الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:١٨، ٢ ديسمبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1)
  • بقلم: عبده مصطفى دسوقي

إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وترفض أن تنتسب إلى طائفة خاصة أو تنحاز إلى رأيٍ عُرِف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر؛ فدعوة الإخوان مع الحق أينما كان؛ تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وتفهم أن أعظم ما مُني به المسلمون الفُرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة.

مجموعة من أعضاء جمعية الشبان المسلمين

الإخوان يلتمسون العذر كل العذر لمَن يخالفونهم في بعض الفرعيات، ويرون أن هذا الخلاف لا يكون أبدًا حائلاً دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير، وأن يشمل الجميع معنى الإسلام السابغ بأفضل حدوده وأوسع مشتملاته، ولأن كل فريق مطالب بأن يحب لغيره ما يحب لنفسه؛ لذا يعلم الإخوان المسلمون كل هذه الحيثيات، فهم لهذا أوسع الناس صدرًا مع مخالفيهم، ويرون أن مع كل قوم علمًا وفي كل دعوة حقًّا وباطلاً، فهم يتحرون الحق ويأخذون به ويحاولون في هوادة ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم، فإن اقتنعوا فذاك، وإن لم يقتنعوا فإخوان في الدين نسأل الله لنا ولهم الهداية.

ذلك منهاج الإخوان المسلمين أمام مخالفيهم في المسائل الفرعية في دين الله؛ يمكن أن أجمله لك في أن الإخوان "يجيزون الخلاف ويكرهون التعصب للرأي ويحاولون الوصول إلى الحق ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب".

ولذلك كان الأستاذ البنا دائمًا في أحاديثه وخطبه حريصًا على اجتناب الخلافيات والمسائل الخلافية فلم يثرها في محاضراته قط، ولم يتكلم إلا في القضايا الإيجابية التي هي موضع الموافقة من الجميع، وكان يوصي تلامذته وأبناءه بذلك.

فقد شارك الأستاذ حسن البنا في إنشاء وتأسيس جمعية الشبان المسلمين، وكان من أثر ذلك ظهور مجلة (الفتح) التي أخذت على عاتقها مواجهة الموجة التبشيرية، وواكب ذلك عودة د. عبد الحميد سعيد من ألمانيا، وكان حسن البنا يلتقي به ويحيى الدرديري وغيرهما، ويعرض عليهم ضرورة عمل جاد لإنقاذ الشباب، ويرى حاجة المسلمين إلى نادٍ يجمع شمل شبابهم؛ لأن النواديَ المفتوحة لغير المسلمين وللمسلمين معًا؛ يترددون عليها وتجري فيه عمليات تنصير وتشكيك مدروسة، ونجح حسن البنا في وضع بذرة منتدى للشباب كان مولده بعد سفره إلى الإسماعيلية، ألا وهو مولد "جمعية الشبان المسلمين" التي بادر بإرسال تأييده لها واشتراكه فيها، وكان تشكيل مجلس الإدارة والهيئة التأسيسية من الدكتور عبد الحميد سعيد رئيسًا، والدكتور يحيى الدرديري والشيخ محب الدين الخطيب وأمثالهم أعضاءً، وكان حسن البنا هو العضو الوحيد الذي يمثل الشباب بين أولئك العمالقة.

وبعد أن نشأت جماعة الإخوان المسلمين اشتملت قرارات مجلس شورى الإخوان الثالث الذي انعقد في القاهرة في 11 و12 ذي الحجة 1353هـ الموافق مارس 1935م على:

1- أن كل أخ مسلم يجب أن يتعرَّف غايته تمامًا وأن يجعلها المقياس الوحيد فيما بينه وبين الهيئات الأخرى.
2- كل منهاج لا يؤيد الإسلام ولا يرتكز على أصوله العامة لا يؤدي إلى نجاح.
3- كل هيئة تحقق بعملها ناحية من نواحي منهاج الإخوان المسلمين يؤيدها الأخ المسلم في هذه الناحية.
4- يجب على الإخوان المسلمين إذا أيدوا هيئةً ما من الهيئات أن يستوثقوا أنها لا تتنكر لغايتهم في وقت من الأوقات.
5- الهيئات النافعة توجَّه إلى الغاية بتقويتها لا بإضعافها.
6- يرحب الإخوان بكل فكرة ترمي إلى توحيد جهود المسلمين في سائر بقاع الأرض، وتأييد فكرة الجامعة الإسلامية كأثرٍ من آثار اليقظة الشرقية.
7- الإخوان المسلمون يخلصون لكل الهيئات الإسلامية ويحاولون التقريب بينها بكل الوسائط، ويعتقدون أن الحب بين المسلمين هو أصلح أساس لإيقاظهم، وهم يناوئون كل هيئة تشوه معنى الإسلام مثل البهائية والقاديانية.

