الإستيطان واللاجئون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإستيطان واللاجئون


أهمية فلسطين

إستمرار التوسع فى المستوطنات

تعتبر فلسطين ذات أهمية فريدة ومتميزة حضاريا وجغرافيا وتظهر أهميتها فيما يأتي:

  • أولا: مثلت نقطة اتصال مهمة بين جناحي الوطن العربي وبين القارات الثلاث .
  • ثانيا: تحتل قديما وحديثا موقع جسر العبور بين الشرق والغرب ، ومنها عبر الغزاة مشرقين ومغربين ومنهم : قورش الفارسي ، والاسكندر المقدوني ، وبومبي الروماني ،ونابليون الفرنسي.ولعبت أهمية سياسية وعسكرية بسبب قربها من قناة السويس وهو ما شجع الاستعمار على دعم المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين حتى تكون حارسا أمينا للمصالح الاستعمارية ، ولتحول دون نهوض العرب ووحدتهم وتحررهم .
  • ثالثا: مثلت مسرحا مهما لأصحاب الرسالات السماوية .
  • رابعا: شهدت حركة واسعة من التوطن البشري عبر حقب التاريخ المختلفة ويظهر زخم آثارها والعمران البشري الكثيف إلى درجة أننا نجد مئات الخرب المندثرة التي تظهر بعض أطلالها في فلسطين .
  • خامسا: تشكل أهمية اقتصادية بسبب تنوعها المناخي والتضاريسي .


التوطن البشري في فلسطين

لموقع فلسطين على مفترق طرق العالم تأثير كبير في التركيب البشري القومي والديني .

وقد أثرت عوامل متنوعة طبيعية ومناخية وعوامل بشرية واقتصادية على سكنى الانسان وانتشاره الجغرافي في بلادنا وتجمعت هذه العوامل لتسهم في الاستيطان البشري منذ القدم مع اختلافات في الكثافة السكانية من موقع لآخر .

1) المبنى الطبيعي والمناخ :

بسبب تعدد المناطق الطبيعية في البلاد واختلاف المناخ من منطقة لأخرى تأثر التوزيع السكاني حيث كان قليلا في منطقة بير السبع والنقب في حين كان النشاط البشري في السهل الساحلي يفوق هذه المنطقة حيث يساعد وجود التربة الجرفية الخصبة ومناخه المريح ، كما أن منطقة جبال القدس ونابلس كانت في وضع أفضل حيث تعتبر مريحة من ناحية مناخية ، وفي الأغوار حدث التوطن البشري في المناطق التي تصلها مياه نهر الأردن أو التي توفرت بالقرب منها العيون كما هو الحال في اريحا .

2) العامل الأمني :

له تأثير كبير في تعيين موقع قرى ومدن كثيرة في بلادنا حيث اختيرت مواقع عالية أو بين شعاب الأودية أو في مناطق يصعب الوصول إليها للسكنى فيها كي يتوفر المكان الآمن الذي يمكن الدفاع منه من ناحية طبيعية وكان الخوف من هجمات البدو من أطراف الصحراء يؤخذ بالحسبان خاصة في سنوات القحط ،أما في السهل الساحلي فقد بنيت المدن على ساحل البحر واحتمت بالماء وجعلت لها بوابات وأسوار أما القرى الصغيرة فبنيت على تلال ترابية اصطناعية أو سلاسل كركارية مرتفعة يلجأون للمدينة ساعة الخطر وبعد عام 1948 قامت إسرائيل ببناء مستوطنات على طول الحدود بذريعة "الدفاع الاقليمي ".

3) العامل الاقتصادي :

بسبب تغير مصادر الرزق من حقبة تاريخية لأخرى مع ربطه بالعامل الأمني لهذا تركزت عمليات الاستيطان في المناطق الزراعية الخصبة كمجاري الأودية والمروج الداخلية ، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل المناخ والماء ، ولذلك تركزت المستوطنات القديمة في الأغوار وفي السهل الساحلي الجنوبي ، لتجنب المستنقعات ، وفي مناطق الجبال في القدس والخليل ونابلس والجليل أمكن الانسان ابتكار المدرجات الزراعية في سفوح الجبال للتقليل من انحدارها ومنع جرف التربة ، وبعد أن تطورت أساليب الزراعة والعلوم المختلفة أصبح من السهولة بمكان تجفيف المستنقعات في بصة الفالق قرب قرية أم خالد غرب طولكرم، وبصة قتورية غرب جلجولية ومستنقعات الحولة . وفي سياق تأثير العامل الاقتصادي تشكلت بعض المدن عند التقاء القوافل التجارية المارة داخل فلسطين أو المتصلة بسوريا ومصر ، ومثال عليها مدينة مجدو الأثرية ونابلس ورفح واللد والناصرة وطبريا .

4) العامل التاريخي: يمكن ملاحظة ثلاث مراحل في هذا السياق :

المرحلة الأولى

اعتمد فيها الانسان على الزواعة واستقرحيث تتوفركميات وافرة من المياه وأمكنه صيد الأسماك وقد استوطن في غور الأردن ومنطقة أريحا وحول بحيرة طبريا وضفاف الحولة .

المرحلة الثانية

بعد تطور الملاحة البحرية منذ بداية القرن الثاني قبل الميلاد نمت على الساحل مدن موانئ لتللك السفن ونمت معها الطرق البرية والبحرية لتصل البحر الأحمر والمتوسط والخليج العربي ، ظلت الزراعة وصيد الأسماك الحرفة الرئيسة مثل غزة وأسدود ومع تقدم الزمن أقيمت مدن الموانئ في الخلجان الصغيرة وأقيمت كواسر الأمواج واعتمدت على الملاحة وصيد الأسماك مثل يافا وقيسارية وعتليت وعكا ، وأقيمت مدن أخرى في عهد الأنباط مثل عبدات وكورنوف في النقب .

المرحلة الثالثة:

استوطن الانسان في مناطق لم تكن مأهولة في بعض الأزمنة حيث بقيت بعض الأماكن الجبلية والوعرة والقليلة الينابيع مما دفع الانسان لجمع الماء في آبار وطليها بطبقة من الطين والرمل والقش وخليط من القار وهكذا وفر الماء وزرع الأشجار المثمرة في بساتينه وانتشرت تربية الأبقار والأغنام .


عهود تعاقبت على فلسطين

أقام الانسان في أرض فلسطين منذ القدم ، ويتجاوز عمر الهياكل المكتشفة فيها ما يزيد عن 1.4 مليون سنة ، وقد دلت جملة اكتشافات أثرية أن الانسان في فلسطين شهد التحول من مرحلة الصيد إلى التقاط وجمع الحبوب وتربية الحيوانات ثم الاستقرار وبناء أول مدينة في العالم ( مدينة أريحا ) التي تم فيها زراعة الأرض وتربية الأبقار بفضل توفر عيون الماء القريبة منها .

شهدت فلسطين في الألف الرابع قبل الميلاد هجرة أول موجة كبيرة من القبائل السامية من جزيرة العرب إلى بلادنا وسميت باسم " أرض كنعان " وتعني الأرض المنخفضة .وأقام هؤلاء في لبنان وفلسطين وشرق الأردن .

