أزمات الداخل والخارج

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أزمات الداخل والخارج

مقدمة

2010-11-08

تستقبل مصر شهر رمضان المبارك في ظلِّ أزمات كثيرة عكَّرت صفو المصريين وفرحتهم بهذا الشهر الكريم، نتيجة غلاء الأسعار وفشل الحكومة في حل مشاكل المرور ورغيف العيش والمياه والكهرباء، ويأتي كل هذا بالتزامن مع أزمة كهرباء وطاقة يعيشها قطاع غزة المحاصر من قِبل الصهاينة وأعوانهم أمام صمتٍ عربي ودولي غير مبرر، وعلى الصعيد الدولي تحتاج باكستان إلى العون الحقيقي لمواجهة أزمة السيول والفيضانات التي أصابتها مؤخرًا، وأمام كل هذه القضايا وغيرها يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:

أولاً: على الصعيد الداخلي

- يتقدم الإخوان المسلمون بخالص التهاني للشعب المصري وللأمتين العربية والإسلامية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، داعين المولى عز وجل أن يكون الشهر الكريم دافعًا لإصلاح ذات بيننا، وأن تعتبره الأنظمة الحاكمة فرصةً جيدةً لمصالحة شعوبها، والعمل على إقرار الحق والعدل والعمل بجد لتحقيق الإصلاح الذي تستحقه هذه الشعوب في كل المجالات.

- يُحمِّل الإخوان المسلمون حكومة الحزب الحاكم لفسادها مسئوليةَ الانفلات المتوالي في أسعار السلع الأساسية واللحوم والطاقة، وهو الانفلات الذي أكد فشل الحكومة في ضبط الأسواق وحماية المواطنين من طمع وجشع التجار والمحتكرين، ويطالب الإخوان المسلمون النظام الحاكم بتطهير نفسه من الفاسدين والمفسدين المتربحين من قوت الشعب المصري، والذين يعطيهم النظام الحماية والمشروعية فيما يقومون به ضد هذا الشعب وأمنه واستقراره وحقه في حياةٍ حرةٍ كريمة.

- أثبتت أزمة القمح التي تشهدها مصر هذه الأيام نتيجة هلاك مزارع القمح الروسية، أنه حان الوقت لأن يملك الشعب المصري صاحب الحضارة والتاريخ قوت يومه، وأن يعود القمح محصولاً إستراتيجيًّا في الزراعة المصرية، وأن تتم محاكمة كل المسئولين الذين دمروا هذه الزراعة، وما زال حتى اليوم يقفون ضد زارعي القمح ويتآمرون عليه ويبخسون أسعار محصوله لصرفهم عن زراعته لصالح المستوردين وسمسارة الفساد وما فعلته وزارتي التموين والتضامن الاجتماعي هذا العام ليس عنا ببعيد؛ ما جعلنا من أكبر الدول استيرادًا للقمح، ووضعتنا سياسات حكومات الحزب الفاسد في هذه الأزمة التي نعيشها حاليًّا.

- يطالب الإخوان المسلمون الحكومة بإيجاد حلٍّ عاجل لأزمتي الكهرباء والمياه التي لم تشهد مصر مثليهما من قبل، كنتيجة طبيعية لانتشار الفساد في مختلف قطاعات الدولة، بالرغم من أننا مصدرون للكهرباء ويجري في وطننا نهر النيل إلا أننا نعاني من سوء استغلال هذه الموارد مثل غيرها من مقدرات الوطن نتيجة غياب الإدارة الرشيدة التي تستطيع أن تواجه الأزمات بحلول ناجعة وليس بمسكنات تشكل في حد ذاتها أزمات للشعب وتعود بالوبال على الأجيال القادمة إن استمر الحال على ذلك.

- يؤكد الإخوان المسلمون أن الاعتقالات التي تشهدها محافظة الإسكندرية، والتي كان آخرها اعتقال المهندس علي عبد الفتاح وعدد من إخوانه، تعد عنوانًا بارزًا لحالة التردي التي وصل إليها النظام الحاكم في مواجهة الذين يحملون راية الإصلاح ويدافعون عن حق هذا الشعب في حياة حرة كريمة، وهي الحالة التي جعلت النظام غير قادر على مواجهة حملة التوقيعات على مطالب الإصلاح إلا باستخدام ذراعه الأمنية وعصا الإرهاب المستمرة، ورغم كل هذا يؤكد الإخوان المسلمون استمرارهم في الدعوة لحملة التوقيعات كجزءٍ من الحِراك السياسي الحالي ليؤكد بها الشعب المصري أنه قادرٌ على التغيير وإصلاح أحوال وطنه.

ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي

- يحذر الإخوان المسلمون من الوضع المتردي لقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتوقف المتكرر لمحطة الكهرباء الوحيدة التي تغزي أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، ويؤكد الإخوان المسلمون أن استمرار الموقف العربي المتراجع أمام الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيًّا في حصاره للقطاع، هو قمة الخزي والهوان للأنظمة والحكومات العربية التي باعت مصالح أمتها من أجل الحفاظ على مناصبها، وهو ما يتطلب أن يزداد تفاعل الشعوب العربية والإسلامية مع إخوانهم في قطاع غزة للضغط على هذه الأنظمة من أجل فك الحصار وردع المحتل الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين أرض العروبة والإسلام.

- يناشد الإخوان المسلمون الأمتين الإسلامية والعربية وشعوب العالم الحر وأهل الخير في كلِّ مكان وكافة المؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية والدولية مدَّ يد العون والمساعدة للأشقَّاء في باكستان؛ لمواجهة الظرف الأليم الذي ألمَّ بهذا البلد المسلم؛ باعتبار ذلك واجبًا شرعيًّا وإنسانيًّا يحتِّمُه الدين الإسلامي الحنيف والأخوَّة الإنسانية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مذكرين المسلمين خاصةً بما يحمله شهر رمضان المبارك من أجر وثواب مضاعف لفاعلي الخير والدالين عليه.

المصدر