"أشباه دولة" و"أهل الشر" تكشفان ورطة السيسي في "الفرافرة"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"أشباه دولة" و"أهل الشر" تكشفان ورطة السيسي في "الفرافرة"


السيسي في الفرافرة.jpg

جميل نظمي

(05/05/2016)

مقدمة

حاول أن يقلد الرئيس محمد مرسي، الذي احتفى بالقمح كسلعة إستراتيجية ولكنه فشل؛ نظرا للفارق الجوهري بين من يمثل على شعبه ومن يعمل من أجل شعبه. ففي الوقت الذي جاءت فيه كلمات مرسي واضحة وصريحة، بأن من لا يملك قوته لا يملك قراره، كرسالة واضحة بطموح مصر لاستقلال قراراتها وامتلاك إرادتها، على عكس ذلك، جاءت كلمات السيسي مهتزة ومعبرة عن حالة من الارتباك والقمع والديكتاتورية التي تخفي فسادا بـ"تريليونات الجنيهات"، سيدفع ثمنها الشعب المصري.

وكعادته، لجأ عبد الفتاح السيسي إلى "أهل الشر" خلال حديثه عن إنجازات "لا يراها أهل الخير"، وهو ما تكرر في عدد من خطاباته السياسية في مناسبات عدة، بصورة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة المصرية، على مدى عقود من الزمن، أن يلجأ "رئيس" لإخفاء مشروعات خوفا من معارضين له.

وقال السيسي:

إن "الدولة لا بد أن تكون دولة حقيقية"، مؤكدًا "نحن في "أشباه دولة". مشيرا- أثناء كلمته في عيد الحصاد بالفرافرة بالوادي الجديد- إلى أن الدولة التي يتحدث عنها هي دولة القانون والمؤسسات، مضيفًا "دولة بتحترم نفسها والعالم بيحترمها".

وتابع

"اوعوا تفتكروا هيتعمل الكلام ده والناس هتسيبنا، لا الناس مش هتسيبنا، كل ما يتعمل إنجازات أكتر أهل الشر هيعملوا مكايد أكتر".

وأضاف

"لازم نكون كلنا كدة- مشيرا بإصبعه الشهير- لا يمكن أن نسمح للاختلاف بيننا وبين بعض، مصر قوية بيكوا وبوحدتكوا وفهمكوا إيه بيتعمل ليكوا إنتوا يا مصريين".

وفي مخدرات أدمنها السيسي ومدير مكتبه عباس كامل، حاول السيسي إيهام الشعب بأن هناك إنجازات، قائلا: إن ما تم تنفيذه غير مسبوق، ويصعب على أي شعب تنفيذه في هذه المدة"، متناسيا المصاعب والمشكلات الحياتية التي يعانيها ملايين المصريين، من ارتفاع أسعار، واختفاء كثير من الأدوية، وأزمات الزراعة، وأزمة استلام محصول القمح في مناطق الصعيد والوجه البحري.

طباخ الرئيس

وعلى طريقتي "أبو لمعة" و"طباخ الرئيس"، روى السيسي مقابلة تمت مع مجموعة من المصريين- خلال سيره على كورنيش الإسكندرية منذ أيام- أثناء استقلالهم أحد أتوبيسات النقل العام، قائلا: "لقيت الناس اللى فيه وقفوا وبدؤوا يحيونى ويقولوا متخفش إحنا معاك"، وأنه رد على هؤلاء المصريين قائلا، "اللى يوقف يوم 3/7 مبيخفش خالص"، موجها كلامه إلى "قوى الشر" قائلا: "اللى يقف فى نوفمبر 2013 ويدعو الى حوار مع النظام وقتها مبيخفش"، وهو دليل إدانة سيدفع السيسي نحو المشنقة؛ لكشفه عن دوره فى التجهيز للانقلاب العسكري على إرادة المصريين.

وبالمخالفة للبروتوكولات الرئاسية، بالتعليق على مستجدات الأزمات المجتمعية التي تمر بها البلاد خلال خطابات الرئيس، تجاهل السيسي الحديث عن أزمة اقتحام الداخلية لنقابة الصحفيين، ورفض أعضاء الجمعية العمومية للنقابة هذا الإجراء، أو مطالب الجمعية العمومية للصحفيين أمس.

حوض السمك

وتحدث السيسي عن المشاريع التي قال إنها تحققت على الأرض خلال العامين الماضيين، مشيرا إلى أن أبرزها "إنشاء أكبر حوض سمك في الشرق الأوسط"، سيتم خلال شهر أغسطس القادم، افتتاحه بكفر الشيخ على مساحة 20 ألف فدان، بالإضافة إلى مشاريع زراعية وعقارية في مناطق متفرقة.

وطالب السيسي الشباب بالعمل وبذل الجهد، مؤكدا أنه عمل على توفير كافة التسهيلات للحصول على عمل بالمشروعات القومية التي تفتتح، وذلك دون أن يشير إلى أن غالبية تلك المشرعات تنفذها شركات الجيش والمخابرات، التي لا تحتاج إلى أيد عاملة، حيث يتم الاستعانة بمجندي القوات المسلحة دون أجر.

ووجه رسالة للشباب قائلا:

"عايز تستثمر تعالى خد حوض اثنين أو ثلاثة.. كل شيء موجود، بس اشتغل أنت بس.. رحمتكم من الفساد والبيروقراطية.. وفرت لكم كل الأشياء".

