أحداث وتخمينات وحوارات ..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحداث وتخمينات وحوارات ..


(بتاريخ : الثلاثاء 28 يوليو 2015 )

حازم سعيد

مقدمة

أحداث وتخمينات وحوارات

اكتب هذه المقالة وفي نفسي مزيج من شعور بالامتنان والشكر لكل من سأل عني أو هاتفني وعرف ظرفي ووعكتي التي ربما تطول, وكذا شعور بالوحشة لكل متابعي مقالاتي, الذين أصبحوا بحق لا أقول جزء من عائلتي بل قطعة من جسدي وروحي، لذا أبدأ مقالي بالشكر لهؤلاء وأولئك فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله, وأعتذر لكم جميعا بأنه لا يمنعني من الكتابة لكم إلا قدر لا أستطيع أن أرده، وسألتقيكم كلما قويت العافية في بدني واستسلم لي قلمي.

ولا أنسى وأنا في وعكتي هذه أن أذكر نفسي وكل أحبابي، بما رواه مسلم في صحيحه عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»، فالحمد لله على كل حال.

وفي مقالتي هذه أحاول جمع شتات نفسي لأطوف سريعا بقدر ما يتيسر لي حول عددا من الأحداث التي مرت بنا خلال الفترة الماضية والآنية، إلا أن حدثا بعينه لا يسعني الآن أن أتحدث عنه حتى أستجمع قوتي وملكتي لما له من وقع في نفسي شديد، يحتاج إلى وقت من الزمن كي تبوح نفسي فيه بما كتمت من ألم ولوعة، مع فرحة وغبطة، أنه استشهاد أحبابنا وإخواننا وقادتنا وتاج رؤوسنا في مذبحة أكتوبر، نحسبهم والله حسيبهم من الصالحين الشهداء الأبرار، فاللهم تقبلهم وأرفع درجتهم واجعلهم في رفقة حبيبك ومصطفاك في أعلى عليين.

أحداث الاتجاه الواحد

أحداث كثيرة تملأ الساحة لكنها تسير كلها في منظومة واحدة وتؤشر لنفس الاتجاه, لا أحد مهما كانت قدراته العقلية أو خلفياته العقدية أو السياسية أو مكنون نفسيته وهواه سيعترض على أن الانقلاب يتنقل في كل خطواته من فشل الى أفشل, وأنه يخسر كل يوم من أصدقاء العمالة والخيانة وردفاء الحقد وزملاء الخيانة والعار . هل يختلف أحد مع هذا الكلام ؟ لا أعتقد .!

كما أعتقد أن مساحات الصبر غير المبرر وكم الخوف الذي يرفضه البعض وأنا منهم ويبرره البعض ولست منهم .. أعتقد انها السبب الحقيقي لبقاء الهشتاج وشركاؤه في الفشل, وأعتقد أن الأمر لن يطول , وستكون عاقبتهم أسرع مما نتصور إن شاء الله، كما هي سنة الله في الظالمين من الولين والأخرين، "فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا".

سذاجة الاعلام وزحمة التخمينات

يبدو أن الاعلام امتلأ عن آخره بكثير من الهواه وقليل من المحترفين ما سهل لجهات ما مخابراتية ان تدفع في فضائنا الاعلامي ببعض الفقعات لقياس الرأي وتسهل استقبال ما يريدون أو ما يدبرون .

ما دعاني لذلك حديث البعض تخمينا عن موعد اعدام الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي وأسهبت التخمينات في تحديد الموعد ومن سبق به العيد ومن حدد يوم العيد ومازال تخمينات هذا الأمر تسير حتى بعد أن مرت كل المواعيد التي ضربت في هذا الصدد .

والحقيقة أني كنت أتأسف وأمتلأ كمداً مع كل ما يقال في هذا الباب وأعتبر أننا نستسلم بسذاجة لهؤلاء العملاء والخونة من الانقلابيين وأتباعهم في مبنى المخابرات والذين لم تنتهي فضائحهم بعد هنا وهناك ومازال بلل تسريباتهم يملأ الأفاق .

