" لو " و " لولا " و " يا ليت "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
" لو " و " لولا " و " يا ليت "

بقلم : صادق أمين

(21/10/2014)

ما بين آن و آخر صوت يفلسف ضعفه و ما أكثر الحجج؛ خاصة بعدما لفحتنا حرارة الأحداث و ذقنا طعم الدماء و تجربة الانقلاب و أقيمت السدود في طريقنا و ترصد لنا الموت و السجن.

فلا تصدقوا هذه الأصوات؛ لأنها الموت بعينه، و الحق لا ينتصر إلا بالمجاهدة المستمرة؛ فلا ترهبوا الحديد و النار، فعزيمة المؤمن الصادق أقوى من الحديد و أقوى من النار .. فانطلقوا يغفر الله لكم.

و اعلموا أن الضعف في الكيان البشري أمر فطري مقبول ما دام في حدوده المأمونة التي لا تُسقط الإنسان في مهاوي الخطأ، و ضعوا نصب أعينكم وصية المفكر " مالك بن نبي " ( إن كل حركة تفقد غايتها، أعني أن غايتها لم تتحدد بوضوح ، فإن من شأنها التيه في السبيل و التبذير في الوسائل و الخطأ في الهدف ).

و غاية ما في الأمر أن ندرك سنن الله و أن نطمئن إلى قدره و أن نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا و أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا و أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا و من ثَم ( فصاحب هذا التصور _ و الكلام للأستاذ سيد قطب _ لا يتلقى الضراء بجزع، و لا السراء بالزهو، و لا تطير نفسه لهذه أو لتلك، و لا يتحسر على أنه لم يصنع كذا ليتقي كذا أو ليستجلب كذا بعد وقوع الأمر و انتهائه! فمجال التقدير و التدبير و الرأي و المشورة، كله قبل الإقدام و الحركة؛ فأما إذا تحرك بعد التقدير و التدبير _ في حدود علمه و في حدود أمر الله و نهيه _ فكل ما يقع من النتائج فهو يتلقاه بالطمأنينة و الرضى و التسليم؛ موقناً أنه وقع وفقاً لقدر الله و تدبيره و حكمته و أنه لم يكن بدٌ أن يقع كما وقع و لو أنه هو قدم أسبابه بفعله!..توازن بين العمل و التسليم، و بين الإيجابية و التوكل، يستقيم عليه الخطو، و يستريح عليه الضمير.. فأما الذي يفرغ قلبه من العقيدة في الله على هذه الصورة المستقيمة، فهو أبداً مستطار، أبداً في قلق، أبداً في " لو " و " لولا " و " يا ليت " و " وا أسفاه " ).

و من هنا ندرك لماذا أصاب الوهن مجتمعنا بما أفقده عافيته و جعله عاجزاً عن إعلان غضبه و مدمناً لابتلاع مراراته و اختزانها في بئر تبدو بلا قاعٍ؟!

و خلاصة القول أن تكون حماستنا قائمة على عقيدة كالصخر لا يدخل إليها شك و لا يضعف من سورتها ظلم و لو كلف أصحابها مهجهم، و صدق مَنْ قال :

لا تقل ينقصنا سيف و نار *** إن بالإيمان تندك الجبال.

المصدر