سجل الكنعانيون انجازات عظيمة وجليلة في مضمار الحضارة يمكن إجمالها على النحو الآتي :

1- جابوا عباب البحر ووصلوا بلاد اليونان وأبدع الكنعانيون والفنيقيون في الوصول إلى سواحل أفريقية الشمالية ، وقد دلت واحدة من السفن المكتشفة في ساحل سيدنا علي على أنها تعود للقرن الرابع عشر ق.م
2- برعوا في زراعة الأرض وتعميرها وعمل الجدران الاستنادية في الجبال ، وعرفوا صنوفا مختلفة من النباتات والأشجار ، وصنعوا المركبات الحديدية تجرها الدواب ، وبلغ من شهرة الأرض ان سميت " ارض اللبن والعسل " .
3- أقاموا مدنا وقرى كثيرة شملت السهل والجبل ثم غربي نهر الأردن وشرقيه .
رغم أن اهتمامهم الخاص جاء بسكنى أعالي الجبال وذلك لأهميتها وقت الخطر ولأنها تسمح بمراقبة حركات الأعداء من بعيد ، واحيانا اختاروا القرى التي تقع بين شعاب الأودية للغرض نفسه .
كان منها : (ربة عمون ـ عمان) و (يبوس ـ القدس) و (أربع ـ الخليل) و(أفرات ـ بيت لحم) و(شكيم ـ نابلس) و غيرها .
4- كان أعظم انجاز كنعاني ـ فنيقي يتمثل في ابتكار الحروف الهجائية بدلا من الكتابة التصويرية حتى أن منطقة حوض البحر المتوسط تأثرت بالثقافة الكنعانية ففي مدينة قرطاجنة في تونس عبدوا الاله بعل في وفي العراق أقيمت المقصورات وأصبح الاله بعل معبودا في بلاد اليونان وسائر بلاد الشام .

وذهب جيمس فريزر إلى أن تأثيرات الكنعانيين ظلت مطبوعة في عادات فلاحي فلسطين كما أن اليهود الذين احتلوا البلاد في مرحلة لاحقة لم يستطيعوا محو عروبتها ، ورغم أن النبي داود جعل القدس عاصمة له ثم جاء من بعده ابنه سليمان الذي نجح في توسيع سلطة اليهود لكنه واجه ثورات وانتفاضات قامت في مدينة جازر(ابوشوشة) الكنعانية ومدينة ايلة حتى اضطر أن يستنجد بالفرعون المصري شيشنق الذي أخمد ثورة الكنعانيين .

لم تستمر دولة سليمان فقد شق يهود السامرة (نابلس) عصا الطاعة عام 923 ق.م وانقسمت إلى مملكتين الأولى وعاصمتها سبسطية وسميت مملكة السامرة ، أما الثانية فهي مملكة يهوذا وعاصمتها القدس ، وقضي على المملكتين من قبل الأشوريين والبابليين ، وتم سبي يهود القدس إلى بابل عام 586 ق.م .

ثم أعادهم قورش عام 533 ق.م إلى فلسطين بعد خيانتهم للبابليين وتأثير إستر اليهودية عليه .

ظلت القبائل العربية تهاجر إلى فلسطين وسكنتها الأنباط والمؤابيين وجد يس وجذام ، وظلت تعج بالقبائل العربية وهو ما استرعى انتباه القائد العربي المسلم خالد بن الوليد الذي دعاه ب: "أرض العرب " وحينما عقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلحه مع صفرنيوس حضر الصلح أحد المستعربة ويكنى "أبا الجعيد" .

وهكذا ينظر للفتوحات الاسلامية على أن فيها تحريرا قوميا حيث تحرر العرب من سلطة الاستعمار الروماني لفلسطين ، وقد شهدت البلاد تعريبا مستمرا لسكانها الذين أسلموا في غالبيتهم فقل عدد المسيحيين واليهود فيها إلى حد كبير .

ورغم أن الحملات الصليبية الاستعمارية حاولت قلب الأوضاع لكنها فشلت وخرجوا مدحورين من فلسطين بعد مرور قرابة قرنين من الزمان .


مراحل الغزو الاستيطاني الصهيوني الحديث لأرض فلسطين

نشأت فكرة إقامة وطن قومي ليهود العالم واستيطانهم أرض فلسطين من رحم الفكر الاستعماري الأوروبي القائم على الهيمنة والسيطرة ونهب خيرات الشعوب وتوطين الجنس الأوروبي الأبيض في أراضي الشعوب الفقيرة بحجة تعميرها .

وضع نابليون أول برنامج لليهود ليتخذ منهم درعا بشريا يحمي مصالحه أمام عدوه فرنسا اللدود بريطانيا العظمى لكن صمود عكا في وجه جيش نابليون بونابرت حال دون تشكيل امبراطورية فرنسية تشكل قوس قزح يبدأ من فرنسا ويمر بفلسطين واستنبول وايطاليا .

جاء بالمرستون رئيس وزراء بريطانيا عام 1838 بجهود حثيثة لاخراج مشروع استعمار فلسطين ودعم اليهود ليقف في وجه تطلعات محمد علي الوحدوية ، وظهر حماس فرنسي لمعاونة فرنسا في جهدها وتمثل في تأسيس مدرسة الاليانس وتأسيس مدرسة ـ مكفية إسرائيل قرب يافا ، وتأسست جمعيات عبرية للاستيطان مثل : الجمعية العبرية لاستعمار الأراضي المقدسة " .

ظهر مفكرون صهاينة ، ومنهم : موسى هس ، وتيودور هرتسل . ورأسماليون يهود تحمسوا للفكرة أمثال : روتشيلد ، وأخذ النقاش يتوسع حول مصير اليهود بين حركة الاندماج مع الشعوب الأخرى أو إقامة الوطن البديل .

يعتبر تيودور هرتزل أحد أبرز المفكرين الصهاينة الذي جمع جهود التيارات السياسية الصهيونية وبلور فكرة اعمار فلسطين بدلا من أوغندة ، وقد ألف كتابه " الدولة اليهودية " الذي شرح فيه الخطوات التي يجب تحقيقهع لتحقيق الدولة اليهودية المنشودة ، وقدتم بلورة الأهداف في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 بمدينة سويسرا : " تسعى الصهيونية لأقامة وطن لليهود في أرض ـ إسرائيل ـ معترف بها وفقا للقانون العام .

لتحقيق هذا الهدف يتخذ المؤتمر الإجراءات التالية:

  • (أ) تطوير أرض إسرائيل بشكل منظم بواسطة توطينها باليهود المزارعين والحرفيين والمهنيين .
  • (ب) تنظيم اليهود بأسرهم وتجميعهم ، بواسطة مشاريع مفيدة ، محلية وعامة ، بحسب قوانين كل بلد .
  • (ج) تقوية الشعور القومي اليهودي والهوية القومية اليهودية .
  • (د) القيم بأعمال تحضيرية للحصول على موافقة الحكومات ، حيث ينبغي الحصول عليها ، لتحقيق هدف الصهيونية"

أظهر هذا المؤتمر رغبة الحركة الصهيونية في نزع ملكية الأرض الفلسطينية وتوطين يهود العالم في أرض العرب ، وقد بين هرتسل أن هذا المؤتمر سيتحقق بين 5 ـ 50 عاما ، وحتى يحقق هذا المشروع أخذ يجري اتصالاته مع رؤساء العالم وزعمائه البارزين وعلى رأس هؤلاء السلطان عبدالحميد العثماني وجرب أن يساومه على أرض فلسطين كي يبيعها لليهود ولكن السلطان أظهر رفضا قاطعا للمشروع وهو ما سبب في خلعه حيث تآمرت عليه اليهود والدول الأوروبية ، وأُسقط بانقلاب عام 1908 الذي قام به يهود الدونمة الذين ادعوا اعتناقهم للاسلام ونجحوا في لأن يحتلوا مناصب رفيعة في الدولة العثمانية.

