«4» أسباب وراء وحشية جنرال العسكر مع الإسلاميين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"4" أسباب وراء وحشية جنرال العسكر مع الإسلاميين


أسباب وراء وحشية جنرال العسكر مع الإسلاميين.jpg

كتبه:حازم الأشموني

(28 يناير 2018)

مقدمة

نهايات الفتوات تتسم بالدراماتيكية الفجة، ففي فيلم "الشيطان يعظ" يموت الفتوة "الديناري"، الذي أداه العبقري عادل أدهم، على يد "شطة" وهو صبي تافه، جسد دوره نور الشريف، بطعنة مباغتة إلى قلبه إثر معركة بينهما، بعدما قهره الفتوة واغتصب زوجته أمام عينيه؛ إمعانًا في كسره. وكانت الخلاصة أنه إذا أردت أن تكون فتوة، فعليك أن تحسب العواقب جيدًا، ذلك أنك كلما "تفرعنت"، كلما كان حسابك ثقيلًا، وستسدده من دون شك.

فماذا فعل الإخوان والإسلاميون ليقع عليهم هذا الإجرام الوحشي من جانب مليشيات العسكر وزعيم عصابة الانقلاب؟ ألم يفوزوا بثقة الشعب في أنزه انتخابات في تاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير، وحصلوا على الأكثرية في مجلس النواب والأغلبية في مجلس الشوري؟ ألم يفز مرشحهم الدكتور محمد مرسي بأنزه انتخابات رئاسية في تاريخ مصر كله منذ 7 آلاف سنة؟ ألم يحتكموا إلى صنادق الاقتراع وفازوا بثقة الشعب وفق المعايير الديمقراطية؟ فلماذا ينقلب عليهم العسكر بهذه الوحشية ويعاملونهم بكل هذا الإجرام غير المسبوق؟!.

فما زلنا لا نعرف إلا اليسير من تفاصيل ما كان يدور من وراء الكواليس، ولكن تواترت الروايات حتى الآن بأن الإخوان لم يكونوا على الاستعداد للتفاوض على حق الشعب في الاختيار. ولذلك فهم الآن يدفعون ثمنًا باهظًا، من قتل وسجن وتشريد، وحظر وتحريض، واتهام وتشويه. ولو أن الإخوان وعلى رأسهم الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، أبدوا استعدادا للتنازل عن حق انتزعه الشعب من براثن الطاغية بثورته العظيمة، لربما أفلتوا من العقاب الجماعي الذي أوقعه الظالمون بهم.

التنظيم الأكثر شعبية

السبب الرئيس وراء ذلك، هو أن الإخوان هم التنظيم الأكثر شعبية في مصر، هم الأكثر حضورا ومشاركة في ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام الطاغية حسني مبارك الذي امتد لـ30 سنة، وهم من حالوا دون نجاح مرشح العسكر في انتخابات 2012 الفريق أحمد شفيق.

فالإخوان بعد مساهمتهم الكبيرة في الإطاحة بنظام مبارك، تمكنوا من وأد مخططات المؤسسة العسكرية في تكريس حكمها بعد ثورة 25 يناير، وفازوا على كل الأحزاب التي دعمتها المؤسسة العسكرية في انتخابات ما بعد الثورة، ثم فاز مرشح الجماعة محمد مرسي على مرشح المؤسسة العسكرية الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية.

وهنا أدرك العسكر أنهم لن يوقفوا زحف الإخوان الشعبي بالوسائل الديمقراطية، فكانت عمليات العرقلة والتعويق ثم الانقلاب العسكري المباشر بعد محاولات انقلابية سابقة كما جرى في جنازة جنود العريش أول أغسطس 2012، ثم محاولة الانقلاب أول ديسمبر 2012م، ومحاولات اقتحام قصر الاتحادية من بلطجية تابعين لمؤسسات أمنية نافذة.

