أسرار هرولة حكام السعودية ومصر والإمارات نحو الصهاينة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أسرار هرولة حكام السعودية ومصر والإمارات نحو الصهاينة


نحو الصهاينة.jpg

كتب:حازم الأشموني

(02 ديسمبر 2017)

مقدمة

شيء عجيب حقًا هرولة حكام السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر والأردن، نحو الصهاينة بهذا الشكل المهين والمخزي، لماذا يجعلون من أشقائهم عدوًا ومن عدوهم صديقا؟!.

يقول المفكر العربي عزمي بشارة، في تغريدة له على تويتر:

"إذا اعترفت بإسرائيل عليك أن تثبت صدقك بالتطبيع دون حل قضية فلسطين، وإذا طبَّعت يغرد نتنياهو أن الرأي العام العربي هو المشكلة وعليك تغييره.. عليك دائمًا أن تفعل المزيد".

وأضاف

"قائمة الطلبات لا تنتهي منذ أن وضعت نفسك في موضع المُعرَّض للابتزاز الصهيوني، باختيارك طريق إرضاء إسرائيل لترضى عنك أمريكا".

ويتضح من المشهد الحالي أن "محمد بن سلمان" يهرول لإتمام عملية التطبيع مع إسرائيل؛ حتى تؤمن له كرسي الملك، وبدا هذا جليًا في لقاءات الأمير تركي الفيصل الأخيرة، وظهوره بمؤتمرات إسرائيلية داخل المعابد اليهودية. وكذلك زيارته السرية لإسرائيل، والتي كشفتها وسائل إعلام عبرية، واضطر النظام السعودي لتكذيب هذه الأخبار عبر إعلامه الرسمي.

ويؤكد هذه العلاقة القوية بين ولي العهد السعودي والمسئولين في إسرائيل، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن وصول العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية إلى مرحلة غير مسبوقة. وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في سبتمبر الماضي، عن وجود علاقات غير مسبوقة بين تل أبيب والدول العربية، مؤكدًا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، معتبرًا أنه أمر هائل.

أهى الصفقة؟

من جانبه، يبدي الكاتب والمحلل السياسي عبد الناصر سلامة، استنكاره الشديد من هذه الهرولة، خصوصًا في هذه الفترة، من جانب جهات وأجهزة بالخليج نحو الصهاينة.

وفي مقاله المنشور على صحيفة "المصري اليوم" بتاريخ الأحد 3 ديسمبر 2017م، يقول سلامة:

"ظاهرة خليجية غريبة يمكن رصدها على مواقع التواصل الاجتماعى، وبعض الكتابات الصحفية، واللقاءات التلفزيونية فى آن واحد، تتعلق بحديث مستمر ومنظم حول أهمية قيام علاقات رسمية وشعبية مع إسرائيل، وأنه قد آن الأوان لصياغة جديدة فى العلاقات مع تلك الدولة الطيبة!، التى لم تُسئ لنا يوما ما، والتى لم نرَ منها شرا ذات يوم، "هكذا نصا"!".

ويضيف أن

"الظاهرة تقودها كتائب إلكترونية واضحة، وإعلاميون، ومسئولون، ودبلوماسيون سابقون فى معظمهم، فيما بدا أنه تمهيد لشىء ما، أو ترويج لجديد ما، سوف تشهده الساحة العربية فى القريب العاجل، ربما تحت عنوان ما تسمى صفقة القرن، وربما تحت عناوين مستحدثة".

ويتهكم سلامة على تعبير

"التى لم تسئ لنا يوما"، لافتًا إلى أن ذلك يؤكد انفصال العرب الواضح عن قضاياهم التاريخية، ويؤكد أن القضايا العربية لم تعد جماعية، أو ذات اهتمام عام، ويؤكد ذلك التسريبات التى تكشف عنها الكثير من الوثائق المفرج عنها أمريكيا وبريطانيا وإسرائيليا، والتى تشير إلى أن المواقف المعلنة لبعض الأنظمة العربية منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، كانت مختلفة تمامًا عن مواقف ما تحت الترابيزة، أو المواقف السرية التى سجلتها هذه الوثائق، والتى لم تكن قابلة للتصديق العقلى ذات يوم، أو حتى مجرد استساغتها".

سر هذه التحولات!

ويتعجب الكاتب من

"سر هذا التحول فى العقل العربى، على الرغم من أن شيئًا ما لم يطرأ على الممارسات الإسرائيلية بالمنطقة، لا نعنى هنا فقط استمرار احتلال دولة فلسطين وتشريد شعبها، أو احتلال الجولان، وإنما نتحدث عن الممارسات العنصرية وممارسات القتل ومصادرة الأراضى التى لا تتوقف، والأهم من ذلك تغلغل جهاز الموساد فى معظم الدول العربية، حتى وصل الأمر إلى خطيب منبر هنا، أو تنفيذ اغتيالات هناك، وهو ما يؤكد أن الصراع العربى مع إسرائيل صراع وجود قبل أى شىء آخر".

ويعزز الكاتب تصوره بالتدليل على ذلك، بأن

"إسرائيل لم تعمل يومًا ما على حذف تعبير من النيل إلى الفرات من على حائط الكنيست (ولما تجلى الرب على إبراهام منحهُ الأرض المقدسة من النيل إلى الفرات)، ولو فى إطار تجديد أى خطاب من أى نوع، وليكن الخطاب السياسى، على اعتبار أن أحدًا هناك لا يستطيع الاقتراب من الخطاب الدينى أو المدارس الدينية التى يتعلمون فيها على مدار العام، أن العرب لا يستحقون الحياة، وأن اليهود فقط هم الذين يجب أن يسودوا الأرض، على اعتبار أنهم شعب الله المختار".

ويواصل الكاتب انتقاده لهذه الهرولة المهينة، مضيفًا

"بالفعل لا أرى جديدا فى نظرة إسرائيل تجاه العرب يجعلهم يهرولون أو يمهدون للهرولة إليها بهذا الشكل المقيت، اللهم إلا ربط اعتراف قوى كبرى بوجود أنظمة بعينها بهذه التحولات الغريبة شكلا ومضمونا، وربما يؤكد ذلك ما قاله بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مؤخرا، بأن مشكلة التطبيع مع بعض الدول العربية تكمن فى الشعوب وليس فى الأنظمة، وهو ما يبرر هذه الحملة الإعلامية واسعة النطاق التى استهدفت المواطن العربى فى الآونة الأخيرة، خصوصا فى مصر".

أدوات حملة الصداقة مع الصهاينة

وقد استخدمت هذه الحملة نخبة من المثقفين ورجال الدين وبعض القنوات التلفزيونية، الذين حملوا على عاتقهم الترويج لأمور غريبة تتعلق بالتشكيك فى الحقوق الفلسطينية، ليس ذلك فقط، بل فى المسجد الأقصى تحديدا، ناهيك عن الطعن فى الدين، وربما فى الديانات عموما، فى إطار عملية واسعة تهدف إلى ضرب الهوية الثقافية والعربية؛ بهدف خلق أجيالٍ لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، وهو ما أسفر عن عملية إلحاد واسعة فى صفوف الشباب، وأسفر أيضا لدى البعض عن اعتبار بعض الدول الشقيقة أعداء، بينما أصبحت الدولة الصهيونية طفلًا وديعًا!.

المصدر