يقول السلطان عبدالحميد عن سبب خلعه في رسالة بعثها لأحد أصدقائه من العرب " انني لم أتخل عن الخلافة الاسلامية لسبب ما ، سوى أنني ـ بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم ( جون تورك )... إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة (فلسطين) ... وأخيرا وعدوا بتقديم مئة وخمسين مليون ليرة انكليزية ذهبا فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضا ... انكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي . لقد خرجت الملة الاسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين ... هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الاسلامي بهذا العار الأبدي ..."

رغم الموقف الذي اتخذه السلطان عبدالحميد إلا أن السلطة العثمانية فشلت في منع صقفات بيع الأراضي لليهود من قبل العائلات الاقطاعية وأصحاب المصارف والبنوك من عائلات سرسق والليان والطيان والخوري والقباني السورية واللبنانية وبعض وجهاء العائلات الفلسطينية

وتعود أسباب نجاح اليهود إلى الأسباب الآتية :

1- ضعف الدولة العثمانية وضغط الدول الأوروبية عليها وارتشاء الموظفين الأتراك أدى إلى نجاح اليهود في تنفيذ عدد من صفقات الأراضي .
2- أدى قانون التنظيمات العثماني وتسجيل الأراضي في عام 1858 إلى لجوء الفلاحين الفقراء إلى الوجهاء والمخاتير والاقطاعيين وتسجيل الأرض باسمهم والعمل تحت سيادتهم ، وقد أدى تركيز الأرض في أيدي قلة من الناس إلى التصرف بها وحسب الأهواء والمطامع وقد باع هؤلاء الأرض في تاريخ لاحق حيث الأوراق الثبوتية والكواشين بأسمائهم .
3- كما أن الدولة أخذت تقدم الأرض هدية لأصدقائها من العائلات وأبناء الذوات مما ركز الأرض في أيديهم هذا إلى جانب حجز الأرض من الفلاحين الذين عجزوا عن دفع ضريبة الويركو البالغة 10% من الانتاج الاجمالي وقد تصل إلى 30% ـ 40% فيلجأ الفلاح إلى الملتزم ويرهنها ثم يتملكها وأخيراً باعوها لليهود في أواخر العهد العثماني أو زمن الانتداب البريطاني .
4- قامت الدولة العثمانية بعرض مساحات كبيرة من الأراضي ضمن صفقات بيع في مزاد علني وتشمل الأرض التي تصادرها الحكومة بسبب عجز أصحابها عن دفع الضريبة ، وقد انتهز اليهود هذه الفرص وبهذه الطريقة اشتروا مكان موشلف رحوفوت ، وفي عام 1903 عرضت 10.000 دونم على مشارف بتاح تكفا ولأن اليهود لم يكن لديهم المال الكافي قام الألمان بشرائها وأنشأوا عليها مستعمرة الهلما وفي عام 1934 وقع جوشياهو هانكين عقدا مع ملاكين سوريين ولبنانيين لشراء 350.000 من بطيحة شمال بحيرة طبريا ولم تتم الصفقة لأسباب سياسية حيث يقع جزء منها داخل منطقة الانتداب الفرنسي وعارضت السلطة في سوريا وفلسطين هذه الصفقة .
5- رفعت حكومة الاتحاد والترقي التركية عددا من القيود على بيع الأراضي في عام 1912 وأصبح هناك ثلاثة عشر مكتبا لتسجيل الأراضي .

لقد حضرت عدة موجات من المهاجرين اليهود إلى فلسطين في العهدين العثماني والبريطاني وأقيمت زمن الأتراك المستعمرات الزراعية في فلسطين التي كان منها : ملبس " بوابة الأمل " وعلى أراضي عيون قارة العربية أقيمت ريشون لتسيون وتعني مقدمة الصهيونية ، ورشبينا " رأس الزاوية " ، وزخرون يعقوب وتعني ذكرى يعقوب ، والخضيرة " الخوف" وكانت أمراض الملاريا في منطقة البصة القريبة منها تثير الخوف من الموت، وكانت هذه الموجة الاستيطانية قد أسست لأقامة الوطن اليهودي الييشوف .

يجدر الذكر أن اليهود أحضروا معهم بعض أنواع الأشجار للتقليل من خطر الملاريا كما زرعوا الكينا بكثرة للغرض نفسه


مراحل الاستيطان الصهيوني

لقد مر الاستيطان الصهيوني في مراحل مهمة يمكن تقسيمها إلى مراحل رئيسة هي:

المستوطنات الصهيونية

المرحلة الأولى :

بدأت عام 1882 عندما وصل إلى البلاد مجموعة من المهاجرين اليهود من روسيا وهم أعضاء حركة سمت نفسها باسم البيلو ومن المستوطنات المقامة من قبلهم ريشون ليتسيون ، نيس تسيونا ،رحوبوت عقرون ،بار توبيا في المنطقة الساحلية الوسطى .
الجدير بالذكر أن محاولة جرت من قبل يهود القدس لاستيطان قرية ملبس العربية عام 1978 لكنها فشلت ، وتمتاز هذه المرحلة بأن هؤلاء اشتروا أراض بعيدة قدر الأمكان عن القرى والبلدات العربية ، وتعرضت إلى صعوبة معيشية ولكن البارون روتشيلد أنقذها من الفشل .

المرحلة الثانية:

جاءت موجة ثانية من روسيا غلب على مهاجريها عنصر الشباب وجلهم من الكشافة ، وهم نفر هربوا من ظلم القيصر بعد خيبة أملهم في ثورة 1905 في روسيا وقد قام هؤلاء بعمل مستعمرات وزراعتها عن طريق العمل التعاوني الاشتراكي حيث نشطت المنظمات الصهيونية العالمية فبدأت عام 1908 في إنشاء المستعمرات الزراعية المشتركة وفي تخطيط المدن والبدء بانشاء صناعة محلية في فلسطين فانشئت مدينة تل أبيب " تل الربيع " عام 1909 واتسعت أعمال العمران في القدس وضواحيها ، واقيمت ياغور ، وكفار حسيديم ، وكفار يهوشوع ، ونهلال ومشمار هعيمق ، ومرحافيا في منطقة مرج بن عامر وبيسان .

تمتاز هذه المرحلة بما يأتي :

1- صدر وعد بلفور .
2- تأسست جمعية (هحلوتسه) التي أسسها يوسف ترومفلدور التي تبث روح الهجرة بين يهود شرق أوروبا ، وتعمل كذلك على انشاء المستوطنات .
3- ظهرت الوكالة اليهودية بما فيها الكيرن كيمت بجهودها المنظمة والمحممومة حيث نجحت بشراء الأراضي من الغرباء عن فلسطين ولاقت الدعم البريطاني وتأسس في هذا العهد نمط من المستعمرات يعرف باسم (الكيبوتس) وهي حياة اشتراكية في العمل ووسائل الانتاج بينما كانت في المرحلة السابقة تسمى (الموشافاه ) وهي نوع من الاستيطان يملك فيه الفرد حرية التصرف بأرضه وبيته .