ولست بضارب بسهم فيما أنكرته لكنني أقول قولاً واحداً ان إعدام الرئيس الشرعي ليس بالأمر الهين ولن يكون, وإذا قدر أن يكون سيكون له ما بعده, ويعلم كلامي جيداً من قطعوا على مصر طريق الحرية والكرامة.

وللإعلاميين من أنصار الشرعية أدعوهم أن يتحسسوا موطأ أقدامهم وألا يستدرجوا الى مرادات خصومهم, وللقارئ العزيز اللبيب "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ".

محمد حسان مرة أخرى

كالعادة يغيب صوت من كنا نحتفي بهم ونقدمهم ولا نسمع لهم صوت مبحوح ولا حتى نجوى والمصريين يقتلون بيد العسكر هنا وهناك, ومع أن الاسلام ودعاته ورموزه تنتهك على قارعة الطريق فلا صريخ لهم رغم أننا نسمع أحيانا انزعاجاً من بعض الاحرار من غير المسلمين , ويسألونك أين يغيب "الشيخ" ؟ ولماذا كل هذا الصمت ؟ ولا ندري أين يعتكف ؟ فقد كان شنودة كلما أراد أن يرسل رسالة غضب لنظام مبارك المخلوع يغيب ويقال أنه معتكف في وادي النطرون أما حسان فلا ندري أين معتكفه .

ثم اذا به تستدعيه المخابرات ليخرج برسالة قوية يعلو فيها صوته ويعلن حرمة الاعتداء على السفارة الايطالية وهو حدث له أغراضه السياسية وربما مصلحة "وبزنس" للعسكر وبعض ازلامهم من أصحاب الكروش الحرام يستهدفون فيها تهجير ساكني منطقة ماسبيرو .

ولم نعد نسأل الشيخ محمد حسان عن الحرمات هنا أو هناك فقد زال سبب العجب في ذهابه وعودته .. ألا وهو "زمبلك" المخابرات.

السعودية وزيارة وفد حماس .. والكلاب تعوي

استوقفني هذا الاسبوع ذلك السعار الذي انتاب كلاب الانقلاب من السياسيين والاعلاميين على السواء, على الرغم أنها وللبديهة الأولى زيارة كان يجب أن تقف عند الحد الفلسطيني ـــ السعودي لا تتعداه الى الشأن المصري , ولكن ورغم ادعاءاتهم القوة والسيطرة والتمكن فهم في حقيقتهم كما تعلمون كما قال عنهم القرآن الكريم " وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ " .

والغريب أن حالة الهلع لم تقف عند حد الاعلام المصري وصبيان الانقلاب وانما دخل على الخط هلافيت من حدب وصوب , هذا الخرفان صاحب الفضائح وغفير دبي المقال ضاحي ينال من المملكة العربية السعودية وعاهلها الملك سلمان , وليس هذا فحسب ولكن لتكتمل فصول الشقاق والعبثية في المشهد العربي شن نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية العراقية هجوما عنيفا عليها ودعا الى وضع الوصاية الدولية على المملكة معتبرا إياها مهدا للإرهاب والتطرف.

ياه .. الوصاية الدولية عليها .. أي والله .. كل هذا للاستقبال الرسمي على أعلى مستوى للسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والوفد المرافق له . وكأن الوصاية التي تعيشها العراق من قوى أقليمية ودولية أعمت عيون قادة طائفيين علوا عراق العز في غفلة من الزمن فأرادوا أن تعيش الأمة كلها في مثل انبطاحهم .

السعودية يا سادة لا تعمل لصالح أحد ولكنها اكتشفت المسار الكارثي الذي سارت فيه حيناً بتعبئة من حكام الامارات وبمواعظ الشيطان من هنا وهناك لتكتشف أنها طوقت نفسها وأهدرت مصالحها .

وكانت أحداث اليمن كاشفة لها لذا فهي تبحث عن مصالحها وتحاول تصحيح الخطأ وندعو لها بالتوفيق ليس أكثر.

القيادي في الإصلاح نايف البكري محافظاً لعدن

الجانب الخفي في السعار الانقلابي الاقليمي والهجمة الشرسة على السعودية وتوجهاتها تحت ولاية الملك سلمان إضافة إلى ما سبق هو القرار الأخير الذي أصدره الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» بتعيين «نايف صالح البكري» محافظا لعدن , وهو هو أحد رموز «حركة الإصلاح» اليمنية.

