الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو الحسن علي الندوي»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
 
(١٥ مراجعة متوسطة بواسطة ٦ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
<center>'''الشيخ [[أبو الحسن علي الندوي]]'''</center>
'''<center><font color="blue"><font size="5">الشيخ أبو الحسن علي الندوي</font></font></center>'''
 
 
'''بقلم / محمد علي شاهين'''


'''بقلم: [[محمد علي شاهين]]'''


== تعريفه ==
== تعريفه ==
[[ملف:أبو الحسن الندوى.jpg|تصغير|<center>'''العلامة أبو الحسن علي الندْوي'''</center>]]
[[ملف:العلامة أبو الحسن علي الندْوي.jpg|تصغير|<center>العلامة [[أبو الحسن علي الندوي]]</center>]]


هو الشيخ العلامة أبو الحسن علي بن عبد الحي الحسني (نسبة إلى الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما) النَّدْوي (نسبة إلى ندوة العلماء)، الهندي الجنسية ، العالمي العطاء ، شيخ الأمة ، ولسانها الناطق بالحق .
هو الشيخ العلامة أبو الحسن علي بن عبد الحي الحسني '''(نسبة إلى الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما)''' النَّدْوي '''(نسبة إلى ندوة العلماء)'''، الهندي الجنسية ، العالمي العطاء ، شيخ الأمة ، ولسانها الناطق بالحق .


وهو أحد مؤسّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها الأوّل، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكّة المكرّمة، أمين عام ندوة العلماء في الهند، عضو مراسل للمجمع العلمي العربي بدمشق واللغة العربيّة بالقاهرة، عضو المجلس التنفيذي لدار المصنّفين في أعظم كرّة، مؤسس المجمع الإسلامي بالهند
وهو أحد مؤسّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها الأوّل، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكّة المكرّمة، أمين عام ندوة العلماء في الهند، عضو مراسل للمجمع العلمي العربي بدمشق واللغة العربيّة ب[[القاهرة]]، عضو المجلس التنفيذي لدار المصنّفين في أعظم كرّة، مؤسس المجمع الإسلامي بالهند


ولد بقرية '''(تكيّة كلان)''' من مديرية '''(رائي بريلي)''' قرب لكهنؤ، ونشأ في أسرة متديّنة متعلّمة، نبغ منها عدد من العلماء والدعاة، كان من أبرزهم أبوه الشيخ عبد الحي الذي يعدّ بحق (خلّكان الهند)


ولد بقرية (تكيّة كلان) من مديرية (رائي بريلي) قرب لكهنؤ، ونشأ في أسرة متديّنة متعلّمة، نبغ منها عدد من العلماء والدعاة، كان من أبرزهم أبوه الشيخ عبد الحي الذي يعدّ بحق (خلّكان الهند) وهو صاحب (نزهة الخواطر وبهجة السامع والناظر) العالم المصلح والداعية المخلص، أستاذ التفسير والأدب في دار العلوم، وكانت أمّه (خير النساء) شريفة النسب، شاعرة عابدة حافظة للقرآن ومؤلّفة للكتب، وتولّى أخوه عبد العلي تربيته بعد وفاة والده عندما بلوغ التاسعة من العمر.
وهو صاحب '''(نزهة الخواطر وبهجة السامع والناظر)''' العالم المصلح والداعية المخلص، أستاذ التفسير والأدب في دار العلوم، وكانت أمّه '''(خير النساء)''' شريفة النسب، شاعرة عابدة حافظة للقرآن ومؤلّفة للكتب، وتولّى أخوه عبد العلي تربيته بعد وفاة والده عندما بلوغ التاسعة من العمر.'''حفظ القرآن في البيت وجوّده، تعاونه أمه.'''


'''حفظ القرآن في البيت وجوّده، تعاونه أمه.'''
درس العربيّة على [[خليل محمد اليماني]]، والأدب العربي على [[محمد تقي الدين الهلالي]]، بجامعة لكهنؤ، وأتقن الإنكليزيّة والفارسيّة، إلى جانب لغته الأورديّة، وقرأ التفسير على الشيخ أحمد بن علي في لاهور، أكمل تعليمه في دار العلوم بندوة العلماء، ودار العلوم في ديوبند، وجامعة لكهنؤ، وتلقى تربيته الروحيّة على الشيخ [[عبد القادر الرائي فورى]]. تأثّر بفكر الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ [[الإسلام]] ابن تيمية، وأحمد بن عبد الأحد السرهندي، وشاه ولي الله الدهلوي، وكان الشيخ محمد الياس من أعظم أساتذته.


عمل مدرّساً بدار العلوم في لكنهؤ مدّة عشر سنوات ، واشتغل بالصحافة، وساهم في تحرير مجلّة '''(الضياء)''' التي تصدر بالعربيّة، والتي ترأّس تحريرها [[مسعود الندوي]]، ثم ترأس تحرير مجلّة '''(الندوة العلميّة)''' التي كانت تصدر عن ندوة العلماء بالأورديّة، ثم أصدر '''(مجلّة التعمير)''' النصف شهريّة بالأورديّة، ويعتبر أحد رؤساء التحرير لمجلّة '''(معارف)''' الأكاديميّة التي تمثّل المسلمين في شبه القارّة الهنديّة.


درس العربيّة على خليل محمد اليماني، والأدب العربي على محمد تقيّ الدين الهلالي، بجامعة لكهنؤ، وأتقن الإنكليزيّة والفارسيّة، إلى جانب لغته الأورديّة، وقرأ التفسير على الشيخ أحمد بن علي في لاهور، أكمل تعليمه في دار العلوم بندوة العلماء، ودار العلوم في ديوبند، وجامعة لكهنؤ، وتلقى تربيته الروحيّة على الشيخ عبد القادر الرائي فورى. تأثّر بفكر الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وأحمد بن عبد الأحد السرهندي، وشاه ولي الله الدهلوي، وكان الشيخ محمد الياس من أعظم أساتذته.
وأسّس جمعيّة لنشر [[الإسلام]] بين الهنود، وتولّى رئاسة '''(جامعة دار العلوم –ندوة العلماء)''' وأنشأ المجمع الإسلامي '''(أكاديمية البحوث الإسلاميّة)''' سنة [[1959]] زار الأمصار والحواضر، وعاش صدر حياته في قصر صدّيق حسن خان العالم السلفي، الأمير الكبير، أسكنوه فيه بعد موت أبيه، فذاق حياة الترف والنعيم، ولكنه زهد فيها.


'''اشتغل بالدعوة مع جماعة '''(التبليغ الإسلامي)''' بعد لقائه بالشيخ [[محمد الياس]].'''


عمل مدرّساً بدار العلوم في لكنهؤ مدّة عشر سنوات، واشتغل بالصحافة، وساهم في تحرير مجلّة (الضياء) التي تصدر بالعربيّة، والتي ترأّس تحريرها مسعود الندوي، ثم ترأس تحرير مجلّة (الندوة العلميّة) التي كانت تصدر عن ندوة العلماء بالأورديّة، ثم أصدر (مجلّة التعمير) النصف شهريّة بالأورديّة، ويعتبر أحد رؤساء التحرير لمجلّة (معارف) الأكاديميّة التي تمثّل المسلمين في شبه القارّة الهنديّة.
كانت بدايةُ معرفة أعلام الشرق العربي به عن طريق كتابه العظيم '''([[ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟]])''' ، ثم إنه خرج في سنة 1370هـ - [[1951]]م ، في رحلة جاب فيها عواصمَ الشرق العربي ، مستطلعاً أحوالها الدينيةَ والاجتماعيةَ والثقافيةَ، وكانت شهرتُه قد سبقته بكتابه الذي تناولته الأيدي والقلوب والعقول في بلاد العرب ، وكان في رحلاته يلقى علماءَ وأعلامَ الدول العربية واحداً واحداً ويُحدِّثُ كلاًّ منهم باهتمامه واختصاصه ، فيزيد إعجابُ العرب به ويُقدِّرون منزلته ويكرمون محضره ، ويطلبون إليه إلقاء المحاضرات في المساجد ودُور العلم والجمعيات؛


'''ويتحدث عنه العلامةُ الشيخ [[محمد الغزالي]] فيقول:'''


وأسّس جمعيّة لنشر الإسلام بين الهنود، وتولّى رئاسة (جامعة دار العلوم – ندوة العلماء) وأنشأ المجمع الإسلامي (أكاديمية البحوث الإسلاميّة) سنة 1959 زار الأمصار والحواضر، وعاش صدر حياته في قصر صدّيق حسن خان العالم السلفي، الأمير الكبير، أسكنوه فيه بعد موت أبيه، فذاق حياة الترف والنعيم، ولكنه زهد فيها.
:'''(عندما قرأنا للداعية الإسلامي الجليل العلامةِ أبي الحسن الندوي رسائلَه التي سبقت مقدمَه إلى [[مصر]]، ثم عندما قرَّت عيونُنا برؤيته وطابت نفوسُنا بعِشرته ، تأكدت لنا هذه الحقيقةُ الكريمة وزِدنا بها إيماناً ، وهي أن [[الإسلام]] على اختلاف الأمكنة والأزمنة يصنع نفوسَ أتباعه على غرار واحد ، ويجعل المَشابِهَ قريبةً جداً بين نظرتهم إلى الأشياء وأحكامهم على الأمور)''' .