المرحلة الثالثة :

تستغرق هذه الفترة 1920 ـ 1948 وفيها جرت محاولات مدروسة ومخططة وشملت مساحة واسعة من فلسطين وسعت فيها الحركة الصهيونية للتواصل الجغرافي من النقب حتى الجليل وقد اتسع عدد اليهود في مدن القدس وصفد وطبريا وحيفا وتل أبيب وتحولت مستعمرات زراعية إلى مدن في فترة الحرب العالمية الثانية ، ولما قام العرب بثورتهم المسلحة (1936ـ1939) فقد لجأ اليهود إلى عمل استيطاني جديد سمي باسم " حوماه "ومجدال حيث أقيمت مستوطنات محاطة بأبراج لمراقبة المنطقة من حولها وأبرزها طيرة تسفي جنوب بيسان " ، وبنهاية هذه المرحلة تشكلت صورة استيطانية من تل أبيب مرورا بحيفا ومنها إلى بيسان حيث شكلت حرف N

المرحلة الرابعة :

بعد حرب 1948 وقيام دولة الكيان الصهيوني تم السيطرة على أملاك الغائبين وحولت الأراضي المصادرة إلى إدارة أراضي إسرائيل ( منهال مكركعي يسرائيل ) وتوالت الهجرات وتوسعت كما يحلو لها .
المؤسسات الصهيونية التي أسهمت في إنشاء الكيان الصهيوني : تولت مهمة تحقيق المشروع الصهيوني العديد من المؤسسات والمؤتمرات التي بدأت بعقد مؤتمر بازل الأول في سويسرا عام 1897 وما تلاها من مؤتمرات متكررة حتى اليوم ، وكانت للحركة الصهيونية تقوم بتنظيم جهودها في هذه المؤتمرات ففي المؤتمر الصهيوني الأول صيغت الأهداف والبرامج العامة الخاصة بالصهيونية وفي المؤتمر الثاني 1898 تم تشكيل لجنة الاستعمار وإنشاء المصرف الاستعماري اليهودي ليكون الأداة المالية لحركة الصهيونية وفي عام 1901 أقدم المؤتمر الصهيوني على إنشاء "الصندوق القومي اليهودي" ويتولى مهمة شراء الأراضي وتسجيلها كملكية أبدية لليهود في فلسطين ، وبعد عام 1917 أنشأ الصهاينة صندوق إعمار فلسطين ـ الصندوق التأسيسي وهدفها تمويل عمليات الهجرة والاستيطان عم طريق جمع التبرعات من الجاليات تاليهودية ، وهي أقرب للضرائب من أي شيء آخر .
توفي هرتسل عام 1905، وبعد موته حضرت موجة جديدة من المستوطنين الصهاينة وقام هؤلاء بتأسيس منظمة "هاشومير" ـ الحارس ـ لتصبح الذراع العسكري الضارب للهاجاناه وكان من أبرز الشباب فيها : دافيد بن غوريون ، واسحاق بن تسفي .
وكتأثير للأفكار الاشتراكية قام اليهود بعمل مزارع جماعية دعيت باسم الكيبوتسات وتلاها افتتاح فروع للشركة الانكليزية ـ الفلسطينية بنك أنكلو ـ فلسطين ، وتلاها عمل مؤسسات تعليمية مثل الجامعة العبرية في عام 1920 ، وأسست في 1911 نفابة العمال الزراعيين منظمة الهستدروت ، وفي عام 1913 أسس حزب بوعلي تسيون وصندوق عمال أرض اسرائيل لجمع الأموال من يهود العالم لمساعدة المؤسسات العمالية في فلسطين ، وكان هذا الحزب يتحدث زعيمه عن المجتمع الاشتراكي بينما يحارب العرب في شعار "العمل العبري " وأخيرا اتحد بوعلي تسيون مع حزب بوعلي تسعير وشكل المباي عام 1930 وفي عام 1968 اتحد مع منظمات أخرى كانت قد انشقت عنه وشكل حزب العمل الاسرائيلي .
وفي بداية عهد الانتداب تم تأسيس الوكالة اليهودية بدعم من بريطانيا وتتولى مهمة صياغة البرامج ووضع الخطط لدعم المشروع الصهيوني من قبل يهود العالم .
وقد قام من بين هذه التنظيمات من لعب دورا مهما و منهم : دافيد بن غوريون سكرتير الهستدروت (1921ـ 1935) ، ورئيس الوكالة اليهودية ( 1935ـ 1948) وأول رئيس حكومة في اسرائيل ووزير دفاعها (1948ـ1953) و(1955-1963) ويتسحاق بن تسفي وليفي أشكول وغيرهم .

دور بريطانيا في تشجيع الهجرة والاستيطان اليهودي : لم تكتف بريطانيا في مساعيها التي سبقت الحرب العالمية الأولى بل جاء دورها المهم بعد عام 1916 على النحو الآتي :

وقعت مع فرنسا اتفاقية سايكس ـ بيكو عام 1916 ثم وعد بلفور المشؤوم في 2/ 11/ 1917 عبر الرسالة الشهيرة التي أرسلها للثري اليهودي البارون روتشيلد ، وقد جاء صدوره بما يخدم الأهداف الآتية:
1- السيطرة على فلسطين لقربها من قناة السويس .
2- التحالف الوثيق بين الرأسمالية البريطانية والصيونية العالمية 3ـ ضرب فكرة الوحدة العربية أو أية محاولة للنهوض القومي العربي عبر زرع اسفين في قلب الوطن العربي .
جاء في هذا الوعد " أن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف غلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية "
وقد حرصت بريطانيا أن تناط بها مهمة الانتداب على فلسطين وبموجب صك الانتداب تم تعيين هربرت صموئيل مندوبا ساميا على فلسطين والذي كان يهوديا أخذ على عاتقه مهمة تطبيق سياسة الحركة الصهيونية وجاء صك الانتداب عام 1922 ويشمل 28 مادة تركز معظمها على تسهيل العمل لإنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين وأسوأ مافيه المادة الثانية التي تقول : " تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال اقتصادية وسياسية وإدارية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي ..." وحتى تحقق الصهيونية غايتها عملت بريطانيا علىتقديم أقصى جهد وتجلت إجراءاتها الخطيرة في :
1) أطلقت يد الوكالة اليهودية في سلب الأراضي الأميرية ( الأراضي الحكومية ) التي تشكل 45 % من مساحة فلسطين .
2) سمحت للمند وب السامي البريطاني وضع اليد على الأراضي العمومية ( التي ليس لها مالك ) وبامكان المندوب السامي وضع اليد على الأراضي في البر والبحر وله الحق في تأجير الأراضي العمومية أو أن يهبها لمن يشاء .
3) نهجت أسلوبا مغايرا للدولة العثمانية قي سماحها للأشخاص باستغلال الأراضي المتروكة والموات واعتبرت هذا بمثابة اعتداء على أراضي الدولة ومن يقوم به يعرض نفسه للمحاكمة .
4) راحت بريطانيا تقدم الامتيازات الاقتصادية لليهود في أراضي فلسطين ، ومنها : مشروع استغلال معادن البحر الميت ، ومشروع روتنبرغ (كهرباء فلسطين) ، وقد انتزعت مساحات واسعة لصالح هذين المشروعين .
5) سنت حكومة الانتداب جملة قوانين أباحت لها نزع ملكية مساحة واسعة من الأرض الفلسطينية في أعوام 1926 و1928 و1935 وراحت تسلمها لليهود مثل : السيطرة على مشاع القرى و مشاع العائلات الفلسطينية وقامت بتوظيف اليهود في دائرة الأراضي ليسهل لهم السيطرة وسرقة الأوراق الثبوتية ، وقد صودرت أراضي الخضيرة في قضاء حيفا ، واراضي وادي الحوارث ، ومشاع قرية زيتا في طولكرم ، وغيرها التي أعطيت لليهود.
و قام المندوب السامي البريطاني بتسليم أراضي قرية بادرس حنا قضاء حيفا لليهود ، حيث سجلها باسم "جمعية الاستعمار اليهودي في فلسطين " بناء على أمر صدر في 25 تموز 1942 ، وصودرت أراضي الموات البعيدة عن بئر السبع بما يزيد عن 2كم وبلغت مساحتها 12.000000 دونم ، وجاء "قانون الغابات " ليسيطر على أراضي في شمال فلسطين بلغت مساحتها 38,188 دونما بينها 4702 دونم من أراضي سمحاتا .
6) سعت بريطانيا عبر مندوبها إلى فتح أبواب الهجرة وقدمت التسهيلات لليهود وبسبب التسهيلات زاد عدد اليهود سنويا بزيادة غير طبيعية ، ففي عام 1918 بلغ عددهم 50 ألف نسمة بينما بلغ عدد السكان العرب 700,000 نسمة وإذا به يصل في عام 1948 إلى 650 ألف يهودي من بين ... 2.065نسمة.
7) قام البريطانيون بتوجيه الاقتصاد الفلسطيني وجهة تخدم مخططات الحركة الصهيونية حيث منع الفلاح من تصدير انتاجه من القمح و السمسم والبطيخ والبرتقال في حين قدمت التسهيلات لاستيراد الانتاج الأجنبي وقد أدى ضرب محصول البطيخ في منطقة طولكرم ومنع تصديره إلى مصر إلى إجبار بعض الفلاحين على بيع أراضيهم لليهود بسبب سياسة الأفقار التي اتبعتها بريطانيا تجاه الفلاح العربي .