مليارات الخليج ودعم الصهيونية

السبب الثاني وراء هذه الوحشية المفرطة، هو المليارات التي دفعتها دول خليجية لجنرالات العسكر الكبار من أجل القضاء نهائيا على معالم ثورة 25 يناير، ووأد تطلعات الشعب المصري نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

فقد رأت هذه الدول (السعودية والإمارات) في ثورة يناير خطرا على عروش حكامها المستبدين، فخافت أن تنتقل عدوى الثورة إلى شعوبها، فتثور لتطالب بالحرية والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة نزيهة، كما رأى الصهاينة أن نجاح الثورة وتكريس حكم ديمقراطي في مصر يمثل خطرا على وجودها، فكانت المخططات المؤامرات حتى تعود مصر إلى الاستبداد والديكتاتورية من جديد.

يقول الكاتب الإسلامي عزام التميمي، في مقاله المنشور اليوم السبت 27 يناير 2018م بعنوان "في ذكرى ثورة يناير وبانتظار الجولة الثانية"، في سياق تعليقه على ثورة يناير:

"كان طبيعيا أن تكون صناديق الاقتراع هي وسيلة ذلك (التنافس على الحكم). لكن ما لم يكن طبيعيا، وكان سببا في الكارثة التي حلت بمصر منذ الثلاثين من يونيو 2013، هو انقلاب بعض النخب السياسية على الآلية الديمقراطية لأنها أتت بالإخوان المسلمين، ذلك الانقلاب الذي تمثل في تحالف هؤلاء، حقدا على الإخوان وحسدا لهم، مع الثورة المضادة التي نفذها عسكر مصر بتمويل سعودي إماراتي ومباركة صهيونية، فأجهضت مسيرة التغيير وقضت على حلم الشعب في الحرية والكرامة".

حرمان المصريين من الديمقراطية

السبب الثالث هو حرمان المصريين من الديمقراطية؛ يقول التميمي:

"لم يكن الإخوان بالذات هم هدف الثورة المضادة، رغم أن هذا ما أشيع وما زال يظنه البعض سذاجة. لو كان غير الإخوان هم من جاءت بهم صناديق الاقتراع إلى البرلمان، لحُل البرلمان، ولو كان رئيس مصر الذي صوت له أكثر من نصف المقترعين بحرية ونزاهة من غير الإخوان لانقُلب عليه".

ويضيف التميمي

"نقل السلطة إلى الشعب هو المستهدف بالإعاقة والإحباط بل والحظر التام؛ وذلك لأن تحول مصر إلى بلد ديمقراطي يختار الشعب فيه حكامه ويحاسبهم ويستبدلهم كل حين، كان سيعني تخلص المنطقة العربية بأسرها، ولو بالتدريج، من أنظمة الاستبداد والظلم والفساد". "ولو كان غير الإخوان هو من وقع ضده الانقلاب لما كانت الحملة التي شنها العسكر عليهم أقل شراسة، انتقاما منهم وردعا لغيرهم".

عصابات لا جيوش

السبب الرابع أن ما تسمى بالجيوش العربية، هي بالأساس عصابات تسيطر عليها جنرالات خونة وفسدة، لا يعنيهم الوطن بقدر ما يعنيهم الحفاظ على امتيازاتهم ومكاسبهم.

يقول التميمي:

"الإخوان وغير الإخوان لم يفطنوا– كما لم نفطن معهم– أن الجيوش في عالمنا العربي ليست في الواقع جيوشا وطنية، بل هي مراكز قوى فاسدة، تنهب أقوات الناس وتتنعم بالخيرات وتستأثر بالامتيازات، بينما عامة الشعب يعاني الأمرين. كانوا يقولون عن عساكر مصر إنهم خير أجناد الأرض، ولم يدركوا أن جيش مصر في زمننا كما جيوش باقي الدول العربية لم تنشأ لحماية الأوطان، ولم تُربَ على الولاء للأمة، وإنما هي كيانات ضخمة مترهلة تديرها عصابات أو مافيات".

المصدر