اتهام برلماني للحكومة بدعم مصانع بئر السلم لقتل المصريين
كتب- أحمد صالح
10-03-2009
يشهد مجلس الشعب خلال جلساته القادمة تحذيرات برلمانية شديدة اللهجة موجهة إلى الحكومة واتهامها بالتراخي في مواجهة العصابات المنظمة التي تُهدد صحة المواطنين بإعادة استخدام المخلفات الطبية الخطيرة والملوثة مرةً أخرى وبيعها للمرضى.
تأتي تلك التحذيرات الخطيرة من خلال طلب إحاطة عاجل مقدم من النائب الدكتور فريد إسماعيل عضو لجنة الصحة مقدم إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والمهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة والمهندس ماجد جورج وزير البيئة واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية كشف خلاله عن ازدياد وانتشار مصانع بئر السلم التي تقوم بإعادة استخدام المخلفات الطبية التي تعدُّ سببًا رئيسيًّا في انتشار أمراض الكبد والفشل الكلوي.
أرجع النائب رواج تجارة وصناعة المخلفات الطبية التي تصل إلى عشرات الأطنان إلى غياب الرقابة الحكومية رغم وجود العديد من الأجهزة الرقابية الحكومية التي لا تُراعي الله في الوطن والمواطنين رغم ما يحصلون عليه من مرتبات وحوافز مالية كبيرة، وقال للأسف هناك مئات من المصانع التي تمتلكها عصابات منظمة ولها زبائن في كل قرى مصر.
وأكد إسماعيل والذي يعمل في مهنة الصيدلة أن هذه المافيا تقوم بصناعة صمامات القلب والمستلزمات الطبية المتنوعة وغيرها من المخلفات الطبية والنفايات الخطرة، بالإضافةِ إلى قيام هذه المافيا بعمل كبسولات من البلاستيك الذي يُستخدم في صناعة أطباق وأكواب البلاستيك التي يأكل فيها المواطنون.
وتساءل النائب: أين الرقابة على المستشفيات التي تصل مخلفاتها اليومية إلى عشرات الأطنان، والتي لا يوجد بها محارق آمنة للتخلص من هذه النفايات الخطرة، والتي كان يستخدمها مصنع أبو غرس الذي وُجد فيه 46 طنًّا من تلك النفايات الخطرة في الوقت الذي تصل المخلفات الطبية والنفايات الخطرة التي تخرج من مستشفيات القاهرة وحدها أكثر من ثلاثة أطنان يوميًّا؟!!.
كما طالب النائب بضرورة مواجهة مصانع بئر السلم الكبيرة والصغيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لمواجهة هذا الخطر الداهم والقضاء عليه.
من ناحيةٍ أخرى اتهم فريد إسماعيل في طلب إحاطة آخر وزارة الصحة بالفساد والإهمال الجسيم في التعامل والتعاقد مع كثيرٍ من الموردين والترسية على أجهزة ومعدات غير صالحة ولا تنطبق عليها المعايير والمواصفات المقررة والمعتمدة في صورةٍ صارخةٍ لإهدار المال العام في وقتٍ تعاني فيه الدولة من زيادة الدين العام المحلي والخارجي الذي وصل إلى 847 مليار جنيه حتى 200830/6/م بزيادة تصل إلى 90 مليار جنيه عن 30/6/2007م.
وأكد النائب أن هناك العديدَ من الأمثلة الصارخة التي تؤكد انعدام الشفافية والوطنية في مثل هذه التعاقدات ضاربًا مثلاً بما تمَّ في مستشفى الأحرار بالزقازيق الذي تكلَّف إنشاؤه 160 مليون جنيه، وقام بافتتاحه الرئيس مبارك والذي تدخل وأعطى أوامره بشراء جهاز رنين مغناطيسي لخدمة المرضى والمترددين على المستشفى، وقال النائب للأسف لم يعمل هذا الجهاز إلا شهور قليلة وظلَّ معطلاً من شهر 6/2008 وحتى الآن لم يتم إصلاحه رغم أنه من المفترض أن يكون في فترةِ الضمان.
وتساءل النائب في سخريةٍ: مَن المسئول عن هذا الفساد وهذا الإهمال وضياع حق المواطنين والمرضى في شراء أجهزة ومعدات طبية غير مطابقة للمواصفات؟، وقال للأسف إن ما نراه ونشاهده هي بعض الحالات التي تم اكتشافها بعد شهورٍ طويلة ويستغرق علاجها ومحاسبة المسئولين عنها سنوات وسنوات حتى يتم البحث عن ثغراتٍ لتبرئة المسئول عنها.
المصدر
- اتهام برلماني للحكومة بدعم مصانع بئر السلم لقتل المصريينإخوان أون لاين