مقاومة عرب فلسطين للاستيطان الصهيوني

أبدى عرب قلسطين خشيتهم من الآثار التي سوف يترتب عليها قيام المشروع الصهيوني وليد النشأة ومنهم أعضاء في مجلس المبعوثان ـ مجلس النواب العثماني ـ حيث قام اليهود بشراء الأراضي وطالب نواب عرب بوقف صفقات بيع الأراضي وسن القوانين التي تحول دون تحقيق هدف الصهيونية قي فلسطين ، ومن بين هؤلاء يوسف ضياء الخالدي وروحي بك الخالدي ، وقدأثر هذا الموقف على السلطان عبدالحميد الذي رفض الأعتراف بالمشروع الصهيوني . كما أن يوسف الخالدي كتب رسالة إلى هرتسل وحذر من الآثار الوخيمة التي يجرها المشروع الصهيوني.

و شهدت البلاد حملة احتجاجات واسعة من العرائض الجماعية ضد شراء اليهود الأراضي الزراعية خصوصا عندما قامت الجمعيات الصهيونية بشراء مساحات واسعة من الأرض من عائلة سرسق اللبنانية بالقرب من طبريا ونجح العرب أحيانا في إصدار قرارات بمنع البيع من قبل الباب العالي .

وفي عام 1913 راحت صحف فلسطينة ومنها : الكرمل و الأصمعي تحرض ضد المشروع الصهيوني ودعا نجيب نصار إلى حرق المستوطنات قبل أن يزيد عددها ويستفحل خطرها ، كما شهدت القرى نزاعات مع المستوطنين حول ملكية الأرض ومثال على ذلك بين اهالي قلقيلية ومستعمرة كفارسابا عام 1901.وفي عام 1908 وقع صدام بين العرب واليهود في مدينة يافا وقع فيه قتلى وجرحى .

وبعد عام 1918 شهدت البلاد سلسلة من الانتفاضات الشعبية والثورات المسلحة في أعوام 1920 و1921 و1929 و1935 و1936 ـ 1939 وكان محور هذه الثورات :

  • رفض العرب للهجرة الصهيونية لفلسطين وتشجيع بريطانيا عمليات بيع وتسريب الأرض لليهود.
  • الدعوة لاستقلال عرب فلسطين أسوة بأقرانهم العرب وتشكيل حكومة تمثيلية للشعب والمطالبة بالوحدة العربية .
  • اتخذت النضالات أسلوبا سلميا احتجاجيا من 1918-1934 وتطورت عام 1935 إلى اسلوب عسكري وشعبي مسلح .
  • تواصلت نضالات الشعب العربي الفلسطيني بعد عام 1948 وفي عام 1964 تأسست منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها ، وقد قام برنامج المنظمة على ما ياتي :
الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحريته في إقامة دولته وعودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم ومنع توطين الفلسطينين وحقهم في العودة إلى ديارهم والحصول على التعويض وممارسة كل أشكال النضال التي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974.
وقد قوبل الاستيطان بمقاومة العرب في فلسطين ولعل يوم الأرص ال 30 من آذار عام 1976 خير شاهد على اللحمة بين الشعب العربي الفلسطيني في شتاته وفي الداخل ومقاومته للاستيطان حين صدر مشروع كيننغ حاكم اللواء الشمالي الذي أصدر قرارا بمصادرة مساحات شاسعة من أراضي القرى العربية في الجليل في السادس من آذار وفي الثلاثين من آذار خرجت الجماهير الفلسطينية في الجليل والمثلث ترفض الممارسات وتعلن تمسكها بأرضها وحقوقها ، وقد اتخذ الصدام مع السلطة أعنف الأشكال وقد بدأ باضراب وانتهى بمظاهرات عنيفة شارك فيها الا لاف من قرى عرابة ودير حنا وسخنين والطيبة وام الفحم وقد سقط عدد من الشهداء ومنهم خير يا سين ومحسن طه وخديجة قاسم شواهنة ورأفت علي زهيري ورجا أبوريا وخضر خلايلة وقد أصبحت هذه المناسبة عيدا وطنيا يتم احياؤه في كل عام بالمهرجانات والمظاهرات والمسيرات الحاشدة في سائر مواقع الشعب العربي الفلطسيني وعنوانا لتمسكه بأرضه وعدم الاستعداد للتخلي عن حقوقه .


الإستيطان بعد عام 1967

قامت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بتشجيع حركة الاستيطان وقد ظهرت مشروعات مختلفة أخذت تضع حلولا وتصورات للحل وقد بدات مراحل الاستيطان على النحو الآتي :

اعتبرت حكومة حزب العمل على حسب خطة يغئال ألون أن حرب الأيام الستة حققت مجالا استرتيجيا للأمن الاسرائيلي حيث تحقق العمق الجغرافي والحدود الآمنة الجبلية والصحراوية والمائية ، وطالما حققت إسرائيل نجاحا فان عليها المحافظة عليه وذلك ضمن الخطة الآتية :

1- ايجاد حل سياسي دائم بين اسرائيل وعرب فلسطين بما في ذلك شرق الأردن وأن تبقى القدس تحت السيادة الاسرائيلية .
2- يقام قطاع سياسي مستقل في المناطق العربية المأهولة بالسكان مع الحفاظ على روابط أمنية مع إسرائيل ووجود ممر ضيق ومستقل بين شرقي الأردن وغربيه .
3- انشاء حكم ذاتي بغية التسهيل على السكان العرب حتى يأخذوا مبادراتهم
4- يجب فرض حقائق استيطانية مخططة ومسلحة لغرض "الدفاع الاقليمي " الذي يعتبر جزءا من الدفاع الاسرائيلي وأن من حق اليهود تشجيع حركة الاستيطان في المناطق الحيوية وإعادة رسم الحدود بما يتناسب مع الحدود الآمنة لإسرائيل .