وقد حرص الإمام الشهيد على تأكيد هذا المعنى في رسائله؛ ففي رسالة المؤتمر الخامس قال: "الآن وقد أفصحت عن رأي الإخوان وموقفهم في كثيرٍ من المسائل العامة التي تشغل الأمة في هذا الوقت، أحب كذلك أن أفصح لحضراتكم عن موقف الإخوان المسلمين من الهيئات الإسلامية في مصر؛ ذلك أن كثيرًا من محبي الخير يتمنون أن تجتمع هذه الهيئات وتتوحد في جمعية إسلامية ترمي عن قوس واحدة، ذلك أمل كبير وأمنية عزيزة يتمناها كل محب للإصلاح في هذا البلد".

وخلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر طلاب الإخوان المسلمين في مايو سنة 1937م جاء فيها: "موقفنا من الدعوات في هذا البلد دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية بناءً على طبيعة دعوتنا، موقف واحد على ما أعتقد: نتمنى لها جميعًا الخير وندعو لها بالتوفيق، وإن خير طريق نسلكها ألا يشغلنا الالتفات إلى غيرنا عن الالتفات إلى أنفسنا، إننا في حاجةٍ إلى عدة وإلى تعبئة، وإن أمتنا والميادين الخالية فيها محتاجة إلى جنود وإلى جهاد، والوقت لا يتسع لنتطلع إلى غيرنا ونشتغل به، كلٌّ في ميدانه، والله مع المحسنين حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق.

وستسمعون أن هيئةً من الهيئات تتحدث عنكم؛ فإن كان الحديث خيرًا فاشكروا لها في أنفسكم، ولا يخدعنكم ذلك عن حقيقتكم، وإن كان غير ذلك فالتمسوا لها المعاذير وانتظروا حتى يكشف الزمن الحقائق، ولا تقابلوا هذا الذنب بذنبٍ مثله، ولا يشغلنَّكم الرد عليه عن الجد فيما أخذتم أنفسكم بسبيله، وثقوا أن ذلك لن يصرف عنكم أحدًا، ولن يضيركم أن تصبروا وتتقوا؛ فإن ذلك من عزم الأمور، وستسمعون أن هيئة تتهمكم بالاتصال بهيئات أخرى تكرهها أو تصادمها، فلا تهتموا بذلك ولا تحاولوا أن تنفوه أو تثبتوه؛ فإن على المتهم أن يثبت، والبينة على مَن ادَّعى، والأمر لا يتعدَّى أحد موقفين؛ إما أن يكون هذا المتهم جادًّا فيحاول أن يتأكد ليثبت، وسيؤديه تثبته- ولو بعد حين- إلى معرفة حقيقة دعوتكم، وأنكم لا تتصلون إلا بالله ورسوله، ولا تعملون إلا للإسلام وأهله، وإما غير جاد فيما يقول وإنما يتسلَّى بالتهم ويتلذذ بالغيبة، فهو لن يضيركم أمره شيئًا؛ فدعوه يتروح بهذا القول ما شاء له التروُّح، وسلوا الله تعالى لنا وله الهداية والنصرة.

وستسمعون أن قومًا يريدون أن يتصلوا بكم وأن تتصلوا بهم من أهل العمل إما صادقين أو غير صادقين، فأحب أن أقول لكم هنا بكل وضوح: إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرفتها الإنسانية، وإنكم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه على قرآن ربه، وأمناؤه على شريعته، وعصابته التي وقفت كل شيء على إحياء الإسلام في وقت تصرَّفت فيه الأهواء والشهوات، وضعفت عن هذا العبء الكواهل، وإذا كنتم كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيَها الناس ولا تأتي هي أحدًا، وتستغني عن غيرها إذا هي جماع كل خير، وما عداها لا يسلم من النقص، إذن فأقبلوا على شأنكم ولا تساوموا على منهاجكم، واعرضوه على الناس في عزٍّ وقوة؛ فمن مد لكم يده على أساسه فأهلاً ومرحبًا في وضح الصبح وفلق الفجر وضوء النهار، أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفِّذ تعاليمكم، ومن أبى ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.

أيها الإخوان.. لا تستعجلوا؛ فلا يزال الوقت أمامكم فسيحًا، وستكونون من المطلوبين لا الطالبين؛ فإن العزة لله جميعًا، ولتعلمن نبأه بعد حين، ذلك فيما أرى ما يجب أن يكون من موقفنا أمام الهيئات جميعًا: نريد لها الخير، ونلتمس لها العذر، ولا نطلب ولا نرد، ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ (النساء: من الآية 94)".