'''اشتغل بالدعوة مع جماعة (التبليغ الإسلامي) بعد لقائه بالشيخ محمد الياس.'''
وفي دمشق كان قد التقى أيضاً كثيراً من الدعاة والمصلحين آنذاك ، كالشيخ [[مصطفى السباعي]] المراقبِ العام [[الإخوان|للإخوان المسلمين]] ، والشيخ [[أحمد كفتارو]] و [[محمد المبارك]] و [[عمر بهاء الدين الأميري]] وغيرهم رحمهم الله تعالى جميعاً .


وكان الشيخُ [[أحمد كفتارو|كفتارو]] يُكِنُّ له مَودَّةً كبيرة ، ويبدو أن العلامةَ الندوي عاتبه على صلته بالمسئولين الحكوميين الفاسدين ، فدافع الشيخ [[أحمد كفتارو|كفتارو]] عن ذلك بأنه يريد أن يستفيد منهم لصالح المسلمين قدر الإمكان .


كانت بدايةُ معرفة أعلام الشرق العربي به عن طريق كتابه العظيم (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟) ، ثم إنه خرج في سنة 1370هـ - 1951م ، في رحلة جاب فيها عواصمَ الشرق العربي ، مستطلعاً أحوالها الدينيةَ والاجتماعيةَ والثقافيةَ، وكانت شهرتُه قد سبقته بكتابه الذي تناولته الأيدي والقلوب والعقول في بلاد العرب ، وكان في رحلاته يلقى علماءَ وأعلامَ الدول العربية واحداً واحداً ويُحدِّثُ كلاًّ منهم باهتمامه واختصاصه ، فيزيد إعجابُ العرب به ويُقدِّرون منزلته ويكرمون محضره ، ويطلبون إليه إلقاء المحاضرات في المساجد ودُور العلم والجمعيات ، ويتحدث عنه العلامةُ الشيخ [[محمد الغزالي]] فيقول : (عندما قرأنا للداعية الإسلامي الجليل العلامةِ أبي الحسن الندوي رسائلَه التي سبقت مقدمَه إلى مصر، ثم عندما قرَّت عيونُنا برؤيته وطابت نفوسُنا بعِشرته ، تأكدت لنا هذه الحقيقةُ الكريمة وزِدنا بها إيماناً ، وهي أن الإسلام على اختلاف الأمكنة والأزمنة يصنع نفوسَ أتباعه على غرار واحد ، ويجعل المَشابِهَ قريبةً جداً بين نظرتهم إلى الأشياء وأحكامهم على الأمور) .
وكان مما يميز العلامةَ الندوي قُربُه من جميع التيارات الإسلامية المعاصرة ، وصِلتُه الوثيقةُ بأعلامها ومُبَرّزِيها ، سواء منها السلفية أو الصوفية أو الإخوانية أو غيرها ، مما أتاح له أن يدرس مناهجها ويتعرَّف على أفكارها عن قرب ، وأن يتوصَّل في النهاية إلى التيار الذي رآه الأَصلحَ والأقدرَ على النهوض بالأمة من بين تلك التيارات ، فقال في مذكرات رحلته بعد بحثه الطويل :


'''(أصبحتُ أَعتقدُ بعد زيارة بعض البلاد العربية والاطلاع على أحوالها ، أن حركةَ [[الإخوان المسلمين]] إذا قَوِيَتْ وانتظَمَتْ على خطوط ثابتة ، هي المنقذُ الوحيد بحول الله تعالى للعالم العربي من الانحلال والاندفاع القوي إلى الهاوية ، لذلك أصبحتُ أُعَلِّقُ عليها أهمية كبيرة ، وأَحملُ لها بين جوانحي حُباً عميقاً) .'''


وفي دمشق كان قد التقى أيضاً كثيراً من الدعاة والمصلحين آنذاك ، كالشيخ [[مصطفى السباعي]] المراقبِ العام ل[[لإخوان المسلمين]] ، والشيخ [[أحمد كفتارو]] و [[محمد المبارك]] و [[عمر بهاء الدين الأميري]] وغيرهم رحمهم الله تعالى جميعاً .
أَسَّسَ العلامةُ الندوي الكثيرَ من المؤسسات الإسلامية سواءً في الهند أو في العالم ، وحصل على كثير من عضويات الهيئات والمؤسسات الدعوية والعلمية والعالمية ، وكان من أبرز مُؤَسِّسي [[رابطة الأدب الإسلامي العالمية]] واختير أولَ رئيس لها ، وترك ثروةً علمية كبيرة من المؤلفات الدعوية والفكرية والأدبية قاربت ثلاثمائة عنوان باللغة العربية فقط ، إذ كان رحمه الله يتقن إلى جانب اللغةِ العربيةِ الأورديةَ والإنجليزيةَ .
 
 
وكان الشيخُ كفتارو يُكِنُّ له مَودَّةً كبيرة ، ويبدو أن العلامةَ الندوي عاتبه على صلته بالمسئولين الحكوميين الفاسدين ، فدافع الشيخ كفتارو عن ذلك بأنه يريد أن يستفيد منهم لصالح المسلمين قدر الإمكان .
 
 
وكان مما يميز العلامةَ الندوي قُربُه من جميع التيارات الإسلامية المعاصرة ، وصِلتُه الوثيقةُ بأعلامها ومُبَرّزِيها ، سواء منها السلفية أو الصوفية أو الإخوانية أو غيرها ، مما أتاح له أن يدرس مناهجها ويتعرَّف على أفكارها عن قرب ، وأن يتوصَّل في النهاية إلى التيار الذي رآه الأَصلحَ والأقدرَ على النهوض بالأمة من بين تلك التيارات ، فقال في مذكرات رحلته بعد بحثه الطويل : (أصبحتُ أَعتقدُ بعد زيارة بعض البلاد العربية والاطلاع على أحوالها ، أن حركةَ الإخوان المسلمين إذا قَوِيَتْ وانتظَمَتْ على خطوط ثابتة ، هي المنقذُ الوحيد بحول الله تعالى للعالم العربي من الانحلال والاندفاع القوي إلى الهاوية ، لذلك أصبحتُ أُعَلِّقُ عليها أهمية كبيرة ، وأَحملُ لها بين جوانحي حُباً عميقاً) .
 
 
أَسَّسَ العلامةُ الندوي الكثيرَ من المؤسسات الإسلامية سواءً في الهند أو في العالم ، وحصل على كثير من عضويات الهيئات والمؤسسات الدعوية والعلمية والعالمية ، وكان من أبرز مُؤَسِّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية واختير أولَ رئيس لها ، وترك ثروةً علمية كبيرة من المؤلفات الدعوية والفكرية والأدبية قاربت ثلاثمائة عنوان باللغة العربية فقط ، إذ كان رحمه الله يتقن إلى جانب اللغةِ العربيةِ الأورديةَ والإنجليزيةَ .
 
 
بنى للإسلام في نفوس تلاميذه حصوناً أمتن من حصون الحجر، بنى أمّة من العلماء الصالحين، والدعاة المخلصين، وكان لمحمد إقبال أثر كبير في توجيهه الأدبي والفكري.


بنى للإسلام في نفوس تلاميذه حصوناً أمتن من حصون الحجر، بنى أمّة من العلماء الصالحين، والدعاة المخلصين، وكان ل[[محمد إقبال]] أثر كبير في توجيهه الأدبي والفكري.


