أولاد الذوات وبناتهم هم نتن الأرض ولعنة السماء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٥٠، ٢١ فبراير ٢٠١٢ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أولاد الذوات وبناتهم ..هم نتن الأرض ولعنة السماء


كتب الأستاذ سيد قطب هذا المقال في جريدة الفكر الجديد العدد 10 العدد 7 (2ربيع ثان 1367 - 12 فيراير 1948)

ماذا يصنع أولئك الفتيان المترهلون وأولئك الفتيات المائعات ... من أبناء وبنات الذوات بالأموال المكدسة التى يجدونها في أيديهم وأيديهن بلا حساب، وبلا كد ولا تعب، وبلا تفكير أو تدبير؟!

ماذا يصنعون بصفائح الذهب المتجمع من قطرات العرق والدماء، المتجلبة من جباه وعروق، الملايين من الشعب الكادح، الذين لا يجدون كسرة الخبز الجافة بعد التعب والكد والعرق والدماء؟!

ماذا يصنع هؤلاء الفتية الميع، وأولئك الفتيات الفارغات بأكداس الذهب، وصفائح العرق والدماء، ولديهم الشباب والفراغ والأموال؟!

لا شيء! إلا تصريف الطاقة في الشهوات، وشراء الأجساد والملاذ ... في أيديهم وأيديهن المال، وهناك المحتاجون والمحتاجات. هناك السماسرة والضحايا. هناك الشارى القادر، والبائع المستغل، والسلعة المضطرة ... فلتقم أسواق الرقيق، ولينحدر المجتمع، ولتصبح الدعارة سوقا رائجة، وتجارة رابحة ... وإلا فأين تذهب الأموال؟

وهؤلاء المترفون والمترفات ... هؤلاء الذين لا ثقافة لهم، ولاحس ولا شعور، هؤلاء الذين لا يرتفعون عن مستوى الحيوان في متاعه ولذته وحسه، ماذا تراهم يقرأون؟! إنهم لا يقرأون فنا ولا أدبا ذا قيمة ... وفى أيديهم المال، وهم يريدون شيئا من التسلية .. التسلية من متاعب السهرات الحمر، ومن جهد اللذائذ والشهوات، فلتصدر صحف ومجلات، صحف تافهة رخيصة. صحف داعرة قذرة. صحف تنشر صور الأفخاذ والنهود، وتدغدغ الغرائز في كل قصة وكل فكاهة وكل تورية أو تصريح.

لتصدر هذه الصحف، ولتتحدث عن أبناء الذوات، وعن بنات الذوات، ولتنشر صور حفلاتهم التافهة الداعرة، ليزدادوا متاعا ولذة بمشاهدة صورهم وقراءة أخبارهم، وليشعروا أن لهم قيمة في المجتمع، وأنهم محور هذا الكون الذى يدور حوله الجميع!.

ثم لتصدر هذه الصحف، لا لتمليق هذا الخشاش الفارغ فحسب، بل لتشيع الفاحشة في أوساط الشعب، لتزيد الانحلال الاجتماعى، فتعمر أسواق الرقيق، ليصبح الصيد سهلا، لا على أبناء الذوات وحدهم، بل على ذيولهم من الصحفيين "الدلاديل"!! لتقوم هذه الصحف بوظيفة كلاب الصيد!! ... ثم ليتلهى الشباب المحروم بصور الأفخاذ والنهود، عن الأفخاذ والنهود. ليتناول الشباب المحروم هذا المخدر ليل نهار، فينسى نفسه من متاع، ويترك المجتمع الآمن ينتن بإفراز هذه الديدان والحشرات!

فإذا تحدثنا عن الانحلال الخلقى، والنتن الاجتماعي، فلنتذكر مصدر ذلك كله. إنه تلك الأموال المتروكة بلا حساب في أيدى ذلك الخشاش النتن الذي يسمى أولاد الذوات وبنات الذوات. لنتذكر أن هذا المال لابد له من متصرف، وأن الحرمان الذي يقابله لابد له من السقوط لينال قسطا من هذا المال، ثمنا لما يمنحه من لذة وشهوة.

وإذا تحدثنا عن مجلات الدعارة، فلنتذكر أنها لا تزيد على أن تقوم بوظيفة كلاب الصيد للمترفين، للمال المكدس، للوقت الفارغ، للشهوة الحرام!.

وحين تتحد مصلحة المترفين ومصلحة كلاب الصيد تتم المؤامرة على الشعب الكادح والشباب المحروم، لتلهيه بصور الأفخذا والنهود.

ولا خلاص من نتن الأرض ولعنة السماء، إلا بأن تسترد الدولة فائض هذه الأموال، فلا تدع للمستغلين وأبناء المستغلين، وبنات المستغلين، سوى الضرورى الذى لا يدعو إلى الترف والسرف، ذلك هو العلاج الوحيد العميق عبث كل وعظ، وعبث كل إرشاد وعبث قيام الجماعات الدينية والخلقية، لتنفقها على الشعب، لتغنى المحرومين والمحرومات عن بيع الأجساد والكرامات للشهوات ولتعجز المترفين والمترفات عن شراء الأجساد والكرامات.

وعلى الشباب المحروم أن ينبذ صور الأفخاذ والنهود، لأنها ضحكة عليه وسخرية به، وتخدير له، وسرقة لنقوده القليلة، ليهزل جسمه وتنحل شخصيته ويسكت على الظلم الاجتماعى، ويدع نتن الأرض يعيش في أمان وسلام.

أيها الشعب المحروم!

قل للدولة تسترد لك عرقك ودمائك قبل أن تحل عليك اللعنة فتخسر متاع الدنيا وثواب الآخرة، ويتحقق نذير السماء!