أخطر ما كشفه التسريب: العسكر رفض دعم شفيق ويدير الملفات الخارجية بجهل وغباء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أخطر ما كشفه التسريب: العسكر رفض دعم شفيق ويدير الملفات الخارجية بجهل وغباء


أخطر ما كشفه التسريب العسكر رفض دعم شفيق.jpg

كتبه: أحمدي البنهاوي

(08 يناير 2018)

مقدمة

أخطر ما كشفته التسريبات التي تحدثت عنها صحيفة نيويورك تايمز، وبثتها قناة "مكملين"، ليست أن أحمد شفيق انسحب بعد تهديده بفتح ملفات فساد وحبسه، ولا أن العسكر تنازلوا عن القدس، ولكن الكشف عن العقلية التي تدار بها ملفات الامن القومي المصري الحيوية وحجم التنازلات فيها، فضلا عن كشف انسحاب شفيق من الترشح أن جنرالات الجيش لم يساندوه.

صحيح أن الملفات الخارجية الهامة مثل فلسطين والمياه والسودان وغيرها، نقلت من وزارة الخارجية الي مدير المخابرات الراحل عمر سليمان منذ ايام مبارك، ولكن الجديد، رغم عسكرة الخارجية وسيطرة المخابرات الحربية على قراراتها، هو اكتشاف كم الاستخفاف وعدم الخبرة التي يدير بها العسكر هذه الملفات.

فبجانب التسريبات التي كشفت كيفية التعامل مع قضية خطيرة من القدس، وأن جنرالات الانقلاب لا يجدون غضاضة في ان تصبح عاصمة لدولة الاحتلال ويرون المشكلة بين الفلسطينيين وأنفسهم، يمكن بسهولة ادارك حجم التعامل الكارثي من جانب قائد الانقلاب مع مشكلة الامن المائي الخطيرة في خطابه اليوم لدي افتتاح مشروعات وهمية.

فالخطة التي أعلنها قائد الانقلاب اليوم لتجنيب بلاده العطش المرتقب بسبب سد النهضة، وحديثه إنه لن يسمح بوجود مشكلة مياه في مصر "وإحنا واخدين بالنا، وجاهزين، تبين أنها ليست مواجهة سد النهضة، ولكنها بناء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف وتحليتها مياه البحر ليشرب منها الشعب المصري!

وعلق السفير إبراهيم يسري مدير ادارة فلسطين السابق بالخارجية المصرية على التسريب الخاص بالقدس قائلا إنه "كشف الفرق الخطير بين التعليمات التي تصدر من مسئول عسكري في موضوعات سياسية للأذرع الإعلامية، والفرق الشاسع بين التناول العسكري غير المهني للقضايا السياسية وبين التناول السياسي المحترف".

وقال في تعليق على حسابه علي فيس بوك أن التناول السياسي للقضية يستشرف كافة الجوانب التاريخية والقانونية وإدارة العلاقات الدولية واستخلاص تسويات صالحة للبقاء، بينما التناول العسكري الذي ظهر في التسريبات يبين أن الامر يجري فرضا وتسلطا وتجاهلا لكافة المعطيات".

ويقول الدكتور "خالد فهمي" استاذ التاريخ والعلوم السياسية بالجامعة الامريكية بالقاهرة أنه مقتنع بصحة هذه التسريبات لأنه أصبح من المعلوم "إن أجهزة المخابرات مسيطرة على المجال الإعلامي وإن الإعلاميين بتصدر ليهم توجيهات وتعليمات بالمفروض أن يقولوه في برامجهم".

واشار لأن

"أخطر ما في التسريبات إظهار أن موضوع القدس كعاصمة لإسرائيل (وطبعا الاحتلال بشكل عام) تحصيل حاصل، ولابد من الاعتراف بيه كأمر واقع، وابلاغهم ان يروجوا إن القدس لا تفرق عن رام الله".

وأشار لأن التسريبات تكشف ايضا كيفية إدارة الدولة بشكل عام، وكيفية إدارة السياسة الخارجية على وجه الخصوص، وكيفية تناول ملف فلسطين بشكل أكثر دقة، مشيرا لأن سيادة الأجهزة السيادية على السياسة الخارجية موجود منذ ايام مدير المخابرات الاسبق الراحل عمر سليمان؛ حيث كانت كل الملفات المهمة في يد المخابرات العامة مثل: السودان، ومياه النيل، وليبيا، وملف فلسطين.