'''تميّزت مؤلّفاته بالدقّة فكتب عن روائعه وأفكاره، وتأمّلاته الفلسفيّة.'''
'''تميّزت مؤلّفاته بالدقّة فكتب عن روائعه وأفكاره، وتأمّلاته الفلسفيّة.'''


رأى أن الأحداث التي عاصرها وعلى رأسها سقوط الخلافة، دعمت إيمانه بأن [[الإسلام]] لابدّ أن يتولّى الزمام لإنقاذ العرب والعالم، لأن الحل الوحيد لمأساة الإنسان يكمن في تحوّل قيادة العالم إلى أيد مؤمنة بقيم الإنسانيّة، '''وكان محور إصلاحه:''' مكافحة الغزو الفكري، وبثّ روح الاعتزاز ب[[الإسلام]] في المسلمين، ومقاومة الردّة وآثارها، وخاطب العرب وركّز عليهم اهتمامه، لأنّهم يحملون استعداداً روحيّاً ومعنويّاً وماديّاً لقيادة العالم الإسلامي، وبالتالي لقيادة العالم أجمع، وكان حريصاً على نهضة العرب بمواهبهم وكفاءاتهم.


رأى أن الأحداث التي عاصرها وعلى رأسها سقوط الخلافة، دعمت إيمانه بأن الإسلام لابدّ أن يتولّى الزمام لإنقاذ العرب والعالم، لأن الحل الوحيد لمأساة الإنسان يكمن في تحوّل قيادة العالم إلى أيد مؤمنة بقيم الإنسانيّة، وكان محور إصلاحه: مكافحة الغزو الفكري، وبثّ روح الاعتزاز بالإسلام في المسلمين، ومقاومة الردّة وآثارها، وخاطب العرب وركّز عليهم اهتمامه، لأنّهم يحملون استعداداً روحيّاً ومعنويّاً وماديّاً لقيادة العالم الإسلامي، وبالتالي لقيادة العالم أجمع، وكان حريصاً على نهضة العرب بمواهبهم وكفاءاتهم.
'''وحدّد واجب العلماء والطبقة المثقفة في مقال منشور بمجلّة (البعث الإسلامي) قائلاً:'''
 
 
وحدّد واجب العلماء والطبقة المثقفة في مقال منشور بمجلّة (البعث الإسلامي) قائلاً: إن مسؤوليّة العلماء والمفكّرين المسلمين في العصر الحديث ـ بعد مواجهتهم للتحدّيات المعاصرة وإثباتهم أن الإسلام قادر على قيادتها وترشيدها والسموّ بها – هي أن يفضّلوا الإسلام على كل جماعة، ومؤسّسة، ومدرسة، وطائفة، وحزب، وإذا رأوا أن بقاء الإسلام يتطلب أن نحمي جميع الأسماء واللافتات والشعارات والشارات والأحزاب والجماعات فليكن ذلك موضع عنايتهم ولا يقعن تلكؤ منهم أو إحجام للحظة واحدة، وليكن مصلحة الدين والعقيدة مفضّلة على عمل كل مصلحة حزبيّة، أو جماعيّة، وليكن واضحاً أن الدين والإيمان وازدهارهما هو الهدف، سواء رجع الفضل إلينا أو لغيرنا من [[الإخوان]] في العقيدة والدين.
 


قام برحلات إلى السعوديّة ومصر وسوريّة، وغيرها من البلدان الإسلاميّة، ولم يكتف بتأليف الكتب، أو إلقاء المحاضرات، بل راسل الحكّام والملوك، وأشار إلى مواطن الضعف والخطر، الذي يحدق بالأمّة الإسلاميّة، وانتصر لقضايا المسلمين السياسيّة والثقافيّة، وأنشأ مدرسة فكريّة وأدبيّة، ظهر طابعه في كتابات المتخرّجين منها، تلك المدرسة التي جمع روّادها العناصر والشروط الفنيّة الموافقة للإسلام.
:إن مسؤوليّة العلماء والمفكّرين المسلمين في العصر الحديث بعد مواجهتهم للتحدّيات المعاصرة وإثباتهم أن [[الإسلام]] قادر على قيادتها وترشيدها والسموّ بها هي أن يفضّلوا [[الإسلام]] على كل جماعة، ومؤسّسة، ومدرسة، وطائفة، وحزب، وإذا رأوا أن بقاء [[الإسلام]] يتطلب أن نحمي جميع الأسماء واللافتات والشعارات والشارات و[[الأحزاب]] والجماعات؛


:فليكن ذلك موضع عنايتهم ولا يقعن تلكؤ منهم أو إحجام للحظة واحدة، وليكن مصلحة الدين والعقيدة مفضّلة على عمل كل مصلحة حزبيّة، أو جماعيّة، وليكن واضحاً أن الدين والإيمان وازدهارهما هو الهدف، سواء رجع الفضل إلينا أو لغيرنا من [[الإخوان]] في العقيدة والدين.


قام برحلات إلى [[السعودية]] و[[مصر]] و[[سوريا]]، وغيرها من البلدان الإسلاميّة، ولم يكتف بتأليف الكتب، أو إلقاء المحاضرات، بل راسل الحكّام والملوك، وأشار إلى مواطن الضعف والخطر، الذي يحدق بالأمّة الإسلاميّة، وانتصر لقضايا المسلمين السياسيّة والثقافيّة، وأنشأ مدرسة فكريّة وأدبيّة، ظهر طابعه في كتابات المتخرّجين منها، تلك المدرسة التي جمع روّادها العناصر والشروط الفنيّة الموافقة للإسلام.


== من أبرز تأمّلاته ==
== من أبرز تأمّلاته ==


قضيّة الإصلاح والتغيير، حيث رأى أنّ المنهج الاصلاحي الذي نريده ينبع أساساً من تكوين الفرد تكويناً نوعيّاً، ويحمل على بعض المصلحين الذين خلطوا الواقع الاصلاحي بالتجربة والروح الغربيّة، وكان يندهش من المسلمين الذين اطمأنّوا لتدريس أبناءهم في المؤسسات العلميّة الغربيّة، وغفلوا عن هدف الغرب في القضاء على الهويّة الإسلاميّة لهم، وتنبّه إلى ضرورة إحداث تغيير شامل في الجامعات الإسلاميّة من خلال ربط العلم بالتربية ؛ وأولى اهتماماً كبيراً بالمنهل العلمي الذي يتلقّاه الشباب، فلا بدّ من تصفية هذا المنهل من خلال توحيد التعليم ليكون وحدة شاملة تجمع بين الوسائل والغايات ؛ وتحفّظ واحترز في التعامل مع حريّة المرأة في بداية نضوجه العلمي عام 1951 وأبدى اعتراضه على دخول المرأة المؤسّسات التعليميّة، لكنّه أشار عام 1983 إلى ضرورة أن تتكامل المرأة مع الرجل في المجتمع الذي يحياه كلاهما، إذ أنّ للمرأة قدرةً للبلوغ إلى الكمال.
قضيّة الإصلاح والتغيير، حيث رأى أنّ المنهج الاصلاحي الذي نريده ينبع أساساً من تكوين الفرد تكويناً نوعيّاً، ويحمل على بعض المصلحين الذين خلطوا الواقع الاصلاحي بالتجربة والروح الغربيّة، وكان يندهش من المسلمين الذين اطمأنّوا لتدريس أبناءهم في المؤسسات العلميّة الغربيّة، وغفلوا عن هدف الغرب في القضاء على الهويّة الإسلاميّة لهم، وتنبّه إلى ضرورة إحداث تغيير شامل في الجامعات الإسلاميّة من خلال ربط العلم بالتربية ؛  
 
 
وصفه الشيخ [[علي الطنطاوي]] لما زاره سنة 1373/1954 في لكهنؤ فقال: وجدته في الأحوال كلّها، مستقيماً على الحق، عاملاً لله، زاهداً حقيقّياً زهد العالم العارف بالدنيا وأهلها.


وأولى اهتماماً كبيراً بالمنهل العلمي الذي يتلقّاه الشباب، فلا بدّ من تصفية هذا المنهل من خلال توحيد التعليم ليكون وحدة شاملة تجمع بين الوسائل والغايات ؛ وتحفّظ واحترز في التعامل مع حريّة المرأة في بداية نضوجه العلمي عام [[1951]] وأبدى اعتراضه على دخول المرأة المؤسّسات التعليميّة، لكنّه أشار عام [[1983]] إلى ضرورة أن تتكامل المرأة مع الرجل في المجتمع الذي يحياه كلاهما، إذ أنّ للمرأة قدرةً للبلوغ إلى الكمال.


