أحمد زهران يكتب: دلالات انتفاضة الطلاب في التحرير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد زهران يكتب: دلالات انتفاضة الطلاب في التحرير


بتاريخ : الاثنين 02 ديسمبر 2013

الخطوة المفاجئة التي قام بها الطلاب اليوم بدخولهم ميدان التحرير، وأداء صلاة العصر والهتاف ضد حكم العسكر، لها الكثير من الدلالات، خاصة أنها استمرت قرابة الساعتين، ومن هذه الدلائل:

1. وجهت رسالة قوية وصفعة حادة لقوات الانقلاب أن الشعب إذا أراد نفذ على أرض الواقع، وما حدث اليوم يمكن تكراره، وأنه يمكن أن يكون بروفة لما سيحدث مستقبلاً، خاصة بعدما علا هتاف: (الشعب يريد) مرة أخرى، وأن إراقة المزيد من الدماء من قبل الثوار سيواجه بثورات قوية وكبيرة لن تبقي ولن تذر.
2. وضح جليًا أن قوات الانقلابيين وخاصة الشرطية منها حل بها التعب وأنهكتها كثرة تحركات الثوار وتنوعها وتعددها، وأصابت الهشاشة الكثير منها، وهو ما عبر عنه أحد الضباط بقوله هذه التحركات تصيبنا بخيبة أمل كبيرة، وتستنزف جهودنا وقوانا في غير طائل.
3. استبان لكل ذي عينين أن هناك وحدات من الجيش هي التي تسيطر على الأمور بقوة المدرعات والدبابات والأسلحة وقنابل الغاز الخانقة.
4. أظهرت أحداث ميدان التحرير اليوم أن حسن الإعداد وبراعة التخطيط واستخدام عناصر المفاجأة والمباغتة مع الحشد الكبير، من أسلحة الانتصار التي ينبغي أخذها في الاعتبار.
5. أكدت انتفاضة اليوم على استراتيجية الكر والفر التي أحسن الطلاب استغلالها، فهم يعرفون متى يدخلون، ومتى ينسحبون، ومتى ينتشرون، ومتى يتفرقون، كما أوضحت الاستراتيجية القدرة العالية في اختيار البدائل للاستمرار أطول فترة ممكنة في ميادين طلعت حرب ومصطفى كامل وعابدين.
6. التفاعل الكبير من الأهالي مع الطلاب يؤكد على أن حالة الكراهية للانقلابيين وأفعالهم وجرائمهم قد ازدادت وانتشرت بين الناس وبين كثير من طبقات المجتمع، وأن أرصدة الانقلابيين أو ما تبقى منها (عند مفوضيهم بالطبع) أوشكت على النفاد.
7. لم يعد هناك خوف أو رعب يسكنان في نفس أي مصري حر وخاصة الطلاب، كما لم تعد حالات القهر بفصل الطلاب واعتقالهم تجدي معهم، خاصة بعدما تناقلت صفحات الفيس وبعض القنوات الفضائية الحرة لحظة احتضار الطالب محمد رضا شهيد كلية الهندسة، بعد اقتحام قوات الانقلابيين للحرم الجامعي.
8. الشباب هم وقود الثورة الحقيقي، وهم روحها وعنفوانها، وقوتها الدافعة، ويدها الباطشة، وهم من يعول عليه بصورة كبيرة في انتصار الثورة، كما أظهرت فاعلية اليوم مدى ما يتمتعون به من رأي وفكر وحركة وسرعة في التنفيذ، وقدرة على تغيير الخطط، وحسن التعامل مع الواقع والمتغيرات.
9. التنوع الفكري والأيديولوجي لم يكن موجودًا اليوم، في رسالة قوية مفادها أن جميع الفصائل الوطنية تجمعت مرة أخرى في اصطفاف وطني جديد، وأن هذه القوى الثورية الطلابية رفعت شعار: لن نترك خلافاتنا الصغيرة تستنزفنا بعد اليوم، كما وضح ذلك في الاتفاق والانسجام على هتافات اليوم: يسقط يسقط حكم العسكر، الداخلية بلطجية، الشعب يريد إسقاط النظام.
10. دخول الميدان التحرير بسجدتي شكر، ثم أداء صلاة العصر، يدل على التكوين الإيماني والعقدي لهؤلاء الطلاب، وأن الإيمان من أسباب انتصار الثورات، وهو يعطي فارقًا ضخمًا بين الثوار الذين ينطلقون من مرتكزات إيمانية، وأهدافهم التي يطالبون بها، وبين آخرين يرقصون ويشربون ويسكرون ويعربدون بدعوى أنهم ثوار، وكيف أنهم يريدون تحويل مصر إلى مستنقع آسن بلا دين ولا هوية ولا أخلاق.
11. التأكيد على قيمة الأمل مهما استطالت الأيام والشهور وحتى السنين، وأن أصحاب الحق لابد أنهم منتصرون اليوم أو غدًا، فكثير من الناس فقدوا الأمل في دخول التحرير مرة أخرى إلا على أشلاء مئات الشهداء، بينما اليوم يدخل الطلبة بفكر واستعداد واستراتيجية كبيرة، ويواجهون قوات الانقلاب بأكثر من خطة تكتيكية، وهو ما يعطينا الأمل في تكرار الفعل مرات عديدة حتى يزول الانقلاب وممولوه ومنفذوه.

المصدر