وبعد ساعات من فضيحة تسريب تسجيلات لكيفية تلقين المخابرات الحربية المصرية لمذيعي الانقلاب كيفية تناول قضية القدس وترسيخ انها عاصمة لإسرائيل في وجدان المصريين، ويكفي الفلسطينيين رام الله كعاصمة لهم، كشف صحيفة نيويورك تايمز عن امتلاكها تسجيلات صوتية أخري تبين كيف اجبروا أحمد شفيق علي التنازل عن الترشح للرئاسة بالتهديد.

وقالت الصحيفة أن لديها تسريبًا لاتصالات هاتفية لضابط المخابرات أشرف الخولي مع أحد مذيعي التلفزيون قال فيها إنه إذا قرر أحمد شفيق أن يكون مع الحكومة فهو أحد قادة الجيش السابقين والا "فسوف يلعنون أسلافه".

وأعلن المذيع أحمد ناصر من قناة مكملين أنه سيذيع اليوم الثلاثاء هذا التسريب الجديد الذين تحدثت عنه نيويورك تايمز عن الفريق احمد شفيق، بعدما بث أمس نص التسجيلات التي نشرتها الوكالة لكيفية تلقين ضابط المخابرات 4 مذيعين وممثلة لما سيقولونه حول التنازل عن القدس.

وزعم مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن الفريق أحمد شفيق، أكد له أنه سيساعد عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن "شفيق سيقف بجانب السيسي، ويرى أنه يجب على الجميع التكاتف في هذه المرحلة من أجل دحر الإرهاب"، بحسب زعمه.

وأضاف، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حديث المساء"، المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، أن شفيق أوضح له أنه لا داعي للانقسامات خلال الفترة الحالية، لاسيما أن الدولة تواجه تحديات صعبة، ومن بينها الإرهاب، وأنه قرر الانسحاب لصالح مصر.

هل رفض الجيش دعم شفيق؟

وحول انسحاب شفيق من الرئاسة، قال الدكتور حازم حسني الاستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن معني تراجع شفيق، سواء كان بضغط ام لا، هو أنه "لم ينجح في الحصول على موافقة الجيش على ترشحه للرئاسة في مواجهة السيسي أو بديلا عنه.

وأضاف:

أن عدم اعلان السيسي ترشحه حتى الان، ورغم حملات جمع استمارات الترشيح له يجعلنا لا نعلم يقيناً من سيكون المرشح الذي يستريح له الجيش وهل استقر الامر علي السيسي أم لا؟

شفيق يشرب من نفس الكأس

واظهر التسريب الاخير ان شفيق شرب من نفس الكأس التي أذاق الانقلاب المصريين منها، وأنه تم تهديده رغم انه رجل عسكري منهم بالانصياع وعدم شق صف العسكر والا تعرض للسجن والتشريد والنشوية.

ونقلت نيويورك تايمز عن أحد محاميه الذي رفض نشر اسمه، إن ضغوطاً وتهديدات مورست على شفيق من قبل السلطات المصرية التي هددت موكله بفتح ملفات قضايا فساد سابقة مرفوعة ضده في حال لم يتراجع عن موقفه بشأن خوض الانتخابات الرئاسية.

وواجه شفيق اتهامات في قضايا فساد نال البراءة في أغلبها وأسقطت أخرى، قبل أن ترفع السلطات اسمه من قوائم الترقب والوصول، في نوفمبر 2016، بيد أن محامون رفعوا قضايا اخري ضده تتهمه بتهديد الامن القومي عقب عودته واحالها النائب العام للتحقيق.

وظهر الضابط في التسريب وهو يوجه فيه التعليمات للمذيع عزمي مجاهد ويحذره من التعرض بسوء لأحمد شفيق في زمن المكالمة، لأنه بحسب الضابط أشرف الخولي فإن الحكومة المصرية "تجري محادثات معه".

وقال الخولي في ذلك التسريب:

"إذا قرر (أحمد شفيق) أن يكون معنا، فسنعامله على أنه أحد القادة السابقين للجيش المصري، هل فهمت؟"، وأضاف: "أما إذا قرر غير ذلك، فإننا سنلعن أسلاف أبيه".

وأعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الإثنين، أن رئيس وزراء مصر الأسبق، أحمد شفيق، انسحب مجبرا من سباق رئاسيات 2018، وهو ما نفاه المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية في بيان مؤكدا أن شفيق أعلن انه انسحاب من أجل مصالح الدولة العليا.

وأعلن الفريق المتقاعد بالجيش المصري أحمد شفيق (76 عامًا)، في بيان أمس، عدولة رسميًا عن قرار خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام الجاري، وقال في تصريحات فضائية دريم مساء أمس الاثنين: "رأيت مصلحة الدولة الأهم، في ظل الظروف الحالية التي لا تحتاج للخلافات، ورأيت ترك المساحة لغيري، ويجب التكاتف في المرحلة الحالية".

المصدر