وفي سياق آخر، أكد أنه تم تضاعف إنتاج الكهرباء بتكلفة 400 مليار جنيه، لافتا إلى أنه يعمل على إنشاء 7 مدن جديدة على مساحة مليار متر. وفي مخالفة لقواعد إدارة الدول- بما يؤكد ما ذهب إليه بأننا في "أشباه دولة"- أشار السيسي إلى أن تكلفة المشروعات القومية بلغت تريليونا و 300 مليار جنيه، مؤكدا أنه "أشرف على كل جنيه صرف على تلك المشروعات؛ وذلك لضمان وصوله إلى المكان السليم"، متناسيا إقالته قبل أيام لرئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بالمخالفة لدستوره الذي أقره في 2014، لكشفه الفساد في مؤسسات الدولة الذي يقدر بنحو 600 مليار جنيه.

"مميش" يكذب السيسي

ولعل أخطر ما ورد في خطاب الفرافرة، ما ادعاه السيسي بأن إيرادات قناة السويس لم تنخفض، بل على العكس زادت بعد افتتاح التفريعة الجديدة للقناة، في أغسطس الماضي. ونفى السيسي وجود تراجع في إيرادات قناة السويس، مؤكدا زيادة الإيرادات بعد افتتاح التفريعة الجديدة. مضيفا "سمعت ناس بتقول إن إيرادات قناة السويس قلّت.. لا طبعا.. إنما زادت.. وأنا لما بقول كده، ده كلام مسؤول".

لكن بيانات هيئة قناة السويس تظهر تراجع إيرادات القناة خلال العام الماضي، وأول شهرين من هذه السنة. وتجاهل السيسي جميع البيانات الرسمية الصادة عن هيئة قناة السويس والبنك المركزي المصري، ووزارة المالية التي تؤكد تراجع إيرادات قناة السويس. ولم يكشف السيسي عن قيمة إيرادات قناة السويس أو نسبة الزيادة التي تحققت.

وكانت هيئة قناة السويس قد أعلنت، في يناير الماضي، عن انخفاض إيرادات القناة في العام الماضي إلى 5.175 مليارات دولار، بانخفاض بلغ 290 مليون دولار عن 2014، الذي وصلت فيه إلى 5.465 مليارات دولار. وأرجع ناجي أمين، مدير إدارة التخطيط في هيئة قناة السويس، في مؤتمر صحفي عقدته الهيئة للإعلان عن إيرادات العام 2015، انخفاض إيرادات القناة إلى "أسباب متعددة تتعلق بوحدة حقوق السحب الخاصة (SDR)، وتتعلق أيضا بانخفاض سعر البترول عالميا".

وحسب بيانات رسمية، شهدت إيرادات قناة السويس تراجعا منذ إطلاق التفريعة الجديدة. فقد أكد البنك المركزي المصري، في تقرير أصدره يوم الخميس الماضي، تراجع إيرادات قناة السويس للعام المالي الثاني على التوالي، رغم إنفاق مصر 8 مليارات دولار على التوسعات الجديدة للقناة بهدف رفع إيراداتها.

وقال البنك المركزي المصري، في التقرير، إن رسوم مرور السفن عبر قناة السويس تراجعت بما يقارب 210 ملايين دولار، خلال النصف الأول من العام المالي الجاري (2015-2016)، لتحقق أكثر من 2.646 مليار دولار، مقابل 2.857 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق.

وفي 29 فبراير الماضي، قال تقرير الملاحة الرسمي الصادر عن قناة السويس، إن إيرادات القناة تراجعت للشهر السادس على التوالي، وتراجعت الإيرادات خلال شهر يناير الماضي بنسبة 5.2% عن إيرادات الشهر نفسه من العام الماضي، حيث بلغت 411.8 مليون دولار مقابل 434.8 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي، بتراجع نحو 23 مليون دولار.

وبلغت حمولات السفن، وفق التقرير نفسه، "80.6 مليون طن، بتراجع 2.3% عن حمولات السفن خلال الشهر نفسه من العام الماضي، والتي بلغت 82.5 مليون طن". وتراجعت إيرادات قناة السويس خلال السنة الماضية بنحو 290 مليون دولار رغم توقع الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، عقب افتتاح التفريعة الجديدة في السادس من أغسطس الماضي، زيادة ربحية قناة السويس إلى 20 مليار دولار.

وتأخرت القناة في الإعلان عن الإيرادات لمدة شهر، حيث كان من المفترض إعلانها في بداية الشهر الماضي، في ظل حالة ارتباك واضحة؛ بسبب استمرار تراجع إيرادات القناة منذ افتتاح التفريعة الجديدة، وفق مصادر رسمية. وعزت هيئة قناة السويس، في بيان، تراجع الإيرادات إلى "انخفاض أسعار البترول، وتباطؤ معدلات نمو الاقتصاد الصيني إلى ما يقرب من 6.5% مقارنة بمعدلات فاقت مستوى 10% في سنوات سابقة".

وأظهرت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن مجلس الوزراء المصري كذلك تراجع إيرادات هيئة قناة السويس بواقع 68.8 مليون دولار خلال أول شهرين بعد افتتاح التفريعة الجديدة، ولجأت هيئة القناة إلى اقتراض مليار دولار من الجهاز المصرفي المحلي. وتراجعت إيرادات قناة السويس، خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين بنسبة 7% من 979.7 مليون دولار في 2014، إلى 910.7 ملايين دولار خلال خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وانخفضت إيرادات قناة السويس في سبتمبر الماضي بنسبة 4.4% إلى 448.8 مليون دولار من 469.7 مليون دولار خلال الشهر نفسه من العام 2014. ورغم كل تلك الأرقام يبقى قائد الانقلاب متوهما ويسوق أوهامه على الشعب، بما يضع مصر على منحدر المجهول والانهيار المحتوم.

المصدر