أحمد لبيب الترجمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٠٩، ٢ أكتوبر ٢٠١٢ بواسطة Ahmed s (نقاش | مساهمات) (←‏أول المهام في خان يونس وليس آخرها)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ أحمد لبيب الترجمان الجندي ..والقائد ..

بقلم: علاء ممدوح

مقدمة


هو واحد من مفاخر الإخوان في معارك تحرير فلسطين عام 1948..


رجل متعدد المواهب القتالية من استكشاف وسرية حركة إلى قيادة مباشرة إلى قائد طوارئ عند الحاجة .. إلى غير ذلك ..مواقفه تنم عن رجل أعد نفسه للجهاد ونذر حياته لتكون في طاعة الله ..


هو قائد سرية من سرايا الإخوان ضمن تشكيلات الحرب .. من أبناء القاهرة ومن إخوان شعبة الخليفة .. أجاد جنديا وقائدا وهكذا تربى الإخوان ..أنه الأخ الفذ والبطل الهمام أحمد لبيب الترجمان..



الإخوان في مقدمة المجاهدين

كانت بداية دخول الإخوان لفلسطين حين تسلَّلت أول مجموعة منهم تحت ستار رحلة علمية إلى سيناء، وذلك في حيلة لعبور الحدود المصرية إلى فلسطين، وقد كانت الحكومة المصرية قد أصدرت أمرًا بمنع عبور المجاهدين إلى فلسطين، ونجحت في الوصول إلى فلسطين عبر سيناء في شهر مارس 1948، أي قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين، ثم ما لبثت أن لحقت بها مجموعات أخرى توزعت على جبهات غزة والخليل والوسط ..

وخاض الإخوان بعد ذلك كثيرا من المعارك وقدموا أروع الأمثلة في التضحية والبذل والبطولة في القتال .. بالإضافة إلى عدد كبير ممن رووا بدمائهم أرض فلسطين .. ويكفي هنا أن نذكر شهادة اللواء أحمد فؤاد صادق قائد عام حملة فلسطين إذ يقول: إن الإخوان كانوا جنودًا أدوا واجبهم على أحسن ما يكون، وأن اليهود كانوا يبحثون عن مواقع الإخوان ليتجنبوها في هجومهم وأني أرسلت عددًا منهم إلى جنوب دير البلح بنحو 100 كم من يوم 26 حتى يوم 30 /12/1948م لملاقاة اليهود فاستبسلوا وأدوا واجبهم وكانوا في كل مرة يلاقون اليهود فيها يقومون بأعمالهم ببطولة ولم يؤثر عليهم قرار الحل).

هذا القرار الذي حينما صدر جاء فؤاد صادق للإخوان وقال( إن الميدان في حاجة للإخوان وأن الواحد منهم يساوي كتيبة كاملة )..

أول المهام في خان يونس وليس آخرها

الأستاذ أحمد لبيب الترجمان وبجواره أحد المجاهدين في حرب فلسطين

خان يونس التي سماها اليهود حينها كفار ديروم منطقة محصنة.. وهي وإن كانت صغيرة الحجم إلا أنها كانت مقامة في وضع بالغ الأهمية لقربها من الحدود المصرية ولوقوعها على طريق المواصلات الرئيسي الذي يربط مصر بفلسطين وكان في استطاعة حراسها أن يراقبوا خلف أبراجهم المسلحة دون أن يتعرضوا لشيء من الأذى لذلك كله اهتمت بها القيادة اليهودية وبالغت في تحصينها وإقامة الأبراج الشاهقة حولها..قرر الإخوان اقتحامها وكان قائد الكتيبة هو أحمد عبد العزيز وكان لابد من استكشاف المنطقة ومعرفة تحصيناتها .. وكُلف بهذا الأمر بطلنا المغوار أحمد لبيب الترجمان مع مجموعة من الجند..

وقامت الدورية بقيادة الترجمان بعملها خير قيام واستفاد من هذا الاستكشاف القائد أحمد عبد العزيز ودارت رحى المعركة و سقط في البداية شهداء الإخوان ..ولكن عاد الإخوان فضربوا حصارا محكما على تلك المنطقة ..وحاول العدو تحطيم هذا الحصار وإدخال قافلة كبيرة محملة بالجنود والعتاد إلى المكان ..وكانت هي الفرصة التي ينتظرها أحمد عبد العزيز فنظم لها (كمينا) محكما وتم حصدهم حصدا ولم ينج منهم أحد ..