ووصف الدكتور ليث القيسي الإمام الندوي بأنّه رمز بارز من رموز الدعوة الإسلاميّة، ومعلم ظاهر في الحقبة التاريخيّة التي عاشها، وطاقة فعّالة وجذوة لم تنطفئ، قضاها كاتباً ومحاضراً ومشاركاً في الندوات والمؤتمرات ؛ وتحدّث القيسي عن جهوده في خدمة السيرة النبويّة فأشار إلى أنّ جهود الندوي في السيرة لا تفهم إلاّ من خلال خلفيّة تاريخيّة ميّزت كتاباته وتزامنت مع طبيعة التحوّلات الفكريّة السياسيّة التي مرّت بها الأمّة الإسلاميّة خلال القرن العشرين الذي علت فيه الفكرة الغربيّة في صراعها للفكرة الإسلاميّة، و شخّص العلّة وبيّن ما خسره العالم بتراجع المسلمين عن القيادة إلى التبعيّة ثقافيّاً وفكريّاً وسياسيّاً، وانطلق إلى طرح قضايا الأمّة معالجاً لها من خلال توظيف السيرة توظيفاً فعّالاً، وكان منطلقه من (الطريق إلى السنّة) وثمرته كتاب (السيرة النبويّة) الذي ضمّنه منهجاً خاصّاً في كتابة السيرة ؛ أمّا منهجه في كتابة السسيرة فينطلق من خلال البعد التاريخي، والبعد الحضاري، والبعد الإنساني، والبعد الدعوي والتربوي، والبعد العقائدي، والتكامليّة بين العلوم.
'''وصفه الشيخ [[علي الطنطاوي]] لما زاره سنة 1373/[[1954]] في لكهنؤ فقال:'''


:وجدته في الأحوال كلّها، مستقيماً على الحق، عاملاً لله، زاهداً حقيقّياً زهد العالم العارف بالدنيا وأهلها.


أكّد على عالميّة الرسالة وإنسانيّتها، وفي ذلك ما يبعث على الغيرة، وما يبعث على أن يتنافس العرب، وأن يسبقوا لأنّهم أهل الفضل وأهل الرسالة، وأهل الدعوة، وأشاد بدور العرب لأنهم الذين أشركونا في هذه الثروة السماويّة السامية الأخيرة، وأنّ هذه الدعوة قد لبيّت تلبية حسنة، وكانت مستجابة استجابة كريمة تليق بإخواننا العرب وبشرفهم وبمكانتهم وبزعامتهم وقيادتهم.
'''ووصف الدكتور [[ليث القيسي]] الإمام الندوي بأنّه:'''


:رمز بارز من رموز [[الإخوان|الدعوة]] الإسلاميّة، ومعلم ظاهر في الحقبة التاريخيّة التي عاشها، وطاقة فعّالة وجذوة لم تنطفئ، قضاها كاتباً ومحاضراً ومشاركاً في الندوات والمؤتمرات ؛ وتحدّث القيسي عن جهوده في خدمة السيرة النبويّة فأشار إلى أنّ جهود الندوي في السيرة لا تفهم إلاّ من خلال خلفيّة تاريخيّة ميّزت كتاباته وتزامنت مع طبيعة التحوّلات الفكريّة السياسيّة التي مرّت بها الأمّة الإسلاميّة خلال القرن العشرين الذي علت فيه الفكرة الغربيّة في صراعها للفكرة الإسلاميّة؛


أسس رابطة الأدب الإسلامي وترأّسها، وفي حفل افتتاح مؤتمر الهيئة العامّة لرابطة الأدب الإسلامي الذي عقد في إستانبول سنة 1410/1989 لفت الأنظار أنّ الأدب قد أصبح عاملاً من أقوى العوامل للإفساد والإصلاح، وأنّه أصبح يلعب دوراً ناقضاً للقيم، وناقضاً للكليّات وناقضاً للمسلّمات.
:وشخّص العلّة وبيّن ما خسره العالم بتراجع المسلمين عن القيادة إلى التبعيّة ثقافيّاً وفكريّاً وسياسيّاً، وانطلق إلى طرح قضايا الأمّة معالجاً لها من خلال توظيف السيرة توظيفاً فعّالاً، وكان منطلقه من '''([[الطريق إلى السنّة]])''' وثمرته كتاب '''([[السيرة النبويّة]])''' الذي ضمّنه منهجاً خاصّاً في كتابة [[السيرة]]؛أمّا منهجه في كتابة [[السيرة]] فينطلق من خلال البعد التاريخي، والبعد الحضاري، والبعد الإنساني، والبعد الدعوي والتربوي، والبعد العقائدي، والتكامليّة بين العلوم.


أكّد على عالميّة الرسالة وإنسانيّتها، وفي ذلك ما يبعث على الغيرة، وما يبعث على أن يتنافس العرب، وأن يسبقوا لأنّهم أهل الفضل وأهل الرسالة، وأهل الدعوة، وأشاد بدور العرب لأنهم الذين أشركونا في هذه الثروة السماويّة السامية الأخيرة، وأنّ هذه [[الإخوان|الدعوة]] قد لبيّت تلبية حسنة، وكانت مستجابة استجابة كريمة تليق بإخواننا العرب وبشرفهم وبمكانتهم وبزعامتهم وقيادتهم.


رأى أنّ النقد للأدب بمثابة الميزان للعمل الأدبي، ويندرج نقده المعياري عند خمس قضايا جوهريّة هي: حدود الأدب الإسلامي ومفهومه، وأهميّة الشكل والمضمون في النص، والطبع والصنعة، والأجناس الأدبيّة وخصائصها، ووظيفة الأدب وغايته.
أسس [[رابطة الأدب الإسلامي]] وترأّسها، وفي حفل افتتاح مؤتمر الهيئة العامّة ل[[رابطة الأدب الإسلامي]] الذي عقد في إستانبول سنة 1410/[[1989]] لفت الأنظار أنّ الأدب قد أصبح عاملاً من أقوى العوامل للإفساد والإصلاح، وأنّه أصبح يلعب دوراً ناقضاً للقيم، وناقضاً للكليّات وناقضاً للمسلّمات.


'''رأى أنّ النقد للأدب بمثابة الميزان للعمل الأدبي، ويندرج نقده المعياري عند خمس قضايا جوهريّة هي:''' حدود الأدب الإسلامي ومفهومه، وأهميّة الشكل والمضمون في النص، والطبع والصنعة، والأجناس الأدبيّة وخصائصها، ووظيفة الأدب وغايته.


وكان كاتباً غزير الانتاج، صاحب منهج متميّز عن غيره من المفكّرين والباحثين المعاصرين بسبب معرفته لعدد من اللغات كالعربيّة والأورديّة والانجليزيّة والفارسيّة، وسعة اطّلاعه على مصادر الحضارات غير الإسلاميّة، فضلاً عن تعمقه في التاريخ الإسلامي، بلغت مؤلّفاته مائة وستّة وسبعين ما بين رسالة وكتاب وبحث، تميّزت كلّها بالغوص العميق في تفهم أسرار الشريعة، والتحليل العميق لمشاكل العالم الإسلامي منها: (العرب والإسلام) و(الصراع بين الفكرة الإسلاميّة والفكرة الغربيّة) و(النبوّة والأنبياء) و(ماذا خسر العالم من انحطاط المسلمين) و(مذكّرات سائح في الشرق العربي) و(الإسلام والحياة) و(المسلمون وقضية فلسطين) و(المسلمون في الهند) و(روائع إقبال) و(رجال الفكر والدعوة في الإسلام) أربعة أجزاء و(القادياني والقاديانيّة) و(الصراع بين الإيمان والماديّة) و(إلى الإسلام من جديد) و(الطريق إلى المدينة) و(العاقبة للعرب والمسلمين) و(العرب يكتشفون أنفسهم) و(روائع من أدب الدعوة) و(التفسير السياسي للإسلام) و(قصص النبيّين للأطفال) خمسة أجزاء و(إذا هبت ريح الإيمان) و(بين الصورة والحقيقة) و(الإسلام والعلم) و(حديث من الغرب) و(القراءة الراشدة) ثلاثة اجزاء، و(الدين والمدنيّة).
وكان كاتباً غزير الانتاج، صاحب منهج متميّز عن غيره من المفكّرين والباحثين المعاصرين بسبب معرفته لعدد من اللغات كالعربيّة والأورديّة والانجليزيّة والفارسيّة، وسعة اطّلاعه على مصادر الحضارات غير الإسلاميّة، فضلاً عن تعمقه في التاريخ الإسلامي، بلغت مؤلّفاته مائة وستّة وسبعين ما بين رسالة وكتاب وبحث، تميّزت كلّها بالغوص العميق في تفهم أسرار الشريعة، والتحليل العميق لمشاكل العالم الإسلامي منها:  