بدأ الاهتمام الصهيوني الاستيطاني بعد عام 1967 على النحو الآتي :

  • أولا: الاستيطان في قلب مدينتي القدس والخليل وذلك للأهمية الدينية ، وقد احتلت مركز الصدارة بمشاريع الاستيطان سواء أكان داخل أسوار البلدة القديمة أو خارجها ، وقد ركزت على الحفريات الأثرية تحت وحول المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ، بهدف تشويه التاريخ وربطه بفترة الاحتلال اليهودي القديم متجاوزين أن فلسطين أرض عربية منذ زمن اليبوسيين مرورا بالدولة العربية الاسلامية .
وقد قامت اسرائيل فور احتلالها بهدم حي المغاربة المجاور لحائط البراق نجم عنه هدم 135 بيتا عربيا وتشريد قرابة 60000 مواطن من منازلهم تحت ذريعة إعمار الحي اليهودي وبلغ عدد العائلات اليهودية في عام 1982 (600عائلة يهودية تضم مابين 2500ـ 3000مستوطن ) .
وقد لجأت إلى أعمال الحفر دون احترام للمواثيق الدولية وحقوق الانسان .وقد استنفرت المشاعر الاسلامية ممارسات المستوطنين وكان آخرها زيارة شارون بداية أحداث الانمتفاضة الثانية .
وشملت حملة المصادرة توسع مدينة القدس في مختلف الجهات وقد بلغت الأراضي المصادرة حتى عام 1993 ب 217380
أما مدينة الخليل فقد وصل إليها في الأول من نيسان 1968 ثلاثون يهوديا على رأسهم الراب موشيه ليفنجر بغية احياء الاستيطان اليهودي الذي توقف منذ ثورة البراق 1929 وحل هؤلاء نزلاء على فندق النهر الخالد على أطراف المدينة بحجة قضاء عطلة عيد الفصح وبعدها انتقلوا إلى مبنى الحكم العسكري ثم إلى المكان الذي أقيمت فيه مستعمرة كريات أربع ، وتلا ذلك قيام الدبويا " بيت هداسا " ومنطقة كنيس إبراهيم ومدرسة أسامة بن منقذ بيت رومانو وقد انتهى بهم المطاف إلى منع المصلين المسلمين من الصلاة في الحرم الابراهيمي .
  • ثانيا: جرت عمليات استيطان بموازاة نهر الأردن في غور الأردن الغربي من شماله إلى جنوبه ، ثم أعلى المرتفعات الشرقية في الضفة الغربية والمطلة على نهر الأردن بهدف : 1ـ إحاطة الفلسطينين باليهود من كل الجهات 2ـ خلق حزام من المستوطنين غربي نهر الأردن وغربي الضفة الغربية .
  • ثالثا: بعد عام 1977 حيث زار السادات إسرئيل ونجحت إسرائيل في تغييب دور مصر القومي العربي عندها قامت حكومة الليكود بتوسيع الحركة الاستيطانية في جميع الاتجاهات حيث أقيمت مستوطنات في غزة وفي الضفة الغربية .

وظهرت عدة خطط تهدف إلى تغير الوقائع على الأرض بما يعرقل جهود أي حل سياسي في المستقبل، ويسهم في تحقيق الحلم الصهيوني " دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل " وكانت الخطط الآتية :

1- خطة غوش ايمونيم الاستيطانية حتى نهاية القرن العشرين .
2- خطة متتياهو دروبلس رئيس الشعبة الاستيطانية في الوكالة اليهودية ـ الخمسية 1977ـ 1983 وهي خطة استيطانية خمسية اشترك فيها قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية مع المنظمة الصهيونية العالمية وبموجبها تقرر أن تقوم إسرائيل ببناء 126ـ150 مستعمرة يراوح عدد المستعمرين فيها بين 120ألف ـ150 ألف مستوطن هذا عدا القدس التي تستوعب 120 ألف مسنوطن.
وتهدف الخطة إلى السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وعرقلة التخلي عنها والحيلولة دون قيام دولة مستقلة فيها .

تسابقت الأحزاب الاسرائيلية في بناء المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة ولكن الفروقات كانت على النحو الآتي :

1- قام حزب العمل بعمل حزام استيطاني على طول نهر الأردن في واديه الغربي نجم عنه 14 مستوطنة بين عامي 1967 ـ 1977 بينما أكمل الليكود هذه المسيرة في خمسة أعوالم 1977-1982 وبنى 17 مستوطنة .
2- أنشأ حزب العمل 21 مستوطنة 1967 ـ 1977 بينما أضاف الليكود 14 مستوطنة في 1978 ـ 1982 .
لقد بلغ عدد المستوطنات التي أقامها الليكود حتى نهاية 1982 مئتين وخمسين مستوطنة بينما بلغ عدد المستوطنات التي أقامها الحزب العمالي المعراخ خمسا وستين مستوطنة حتى عام 1976 .


النكبة وتأثير أحداثها على الشعب العربي الفلسطيني

معنى النكبة :

ظهر مصطلح النكبة بعد تفجر معارك وأحداث حرب 1948 ، حينما الف المفكر اقومي العربي قسطنطين زريق كتابه " معنى النكبة " ومن بعده ألف المؤرخ الفلسطيني عارف عبدالرازق كتاب : " النكبة والفردوس المفقود " وألف وليد القمحاوي كتاب " النكبة والبناء " وشاع هذا التعبير أكثر من غيره ومما جاء في كتابه ":" ليست هزيمة العرب في فلسطين بالنكبة البسيطة ، او باشر الهين العابر ، وانما هي نكبة بكل مافي هذه الكلمة من معنى ، ومحنة من أشد ما ابتلي به العرب في تاريخهم الطويل على مافيه من محن ومآس " بد أت الأحداث والتوترات بقيام اليهود بسلسلة تفجيرات منها تفجير فندق البملك داود عام 1946 وتلاها تعديات على العرب في يافا وحيفا والقدس وقاموابسلسلة من التفجيرات وزادت تعديات المستعمرين في تل أبيب على حي المنشية العربي في يافا ، وحاول العرب جمع السلاح من الدول العربية لغرض الدفاع أمام تعديات اليهود ، وعمت الأحداث جميع البلاد وتفاقمت بعد صدور قرار التقسيم الصادر في 29/ 11/ 1947 ورأى فيه العرب اجحافا بحقهم حيث رفضوه مثلما رفضه اليهود ،حيث قسمت فلسطين إلى ثلاثة أقسام : قسم دولي وقسم عربي وقسم يهودي .
قامت جامعة الدول العربية بارسال 5000 جندي من المتطوعين العرب كان منهم عراقيون وسوريون ولبنانيون وأشرف عليه القائد اللبناني فوزي القاوقجي وقد عبر البلاد في 20 شباط 1948 وتميز هذا الجيش بعدم أهليته للقتال ورغم ذلك خاض معارك مختلفة في الشجرة وراس العين وطيرة حيفا وزرعين وبيار عدس ، وبد أن خرجت القوات البريطانية من البلاد في 15 أيار 1948 حضر ت إلى فلسطين 7 جيوش عربية بهدف الاطباق على تل أبيب و حيفا وتحرير البلاد ، ولكن معاركها انتهت بهزيمة ساحقة وبسيطرة اليهود على ¾ فلسطين وبقيت الضفة الغربية التي ألحقت إلى الأردن وقطاع غزة الذي ألحق إلى مصر .


