أحمد عطوان يكتب عاد "عمر"في رابعة العدوية لابد أن يعود "عمر"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد عطوان يكتب عاد "عمر"في رابعة العدوية لابد أن يعود "عمر"


(03/08/2013)

كتب – محمد صلاح


وصف الكاتب الصحفي أحمد عطوان أحد المشاهد الإنسانية , والتي تحدث مئات المرات بأشكال مختلفة ومتكررة يوميا , في ميدان العزة والكرامة والشرف في رابعة العدوية , وكان منها روايته التي حدثت فجر اليوم السبت وقال فيها

" عندكم وقت تسمعون قصة عايشتها منذ دقائق...اليوم مررت بتجربة إنسانية مرهقة في ميدان رابعة أود أن أقصها عليكم , فمن أفضل هواياتي الإيمانية والروحية المفضلة حاليا بعد صلاة الفجر أن أمارس رياضة المشي في الميدان حتي طلوع الشمس..أتعبد بالنظر في وجوه المعتصمين...وأكحل عيني بالنظر الي الساجدين الراكعين الذاكرين...وأمتع روحي بآيات الذكر الحكيم وهي تنطلق من حناجر المؤمنين في كل الخيام...استوقفتني استغاثة "أم" وهي تجر بيديها طفلة صغيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات تنادي بصوت ملهوف "يا عمر" أنت فين "يا عمر"...سألتها :مالك؟

فأخبرتني أنها منذ ساعتين تبحث بكل الميدان عن طفلها "عمر" الذي غاب عن نظرها منذ الخامسة بعد الفجر ولا تجد له أثرا...سألتها عن عمره قالت :7 سنوات...بدأت أهدئ من روعها وأطمئنها بالعثور عليه لا محالة..ولكن قلب الأم المنفطر علي فلذة كبدها ونظراتها الشاردة لا تؤمنه كلماتي...ذهبنا للمنصة للنداء علي "عمر" أخبرونا ان الكهربائي رحل وأغلق الميكروفونات وسوف يستدعونه ...عاد نداء الأم يمزق قلبي "انت فين يا عمر"...بكل يقين أقسمت لها بالله أننا سوف نعثر عليه ولا تبتئس في محاولة مني لتهدئة روعها علي ابنها... ردت علي بجواب ألجمني : أنا واثقة ان ابني لو في الميدان هيرجع في حضني ولكني خايفة انه يكون خرج بره الميدان لأنه جريء شوية....وفيما نقف امام المنصة للنداء عليه وجدت أسراب من الفتيات والنساء والشباب والأطفال يهلون علينا من كل فج عميق من الشوارع المختلفة يبشرونها بصوت عال : لقينا "عمر".. ويتنافس مجموعة من الأطفال فيما بينهم كلهم يقول : أنا اللي لقيته..أنا اللي لقيته... لاطفت "عمر" كنت فين يا جميل ؟

أخبرني بكل براءة بأنه كان يلعب مع زملاءه خلف المنصة....سألت والدته : وأين والده ؟ أجابتني : نائم بالخيمة ولم أرد أن أزعجه فهو قائم لله يتهجد طول الليل... تركتهم ومضيت أكمل رحلتي الروحية وتترقرق الدموع في عيني...وأردد في نفسي : الحمد لله عاد "عمر"...في رابعة العدوية لابد بإذن الله ان يعود "عمر"


المصدر