'''نال جائزة الملك فيصل العالميّة لخدمة الإسلام سنة 1400/1980.'''
*'''كتاب:''' [[العرب والإسلام]]
*'''كتاب:''' [[الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية]]
*'''كتاب:''' [[النبوة والأنبياء]]
*'''كتاب:''' [[ماذا خسر العالم من انحطاط المسلمين]]
*'''كتاب:''' [[مذكرات سائح في الشرق العربي]]
*'''كتاب:''' [[الإسلام والحياة]]
*'''كتاب:''' [[المسلمون وقضية فلسطين]]
*'''كتاب:''' [[المسلمون في الهند]]
*'''كتاب:''' [[روائع إقبال]]
*'''كتاب:''' [[رجال الفكر والدعوة في الإسلام]] '''(أربعة أجزاء)'''
*'''كتاب:''' [[القادياني والقاديانية]]
*'''كتاب:''' [[الصراع بين الإيمان والمادية]]
*'''كتاب:''' [[إلى الإسلام من جديد]]
*'''كتاب:''' [[الطريق إلى المدينة]]
*'''كتاب:''' [[العاقبة للعرب والمسلمين]]
*'''كتاب:''' [[العرب يكتشفون أنفسهم]]
*'''كتاب:''' [[روائع من أدب الدعوة]]
*'''كتاب:''' [[التفسير السياسي للإسلام]]
*'''كتاب:''' [[قصص النبيين للأطفال]] '''(خمسة أجزاء)'''
*'''كتاب:''' [[إذا هبت ريح الإيمان]]
*'''كتاب:''' [[بين الصورة والحقيقة]]
*'''كتاب:''' [[الإسلام والعلم]]
*'''كتاب:''' [[حديث من الغرب]]
*'''كتاب:''' [[القراءة الراشدة]] '''(ثلاثة اجزاء)'''
*'''كتاب:''' [[الدين والمدنية]]
*'''كتاب:''' [[ردة ولا أبا بكرٍ لها]]
*'''كتاب:''' [[نظرات مبدعة في الأدب]]


'''نال جائزة الملك فيصل العالميّة لخدمة [[الإسلام]] سنة 1400/[[1980]].'''


== وفاته ==
== وفاته ==
   
   
انتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة 23 من رمضان 1420هـ ، قبل صلاة الجمعة وبعد أن توضأ استعداداً للصلاة وشَرَعَ بقراءة سورة الكهف .
انتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة 23 من رمضان 1420هـ ، قبل صلاة الجمعة وبعد أن توضأ استعداداً للصلاة وشَرَعَ بقراءة سورة الكهف .


رَحِمَ الله تعالى الشيخَ أبا الحسن رحمة واسعة ، وحشره مع نبيه وحبيبه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَوردَه حوضَه الشريف .
رَحِمَ الله تعالى الشيخَ أبا الحسن رحمة واسعة ، وحشره مع نبيه وحبيبه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَوردَه حوضَه الشريف .


== المراجع  ==
== المراجع  ==


 
:#[http://www.4shared.com/document/tleQQW9j/___-_____.htm مذكرات سائح في الشرق العربي . الندوي .]
1- [http://www.4shared.com/document/tleQQW9j/___-_____.htm مذكرات سائح في الشرق العربي . الندوي .]
:#مقدمة الشيخ [[محمد الغزالي]] [http://www.4shared.com/file/pSohxerf/____-.htm لرسالة الندوي : أريد أن أتحدث إلى الإخوان].
 
:#مقال [http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1182774814122&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout (رباني الأمة وداعية الإسلام)]للشيخ [[يوسف القرضاوي]] [http://www.islamonline.net/Arabic/index.shtml من موقع إسلام أون لاين نت] .
2- مقدمة الشيخ [[محمد الغزالي]] [http://www.4shared.com/file/pSohxerf/____-.htm لرسالة الندوي : أريد أن أتحدث إلى الإخوان].
:#[http://nadwi.net.in/a/introdata.htm تعريف بالشيخ الندوي من موقع رابطة الأدب الإسلامي العالمية] .
 
:#[http://www.almhml.com/c/-63683 جائزة الملك فيصل العالمية] ص 47 الأمانة العامّة.
3- [http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1182774814122&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout مقال (رباني الأمة وداعية الإسلام) للشيخ] [[يوسف القرضاوي]] [http://www.islamonline.net/Arabic/index.shtml من موقع إسلام أون لاين نت] .
:#[http://www.waqfeya.com/book.php?bid=709 علماء ومفكرون عرفتهم ج 1 ص 125 محمد المجذوب.]
 
:#[[علماء العرب في شبه القارة الهندية]] ص 709 [[يونس السامرائي]].
4- [http://nadwi.net.in/a/introdata.htm تعريف بالشيخ الندوي من موقع رابطة الأدب الإسلامي العالمية] .
:#[[الدراسات القرآنية المعاصرة]] ص 497 [[محمد السديس]].
 
:#[[أدب الصحوة الإسلامية]] ص 69 [[واضح الندوي]].
5) [http://www.almhml.com/c/-63683 جائزة الملك فيصل العالمية] ص 47 الأمانة العامّة.
:#[http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3272 ذكريات علي الطنطاوي] ج 8 ص 101 و111و121.
 
:#مجلة الفيصل ع 39 رمضان 1400/[[1980]] س 4 مقال: أبو الحسن الندوي مفكر وداعية ، ل[[عبد الحليم عويس]].
(6) [http://www.waqfeya.com/book.php?bid=709 علماء ومفكرون عرفتهم ج 1 ص 125 محمد المجذوب.]
:#[http://magmj.com/ مجلّة المجتمع] س 20 ع 914 تاريخ 14 [[نوفمبر]] [[1989]] كلمة أبي الحسن الندوي في حفل افتتاح الهيئة العامّة لرابطة الأدب الإسلامي.
 
:#[http://magmj.com/ مجلّة المجتمع] أبو الحسن الندوي شاهد القرن ع 1397 تاريخ 25/4/[[2000]].
(7) علماء العرب في شبه القارة الهندية ص 709 يونس السامرائي.
:#[[أعلام الصحوة الإسلاميّة]] م 1 ص ...تأليف [[محمد علي شاهين]].
 
(8) الدراسات القرآنية المعاصرة ص 497 محمد السديس.
 
(9) أدب الصحوة الإسلامية ص 69 واضح الندوي.
 
(10) [http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3272 ذكريات علي الطنطاوي] ج 8 ص 101 و111و121.
 
(11) مجلة الفيصل ع 39 رمضان 1400/1980 س 4 مقال: أبو الحسن الندوي مفكر وداعية ، لعبد الحليم عويس.
 
(12) مجلّة المجتمع س 20 ع 914 تاريخ 14نوفمبر 1989 كلمة أبي الحسن الندوي في حفل افتتاح الهيئة العامّة لرابطة الأدب الإسلامي.
 
(13) مجلّة المجتمع أبو الحسن الندوي شاهد القرن ع 1397 تاريخ 25/4/2000.
 
(14) أعلام الصحوة الإسلاميّة م 1 ص ...تأليف محمد علي شاهين.
 