الإمام حسن البنا بزى الجوالة

ولقد بدأت صلة الإخوان بالشبان المسلمين قبل نشأة جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث بدأها الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث كان في فترة وجوده في القاهرة للدراسة في دار العلوم كان يتألم لحال الأمة الإسلامية وضعفها وضعف الدعاة إلى الإسلام أمام هجمات التبشير المتسلطة على الأمة وشبابها، وبدأ يتحرك مع الشيخ الدجوي، والشيخ محب الدين الخطيب وغيرهما، لإيقاظ الأمة من سباتها، وعقدت عدة اجتماعات بهذا الخصوص؛ دُعي فيها لفيفٌ من علماء الأمة ووجهائها المهتمين بحال الإسلام والمسلمين، شارك فيها الإمام البنا بهمة وحماس حتى نقل للعمل إلى الإسماعيلية بعد التخرج من دار العلوم، وبعدها بفترة وجيزة أسفرت الاجتماعات عن إنشاء جمعية الشبان المسلمين، وكان الإمام البنا أول المشتركين فيها، وحرص وهو في الإسماعيلية على المشاركة الإيجابية في جُلِّ أنشطتها.

وكان الإمام الشهيد حريصًا في كل وقتٍ على الاتفاق مع الشبان المسلمين في كثيرٍ من الأعمال والآراء، وأوضح ذلك في رسالة المؤتمر الخامس فقال: "كثيرًا ما يرد على أذهان الناس هذا السؤال: ما الفرق بين جماعة الإخوان وجماعة الشبان؟ ولماذا لا تكونان هيئة واحدة تعملان على منهاج واحد؟.

وأحب قبل الجواب على هذا السؤال أن أؤكد للذين يسرهم وحدة الجهود وتعاون العاملين أن الإخوان والشبان، وبخاصةٍ هنا في القاهرة، لا يشعرون بأنهم في ميدان منافسة، ولكن في ميدان تعاون قوي وثيق، وأن كثيرًا من القضايا الإسلامية العامة يظهر فيها الإخوان والشبان شيئًا واحدًا وجماعة واحدة؛ إذ إن الغاية العامة مشتركة، وهي العمل لما فيه إعزاز الإسلام وإسعاد المسلمين، وإنما تقع فروق يسيرة في أسلوب الدعوة وفي خطة القائمين بها وتوجيه جهودهم في كلتا الجماعتين، وإن الوقت الذي ستظهر فيه الجماعات الإسلامية كلها جبهةً موحدةً غير بعيد على ما أعتقد، والزمن كفيل بتحقيق ذلك إن شاء الله.

وكان أول رئيس للشبان المسلمين هو الأستاذ عبد الحميد سعيد، وقد ربطت بينه وبين الإمام الشهيد والإخوان علاقة طيبة، وقد اتفق الاثنان على حرب جمعيات التنصير المنتشرة في مصر، وكثيرًا ما كانت تعقد اجتماعات في الشبان يحضرها الإخوان والعكس للتنسيق في هذا الشأن، وربما تعقد بعض شعب الإخوان محاضراتها ولقاءاتها في دور الشبان؛ نظرًا لسعتها أو كنوعٍ من الود والمحبة، من ذلك المحاضرة التي ألقاها الإمام الشهيد في دار الشبان المسلمين في بنها أثناء رحلةٍ لزيارة بعض شُعَب القليوبية، وكثيرًا ما كانت بيانات الشبان عن القضايا المثارة تُنشَر في جريدة الإخوان المسلمين، من ذلك مقال يوضح اتفاق الشبان والإخوان والأزهر وتعاونهم على حرب فرق التنصير المختلفة؛ فتحت عنوان: "نهضة مباركة واجتماع حافل بدار جمعية الشبان المسلمين"، كتبت جريدة الإخوان توضح الاتفاق والتعاون المشكور بين الإخوان والشبان وغيرهما من الهيئات والأفراد لمكافحة الهجمة الشرسة من المنصِّرين، وقد أدى ذلك التعاون إلى تشكيل لجنة ضمت عشرةً من وجهاء القوم، كان من بينهم الإمام الشهيد؛ للعمل على صد تلك الهجمة.

كما اتفقت الجمعيتان على العمل معًا لمساعدة شعب فلسطين في محنته مع الصهاينة والمحتل البريطاني؛ فاشترك الإمام الشهيد بصفته رئيس الهيئة المركزية للإخوان المسلمين لمساعدة فلسطين، واشترك مع الشبان المسلمين في تكوين هيئة عليا من الشبان والإخوان لمساعدة فلسطين، وقد ورد ذلك في جريدة الإخوان المسلمين.

