إلي رؤساء الأحزاب السياسية جميعاً

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إلي رؤساء الأحزاب السياسية جميعاً
"صورة الخطاب الذى وجهه المكتب إلى حضرات رؤساء الأحزاب السياسية المصرية جميعا"

بقلم / الإمام حسن البنا

حضرة صاحب....

أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو وأصلى واسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأرفع إليكم تحية الإخوان المسلمين فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يا صاحب ..... باسم الإسلام الذى يأمر بجمع الكلمة، وينهى عن الخلاف والفرقة، ويفرض التعاون على البر والتقوى، وباسم مصر التى جاهدت أشق الجهاد فى سبيل حريتها، ووقفت أمجد المواقف فى سبيل استقلالها، وسارت بخطى ثابتة فى طريق التقدم والنهوض وباسم الشهداء الأبرار الذى فدوا نهضة الأمة، ورووا أرض هذا الوطن بدمائهم، وذهبوا؛ لتبقى هذه الأمة، ويخلد هذا الشعب، وتحقق له الآمال، وباسم التضحيات الغالية التى بذلها كل فرد من أفراد هذا الشعب الكريم.

باسم ذلك كله يتقدم إليكم مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين بهذا الخطاب لا يبغى من وراء ذلك إلا الإصلاح ولا يرجو إلا الخير.

يا صاحب .... إن الحزبية السياسية قد مزقت أوصال الأمة، وفرقت كلمتها وعصفت بالأخلاق والضمائر وعرقلت الأعمال والمشروعات، وحولت نشاط الشعب كله إلى التهاتر والخصومة والمكايد والحزازات، ومحال أن تنهض أمة مفرقة القوى موزعة الجهود بل متعاكسة، ولا إنقاذ لها إلا بالوحدة، ولا نجاح إلا بالتعاون.

وتعلمون يا صاحب ... أن الأحزاب المصرية إنما تعددت بهذه الصورة لحوادث لا محل لذكرها، وأنها جميعا تدعى لنفسها العمل على الإصلاح كل مظاهر الحياة.

فليس هناك تخالف جوهرى فى مناهجها وبرامجها، وقد اشترك أعضاؤها جميعا فى الجهاد لتحرير هذا الوطن العزيز، فليس ما يمنع من الوحدة إلا بعض النواحى الشخصية البحتة.

ولهذا يتقدم مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين إلى... وإلى حضرات رؤساء الأحزاب المصرية جميعا راجيا أن ينضم بعضهم إلى بعض فى هيئة قومية واحدة تضم بعضهم إلى بعض فى هيئة قومية واحدة تضم إليها كذلك كل ذوى الكفايات والمواهب، وتضع للنهضة برنامجا شاملا فى كل نواحى الحياة على أساس قوى من تعاليم الإسلام الحنيف وشريعة القرآن المطهرة.

وليس بدعا أن تسير أمة على نظام الحزب الواحد، وقد سبقتها إلى ذلك الأمم الناهضة من شرقية وغربية وإنا لنرجو أن يلقى هذا الاقتراح القبول منكم، فتعملوا من جانبكم على تحقيقه، وتضحوا بمظهر خاص فى سبيل مصلحة الأمة العامة، وتنقذوا بذلك مصر مما يتهددها من آثار الخصومة والخلاف.

وفقكم الله وألهمكم الرشاد والسداد

18 ربيع الأول 1357هـ

المصدر: جريدة النذير، العدد (3)، السنة الأولى، 14 ربيع آخر 1357 / 13يونيو 1938