وأخذ المجاهدون يحصون ما غنموه فإذا هم أمام خمس عشرة مصفحة ضخمة مشحونة بأحدث طراز من الأسلحة والذخائر ومواد التموين لقد كان نصرا رائعا لهذه الكتيبة المجاهدة عوضها عما حدث في بداية المعركة .. واقتنع أحمد عبد العزيز بأخذ أسلوب (تكتيكات) العصابات وبدأ يضرب المستعمرات بمدفعيته دون أن يهاجمها ويعترض طريق القوافل المصفحة ويبيدها عن آخرها حتى أزعج اليهود إزعاجا شديدا وحرم عليهم التجول في صحراء النقب ..فلله در هذا الترجمان الذي استكشف المكان ومهد الطريق لإخوانه ..

الطريق للقدس عبر رامات رحيل

ومن المعارك التي خاضها إخوان مصر بقيادة أحمد الترجمان معركة الاستيلاء على رامات راحيل ، حين هاجمت مجموعة من مجاهدي الإخوان مغتصبة رامات رحيل .. في منتصف ليل السادس والعشرين من مايو 1948م، وتمكنت من الاستيلاء على البلدة الحصينة وقتلت في المعركة أكثر من 200 جندي يهودي ..

حدث هذا لما رابطت قوات الإخوان المتطوعين بقيادة الأخ المجاهد أحمد لبيب الترجمان بالقرب من البلدة، وفي اليوم التالي اقتربت أكثر منها وكان العدد حوالي 35 متطوعًا والذين ساروا كيلو مترين على الأقدام بين الجبال الوعرة والوديان، يجرون معهم مدافع الهاون الثقيلة وصناديق الدانات، لكن الإيمان والروح المعنوية كانت عالية جدًا بين الجميع..

وأخذ الجميع مواقعهم خلف البلدة الحصينة بقيادة الأخ أحمد لبيب الترجمان، وصدرت الأوامر للمدفعية بإطلاق النار، فأطلقت ثلاثمائة قذيفة ...وتحت ستار الدخان أصدر أحمد لبيب الترجمان أوامره لقواته فبدأت تزحف تحت غلالة كثيفة من قنابل الهاون وفي لمح البصر اندفع المجاهدون يفجرون ألغامهم تحت الأسلاك الشائكة ومن ورائهم فصائل الاقتحام تعبر بسرعة لتحتل الأهداف التي خصصت لها وبدأ الاشتباك عند الخنادق والدشم وحاول اليهود الدفاع ولم يضع الإخوان الوقت فتسلق نفر منهم إلى الأبراج يفجرون تحتها الألغام ويحيلونها أنقاضا وركاما وأثرت هذه الانفجارات المفاجئة تأثيرا سيئاً في نفوس اليهود وأسقط في أيديهم فبدأوا ينسحبون عبر ممراتهم السرية إلى مستعمرة (تل بيوت) القريبة من القدس الجديدة.

و تقدم الجنود المتطوعون المشاة إلى داخل البلدة مكبرين..يرددون : الله أكبر ولله الحمد، فبثوا الرعب في قلوب الأحياء من اليهود، وأصابهم الذعر فانسحبوا من خنادقهم إلى المستعمرات المجاورة، وعكف المجاهدون على الخنادق يتمون تطهيرها وحين كان آخر يهودي يغادر قام أحد الإخوان مؤذنًا على أحد الأبراج ..

ووجد الإخوان في هذه البلدة ما أذهلهم من الخيرات والذخيرة والمؤونة إذ كانت مركز التموين الذي يشرف على إمداد المغتصبات الأخرى ..وقد وجد تحت الردم من اليهود ما يزيد على مائتي جثة عدا ما أخذوه من جثث معهم أما خسائر الإخوان فكانت عشرة من الشهداء والجرحي .. وبذلك استطاع الترجمان الذي ساهم في ضرب اليهود في مقتل حين سيطر على مخازنهم التموينية وكثير الذخيرة ..فضلا عن هذا الموقع الذي كان على طريق القدس..

