اسامة الرفاعي يكتب: فض رابعة.. وفض الربيع العربي.. وصحوة النقابات!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اسامة الرفاعي يكتب: فض رابعة.. وفض الربيع العربي.. وصحوة النقابات!


موقع كلمتي

(8 مايو 2016)

ها قد مر ألف يوم على فض آخر إعتصام في تاريخ الربيع العربي، لم نرى بعد هذا اليوم إعتصاما واحدا أو مظاهرة واحدة؛ حققت هدفها في أي من بلاد العرب. نقول بعد مرور ألف يوم؛ أن فض ميدان رابعة العدوية كان بمثابة فض للربيع العربي كله من المحيط إلى الخليج.. ففي 14 أغسطس 2013 المشؤم؛ و قفت كل قوى الرجعية العربية، صفا واحدا خلف السفاح الذي دبر أبشع مجزرة في تاريخ مصر ؛ و حظى بالصمت و التواطىء الدولي على المستوى الرسمي و الأممي.

لأنهم جميعا يعلمون أن هذه ستقضي على أحلام الربيع العربي الذي أزعجهم و قض مضاجعهم. وللأسف تورط في تأييد هذه الجريمة البشعة، بعض المحسوبين على الربيع العربي من الخلفيات اليسارية و القومية و العلمانية؛ ظنا منهم أن المذبحة ستخلصهم من خصومهم "الإسلاميين" و أن طريق السلطة سيصبح مفروشا أمامهم بالورود.

ها نحن نراهم الآن بعد أن استيقظوا على إنهيار "حلم السلطة" يلهثون وراء "حلم المعارضة" الكرتونية التي تعيش على هامش النظام.. و في هذا السياق يمكن فهم كل "ألاعيب" القيادات اليسارية، و الناصرية، و القومجية لنقابتي الأطباء و الصحفيين؛ و الذين مكنهم العسكر من السيطرة على النقابات؛ كمكافئه لهم، على قبولهم بالإنقلاب و سكوتهم على ذبح باقي المعارضين؛

خصوصا الإخوان .. يحاول هؤلاء الآن لعب "دور المعارضة" التي تستطيع تجييش الشارع و حمل مطالب الجماهير إلى السلطة. و من المعلوم أن هذه القيادات لم تكن تستطيع أن تجمع حولها عشرة أشخاص في الشارع؛ أيام وجود الإسلاميين خارج المعتقلات.

إذن اللعبة سهلة و بسيطة كالتالي:

إذا كان الإسلاميون، قد ظلوا يمثلون البديل المعارض للنظام الإستبدادي طوال حكم مبارك، ثم تأكدت هذه الحقيقة بعد وصلولهم إلى السلطة، فمن الضروري صناعة البديل لهم.

فلم تعد القوى المهيمنه على [مصر]] (غربية و خليجية) تكتفي بضمان ولاء "النظام الحاكم" فقط.. و لكنها تحاول أن تضمن أيضا ولاء البديل "المعارض" و الذي قد يصل إلى السلطة في إذا سقط النظام فجأه، كما حدث مع مبارك .. ففي السابق، تم الإكتفاء بولاء النظام فقط؛ فأدى سقوط مبارك إلى كارثة وصول معارضة "غير مرغوب فيها" إلى السلطة.

و المعارضة التي يتم صناعتها إقليميا و دوليا (و هي غير المعارضة التي يحاول النظام الغبي صناعتها) لابد أن تكون مقبوله شعبيا و جماهيريا.. و لذلك كان لا بد من "تفريغ الساحة" لهم من المنافسين (بقتلهم و إعتقالهم) . و بعد ذلك يتم "ترميز" قيادات المعارضة المفترضة و "تصويرها" على أنها هي من تحمل هموم الجماهير.

و أصدق مثال على هذه التجربة هي "صور خالد علي" في مظاهرات 15 أبريل؛ و التي ظهر فيها "كزعيم للأمة" أو مصطفى كامل الإبريلي.. تبع ذلك مباشرة (و دون فاصل زمني) لقاؤه بالرئيس الفرنسي في القاهرة، على هامش زيارته لرأس النظام الذي يعارضه الأستاذ خالد (لا مؤاخذة) .. و بنفس الطريقة يتم ترميز منى مينا؛ كسعد زغلول نقابة الأطباء، ثم ترميز عمرو بدر (قريب محمود بانجو)، كأحمد عرابي نقابة الصحفيين.. و الكل يعرف حجم هؤلاء الطبيعي في الظروف الطبيعية (مع الإحترام لأشخاصهم).

كان يمكن لهذه "اللعبة" أن تنجح، لو لا تصرفات هؤلاء التي تطفح بـ "الفاشية" و "العنصرية" البغيضة. فكل مطالبهم عنصرية، و هي تعاطف مع من هو من شلتهم أو فريقهم السياسي فقط لا غير. فنقابة الصحفيين مثلا لم تتعاطف و لو بكلمة مع 87 معتقل من الصحفيين، و لا مع مقتل العشرات منهم، و لا مع غلق صحف، و قنوات إعلامية (فقط لأنها إسلامية). و لم تقم قيامة هذه النقابة إلا لما صدر أمر بإعتقال واحد من أفراد الشلة. أما نقابة الأطباء فلا تسأل عن عدد المعتقلين منهم و لا الشهداء الذين لا تعترف النقابة بآدميتهم أصلا.

أضف إلى ما سبق أن حراك هذه النقابات يتوقف عند "أخذ الصورالتذكارية" للزعماء قادة النقابة، و بعدها ينفض المولد، بلا نتيجة. أين ذهبت مطالب الأطباء؟ أين ذهبت مطالب الصحفيين؟ يكفي الصور التذكارية، فهي دليل على أن هؤلاء أصبحوا "زعماء للمعارضة" الجديدة و البديلة (صباح الفل)!

في الختام؛ نقول للهؤلاء في مصر، أشباههم في ربوع العالم العربي:

لقد خسرتم الحق في التظاهر و الإعتصام الذي جاء به الربيع العربي. لأن الربيع العربي قد تم فضه في 14 أغسطس 2013 و أنتم متورطون في هذه الجريمة. و لم يعد أحد يقتنع بحركاتكم البهلوانية، من أجل الأضواء و الزعامة الفارغة. إننا ننتظر هبوب ربيع آخر، قد تعلم الدرس من الربيع الأول. فانتظروا إنا منتظرون!

المصدر