الأسيرة المحررة "خلود المصري" في حوار خاص

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الأسيرة المحررة "خلود المصري" في حوار خاص

الأسيرة المحررة خلود المصري


طالبت الأسيرة المحررة خلود المصري الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمل الجاد من أجل إطلاق سراح الأسيرة الفلسطينية هبة النتشة ابنة الـ(16) عاما من سكان مدينة الخليل، كما طالبته بالعمل على إطلاق سراح أسيرة فلسطينية محتجزة هي وطفلها الذي لم يتجاوز عمره العام الواحد.


وقالت المصري في حوار خاص لشبكة فلسطين الآن: "هناك زهرة عمرها 16 عام أنا فعلاً كنت أنظر إليها وأشفق عليها شفق فهذه البنت الأصل أن تكون مرافقة لأمها في مثل هذا السن".

وأكدت المصري أن الرئيس عباس مطالب بأن يضغط بكل قوة من أجل أن يعمل على إطلاق سراح الأسيرة هبة النتشة، كما دعته بأن يطالب بإطلاق سراحهما ضمن ما يسمى بصفق العيد التي قدمها له أولمرت كبادرة حسن نية.


وإليكم نص الحوار:


نص الحوار

*صفي لنا أوضاع الأسيرات في سجون الاحتلال؟

واقع الأسيرات سيء بطبيعة الحال، لأنه هن أسيرات وداخل الأسر وأنت تعرف صعوبة الأسر في كل جزئيات الحياة، وهذه لوحدها قضية، أنهن مأسورات وممنوعات من الحرية وبعيدات عن أهلهن.

الآن القضية الثانية هو واقع الأسر فهن حتى يكن في أدنى الحقوق البشرية أو الإنسانية المفترض أن يكون عندهن، هذه الحقوق غير موجودة باستمرار، الغرف غير ملائمة الغرف طابقين تحت مستوى الأرض، الرطوبة أيضاً عالية جداً جداً، وبرد جداً جداً والآن نحن على أعتاب موسم الشتاء البرد شديد، والأغطية غير كافية، وكل أسيرة يدخل معها فقط غطاء واحد كل ثلاثة أشهر مرة، نحن من رحمة الله فينا أنه لما دخلت الأسر كان هناك غطاء عند الأخوات أعطوه لي وإلاّ لدخلت في المأساة، لأنه عندما دخلت كان صيف، فهناك مشكلة بطبيعة الحال في الملابس والأغطية.

أما بخصوص قضية علاج الأسيرات المرضيات فلا يتم تقديم العلاج الناجع لهن ويتعرضن للإهمال الطبي وأثناء اعتقالي كان معنا أخت أسيرة طالبت بالخروج للعيادة 9 مرات ولحتى الآن لم تخرج، وبصراحة هي مريضة جداً وبحاجة للعلاج.

أما أنا طلبت 5 مرات أن أخرج للعيادة وبعد المرة الخامسة أخرجوني لعيادة السجن وباختصار بعدها جاء المحامي عندي، قلت له إذا كنت تقدر أن تصل لوزارة شؤون الأسرى ونادي الأسير بأن يوصوا بلإغلاق العيادة يكون أفضل، لأن طبيب العيادة لا يوجد عنده غير الأكامول أو الوهم، هذه التشخيصات، يعني يقول للأسيرة أنكي تتوهمي، يعني مثلاً إذا كان مشكلة عند الأسيرة في الركب يقول لها أنتِ تتوهمين ولا يوجد عندِك مشكلة، وهي بالحاجة إلى طبيب عظام لتشخيص المرض، ولكن يقول لها عندك وهم بالمرض، أنتن الأسيرات عندكن وهم بالمرض، عندكن حالات نفسية، وباختصار الإنسان يتعرض لوعكات صحية وهو خارج السجن، فما بالك بظروف سيئة غير صحية داخل السجن.


*حدثينا عن خلود المصري وسبب اعتقالها، ومدة المحكومية التي قضتها في سجون الاحتلال؟

تم اعتقالي على خلفية سياسية، ولا يوجد تهمة ولا شيء، فبالتالي حولت إداري بعد 15 يوم وتم استدعائي للاستجواب خلال أول 15 يوم ولا يوجد عندي قضايا نهائياً، وثبت معهم أنه لا يوجد عندي شيء، وبعد ذلك قضيت 4 شهور ونصف في اعتقال إداري.