فك حصار الفالوجا

حاصر اليهود معسكر الجيش المصري في الفالوجا، وحاولت قيادة الجيش مد القوات المحاصرة بالمؤن والذخيرة، ومن هنا لجأت قيادة الجيش المصري إلى متطوعي الإخوان المسلمين، فاتصلوا بالأخ لبيب الترجمان المسئول عن متطوعي الإخوان في صور باهر، وحملوه المسئولية عن اختراق الحصار وإنقاذ القوات، فأرسل ثلاثة من الإخوة وهم:

محمد عبد الغفار وصلاح العطار ومحمد عبد رب النبي الشهير بالبريد إلى قيادة المتطوعين في بيت لحم التي وافقت على المهمة وكلفت القوة الموجودة في صور باهر بتنفيذها، فاختار الأخ أحمد لبيب الترجمان خمسة عشر أخًا وأخذوا عربتان محملتان بالمواد الطبية والمؤن والذخائر..وكان هذا في 13/11/1948م وساروا في الطريق يرددون أناشيد الإخوان، حتى وصلوا في المساء إلى منطقة "الدهرية" بعد الخليل.

وهناك أعطاهم المسئولون في الجيش المصري خمسة عشر جملا، حملت الصناديق التي معهم.. وأخبروهم أن المسافة مدتها ثلاث ساعات سيرًا على الأقدام، وكان المسئول في هذه المهمة هو الأخ محمد عبد الغفار، ولم يرافقهم أي ضابط من الجيش، وبدأ السير في الطرق الجبلية ومعهم دليل من البدو، كل فرد يقود جملا حتى وصلوا قرب معسكر الفالوجا المحاصر..

واسترحوا قليلا، ثم أخذ كل منهم موقعه للحراسة.. وخرج الإخوة الثلاثة: محمد عبد الغفار وصلاح العطار ومحمد عبد رب النبي ومعهم الدليل يستكشفون المواقع التي تمكننهم من دخول الفالوجا.. وتأخر الإخوان عن الرجوع وفي تلك الأثناء حدث تبادل لإطلاق النار مع اليهود ، فأنزلوا الصناديق المحملة فوق الجمال، وغطوها بالقش والخيش، على أمل العودة إليها إذا جن الليل وحل الظلام.

ولكن مجموعة ثانية من الإخوان كانت معها بعض الجمال والمؤن أيضا كانت قد نجحت في توصيل ما معها وعثروا أيضًا بفضل الله على الصناديق التي قامت المجموعة الأولى بإخفائها في بطن الوادي، فحملوها إلى المحاصرين، وأخذوا الجمال أيضًا كي ينتفعوا بلحومها.

ثم استطاع الإخوان أيضا تجهيز قافلة أخرى مكونة من 46 جملا محملة بالمؤن والمواد الطبية والعتاد بقيادة اليوزباشي معروف الحضري.. ووصلت القافلة بفضل الله إلى القوات المحاصرة، وتركوا لهم الجمال وما تحمل وعادت من حيث جائت.. وحدث نفس الشيء مرة ثالثة بقافلة أخرى .. وهكذا قام أحمد لبيب الترجمان بالمهمة ..

ولنا هنا تذكرة سريعة جديرة بالذكر وهي أن جمال عبد الناصر كان من ضمن المحاصرين في الفالوجا وفي هذا الشأن ينقل علي عشماوي عن الشهيد سيد قطب رأياً خاصاً، وهو أن اليهود قد جندوا كلاً من جمال عبد الناصر ومحمد حسنين هيكل كعملاء إبان فترة حصار الفالوجا التي استمرت 130 يوماً..

هكذا قال علي عشماوي على لسان سيد قطب .. وهذا الأمر أشار إليه أيضا صلاح شادي في كتابه صفحات من التاريخ حيث قال : ويقال عن عبد الناصر أن ضربه لجماعة الإخوان كان بسبب اتفاقه مع اليهود عند حصار الفالوجا بدليل الخطاب الذى ظل فى حوزة المرحوم معروف الحضري الذى كان أسيرا فى يد اليهود وأرسل له عبد الناصر خطابا وهو محاصر فى الفالوجا حمله ضابط يهودي إلى معروف الحضري وتضمن الخطاب تطمينه بقرب فك أسره ‍‍..) وهذه الجزئية نذكرها ليتبين للقارئ الفرق بين الترجمان وناصر ..فبضدها تتميز الأشياء.