وحمل هؤلاء السعودية حيناً وقطر حيناً مسؤولية القرار ولم يشفع للرجل أهليته للمنصب وقد كان وكيلاً للمحافظة فضلاً عن كونه مرشح الاجماع وقد كان رئيس «المقاومة الشعبية» التي تحارب «الحوثيين» وميليشيا صالح, ولكنها الحساسية التي تملأ القلوب من حركة الإصلاح وقادتها كما حركة حماس كما حركتهم الأم جماعة الإخوان المسلمين في مصر وصدق الله العظيم "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ".

كبسولة:

مفكر الضرورة هيكل العجوز المتصابي

  • حوار النظام الانقلابي في شخص هيكل الذي هو عراب الانقلاب وكاتب بيانه الكاذب الذي تلاه تلميذه الخائن السيسي, هذا الكذوب سعى لأن يكون حذاءاً لكل نظام, بدءاً من نفاقه الوقح للملك ثم تزلفه وارتقائه سلم الخيانة والعمالة وقمة الكذب في زمان المقبور عبد الناصر, والذي ذاقت مصر في عهده الويلات والهزائم بمتابعة وتزوير وعمالة هذا العميل الذي يهوى اللعب على كل الحبال .

وحاول هذا الهيكل الكريه أن يدخل في عباءة السادات كما كان في خدمة سالفه ولما مجه السادات اختفى في غيابة الزمن , وظن أن في غباء مبارك عودة لممارسة كذبه ونفاقه ولكن حتى نظام المخلوع لم يقبل هذا القادم من متاحف الزمن, وحاول هذا الكائن يجد له موطأ قدم بعد الثورة حتى أعاده المخبول السيسي ووجد فيه ضالته , ولا يعلمان وهما بئران للخيانة قذران أن نهاية كل منهما ستكون على يدي الآخر .

لا ننسى أنه حين يجلس على مصطبة لاميس أو غيرها فإنه يتحدث وكأنه ملهم غيره ويتنبأ بما سيحدث اليوم وغدا وفي المستقبل وقد باءت كل نبوءاته بالفشل. أليس هو من تنبأ قريباً بأن السعودية لن تجرؤ على التدخل في اليمن , ثم لم يلبث أن يغادر الاستديو وكانت عاصفة الحزم لتضرب تنبؤاته وتلقي بها في سلة المهملات؟!, وتضطر معها السي بي سي لإلغاء الحلقة حفاظا على هيكلهم المزعوم واستاذهم الكذوب .

أليس هو من قال بملء الفم وبثقة الفاهم الخبير ــ عشية انتخابات أمريكا ــ أنها ليست مؤهلة بعد للقبول برئيس أسود فإذا بأوباما يفوز بالرئاسة دورتين متتاليتين , وما حديثه عن المؤتمر الاقتصادي وغيره ببعيد .

إن مثل هؤلاء الآكلين على كل الموائد من أصحاب الجلد السميك ليس لديهم من الحياء أو التعفف عن تكرار الكذب مهما بلغت بهم الفضائح أو لطمتهم الأقدار والحقائق .

لا ننسى كذلك التسريبات التي خصت ابن هيكل والذي كان متهما في قضايا فساد والتي زحف فيها هيكل على بطنه وانبطح كعادته لطنطاوي والمجلس العسكري لإنقاذه ولده من الفضيحة ثم وجد ضالته في هذا الغبي العبيط عبد الفتاح السيسي ليتأبط كل منهم الآخر الى نهايتهما القريبة في مزبلة التاريخ .

حديث هيكل وترهاته الأخيرة ونبوءاته الكاذبة لا تستحق الوقوف عندها بالتفصيل , لكنها في مجملها دلالة على اتجاه النظام الانقلابي المحموم في العمالة لإسرائيل وأنه أصبح لا يثق الا في قادتها ويعتبرها الراعي الرسمي والوحيد المتبقي لانقلابه المشؤوم , وهي نذير شؤم على الانقلاب وأزلامه , وهي في نفس الوقت بشارة واعدة للثورة والثوار بان نصر الله قريب وفرجه آت " وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا".

المصدر