باختصار كانت مفاجأة صراحة، مفاجأة بعيدة، كنت أرى أن هناك اعتقالات سياسية للأخوة في المجلس التشريعي مثلاً لكن لم أكن أتوقع أن يكون هناك اعتقال للنساء سياسي كنت مستبعدة هذا الأمر، وكانت المفاجأة عندما جاءت قوات الاحتلال إلى للبيت وكانت قوة كبيرة جداً، واعتقلوني وقال الضابط (الإسرائيلي) نريد أن نسألك بعض الأسئلة فسألته هل سنرجع مباشرة؟ .


خلوتهم الصلاة

*كيف كانت الأسيرة خلود تقضي أوقاتها بالسجن؟

صراحة الأسيرات في الداخل خلوتهم الوحيدة الصلاة والقرآن، ونستند قليلاً على الجزيرة، لأنه الحمد لله الجزيرة كانت تغطي الأخبار وكنا نطالع الصحف اليومية كان يدخلنا تقريباً بشهر عدد أو عددين من الصحف اليومية، وهذا كانت مشكلة كبيرة وكان من المؤسسات الحقوقية يأتوا يزورونا أن يكون على الأقل على الأقل الضغط في اتجاه الناحية الثقافية، كتب وصحف، ما يأتوا به هو فقط الصحف العبرية، وغالبية الأسيرات لا يعرفن العبري فكنا نريد صحف عربية، وكان مشكلة في متابعة الأخبار، الوقت بشكل عام كان في الصلاة والقرآن وما توفر من الكتب حيث كانت ضئيلة جداً لأنه لا يسمحوا للكتب بأن تدخل، وعندما تدخل تحتاج إلى تصريح خاص والتصريح يمكن أن يعطى ويمكن لا، وعندما يدخل الكتاب يبقى شهر عند الإدارة للفحص الأمني.


*بخصوص المؤسسات الدولية التي تتعامل مع الأسرى كالصليب الأحمر، كيف كان موقفهم معكن كأسيرات؟

الصليب الأحمر كان له وقفة، أنا أرى أن دوره إيجابي، ولكن نحن نطالبه بدور إضافي أنا أعتقد أنه عنده صلاحيات أكثر من التي يمارسها، جاء عندنا وزارنا على الغرف لكن أنا أتوقع أنه عنده القدرة والمجال ليمارس ضغوطات أكبر وفي اتجاهات أخرى.

أنا كان عندي مشكلة صحية وطلبت منهم أن يتكلموا مع الإدارة لكن هم لم يبلغوهم، لا أستطيع أن أقيم أداءهم لأنه خلال مجيئهم أنا خرجت تقريباً 10 أيام، وكنت آمل أن يأتوني بالعلاج الخاص، ولكن الحمد لله خرجت، أنا أرى أنه يجب على الصليب الأحمر أن يمارس دوره الأكبر ويمارس صلاحياته بشكل أكبر، فهو الجهة الوحيدة التي مسموح لها أن تدخل على غرف البنات، باختصار هم المنفذ الوحيد وبالتالي مطلوب منهم دور أكبر.

أيضاً نادي الأسير يأتي ويزور البنات، ويوجد جمعيات ومحامين لكن لا يزورون الغرف وتكون الزيارات في المبنى في الأعلى، وتصعد الأسيرة التي يطلبها نادي الأسير أو شئون الأسرى، يطببوها للصعود في المبنى العلوي.

أنا أطالب نادي الأسير ووزارة شئون الأسرى في مضاعفة جهودها في أن يطلبوا الأسيرات جميعهن بشكل متكرر ودائم ومتواصل، لأنه بصراحة الأسيرة عندما تخرج من الغرفة وتذهب إلى المحامي تشعر أن هناك من يسأل عنها وتشعر بروح التواصل مع الخارج، وهناك كثير من الأسيرات لا يزورهن أهلهن بدافع الرفض الأمني.

يعني مثلاً أنا كان يزوروني فقط أولادي الاثنين الصغار، أهلي أنا بالأردن لا يستطيعون المجيء، وزوجي طبعاً ممنوع لأنه كان معتقل سابق، وعندي ولدين بالجامعة رفضوهم ولم يعطوهم تصريح كرفض أمني، فيوجد مشكلة في التواصل.. وليس فقط أن هن كثر اللواتي عندهن رفض أمني للزيارات والتواصل.