مرتفعات (جبل المكبر) في (18 أغسطس سنة 1948)

أحمد لبيب الترجمان وسط اثنين من والمجاهدين

يقع جبل المكبر إلى الجنوب الشرقي من القدس القديمة وهو مرتفع منيع يستطيع من يحتله أن يهيمن على القدس كلها ويقطع الطريق الرئيسي الذي يصلها بعمان فضلا عن أنه يتحكم في القوات المتطوعة التي ترابط في جنوب القدس وكان هذا المرتفع إحدى حلقات الدفاع التي يتولاها الإخوان المسلمين المرابطون في قرية (صور باهر)

بدأ العدو محاولة احتلال هذا الموقع وقذف كتلا هائلة من قواته لتحقيق الغرض في أقصر وقت ممكن وكلما تكسرت موجة تحت أقدام الأبطال المؤمنين تدفقت في أثرها موجة أخرى ولكن الإخوان استبسلوا في القتال وحاصروا قمة الجبل وحاول اليهود التراجع إلى القدس بعدما يئسوا..

ولكن قائد المعركة محمود عبده كان قد أصيب في هذا الوقت و لم تمض إلا لحظات حتى جاء الأخ المجاهد (لبيب الترجمان) ليتولى قيادة المعركة في مرحلتها الختامية حيث أخذ اليهود يتسللون فرادى نحو منطقة دار الحكومة حيث يوجد بعض مراقبي الهدنة ورجال هيئة الأمم وفطن الإخوان للأمر فتابعوهم إلى هناك وضربوا حصارا محكما حول دار الحكومة وتوقف القتال ..

وحاول اليهود في اليوم التالي القيام بهجوم كبير على نفس هذه المواقع أملا في احتلالها ورد اعتبارهم بعد هزيمة الأمس ولكن يقظة الإخوان وبسالتهم في الدفاع وقفتا سدا منيعا دون وصولهم لهذه الغاية مما اضطرهم إلى التراجع في ذلة وانكسار وكانت خسائرهم في هذه المرحلة تتجاوز المائتين حسب تقدير مراقبي الهدنة عدا فقدانهم لجميع الأسلحة والمعدات التي دفعوا بها في هذه المعارك..

رحلة عامرة

أخيرا بعد هذه الرحلة الطويلة لايجد المرء إلا أن يقول لقد كان الإخوان وعلى رأسهم قادتهم مثل أحمد الترجمان أنموذجا للقتال والتضحية والفداء فقد رابط الإخوان كما مر معنا فى "صور باهر وفى " بيت لحم " وعلى مشارف القدس، واقتحموا رامات رحيل ونسفوا مستعمرة ديروم ..ولولا حدوث الخيانة وبعض القرارات الخاطئة من قيادات الجيش آنذاك لكان الوضع مختلفا ولكن هذا ما حدث حينها ..والمعارك بين المسلمين واليهود قادمة قادمة ..فهل نرى في هاتيك الأيام ترجمانا جديدا أو أكثر هذا ما يرجى من أبناء هذه الحركة الولود ..

المراجع

  1. مقال: عبد الحليم الكناني معركة كفار ديورم (خان يونس) الثانية
  2. كتاب: كتاب رحلتي مع الإخوان/ أبو الفتوح عفيفي
  3. كتاب: الإخوان في سجون مصر ،محمد الصروي
  4. كتاب: مذكرات الأستاذ عبدالمنعم عبدالرؤوف .
  5. مذكرات علي عشماوي...

ألبوم صور

الأستاذ أحمد لبيب الترجمان الجندي ..والقائد ..
 

الأستاذ أحمد لبيب الترجمان

أحمد لبيب الترجمان في حرب فلسطين

الأستاذ أحمد لبيب الترجمان

أحمد لبيب الترجمان وبجواره أحد المجاهدين في حرب فلسطين

الأستاذ أحمد لبيب الترجمان

أحمد لبيب الترجمان وسط اثنين من والمجاهدين