نتائج الحرب

انتصر اليهود في الحرب للأسباب الآتية :

1- كان اليهود في وضع منظم ومدرب ومهيأ نفسيا للحرب .
2- تلقوا الدعم العالمي .
3- كانت جبهة الدول العربية مفككة والأمة متخلفة وجيوشها ضعيفة يقودها حكام أجانب وتوجهها إرادة المستعمر
4- لم يغطي توزيع الجيوش العربية جميع المناطق ولا يتلاءم عددها مع حجم المعركة وافتقدت لروح الهجوم وكان حصيلة هذه المعارك أن قامت المنظمات الصهيونية بتطبق برنامجها في تهجير العرب من فلسطين وقد قام أسلوب التهجير على النحو الآتي :
1) الأعمال العدائية العسكرية المباشرة للهاغاناة ضد السكان العرب .
2) لقد اعترف المؤرخ الاسرائيلي بني موريس بأن اليهود مارؤسوا عمليات الطرد وأعترفت الخابرات العسكرية الصهيونية أن 70 % من اللاجئين هاجروا بسبب الفظائع والأعمال التي مارستها المنظمات العسكرية وقد جرى التهجير على موجات منها الموجة الأولى 400000 والموجة الثانية 3000000 واعترف اسحاق رابين أنه تلقى تعليمات من ابن غوريون بارتكاب جرائم بحسب خطة "دالت " في نيسان 1948 .
3) أثر الهجمات على مناطق مجاورة وتوقع الهجوم اليهودي على سكان القرى المجاورة .حيث اتبع أسلوب نسشر الجرائم وشموليتها في كل الأقضية وخاصة في أطراف المدن ، ففي قضاء الخليل حصلت مذبحة الدوايمة ، وفي قضاء القدس مذبحة دير ياسين ، وفي قضاء الرملة واللد جريمة قرية أبو شوشة ، وجريمة مسجد دهمش في اللد ، وجريمة قرية ناصر الدين في طبريا ، وجريمة الطنطورة وجريمة الطيرة في قضاء حيفا ، وجريمة عيلوط وعيلبون في قضاء الناصرة .
4) الأوامر التي أصدرها قادة العصابات الصهيونية العسكرية للسكان العرب بالحفاظ على أرواحهم والرحيل .
5) عمليات الترهيب والحرب النفسية لأجبار العرب على الرحيل والهجرة .
6) عمليات الطرد والانذارات المباشرة التي قامت بها العصابات العسكرية الصهيونية المسلحة .
7) هجرة سكان القرى العربية الواقعة في المناطق اليهودية .
8) استخدام أسلوب التطهير العرقي والاثني لأهالي النقب وتجميعهم في مناطق محددة ورفض استقبال أي قبيلة تنتقل إلى الأقطار العربية المجاورة ، ويعجب المرء أن عمليات الطرد استمرت حتى بعد عقد الهدن بين إسرائيل والدول العربية المجاورة ففي الخمسينات طرد سكان 12 قرية من وادي عارة وطرد سكان خريش في 16/ 3/ 1951 وكذلك سكان اقرت وبرعم التين أخلدتا للراحة وأعلنتا الاستسلام ورفع الرايات البيض .
9) لقد اعترفت وثيقة صهيونية صادرة عن الهاغاناة في 30 حزيران 1948 أن 55% هجروا أراضيهم بسبب عمليات الهاغاناة بينما هجر 15% بسبب عمليات اتسل وليحيى و2ـ 18% بسبب الحرب النفسية و5% بسبب الأوامر العربية وأوامر الطرد 2% والخوف من الانتقام 1% وبسبب عدم الثقة بالجيوش العربية وعوامل متفرقة 15%

مأساة اللاجئين : كان من نتائج الهلع والخوف والتشريد والجرائم المبرمجة في حرب 1948 أن توزع عرب فلسطين مشردين ومشتتين في مختلف أقطار الوطن العربي والعالم ، ولما كان أمل العودة يداعب النفوس ، فقد اختارت الأغلبية أن تكون قريبة من أرض الآباء والأجداد وتوزعت في الجزئين المتبقيين من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) وفي الضفة الشرقية من نهر الأردن ، وفي سوريا ولبنان والعراق ، كما شهدت قرى الداخل في فلسطين عمليات تهجير قسري .

لا توجد احصائيات دقيقة لعدد الذين تم تهجيرهم من أراضيهم و تم تسجيلهم في وكالة الغوث وتختلف الاحصائيات حسب اختلاف المصادر العربية والصهيونية ويتراوح العدد بين 714150 نسمة إلى 758300 نسمة وبقي من العرب في فلسطين 156000 بما فيهم البدو .

جرى تدمير 418 فرية فلسطينية كما يرى وليدالخالدي في حين يقدرها المؤرخ اليهودي بيني موريس ب 369 في حين يذكر وليد مصطفى وصالح عبدالجواد أنها 472 .

بلغ عدد المسجلين في وكالة الغوث عام 1955 ب 641000 وكان عدد المخيمات في الأردن (10) مخيمات وفي الضفة الغربية (19) مخيم وفي لبنان وسوريا (12) وفي قطاع غزة (10) مخيمات ، ويبلغ مجموع الذين يعيشون في مخيمات (1044822)

لم تكن عمليات التهجير مجرد تدمير قرى ومدن وطرد سكان وخسارتهم للأرض فقط ، بل تبعتها عملية ضياع للبيت ( الوطن) وهما صنوان ، هذا ناهيك عن الذكريات والأشواق قال الأديب خليل السكاكيني ، الذي خسر بيته في القدس " الوداع يادارنا ، يادار الأمة ، يا ملتقى أقطاب السياسة ، ورجال الصحافة ، وكبار الخطباء والفنانين من مصر ولبنان وسوريا والعراق .الوداع يادارنا ، يامستقر القيادة ، يا مستوصف الجرحى ، يا ملاذ الاجئين ، ولا زالت قرى بعينها وبيوت طرد أصحابها ينتظرون لحظة العودة لفتح أبوابها .


مصادرة الأراضي

أسباب مصادرة الأراضي:

