استجوابات الإخوان وضعت الحكومة في مأزق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
استجوابات الإخوان وضعت الحكومة في مأزق


2005-21-09

القاهرة- عبد المعز محمد

مقدمة

- المجلس يناقش 13 من 27 استجوابًا للإخوان

- الموضوعية وغياب الخصومة الشخصية أهم المميزات

- الاستجوابات تناولت الأمن القومي والفساد ومشاكل الجماهير

تسبب نواب الإخوان في كثيرٍ من الحرج للحكومة سواء في عهد الدكتور عاطف عبيد أو الدكتور أحمد نظيف، وقد مثلت الاستجوابات التي قدموها كل القضايا سواء السياسية أو الاقتصادية أو السياسية، ولولا الأغلبية الظالمة للحزب الوطني داخل البرلمان لسقطت حكومة تلو الأخرى نتيجة ما أثاره نواب الإخوان، إلا أنه ورغم هذه الأغلبية فإن الاستجوابات حققت كثيرًا من أغراضها ويكفي منها فضح ممارسات الحكومة التي تسببت في تراجع مصر مئات الخطوات للوراء.

وقد ناقش المجلس خلال الدورات الخمس للفصل التشريعي الثامن 13 استجوابًا لنواب الإخوان من 27 استجوابًا قدموها طيلة هذه السنوات، وفي السطور القادمة نورد بشكلٍ مختصر للاستجوابات التي لم يتم مناقشتها ثم نعرض بشكل مفصل لبعض الاستجوابات التي تمَّ مناقشتها بالفعل.

أولاً: الاستجوابات التي لم تناقش

التعذيب في مصر سياسة نظام

الاستجوابات التي قدمها نواب الإخوان طيلة الدورات الخمس للفصل التشريعي الثامن ولم يتسنَّ لها المناقشة رغم إدراجها على جدول أعمال المجلس فهي 14 استجوابًا وهم:

- النائب محفوظ حلمي: استجواب عن التعذيب وقانون الطوارئ.

- النائب مصطفى محمد مصطفى: استجواب عن انهيار صناعة الغزل والنسيج بمصر.

- د. حمدي حسن: أربعة استجوابات، الأول: عن إلغاء الحكومة للمشروع الإنمائي للصحراء المصرية وكان أول استجواب في تاريخ البرلمان المصري مستنداته عبارة عن شريط فيديو، أما الثاني: فكان عن تجفيف بحيرة مريوط، والثالث: عن فشل سياسة الأجور بمصر، والرابع: عن تضارب تصريحات أعضاء الحكومة وتأثيرها على مصالح المواطنين.

- النائب عزب مصطفى: استجوابان، الأول: عن الفساد المصرفي، والثاني: عن مشروع فوسفات أبو طرطور.

- د. محمد جمال حشمت: استجواب عن انهيار التعليم الجامعي.

- النائب حسين محمد إبراهيم: استجوابان، الأول: عن تدمير مخالفات شركة النصر للملاحات، والثاني: عمَّا جاء في التقرير السنوي الأول للمجلس القومي لحقوق الإنسان من رصدٍ لحالات اعتقال عشوائي وغياب قصري.

- د. محمد مرسي: استجواب عن محاولات تدمير الأزهر الشريف ووجود جهات في مؤسسات الدولة تعمل من أجل هذا المخطط.

- النائب علي لبن: استجواب عن تفريغ الأزهر ومحاربته في المناهج وبناء المعاهد وسن القبول.

- د. أكرم الشاعر: استجواب عن استيراد أغذية فاسدة وعدم وجود رقابة صحية وبيئية على هذه الأغذية مما تسبب في نشر الأمراض بين المصريين.

ثانيًا: الاستجوابات التي تمَّ مناقشتها

- د. محمد مرسي: استجوابان، الأول: عن كارثة قطار الصعيد والثاني: عن انهيار عمارة مدينة نصر.

- د. أكرم الشاعر: ثلاثة استجوابات، الأول: عن انهيار المنطقة الحرة ببورسعيد، والثاني: عن بحيرة المنزلة والثروة السمكية، والثالث: عن المياه.

- د. حمدي حسن: استجوابان، الأول: عن الدين العام والثاني: عن البطالة.

- علي فتح الباب: استجواب عن تدخل الإدارة في نتائج الانتخابات العمالية.

- مصطفى محمد مصطفى: استجواب عن الفساد بشركة الإسكندرية للنقل والهندسة.

- صابر عبد الصادق: استجواب عن تفاقم الدين الخارجي.

- علي لبن: استجوابان، الأول: عن انهيار الأزهر الشريف، وقد اعتذرت الحكومة عن مناقشته بعد أن وقف النائب على منصة المجلس لإلقاء استجوابه، وتمَّ تحويله للجنة الشئون الدينية، وهو ما سيأتي تفصيله في الجزء المتعلق بنواب الإخوان والشريعة الإسلامية والأزهر الشريف، أما الاستجواب الثاني والذي حوله البرلمان أيضًا للجنة التعليم والبحث العلمي فكان عن انهيار التعليم وفشل السياسات التعليمية.

- د. السيد عبد الحميد: استجواب عن انهيار الزراعة المصرية.

سمات الاستجوابات

وقد اعتمد نواب الإخوان في تقديم استجواباتهم سواء التي تمَّ مناقشتها أو التي لم تناقش على عدة أمور كانت بمثابة الأسس التي يتم على أساسها اختيار الاستجواب وهي:

1- الموضوعية

2- وجود مستندات موثوقة وقوية

3- عدم وجود خصومة شخصية بين المستجوب والوزير أو الجهة المدانة.

