آخر ما كتبه د. عصام العريان قبل اعتقاله: خواطر قرآنية (8)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
آخر ما كتبه د. عصام العريان قبل اعتقاله: خواطر قرآنية (8)


بتاريخ : الخميس 31 اكتوبر 2013

يقول تعالى في سورة القصص، الآيات من 56 – 60: (إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ . وقَالُوا إن نَّتَّبِعِ الهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَ لَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا ولَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ . وكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إلا قَلِيلاً وكُنَّا نَحْنُ الوَارِثِينَ . ومَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ومَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إلا وأَهْلُهَا ظَالِمُونَ . ومَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وزِينَتُهَا ومَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم.

1) تأتي الآيات بعد أن قص الله على نبيه وعلينا أمر أهل الكتاب الذين آمنوا فآتاهم الله أجرهم مرتين بما صبروا وتسامحوا وأنفقوا وإعراضهم عن اللغو.
2) هؤلاء هم قوم الرسول صلى الله عليه وسلم من كفار قريش الذين أحب هدايتهم ودخولهم في الإسلام وقضى بمكة 13 عاما يدعوهم، والسورة مكية، القول الفصل إن الهداية من عند الله وهو أعلم بعباده وليس لك من الأمر شىء.
3) يقص الله علينا سببا قدمه الكفار وهو الخشية من أعدائهم وممن حولهم في جزيرة العرب والعالم (نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا) ولا يزال السبب قائما في نفوس المنافقين، ويأتي الرد من الله بتذكيرهم بالنعم العظيمة التي أنعم بها عليهم بجوارهم للحرم الشريف والرزق الذي يأتيهم من كل مكان، ولا يزال يتدفق عليهم، بل اليوم أعظم وأكبر "البترول".
4) يخوف الله الكافرين والمعاندين من سنته الجارية بهلاك الأمم من قبلهم وكانوا يمرون على مساكنهم شمالا "ثمود" وجنوبا "عاد"؛ لأنهم تكبروا على الهدى الذي جاءهم به الأنبياء "صالح وهود" عليهم السلام وأصبحت مساكنهم آثارا لم تسكن.
5) الظلم سبب هلاك الأمم وذهاب الملك، ولا هلاك إلا بعد الإنذار والبينة.
6) المؤمنون بالآخرة يعلمون أن ما أعده الله لعباده المؤمنين في الآخرة هو أفضل وأعظم، وهو أبقى وأخلد لا يزول أبدا، فهل يعقلون؟!
7) هذه الآيات ككل آيات القرآن صالحة لكل زمان ومكان، ويجب تدبرها مع انقطاع الوحي وختم الرسالات في سياق جديد، فكم أسر حاكمة زالت وزال ملكها بسبب الظلم الذي هو يؤذن بالخراب والبطر والكبر مع توالي البينات والإنذارات لكل حاكم.
8) في السورة التالية يأتي الرد المفحم من الله حيث يقول تعالى: (أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا ويُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، ويا له من تبكيت وتحذير لكل من جاوروا الحرم المكي الشريف أن يعرفوا الحق فيتبعوه ويشكروا نعمة الله عليهم وإلا لحقهم جزاء كل من تمتع بالدنيا قليلا.

والله أعلم

المصدر