'''المصدر : [http://www.alghoraba.com/index.php?option=com_content&task=view&id=40&Itemid=134 مجلة الغرباء الإلكترونية] '''  
'''المصدر : [http://www.alghoraba.com/index.php?option=com_content&task=view&id=40&Itemid=134 مجلة الغرباء الإلكترونية] '''  


== روابط ذات صلة ==
== روابط ذات صلة ==
{| class="wikitable" border="0"
|
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''روابط داخلية'''
</font>
</font>
</center>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''كتب متعلقة'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>
*'''كتاب:''' [[منذ خمسين عاما أريد أن أتحدث إلى الإخوان....أبو الحسن على الحسنى الندوى|منذ خمسين عاما أريد أن أتحدث إلى الإخوان]] ،'''بقلم أبو الحسن الندوي'''
*'''كتاب:''' [[الشيخ أبو الحسن الندوي كما عرفتة]] ،'''[[يوسف القرضاوي]]'''
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''ملفات وأبحاث متعلقة'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>
*'''ملف:''' [[:تصنيف:الإخوان في الهند|تاريخ الإخوان في الهند]]
*'''ملف:''' [[:تصنيف:أعلام من الهند|أعلام الإخوان في الهند]]
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''مقالات  متعلقة'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>
*'''مقال:''' [[حديث إلى الإخوان يكتبه العلامة أبو الحسن الندوي|حديث إلى الإخوان يكتبه العلامة أبو الحسن الندوي]]
*'''مقال:''' [[فقه الدعوةعند العلامة "أبو الحسن الندوي"|فقه الدعوةعند العلامة "أبو الحسن الندوي"]]
*'''مقال:''' [[شهادة أبو الحسن الندوي]]
*'''مقال:''' [[د. محمد رجب بيومي يكتب: أبو الحسن الندوي في سيرته الذاتية]]
*'''مقال:''' [[ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟]]
*'''مقال:''' [[الإمام النَّدْويُّ رحمه الله]]
*'''مقال:''' [[الإمام الندوي والقضايا الفقهية]]
*'''مقال:''' [[النَّدْوِيُّ]]
*'''مقال:''' [[اسمعوها مني صريحةً أيها العرب]]
*'''مقال:''' [[ورحل العالم العامل الزاهد]]
*'''مقال:''' [[الأمة الإسلامية خسرت عالماً وداعية برحيل الشيخ الندوي]]
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''وصلات خارجية'''


*[[حديث إلى الإخوان يكتبه العلامة أبو الحسن الندوي|حديث إلى الإخوان يكتبه العلامة أبو الحسن الندوي]]
'''مقالات خارجية'''
*[[فقه الدعوةعند العلامة "أبو الحسن الندوي"|فقه الدعوةعند العلامة "أبو الحسن الندوي"]]
</font>
*[[تاريخ حركة الإصلاح في الصومال|تاريخ حركة الإصلاح في الصومال]]
</font>
*[[سيد قطب|سيد قطب]]
</center>
<font size=2>
*'''مقال:''' [http://www.aljamaa.info/vb/showthread.php?t=10858 من هو أبو الحسن الندوي] ،'''موقع منتديات العدل والإحسان'''
*'''مقال:''' [http://www.ikhwanonline.com/new/v3/Article.aspx?ArtID=24162&SecID=413 أبو الحسن الندوي يكتب عن الإمام البنا] ،'''إخوان أون لاين'''
*'''مقال:''' [http://www.alwasatnews.com/364/news/read/330961/1.html أبوالحسن علي بن عبدالحي الندوي] ،'''موقع دار الوسط للنشر والتوزيع'''
*'''مقال:''' [http://www.almaktabah.net/vb/showthread.php?t=37592  أبو الحسن الندوي الداعية المفسر الأديب] ،'''موقع منتديات مكتبتنا العربية'''
*'''مقال:''' [http://www.arabsdurra.com/vb/showthread.php?t=14703 الشيخ أبو الحسن الندوي رباني الأمة ]
|
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''تابع مقالات خارجية'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>
*'''مقال:''' [http://www.azhar2day.com/vb/showthread.php?t=41070 الداعية السلفي الفقيه الأديب الحكيم: أبو الحسن الندوي] ،'''موقع الأزهر اليوم'''
*'''مقال:''' [http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp?DocID=94811&TypeID=8&TabIndex=2 أبو الحسن الندوي.. مشروع فكري لخدمة الدعوة] ،'''وكالة أنباء'''
*'''مقال:''' [http://www.angelfire.com/mt/alaalam/alndwi.html عالم الهند]
*'''مقال:''' [http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&id=286 أبو الحسن الندوي جاب الأرض مبشراً بالإسلام] ،'''لها أون لاين'''
*'''مقال:''' [http://www.factway.net/characters.php?id=10  ( داعيــة المشـرق ) ... أبو الحسن الندوي] ،'''طريق الحقيقة'''
*'''مقال:''' [http://www.alghoraba.com/trajem/9_abu_alhasan_alnadwai.htm  رأى أنّه لابدّ أن يتولّى الإسلام الزمام لإنقاذ العرب والعالم]
*'''مقال:''' [http://www.4shared.com/dir/17112391/71cd2999/__sharing.html لتحميل مؤلفات الإمام أبو الحسن الندوي]
*'''مقال:''' [http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=242469 رأي العلامة السلفي أبو الحسن الندوي ومحب الدين الخطيب في حسن البنا] ،'''موقع أنا المسلم'''
*'''مقال:''' [http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=5059 الشيخ أبو الحسن الندوي لـ" مجلة الأدب الإسلامي":هذه الوسائل تؤكد عالمية الأدب الإسلامي] ،'''موقع باب'''
*'''مقال:''' [http://www.eshamel.net/vb/post131589.html?langid=8 شهادة ابو الحسن الندوي ..في الامام حسن البنا] ،'''موقع منتديات الشامل'''


.
|
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''تابع مقالات خارجية'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>
*'''مقال:''' [http://alafnan.jeeran.com/archive/2008/10/707303.html أبو الحسن الندوي فقيه الدعوة وسفيرها] ،'''خربشات صحفية'''
*'''مقال:''' [http://marebpress.net/articles/4295 الشيخ الندوي.. هدية الهند للعالم الإسلامي] ،'''موقع مأرب برس'''
*'''مقال:''' [http://thawra.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=75537386920081120221356 من اعلام التنوير..أبو الحسن الندوي] ،'''صحيفة الثورة'''
*'''مقال:''' [http://www.itihad.org/node/142 داعية القرن العشرين أبو الحسن الندوي] ،'''جمعية الإتحاد الإسلامي'''
*'''مقال:''' [http://shamsgo.jeeran.com/shams5jee/%D8%A3%D8%A8%D9%88%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%89.html الشيخ أبو الحسن الندوي] ،'''موقع جيران'''
*'''مقال:''' [http://hoffaz-org.3albal.com/alforqan/details.php?id=686 منهج (أبو الحسن الندوي) في التربية الإسلامية]'''موقع جمعية المحافظة'''
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''خطب ومحاضرات صوتية'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>
*[http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=205845 المسلمون في الهند] ،'''إسلام ويب'''
*[http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=205844 الفراغ في عالمنا المعاصر] ،'''إسلام ويب'''
*[http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=205836 هات صلاح الدين ثانية فينا] ،'''إسلام ويب'''
*[http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=94727 إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير] ،'''طريق الإسلام'''
*[http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=205835 الحل الوحيد لقضية فلسطين] ،'''إسلام ويب'''
*[http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=205834 أزمة هذا العصر الحقيقية] ،'''إسلام ويب'''
*[http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=4288 واقع العالم الإسلامي] ،'''إسلام ويب'''
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''وصلات فيديو'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>
*[http://www.youtube.com/watch?v=R2kiCa8Sba4&feature=player_embedded  حفل تكريم الشيخ العلامة أبو الحسن الندوي في جائزة دبي للقرآن جـ(1)]
*[http://www.youtube.com/watch?v=Cq8_hM_T7Fc&feature=player_embedded  حفل تكريم الشيخ العلامة أبو الحسن الندوي في جائزة دبي للقرآن جـ(2)]
.


|}
   
   
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٤٧، ٣ سبتمبر ٢٠١٨

الشيخ أبو الحسن علي الندوي

بقلم: محمد علي شاهين

تعريفه

هو الشيخ العلامة أبو الحسن علي بن عبد الحي الحسني (نسبة إلى الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما) النَّدْوي (نسبة إلى ندوة العلماء)، الهندي الجنسية ، العالمي العطاء ، شيخ الأمة ، ولسانها الناطق بالحق .

وهو أحد مؤسّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها الأوّل، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكّة المكرّمة، أمين عام ندوة العلماء في الهند، عضو مراسل للمجمع العلمي العربي بدمشق واللغة العربيّة بالقاهرة، عضو المجلس التنفيذي لدار المصنّفين في أعظم كرّة، مؤسس المجمع الإسلامي بالهند

ولد بقرية (تكيّة كلان) من مديرية (رائي بريلي) قرب لكهنؤ، ونشأ في أسرة متديّنة متعلّمة، نبغ منها عدد من العلماء والدعاة، كان من أبرزهم أبوه الشيخ عبد الحي الذي يعدّ بحق (خلّكان الهند)

وهو صاحب (نزهة الخواطر وبهجة السامع والناظر) العالم المصلح والداعية المخلص، أستاذ التفسير والأدب في دار العلوم، وكانت أمّه (خير النساء) شريفة النسب، شاعرة عابدة حافظة للقرآن ومؤلّفة للكتب، وتولّى أخوه عبد العلي تربيته بعد وفاة والده عندما بلوغ التاسعة من العمر.حفظ القرآن في البيت وجوّده، تعاونه أمه.