4- الدراسة الجيدة لكل أبعاد الاستجواب.

ولعل هذه الأسس جعلت من استجوابات الإخوان قنابل مدوية تحت قبة البرلمان، ونالت احترام وتصفيق الجميع، كما نالت اهتمام الصحف سواء المصرية (حكومية ومعارضة ومستقلة) أو كانت صحفًا عربية، ويُضاف لهذه الأسس عوامل أخرى أدَّت إلى نجاحِ هذه لاستجوابات منها:

- العرض الجيد والمنظم والدقيق والبعيد عن التشويه والتجريح والمزايدة والمغالاة؛ ولذلك فإنَّ رئيس مجلس الشعب لم يطلب شطب أي عبارة في الاستجوابات التي قدَّمها الإخوان؛ حيث لم تخرج أي كلمة عن السياق في الوقت الذي كان يحدث هذا كثيرًا مع غيرهم من النواب.

حادثة قطار الصعيد

- الاعتماد على أهل الخبرة والاختصاص في إعدادِ الاستجواب وتجهيزه، وهو دور بارز لعبه متخصصون في مجالات القانون والاقتصاد ومختلف المجالات الأخرى؛ حيث كانوا أشبه بلجان دعم تزود النواب بكل ما من شأنه قوة دفع للأداء البرلماني سواء كان في الاستجواب أو غيره من الوسائل الرقابية.

ولعلَّ الإعداد الجيد للاستجواب دفع الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس لتوجيه الشكر والتقدير لنواب الإخوان بعد إلقاء استجواباتهم، كما حدث مثلاً مع الدكتور السيد عبد الحميد بعدما ألقى استجوابه في مايو 2005م عن انهيار قطاع الزراعة، وقال له سرور: لو كان بيدي لأعطيتكَ عشر ساعاتٍ لهذا الاستجواب، وهي كلمة مُسجلة في مضبطة الجلسة، بينما لم يفعل ذلك ولم يوجه الشكر للنائب الآخر الذي ناقش المجلس استجوابه في نفسِ الجلسة وعن نفس الموضوع.

- مواكبة الاستجواب للقضايا الراهنة، وقد تمثل ذلك وبصورةٍ واضحة في استجوابي الدكتور محمد مرسي عن قطار الصعيد وعمارة مدينة نصر، مما دفع نواب الحزب الوطني قبل غيرهم إلى التصفيق الحاد للنائب بعد عرضه استجوابه، بل إنَّ أحد نواب الوطني قال للدكتور مرسي بعد عرضه لاستجواب قطار الصعيد: "يا دكتور قلوبنا معك، ولكنَّ تصويتنا مع الحكومة"!!.

- نقد السياسات العامة والتأكيد على أنَّ عملية الإصلاح مرتبطة ببعضها البعض، وأنَّ فشل السياسات الحكومية وراء ما تُعانيه مصر من فسادٍ ورشوةٍ ومحسوبيةٍ أدَّت في النهايةِ إلى وجود مثل هذه المخالفات.

- ومن العوامل الأخرى التي أدَّت لنجاح الاستجوابات التي يقدمها الإخوان هو عدم تعويلهم كثيرًا على سحب الثقةِ من الحكومة؛ لأنها من الناحية العملية لن تتم في ظل الأغلبية الكاسحة للحزب الوطني الحاكم، ولذلك فضَّل الإخوان أن يجدوا أساليبَ عملية حتى لا تنتهي استجواباتهم بالانتقال لجدول الأعمال، وبالتالي فلن يتم حل ما عرضه المستجوب، فكان الإخوان يطالبون بتحويلِ ما جاء في الاستجواب للجنة (تقصي حقائق) وهو ما حدث مع استجواب القطار، أو تشكيل لجنة لدراسة ما جاء فيه كما حدث مع استجوابي الأزهر والسياسات التعليمية، أو قيام اللجان المختصة في المجلس بزيارة ميدانية للوقوف على أرض الطبيعة لما كشفه الاستجواب كما حدث في استجواب المنطقة الحرة ببورسعيد.

- تقديم رؤى وعلاج للمشاكل التي يتناولها الاستجواب وعدم الاكتفاء بإدانة الحكومة فقط، كما فعل الدكتور السيد عبد الحميد في استجوابه عن الزراعة، والدكتور حمدي حسن في استجوابه عن البطالة والدكتور محمد مرسي في استجوابه عن انهيار عمارة مدينة نصر.

- القراءة الجيدة للائحة مجلس الشعب حتى لا يتم إسقاط الاستجواب أو إلغاؤه، والحالة الأبرز على ذلك هو استجواب قطار الصعيد؛ حيث قدَّم الدكتور مرسي الاستجواب ضد رئيس الوزراء؛ لأنَّ النية كانت تتجه لإقالةِ وزير النقل وقتها، وحسب نص اللائحة فإنَّ الاستجواب يسقط في حالة استقالةِ الوزير أو وفاته أو إقالته، وهو ما فطن إليه الدكتور مرسي ولم يفطن إليه المستشار مرتضى منصور والذي رُفِضَ استجوابه؛ لأنه قدَّمه ضد وزير النقل فسقط الاستجواب مع إقالة الوزير.

غدًا: عندما صفَّق الجميعُ للأداء ولقوة الاستجوابات

المصدر