وقد تولَّى رياسة الجمعية بعد الدكتور عبد الحميد سعيد اللواء محمد صالح حرب باشا، الذي كان يعتبر نفسه تلميذًا لحسن البنا رغم فارق السن بينهما، فأعطاه ودعوة الإخوان كل الحب والتأييد، ووقف بجواره في كثيرٍ من المواقف، وكان يقول للإخوان: "أنا واحد منكم؛ لا أحب أن يحدث لكم أبدًا أي محنة تلم بكم، أو ملمة تنزل بالدعوة أو الجماعة".

وقد حصل الإخوان على تدعيم وتوثيق هذه العلاقة، حتى إن الإمام البنا ظل عضوًا فيها منذ نشأتها عام 1927م حتى استشهاده عام 1949م والتي استشهد على أعتاب بابها.

ولنرى مدى العلاقة في بداية نشأتهما تجلى ذلك في حرص رئيس الشبان المسلمين على سفر الإمام البنا للعمل ونشر الدعوة في السعودية؛ ففي بداية العام الدراسي الثاني للإمام الشهيد في الإسماعيلية اتصل به الأستاذ محب الدين الخطيب وعرض عليه السفر للعمل كمدرس منتدب في المعاهد السعودية، فوافق الإمام الشهيد على ذلك من حيث المبدأ، وفي 13/10/1928م أرسل الأستاذ محمود علي فضلي سكرتير الشبان المسلمين خطابًا بهذا الخصوص إلى الإمام الشهيد هذا نصه: "عزيزي البنا أفندي.. أهديك أزكى سلامي وتحياتي، وأرجو أن تكون بخير.

سبق أن كلمكم الأستاذ محب الدين الخطيب عن مسألة التدريس بالحجاز، وقد أرسل إلينا عبد الحميد بك سعيد لإخبارك بتحرير طلب لوزير المعارف "عن طريق المدرسة" تبين فيها رغبتك في الالتحاق بمدرسة المعهد السعودي بمكة، على أن تحفظ لك الوزارة مكانك بمصر وتمنحك علاواتك عند الرجوع مثل باقي إخوانك، وأملي أن تبادروا بإرسال الطلب حتى يمكن عرضه على مجلس الوزراء سريعًا، وختامًا تقبلوا فائق تحياتي".

ثم جاءه بعد ذلك الخطاب التالي بعد الديباجة من الدكتور يحيى الدرديري المراقب العام للجمعية بتاريخ 6 من نوفمبر سنة 1928م: "هذا ونرجوكم التفضل بالحضور يوم الخميس المقبل الساعة 7 مساءً بإدارة الجريدة؛ وذلك لمقابلة حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حافظ وهبة مستشار جلالة الملك ابن آل سعود للاتفاق معه على السفر، وشروط الخدمة للتدريس في المعهد السعودي بمكة، وفي انتظار تشريفكم، تفضلوا بقبول وافر تحياتي وأسمى اعتباراتي".

وفي يوم الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة 1359هـ الموافق 10 يناير عام 1941م اعترضت الحكومة على عقد الإخوان لمؤتمرهم السادس، فتوجَّه المؤتمرون إلى الأزهر الشريف تتقدمهم جوالة الإخوان المسلمين بموسيقاها وأعلامها لأداء صلاة الجمعة، وبعد أداء الصلاة تعاقب خطباء الإخوان على المنبر المبارك يشيدون بدعوة الإخوان المسلمين ويهيبون بالناس أن ينضموا إلى معسكرهم المجاهد في سبيل الإسلام الحنيف.

وعقب الصلاة خرج طابور الجوالة في استعراضٍ كشفي إلى دار الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي؛ حيث كان في استقبالهم معالي اللواء محمد صالح حرب باشا رئيس الدار الذي ألقى كلمة ترحيب؛ حيًّا فيها الإخوان ودعوتهم وقائدهم، ووجَّه إليهم كلمته وحثَّهم على العمل والأمل والجهاد النفسي والعملي حتى يكونوا أهلاً لتحقيق الغايات التي آمنوا بها وعملوا لها، فردَّ عليه الأستاذ أحمد السكري بكلمةٍ شكَره فيها وشكر جمعية الشبان المسلمين شقيقة الإخوان، ثم واصل الطابور سيره حتى وصل إلى ميدان الحلمية الجديدة حيث المركز العام.

وفي الحلقات القادمة إن شاء الله نستكمل العلاقة بين الإخوان والشبان على مدار عشرين عامًا هي عمر دعوة الإخوان المسلمين في عهد الإمام الشهيد حسن البنا.

المراجع

1- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

2- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.

3- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية.