاصةً العراق الذي لا يمرُّ عليه يوم إلا وقد قُتل العشرات من أبنائه.

يرحب الإخوان المسلمون بالتحركات الجادة بين حركتي فتح وحماس لعودة الوئام للصف الفلسطيني مرةً أخرى، وهو أفضل رد على الغطرسة الصهيونية المستمرة، كما أنه المخرج الوحيد للقضية الفلسطينية أمام العدو الصهيوني، ونؤكد أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لأهل فلسطين لعودة أرضهم، أرض العروبة والإسلام، واستعادة مقدساتهم وتحريرها من دنس الصهاينة.

يطالب الإخوان المسلمون الأنظمة العربية والإسلامية وكل المنظمات الحقوقية في العالم الحر بتحريك الدعاوى القضائية الدولية لمحاكمة المسئولين الأمريكان وأتباعهم في العراق، والذين قاموا بعمليات إبادة وتعذيب لشعب العراق، خاصةً بعد الوثائق التي كشفها موقع "ويكيليكس" المتخصص في كشف ونشر الوثائق السرية، ويؤكد الإخوان المسلمون أن ما فضحته هذه الوثائق لا يجب السكوت عليه، بل يحتاج إلى ردِّ فعلٍ عالمي، يفضح الممارسات الأمريكية في العراق وفي أفغانستان كذلك، وفي غيرهما من بلدان العالم التي يتدخل الأمريكان في شئونها، فلقد أسقطت هذه الوثائق ورقة التوت عن ممارسات الحكومات الأمريكية المتعاقبة التي تتشدق بحماية ورعاية الحريات وحقوق الإنسان.

المصدر