إعلام “البوم” تسبب في سحب سفير الخرطوم.. كيف؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إعلام "البوم" تسبب في سحب سفير الخرطوم.. كيف؟


إعلام البوم تسبب في سحب سفير الخرطوم.jpg

كتبه: سيد توكل

(07 يناير 2018)

مقدمة

سريعًا، وبعد أيام من خطاب الرئيس السوداني عمر البشير في الذكرى الـ(62) للاستقلال، والذي ركز فيه على تطوير وتحديث القوة العسكرية السودانية، والاستعداد لرد أي عدوان أو أية جهة تتآمر على بلاده، وفسَّر يومها خطاب البشير من جهات مختلفة بأنه رسائل واضحة لأطراف معلومة، فلم تمضِ بضعة أيام ألا والسودان يستدعي سفيره بالقاهرة.

الاستدعاء جاء بناء على معلومات حقيقية ومعطيات مؤكدة أن عسكر الانقلاب متورطون في استهداف أمن واستقرار وسلامة التراب السوداني، وتعد خطوة سحب السفير احتجاج شديد اللهجة قد تتطور أية خطوة أخرى في حال لم تفد الرسالة الاحتجاجية في لجم مساعي السفيه عبد الفتاح السيسي الحثيثة في الإضرار بالسودان، الذي بدوره أكد أنه لن يسكت على أية تحركات ضده .

مخططات العسكر

وصارت حملات إعلام الانقلاب على الدول العربية وشعوبها مجال انتقاد واسعًا من قبل كثير من الإعلاميين، حتى من مصريين؛ حيث تم شن حملة مؤخرًا على السودان وشعبه بطريقة هستيرية، وكانت مثار انتقاد مسئولين سودانيين، وهو الأمر نفسه مع السعودية من قبل، وكذلك قطر؛ في حملات توظيف للإعلام المرتزق تفضح ما كان يروجه العسكر بأن إعلامهم يدعم الوحدة العربية!.

ويعد ذلك تطورًا مقلقًا في عهد السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتم توظيفه وإطلاقه على كل من يعارض الانقلاب في الداخل أو الخارج؛ وكشفت مصادر دبلوماسية بأن السفيه السيسي يبحث سيناريوهين اثنين للرد على خطوة الرئيس عمر حسن البشير بسحب سفيره من القاهرة قبل أيام، ويشن إعلام الانقلاب هجوما متواصلا منذ عدة أيام على تركيا وقطر بسبب الزيارات التي قام بها زعيمي البلدين لدول أفريقية، على رأسها السودان، واعتبروها تآمرا على مخططات العسكر.

وكان الأمير تميم بن حمد أمير قطر قد قام بزيارة ست دول أفريقية في الأيام الأخيرة، شملت مالي وغانا وغينيا وبوركينافاسو، فيما اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء جولة أفريقية يرافقه نحو 200 رجل أعمال، بدأها بالسودان ثم تشاد وأنهاها في تونس.

إعلام البوم

وكان السفير السوداني لدى مصر عبد المحمود عبد الحليم قد غادر القاهرة متوجها إلى الخرطوم الأربعاء، فور إعلان استدعائه، وقالت خارجية الانقلاب في بيان إنها أخطرت السفارة في الخرطوم رسميا بالقرار، وأشارت إلى أن سلطات الانقلاب تقيّم الموقف لاتخاذ الإجراء بالتصعيد.

وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور كان اشتكى في إحدى زياراته إلى مصر من إعلام الانقلاب، وأوضحت أن خارجية الانقلاب أبلغت صحفيين أن الإعلام يقوم بدور سلبي في ما يخص العلاقات المصرية السودانية.

وتزامن مع قرار استدعاء سفير الخرطوم من القاهرة، أخبار وأنباء عن إجراءات مشددة لضبط الحدود مع الجارة إريتريا، وربما أيضًا يتطور الأمر إلى إغلاق الحدود معها، وهناك معلومات عن بناء عسكر الانقلاب لقاعدة عسكرية جوية في إريتريا وتوجد أطقم من سلاح الجو المصري موجودة من عدة أشهر في أسمرا ومناطق أخرى من إريتريا تحت دعاوى التدريب المشترك، وتشير المعلومات إلى تخطيط مصري ينطلق من إريتريا لدعم المعارضة السودانية المسلحة نقل بعضها من جنوب السودان ومن ليبيا لفتح جبهة في شرق السودان .

السيسي وحفتر

يقول "الصادق الرزيقي"، الكاتب والمحلل السياسي السوداني:"تعمل المخابرات العامة والمخابرات الحربية التابعة للجيش المصري على تقديم دعم عسكري لمجموعات من الفصائل العسكرية الإثيوبية، كما تنشط في دعم الحركة الشعبية قطاع الشمال في جنوب السودان وما تبقى من حركات دارفور لاستعادة الكرة مرة أخرى وفتح جبهات قتال في دارفور وجنوب كردفان، والجديد هو التخطيط لجبهة جديدة تفتح من أعالي النيل تجاه مناطق النيل الأبيض".

مضيفًا:

"وصل دعم عسكري مصري، بالإضافة لخبراء عسكريين إلى دولة جنوب السودان، وباشروا مهامهم، وتوجد معلومات موثَّقة في ذلك، وتم التنسيق عبر اجتماعات عقدت في كمبالا وجوبا وأسمرا وفي القاهرة من قيادات الحركات المتمردة في دارفور وقطاع الشمال والقيادات السياسية والعسكرية للحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب
لكيفية بدء عمل متزامن ومكثف في وقت واحد من كل الجبهات لإسقاط السلطة القائمة في الخرطوم، بالتزامن مع تحركات أخرى على الجبهة الليبية بعد إعداد وتأهيل وتدريب مقاتلين من حركات دارفور في معسكرات جنوب شرق ليبيا التي تشرف عليها المخابرات العسكرية المصرية ومجموعة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر" .

المصدر