1- تقوم فلسفة الحركة الصهيونية على اعتبار أن الأرض هي "أرض اسرائيل "التي وعد بها الرب بني أسرائيل ، ولما كان الاستيطان الركن الأساس في المشروع الصهيوني لذا قال يشعياهو بن فرات ـ عضو كنيست سابق ـ " ان الحقيقة الأولى هي أنه لا صهيونية بدون استيطان ، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب وبدون مصادرة الأراضي وتسييجها " .
وهذا يفسر انتقال اليهود إلى اتباع أسلوب المصادرة بالقوة بعد انتصارهم في حرب عام 1948 وحرب حزيران 1967 وحرب عام 1982 حيث قامت بسلخ مالايقل عن 66% من مساحة الضفة الغربية تحت ذرائع شتى .
2- لقد ركز قادة الحركة الصيونية على الاستيطان وترحيل العرب إذ يعتبرها دافيد بن غوريون ضرورة لا بد منها حيث تحقق الاستقلال حسب رأيه ويقول يوسف طرومبلدور " حدودنا تكون في كل مكان يصل إليه محراث عبري " وكل أرض تزرعها اسرائيل من أصحابها الشرعيين تسجل باسم رأس المال اليهودي وبموجب المادة 3 من دستور الوكالة اليهودية " تستملك الأراضي كملك لليهود ، وتسجل باسم صندوق رأس المال اليهودي القومي وتبقى مسجلة باسمه إلى الأبد ، كما تظل هذه الأملاك ملكل للأمة اليهودية ، غير قابل للانتقال" .
ومن أسباب المصادرة اعتبار أرض فلسطين أرضا لليهود وقد تجلت هذه الصبغة الدينية في قيام حركات استيطانية مثل : حركة كاخ ، وهتحيا ، وغوش ايمونيم .
3- إقامة التواصل الاقليمي بين المستوطنات من أجل تأمين متطلبات الدفاع ومحاولة التنسيق بين التواصل الاقليمي وبين الحدود الممكنة للدولة وبمنظور يؤمن أن الدولة اليهودية تمتد من الفرات إلى النيل ،وبمقدار التوسع الاستيطاني يؤمن الصهاينة نجاحهم في تحقيق " نظرية الأمن الصهيوني " لما كانت أسس الحركة الصهيونية لا تتوافق مع الحق العربي في فلسطين لهذا كانت المصادرة وسيلتهم لطرد العرب وتحقيق مزيد من النجاح في سلب الأرض وإكمال مشروعهم التوسعي .

الطرق والأشكال والذرائع :

تعددت أشكال المصادرة والذرائع التي استخدمتها الحركة الصهيونية للاستيلاء على الأراضي، ومنها :

1- سن مجموعة قوانين ترتكز على قوانين الانتداب البريطاني وبما يجيز لها الاستيلاء والسيطرة على الأراضي العربية ومنها :
  • سن قانون التصرف عام 1953 الذي يبيح للسلطة الصهيونية السيطرة على أرض لا يثبت صاحبها أنه يعمل بها ويتصرف بها منذ 50 عاما ، وخاصة أن الدولة تحتاجها لأغراض التعمير وبهذه الطريقة تم لها إخلاء حي الشرف وحي المعاربة في مدينة القدس بعد عام 1967 ، وتشكل 26% من مساحة مدينة القدس القديمة ، وفرضت سيطرتها على منطقة النقب بهذه الطريقة .
  • قانون الدفاع (حالة الطوارئ) : صدر عام 1945 وتنص المادة 125 على أن من حق الحاكم العسكري أن يعلن عنها مناطق عسكرية دون تحديد ماهية الأسباب وعلى السكان مغادرتها ولايحق لهم دخولها وقد أصدرت اسرائيل العديد من القرارات ومنها : طرد سكان القرى الثلاث عمواس ويتللو وبيت نوبا ، وكذلك ابعاد البدو عن الحدود المصرية بعد تفكيك مستعمرة يميت في سيناء ، وكذلك إقامة الجدار الآمن بدعوى الأمن ومقتضياته ، وطرد سكان اقرت وبرعم القريبة من الحدود اللبنانية .
  • قانون استغلال الأراضي البور (غير المفلوحة) : صدر عام 1948 وبموجبه يحق لوزير الزواعة وضع اليد على أرض لم تفتلح لمدة عام وهكذا ضمت بعض الأراضي للكبوتسات اليهودية .
  • قانون المناطق الخضراء : بموجبه تم منع السكان البدو من إقامة مباني أو التصرف في أراضي النقب وبير السبع وسيرت الدوريات الخضراء لمعاقبتهم .
  • قانون الأحراج : وبموجبه وضعت إسرائيا اليد على المناطق الحرجية وحولتها إلى مناطق استيطانية ومثال على ذلك : أقيمت مستعمرة حلميش قرب النبي صالح في منطقة رام الله ووادي قانا ( ياكير وعمانئيل ) وامتدت الفيه منشيه على حساب أحرج عسلة وغيرها .
سنت قوانين خاصة بالبناء ودفع ضرائب باهضة وحرمت سكان المدن المختلطة مثل يافا وحيفا والقرى غير المعترف بها من بناء بيوت ووضعت اليد على أحياء وبيوت بحجة أملاك الغائبين ووضع اليد عليها من قبل (منها كركع إسرائيل) .
سنت قانون شراء الأراضي من العرب في الضفة الغربية عام 1972 رغم أن هذا يخالف اتفاقية لاهاي ، وراحت تمارس شتى الضغوط وتستخدم الاغراءات لشراء الأراضي وقامت بتزييف صفقات البيع مستغلة جهل وسذاجة كبار السن والشباب الأرعن ، وتولى المهمة رجال أمن إسرائيليون سبق لهم أن عملوا في الأجهزة الأمنية والعسكرية وأسسوا شركات (همنوتا ) و (دلتا) وغيرها ، وقد وردت مئات الدعاوى حول الصفقات المزيفة إلى محكمة العدل الاسرائيلة ومحكمة نابلس انتهت بحرق المحكمة عام 1985، وقد ذكرت الموسوعة الفلسطينية القسم الخاص ج1 أن المساحة المباعة بلغت ما يقارب أل 100000دنم ، وقد اتخذتها الحكومات الاسرائيلية ذريعة لأقامة عدد من المستوطنات وبمعيتها صودرت آلاف الدونمات .ولقد أكدت الدوائر السرية في اسرائيل عام 1983 حسب قول ساريد وتسوكر أن اسرائيل اشترت 70 ألف دونم في الضفة الغربية ، منها 50 ألف دونم تم شراؤها بشكل غير قانوني .
وقد قامت اسرائيل بسلسلة اجراءات ومنها عمليات التسجيل المجدد ووضعت ضابط لتسجيل الأراضي في قيادة الحكم العسكري في بيت إيل وحتى إذا رفعت قضية اعتراض على بعض البيوعات كانت تشكل لجنة من رجال أمن سابقين وضباط يخضعون مباشرة للحكم العسكري ولقد وصف أحد الصحفيين اليهود عمليات اعتقال لبعض السماسرة العرب عام 1983 " أدى إلى فتح صندوق القمامة الذي يحتوي على الاتجار بالأراضي من خلال التهديد والغش والقتل والقذارة التاي كنست كما يبدو ووضعت تحت سجادات البيوت الفخمة ، وبدأت تفوح منها رائحة كريهة "
2- نشطت إسرائيل منذ عام 1993 بمصادرة الأراضي بحجة عمل شوارع التنفافية أو حماية أمن المستوطنات وتوسيعها .
3- وتذرعت بالمخاطر الأمنية في الانتفاضة الثانية وبذريعة منع قيام عمليات استشهادية قامت بتوسيع الخط الأخضر (خط حدود الرابع مكن حزيران 1967) ونقله داخل حدود الضفة الغربية وبناء مايسمى ب" جدار الآمن " الذي التهم المزيد من الأرض .
4- الهتمام بمصادر المياه حيث تعتبر الضفة الغربية مصدر مهم ومخزون مائي كبير لأسرائيل .


أعداد السكان وتأثير الاستيطان

  • عدد العرب عام 1870 = 367224 98%
  • عدد اليهود 1870 = 7000 2%
  • عدد العرب 1912 525000 93%
  • عدد اليهود 1912 = 40000 6%
  • عدد العرب 1925 = 598000 83%
  • عدد اليهود عام 1925 = 12000 17%
  • عدد العرب 1946 = 1237000 65%
  • عدد اليهود 1946 = 608000 35% 3%