فمطلوب من المؤسسات التي تستطيع زيارة البنات أن تعوضهن عن زيارة الأهل، صحيح لا يوجد شيء يعوض عن الأهل ولكن على الأقل تعويض نسبي للتواصل مع الأهل وسماع أخبارهم.


أخطر ما في الأسر

*خلال فترة وجودكِ في السجن، ما هو أخطر وأفظع ما شاهدتيه هناك، بالتحديد للأسيرات؟؟

هناك شيئين ممكن أن نتكلم فيها، هناك طفلة أنا أعتبرها زهرة عمرها 16 عام أنا فعلاً كنت أنظر إليها وأشفق شفق شديد عليها، مسكينة هذه البنت الأصل أن تكون مرافقة لأمها في مثل هذا السن.

قالوا أن الرئيس يريد أن يخرج أسرى في اتفاقية معينة وقالوا أنه يريد أن يخرج 250 كنت لا أفكر في نفسي أكثر من التفكير في الذين عمرهم صغير، هذه حالة يجب الحديث عنها (هبة النتشة) من الخليل عمرها 16 عام، الأصل أن يضغط ضغط شديد لأن تخرج.


أكبر مأساة

إضافة إلى ذلك يوجد طفل مرافق لأمه عمره 10 شهور والله هذه أكبر مأساة، مرة سخن سخونة شديدة وكان بكاء مر وأنا لأني أم أقدر شعور عندما يبكي الطفل ولا تستطيع أمه أن تعمل له شيء، نناديها نقول لها ماذا به تقول لنا أنه زادت حرارته، وتستحلفنا بالعمل على صعوده للطبيب، كان هذا الولد يعاني من مشاكل، يحتاج لأكل خاص، وجو نظيف، وشمس لا يوجد شمس والرطوبة شديدة.


*هل كانوا يدخلون له الطعام المخصص لهم أم يقتصر على الرضاعة الطبيعية للطفل؟

كان في مراحل معينة يتم إدخال بعض الأطعمة ، وأمه كانت تقول أنا في فترة من الفترات أدخلوا لها علب الخضار الخاصة بالصغار، وبعد ذلك حرموها، الآن فقط على الرضاعة الطبيعية وهي تركز كثيراً على الرضاعة، فهو طفل يحتاج إلى غذاء خاص ورعاية خاصة، ويحتاج إلى ممارسة الكثير من الضغط لإخراج الطفل مع والدته، لأنه ليس معقولاً أن يخرج الطفل بدون والدته.


قضية محزنة

وهناك نقطة أخرى نحتاج الحديث عنها موضوع الأشبال، كان في قسمنا من على اليمين أشبال والقسم اليساري أشبال، الأشبال منهم من عمره 12 و 13 عام، هم أولاد يلعبون بالحواري، والله قضيتهم محزنة، فهم يحتاجون لرعاية الوالدين، هؤلاء يجب أن يخرجوا، أيضاً إذا حدث إخراج في صفقات الرئيس عباس نطالبه بأن يضغط لإخراج هؤلاء الأطفال، ماذا استفدنا من خروج من متبقي له شهر أو شهرين، هؤلاء الذين أعمارهم 12 عام هم الواجب أن يخرجوا، إذا غضضنا البصر عن باقي حقوق الأسرى فهؤلاء الأشبال والزهرات على الأقل يجب أن يخرجوا لأهلهم.


*أنتِ تضمين موقفك لفصائل المقاومة التي تأسر شليط، التي طالبت الإفراج عن الأسيرات أو الأطفال أو القاصرين؟

أي صفقة أينما كانت في كل الاتجاهات، يجب أن تشمل الأسيرات والأشبال والزهرات، لأنه لا يوجد أكثر من ظلم أن تكون امرأة في الأسر، كيف يرضى العالم أن تكون امرأة في الأسر والعالم أجمع صامت، المرأة لها خصوصية، صحيح هي شريكة في التربية شريكة في التضحية والعطاء و المقاومة شريكة في كل شيء، ويوجد أكثر من فتاة مسجونات إداريا بدون تهمة وبدون أي شيء.


فرحة منقوصة

* ما الشعور الذي انتابكِ عندما خرجت من السجن؟؟

كانت فرحة كبيرة، لكن صدقاً كانت منقوصة، وأول شيء قمت به سجدت سجدة شكر لله عز وجل، وبكيت صدقاً وقلت أن كرم الله علينا عظيم، ولكن إحساسي كان أنني خارجة ويوجد غيري خلفي في الأسر كان إحساس كثيراً مؤلم مؤلم جداً جداً.