درس العربيّة على خليل محمد اليماني، والأدب العربي على محمد تقي الدين الهلالي، بجامعة لكهنؤ، وأتقن الإنكليزيّة والفارسيّة، إلى جانب لغته الأورديّة، وقرأ التفسير على الشيخ أحمد بن علي في لاهور، أكمل تعليمه في دار العلوم بندوة العلماء، ودار العلوم في ديوبند، وجامعة لكهنؤ، وتلقى تربيته الروحيّة على الشيخ عبد القادر الرائي فورى. تأثّر بفكر الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وأحمد بن عبد الأحد السرهندي، وشاه ولي الله الدهلوي، وكان الشيخ محمد الياس من أعظم أساتذته.

عمل مدرّساً بدار العلوم في لكنهؤ مدّة عشر سنوات ، واشتغل بالصحافة، وساهم في تحرير مجلّة (الضياء) التي تصدر بالعربيّة، والتي ترأّس تحريرها مسعود الندوي، ثم ترأس تحرير مجلّة (الندوة العلميّة) التي كانت تصدر عن ندوة العلماء بالأورديّة، ثم أصدر (مجلّة التعمير) النصف شهريّة بالأورديّة، ويعتبر أحد رؤساء التحرير لمجلّة (معارف) الأكاديميّة التي تمثّل المسلمين في شبه القارّة الهنديّة.

وأسّس جمعيّة لنشر الإسلام بين الهنود، وتولّى رئاسة (جامعة دار العلوم –ندوة العلماء) وأنشأ المجمع الإسلامي (أكاديمية البحوث الإسلاميّة) سنة 1959 زار الأمصار والحواضر، وعاش صدر حياته في قصر صدّيق حسن خان العالم السلفي، الأمير الكبير، أسكنوه فيه بعد موت أبيه، فذاق حياة الترف والنعيم، ولكنه زهد فيها.

اشتغل بالدعوة مع جماعة (التبليغ الإسلامي) بعد لقائه بالشيخ محمد الياس.

كانت بدايةُ معرفة أعلام الشرق العربي به عن طريق كتابه العظيم (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟) ، ثم إنه خرج في سنة 1370هـ - 1951م ، في رحلة جاب فيها عواصمَ الشرق العربي ، مستطلعاً أحوالها الدينيةَ والاجتماعيةَ والثقافيةَ، وكانت شهرتُه قد سبقته بكتابه الذي تناولته الأيدي والقلوب والعقول في بلاد العرب ، وكان في رحلاته يلقى علماءَ وأعلامَ الدول العربية واحداً واحداً ويُحدِّثُ كلاًّ منهم باهتمامه واختصاصه ، فيزيد إعجابُ العرب به ويُقدِّرون منزلته ويكرمون محضره ، ويطلبون إليه إلقاء المحاضرات في المساجد ودُور العلم والجمعيات؛

ويتحدث عنه العلامةُ الشيخ محمد الغزالي فيقول:

(عندما قرأنا للداعية الإسلامي الجليل العلامةِ أبي الحسن الندوي رسائلَه التي سبقت مقدمَه إلى مصر، ثم عندما قرَّت عيونُنا برؤيته وطابت نفوسُنا بعِشرته ، تأكدت لنا هذه الحقيقةُ الكريمة وزِدنا بها إيماناً ، وهي أن الإسلام على اختلاف الأمكنة والأزمنة يصنع نفوسَ أتباعه على غرار واحد ، ويجعل المَشابِهَ قريبةً جداً بين نظرتهم إلى الأشياء وأحكامهم على الأمور) .

وفي دمشق كان قد التقى أيضاً كثيراً من الدعاة والمصلحين آنذاك ، كالشيخ مصطفى السباعي المراقبِ العام للإخوان المسلمين ، والشيخ أحمد كفتارو و محمد المبارك و عمر بهاء الدين الأميري وغيرهم رحمهم الله تعالى جميعاً .

وكان الشيخُ كفتارو يُكِنُّ له مَودَّةً كبيرة ، ويبدو أن العلامةَ الندوي عاتبه على صلته بالمسئولين الحكوميين الفاسدين ، فدافع الشيخ كفتارو عن ذلك بأنه يريد أن يستفيد منهم لصالح المسلمين قدر الإمكان .

وكان مما يميز العلامةَ الندوي قُربُه من جميع التيارات الإسلامية المعاصرة ، وصِلتُه الوثيقةُ بأعلامها ومُبَرّزِيها ، سواء منها السلفية أو الصوفية أو الإخوانية أو غيرها ، مما أتاح له أن يدرس مناهجها ويتعرَّف على أفكارها عن قرب ، وأن يتوصَّل في النهاية إلى التيار الذي رآه الأَصلحَ والأقدرَ على النهوض بالأمة من بين تلك التيارات ، فقال في مذكرات رحلته بعد بحثه الطويل :

(أصبحتُ أَعتقدُ بعد زيارة بعض البلاد العربية والاطلاع على أحوالها ، أن حركةَ الإخوان المسلمين إذا قَوِيَتْ وانتظَمَتْ على خطوط ثابتة ، هي المنقذُ الوحيد بحول الله تعالى للعالم العربي من الانحلال والاندفاع القوي إلى الهاوية ، لذلك أصبحتُ أُعَلِّقُ عليها أهمية كبيرة ، وأَحملُ لها بين جوانحي حُباً عميقاً) .

أَسَّسَ العلامةُ الندوي الكثيرَ من المؤسسات الإسلامية سواءً في الهند أو في العالم ، وحصل على كثير من عضويات الهيئات والمؤسسات الدعوية والعلمية والعالمية ، وكان من أبرز مُؤَسِّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية واختير أولَ رئيس لها ، وترك ثروةً علمية كبيرة من المؤلفات الدعوية والفكرية والأدبية قاربت ثلاثمائة عنوان باللغة العربية فقط ، إذ كان رحمه الله يتقن إلى جانب اللغةِ العربيةِ الأورديةَ والإنجليزيةَ .

بنى للإسلام في نفوس تلاميذه حصوناً أمتن من حصون الحجر، بنى أمّة من العلماء الصالحين، والدعاة المخلصين، وكان لمحمد إقبال أثر كبير في توجيهه الأدبي والفكري.

تميّزت مؤلّفاته بالدقّة فكتب عن روائعه وأفكاره، وتأمّلاته الفلسفيّة.

رأى أن الأحداث التي عاصرها وعلى رأسها سقوط الخلافة، دعمت إيمانه بأن الإسلام لابدّ أن يتولّى الزمام لإنقاذ العرب والعالم، لأن الحل الوحيد لمأساة الإنسان يكمن في تحوّل قيادة العالم إلى أيد مؤمنة بقيم الإنسانيّة، وكان محور إصلاحه: مكافحة الغزو الفكري، وبثّ روح الاعتزاز بالإسلام في المسلمين، ومقاومة الردّة وآثارها، وخاطب العرب وركّز عليهم اهتمامه، لأنّهم يحملون استعداداً روحيّاً ومعنويّاً وماديّاً لقيادة العالم الإسلامي، وبالتالي لقيادة العالم أجمع، وكان حريصاً على نهضة العرب بمواهبهم وكفاءاتهم.

وحدّد واجب العلماء والطبقة المثقفة في مقال منشور بمجلّة (البعث الإسلامي) قائلاً:

إن مسؤوليّة العلماء والمفكّرين المسلمين في العصر الحديث بعد مواجهتهم للتحدّيات المعاصرة وإثباتهم أن الإسلام قادر على قيادتها وترشيدها والسموّ بها هي أن يفضّلوا الإسلام على كل جماعة، ومؤسّسة، ومدرسة، وطائفة، وحزب، وإذا رأوا أن بقاء الإسلام يتطلب أن نحمي جميع الأسماء واللافتات والشعارات والشارات والأحزاب والجماعات؛
فليكن ذلك موضع عنايتهم ولا يقعن تلكؤ منهم أو إحجام للحظة واحدة، وليكن مصلحة الدين والعقيدة مفضّلة على عمل كل مصلحة حزبيّة، أو جماعيّة، وليكن واضحاً أن الدين والإيمان وازدهارهما هو الهدف، سواء رجع الفضل إلينا أو لغيرنا من الإخوان في العقيدة والدين.