صدقاً طوال الطريق كنت أبكي لأنني تركت أناس خلفي في الأسر لا نعرف كم متبقي لهم، ومتى يأتي موعد خلاصهم، وهذا أكثر شيء كان ينغص علي، رفيقتي التي كانت معي أيضاً هي عضو مجلس بلدي كانت معي بالغرفة أنا خرجت من الأسر أتساءل هي ما وضعها الآن؟! بقية الأسرى أصحاب السنين المؤبد مثل سناء شحادة وأحلام التميمي، أنا خرجت لكن هم متى سيروا الحرية؟!


*يا حبذا لو تكلمينا عن ذكرياتك مع الأسيرات أمثال أحلام التميمي؟

أحلام، مميزة باختصار، نسأل الله أن يمن عليها بالفرج، هي على درجة عالية من التميز، شخصية متوازنة ومتدينة ومقبلة على الحياة، رغم كل القيد، فهي متغلبة على أسرها وعندها يقين عالي أنها ستخرج قريباً، إن شاء الله، وبإذن الله ستخرج وستمارس حياتها الطبيعية.

هي تعتبر أن أي أسيرة تدخل الأسر أصبحت تحت رعايتها تعتني جداً في الأسيرات الموجودات كونها موجودة قبلهم، مشفقة على الكل رغم صغر سنها كان عندها امتياز عالي، يوجد عندها عطاء لا ينتهي، وإن شاء الله ستكمل عطاءها خارج الأسر قريباًَ إن شاء الله.


* رسالة خلود المصري للجهات التي تعنى بالأسرى، رئاسة وحكومة، المقاومة ؟

أولا: للرئيس عباس أطالبه بالاهتمام بملف الأسيرات، وهذا الكلام ليس بإسمي للعلم، باسم الأسيرات رسالة محملة من الأسيرات بشكل عام ومن كل التنظيمات للرئيس محمود عباس لأنه هو الذي يفاوض الاحتلال وهو الذي يتفق مع اولمرت على الفئات التي تخرج.

باختصار الأسيرات ينتظرن أن يكونوا هنّ من بين الـ 250 الذين سيخرجن على العيد، وأملهن أن الرئيس عباس أن يهتم بالأسرى بشكل عام ويهتم بالأسيرات بشكل خاص، كل الأسيرات الموجودات 60 أسيرة، أولى وأجدر أن يكون الـ 60 من بين الـ 250، أن يطالب منهم أن يكونوا وأن يهتم الوفد المفاوض للجهات الإسرائيلية، أن يتم وضع موضوع الأسرى والأسيرات على جدول أولوياتهم وهكذا هن يخرجن، عندما يشعرن أن رئيس الدولة مهتم بقضيتهن، وأيضاً هن ينتظرن منه ذلك.


وعلى نفس المستوى بقية الفصائل والتنظيمات نطالبها بأن تهتم بقضية الأسرى، والأسيرات ويجعلوها من أولى أولوياتهم لأنه الأناس الذين دخلوا الأسر لم يدخلوا الأسر على قضايا شخصية، ولم يدخلوا الأسر لاهتمامات بعيدة عن الهم الوطني، فيطالبوا تنسيق الفصائل جميعاً بالاهتمام بالقضية.


أما الجهات الآسرة لجندي الإسرائيلي، نطالبهم بأن تشد في موضوع الأسرى والأسيرات والأعداد وأصحاب المحكوميات العالية، وأن لا يتنازلوا عن أي أسير موجود في القائمة ولا أي أسيرة، وباختصار أن يسرعوا بقدر الإمكان لكن بدون تنازل، إذا كان تسريعهم على حساب التنازل لا يتقدموا.


حتى صاحبات المؤبدات أمثال الأسيرة أحلام تقول أنا أريد أن صحيح أن أخرج مع الأسرى وبشكل سريع ولكن لا أريد أن يتم التنازل مقابل الوقت، وتقول نحن جالسات وأبقوا جلعاد جالس، لا يتنازلوا عن أي أخ ولا أي أخت في الأسر وخاصة أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية، هذا أملهم الوحيد، أن يشدوا في هذا الاتجاه.


المصدر : فلسطين الأن