قام برحلات إلى السعودية ومصر وسوريا، وغيرها من البلدان الإسلاميّة، ولم يكتف بتأليف الكتب، أو إلقاء المحاضرات، بل راسل الحكّام والملوك، وأشار إلى مواطن الضعف والخطر، الذي يحدق بالأمّة الإسلاميّة، وانتصر لقضايا المسلمين السياسيّة والثقافيّة، وأنشأ مدرسة فكريّة وأدبيّة، ظهر طابعه في كتابات المتخرّجين منها، تلك المدرسة التي جمع روّادها العناصر والشروط الفنيّة الموافقة للإسلام.

من أبرز تأمّلاته

قضيّة الإصلاح والتغيير، حيث رأى أنّ المنهج الاصلاحي الذي نريده ينبع أساساً من تكوين الفرد تكويناً نوعيّاً، ويحمل على بعض المصلحين الذين خلطوا الواقع الاصلاحي بالتجربة والروح الغربيّة، وكان يندهش من المسلمين الذين اطمأنّوا لتدريس أبناءهم في المؤسسات العلميّة الغربيّة، وغفلوا عن هدف الغرب في القضاء على الهويّة الإسلاميّة لهم، وتنبّه إلى ضرورة إحداث تغيير شامل في الجامعات الإسلاميّة من خلال ربط العلم بالتربية ؛

وأولى اهتماماً كبيراً بالمنهل العلمي الذي يتلقّاه الشباب، فلا بدّ من تصفية هذا المنهل من خلال توحيد التعليم ليكون وحدة شاملة تجمع بين الوسائل والغايات ؛ وتحفّظ واحترز في التعامل مع حريّة المرأة في بداية نضوجه العلمي عام 1951 وأبدى اعتراضه على دخول المرأة المؤسّسات التعليميّة، لكنّه أشار عام 1983 إلى ضرورة أن تتكامل المرأة مع الرجل في المجتمع الذي يحياه كلاهما، إذ أنّ للمرأة قدرةً للبلوغ إلى الكمال.

وصفه الشيخ علي الطنطاوي لما زاره سنة 1373/1954 في لكهنؤ فقال:

وجدته في الأحوال كلّها، مستقيماً على الحق، عاملاً لله، زاهداً حقيقّياً زهد العالم العارف بالدنيا وأهلها.

ووصف الدكتور ليث القيسي الإمام الندوي بأنّه:

رمز بارز من رموز الدعوة الإسلاميّة، ومعلم ظاهر في الحقبة التاريخيّة التي عاشها، وطاقة فعّالة وجذوة لم تنطفئ، قضاها كاتباً ومحاضراً ومشاركاً في الندوات والمؤتمرات ؛ وتحدّث القيسي عن جهوده في خدمة السيرة النبويّة فأشار إلى أنّ جهود الندوي في السيرة لا تفهم إلاّ من خلال خلفيّة تاريخيّة ميّزت كتاباته وتزامنت مع طبيعة التحوّلات الفكريّة السياسيّة التي مرّت بها الأمّة الإسلاميّة خلال القرن العشرين الذي علت فيه الفكرة الغربيّة في صراعها للفكرة الإسلاميّة؛
وشخّص العلّة وبيّن ما خسره العالم بتراجع المسلمين عن القيادة إلى التبعيّة ثقافيّاً وفكريّاً وسياسيّاً، وانطلق إلى طرح قضايا الأمّة معالجاً لها من خلال توظيف السيرة توظيفاً فعّالاً، وكان منطلقه من (الطريق إلى السنّة) وثمرته كتاب (السيرة النبويّة) الذي ضمّنه منهجاً خاصّاً في كتابة السيرة؛أمّا منهجه في كتابة السيرة فينطلق من خلال البعد التاريخي، والبعد الحضاري، والبعد الإنساني، والبعد الدعوي والتربوي، والبعد العقائدي، والتكامليّة بين العلوم.

أكّد على عالميّة الرسالة وإنسانيّتها، وفي ذلك ما يبعث على الغيرة، وما يبعث على أن يتنافس العرب، وأن يسبقوا لأنّهم أهل الفضل وأهل الرسالة، وأهل الدعوة، وأشاد بدور العرب لأنهم الذين أشركونا في هذه الثروة السماويّة السامية الأخيرة، وأنّ هذه الدعوة قد لبيّت تلبية حسنة، وكانت مستجابة استجابة كريمة تليق بإخواننا العرب وبشرفهم وبمكانتهم وبزعامتهم وقيادتهم.

أسس رابطة الأدب الإسلامي وترأّسها، وفي حفل افتتاح مؤتمر الهيئة العامّة لرابطة الأدب الإسلامي الذي عقد في إستانبول سنة 1410/1989 لفت الأنظار أنّ الأدب قد أصبح عاملاً من أقوى العوامل للإفساد والإصلاح، وأنّه أصبح يلعب دوراً ناقضاً للقيم، وناقضاً للكليّات وناقضاً للمسلّمات.

رأى أنّ النقد للأدب بمثابة الميزان للعمل الأدبي، ويندرج نقده المعياري عند خمس قضايا جوهريّة هي: حدود الأدب الإسلامي ومفهومه، وأهميّة الشكل والمضمون في النص، والطبع والصنعة، والأجناس الأدبيّة وخصائصها، ووظيفة الأدب وغايته.

وكان كاتباً غزير الانتاج، صاحب منهج متميّز عن غيره من المفكّرين والباحثين المعاصرين بسبب معرفته لعدد من اللغات كالعربيّة والأورديّة والانجليزيّة والفارسيّة، وسعة اطّلاعه على مصادر الحضارات غير الإسلاميّة، فضلاً عن تعمقه في التاريخ الإسلامي، بلغت مؤلّفاته مائة وستّة وسبعين ما بين رسالة وكتاب وبحث، تميّزت كلّها بالغوص العميق في تفهم أسرار الشريعة، والتحليل العميق لمشاكل العالم الإسلامي منها:

نال جائزة الملك فيصل العالميّة لخدمة الإسلام سنة 1400/1980.

وفاته

انتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة 23 من رمضان 1420هـ ، قبل صلاة الجمعة وبعد أن توضأ استعداداً للصلاة وشَرَعَ بقراءة سورة الكهف .

رَحِمَ الله تعالى الشيخَ أبا الحسن رحمة واسعة ، وحشره مع نبيه وحبيبه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأَوردَه حوضَه الشريف .

المراجع

  1. مذكرات سائح في الشرق العربي . الندوي .
  2. مقدمة الشيخ محمد الغزالي لرسالة الندوي : أريد أن أتحدث إلى الإخوان.
  3. مقال (رباني الأمة وداعية الإسلام)للشيخ يوسف القرضاوي من موقع إسلام أون لاين نت .
  4. تعريف بالشيخ الندوي من موقع رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
  5. جائزة الملك فيصل العالمية ص 47 الأمانة العامّة.
  6. علماء ومفكرون عرفتهم ج 1 ص 125 محمد المجذوب.
  7. علماء العرب في شبه القارة الهندية ص 709 يونس السامرائي.
  8. الدراسات القرآنية المعاصرة ص 497 محمد السديس.
  9. أدب الصحوة الإسلامية ص 69 واضح الندوي.
  10. ذكريات علي الطنطاوي ج 8 ص 101 و111و121.
  11. مجلة الفيصل ع 39 رمضان 1400/1980 س 4 مقال: أبو الحسن الندوي مفكر وداعية ، لعبد الحليم عويس.
  12. مجلّة المجتمع س 20 ع 914 تاريخ 14 نوفمبر 1989 كلمة أبي الحسن الندوي في حفل افتتاح الهيئة العامّة لرابطة الأدب الإسلامي.
  13. مجلّة المجتمع أبو الحسن الندوي شاهد القرن ع 1397 تاريخ 25/4/2000.
  14. أعلام الصحوة الإسلاميّة م 1 ص ...تأليف محمد علي شاهين.

المصدر : مجلة الغرباء الإلكترونية

روابط ذات صلة

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

وصلات خارجية

مقالات خارجية

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات خارجية

خطب ومحاضرات صوتية

وصلات فيديو

.